حبوب تحت العين
يطلق على الحبوب البيضاء التي تظهر على الطبقة الخارجية للجلد في مناطق الأنف والذقن وأسفل الجفن وحول العينين اسم الدُخينات (ميليا) (Milia)، وهي تعرف أيضًا باسم البقع البيضاء أو بقع الحليب، وتكون تلك الحبوب عادة عبارة عن أكياس صغيرة بيضاء اللون أو صفراء مليئة بالكيراتين -الضروري لصحة خلايا الجلد والأظافر والشعر-، وتظهر هذه الأكياس ضمن مجموعات على مناطق واسعة من وجه الإنسان، وتشيع الإصابة بأعراض الميليا عند الأطفال، فقد تبين أنها موجودة عند ما يقرب من نصف الأطفال حديثي الولادة، وتظهر تحديدًا على مناطق الخدين والذقن والأنف لديهم، ولا تتطلب أي علاج طبي نظرًا لأنها تختفي وتُشفى تلقائيًا ولا يقتصر ظهور تلك الحبوب على الأطفال، فهي تصيب أيضًا البالغين والكبار، فيشيع ظهورها كثيرًا في مناطق الخدين وتحت العين.
علاج حبوب تحت العين
من المعلوم أن حبوب الدخينات تختفي تلقائيًا في الشهور الأولى عند الأطفال الرضع، فهي لا تحتاج إلى أي علاج، والأمر ذاته يسري على بعض حالات الإصابة عند البالغين، إذ إنها تختفي تلقائيًا أيضًا، ومع أن حبوب الدخينات تحت العين ليست ضارة للإنسان، فإن بعض الأفراد يفضلون إجراء عمليات تجميلية للتخلص منها، وينبغي للأشخاص تجنب الضغط على تلك الحبوب بأيديهم، فهذا الأمر قد يُهيج الجلد ويؤذي المنطقة الحساسة تحت العين، وعلى العموم تتضمن الوسائل المتبعة لعلاج الحبوب تحت العين كلًا من الأمور التالية:
- التقشير الكيميائي: يوصي طبيب الأمراض الجلدية أحيانًا بالتقشير الكيميائي للتخلص من حبوب الدُخينات، وتتضمن قائمة المواد المستخدمة في عملية التقشير كلًا من حمض اللاكتيك، وحمض الجليكوليك وحمض الصفصاف (حمض الساليسيليك). ولمّا كانت المنطقة تحت العين حساسة للغاية، كان من الضروري توخي الحذر الشديد حين استخدام عملية التقشير، لذلك ينصح دائمًا باستشارة الطبيب الاختصاصي قبل استعمال المواد الكيميائية المقشرة.
- التذرية الليزرية: يستخدم الطبيب في هذه الوسيلة العلاجية جهازَ ليزرٍ صغير وموجه نحو حبوب الدُخينات بهدف فتح المسام والتخلص منها، فهذا الأمر يؤدي إلى إطلاق الكيراتين العالق.
- العلاج بالتبريد: يكون العلاج بالتبريد في بعض الحالات وسيلة علاجية جيدة لحبوب الدخينات، إذ إنه يَستخدم النتروجين السائل لتجميد تلك الحبوب والتخلص منها، ولكنه قد لا يكون خيارًا مناسبًا للحبوب الموجودة تحت العين نظرًا لحساسية المنطقة هناك، والتأثيرات الجانبية التي يخلفها مثل الندوب والآلام وتغير لون صبغة الجلد.
بالإضافة إلى ما سبق، ثمة بعض المنتجات والمستحضرات التي تباع دون وصفة طبية وتكون مفيدة في علاج حبوب الدُخينات، ويشترط في حالات كهذه الانتباه إلى الملصق الموجود في تلك المنتجات لاكتشاف مدى صلاحيتها للاستخدام تحت العين؛ فهذه المنطقة حساسة جدًا، لذلك تتطلب اختيار منتجات مصنوعة تحديدًا للمحافظة على سلامة العين، ويُنصح في حالات كهذه باستعمال منتجات محتوية على أحماض ألفا هيدروكسي الموضعية، مثل حمض الجليكوليك وحمض اللبنيك، فهي مفيدة جدًا لصحة البشرة، وتوجد تحديدًا في مستحضرات المواد القابضة، ومنتجات تقشير الجلد وماسكات الوجه المختلفة، ويمكن استخدام الكريمات المحتوية على حمض الصفصاف، فهو من المواد المفيدة في تقشير خلايا الجلد الميتة، وإطلاق الكيراتين المحاصر بين طبقات الجلد، كذلك تفيد المنتجات المحتوية على مكونات الريتينويد في تعزيز دورة حياة الخلايا والتخلص من الخلايا الميتة والسموم المحبوسة في منطقة سطح الجلد.
من جهة أخرى يجب على الشخص أن يحرص على تنظيف الجلد في مكان ظهور حبوب الدُخينات، ويلجأ بعدها إلى تقشير الجلد بلطف عبر استخدام منشفة نظيفة مبللة بالماء وفركها على الجلد للتخلص من الخلايا الميتة، وقد يتطلب الأمر أيضًا للتخلص من الخلايا الميتة الاستحمام بالماء الساخن وترك الدش مفتوحًا ليتشكل البخار المفيد في تسريع عملية التقشير، كذلك يمكن اتباع بعض الوصفات المنزلية مثل استخدام ماء الورد وعسل المانوكا، ومزجهما معًا لتشكيل ماسك طبيعي للوجه؛ فهذان المكونان يحتويان على خصائص مضادة للالتهابات وفقًا لما أظهرته بعض الدراسات العلمية. ويمكن أيضًا استخدام الواقي الشمسي؛ فهو يحمي جلد الوجه من الأشعة فوق البنفجسية ويخفف تهيج الجلد المسبب لحبوب الدُخينات، ولا بد هنا من اختيار واقٍ شمسي مصمم لحماية الوجه، ويكون عامل الحماية من أشعة الشمس 30 أو أكثر. وتحتوي معظم منتجات الوقاية من الشمس الملائمة للجلد على الزيت المعدني عوضًا عن الزيوت الأخرى التي قد تتسبب في انسداد مسام الجلد، ومع ذلك ينبغي للشخص أن يتحرى مكونات واقي الشمس بعناية قبل شرائه للتأكد من عدم احتوائه على مادة مثيرة للحساسية.
الوقاية من حبوب تحت العين
لا تعد حبوب الدخينات تحت العين أمرًا خطيرًا، بيد أن الشخص يستطيع وقاية نفسه منها عبر شراء مستحضرات مصل الليلية المحتوية على فيتامين هـ أو فيتامين أ الموضعي، فهذه المستحضرات مصرح باستخدامها لتخفيف أعراض بعض الحالات التي تصيب منطقة تحت العين، وتكمن أهمية هذه المستحضرات في دورها الهام في تعزيز رطوبة الجلد ونمو الخلايا أثناء النوم، وهذا الأمر حيوي جدًا للأفراد الذين يتقدمون في العمر وتتراجع قدرة أجسامهم على تقشير خلايا الجلد الميتة طبيعيًا. وربما يكون من المفيد أيضًا تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامينات ضرورية للبشرة وصحتها، ويشكل هذا الأمر أولويةً قصوى عند الأفراد الذين يفتقر نظامهم الغذائي إلى الأطعمة الغنية بالفيتامينات، وتتضمن قائمة المكملات الموصى باستخدامها كلًا من فيتامين هـ وفيتامين ب3 ومجموعة فيتامينات ب.
أسباب حبوب تحت العين
تظهر الدخينات أو الحبوب تحت العين عند الإنسان عندما تعلق خلايا الجلد الميتة أو الكيراتين (بروتين موجود في الجلد والشعر) تحت سطح الجلد مشكلةً نتوءًا شبيهًا ببثرة بيضاء، وما يزال سبب ظهور الدخينات غير واضحٍ حتى الساعة، بيد أنه يختلف كليًا عن حب الشباب؛ إذ إن حب الشباب يتأثر بهرمونات الجسم ويسبب الالتهاب. ويحتمل أن تكون الأضرار الناجمة عن التعرض إلى أشعة الشمس عاملًا مساهمًا في ظهور حبوب الدخينات، فهي تجعل الجلد خشن الملمس، فيصعب بذلك على خلايا الجلد الميتة أن ترتفع إلى أعلى سطح الجلد وتتساقط طبيعيًا. وعلى العموم، ترتبط الإصابة بالدخينات أيضا بأنواع أخرى من تلف الجلد، سواء تلك المتعلقة بالإصابة أم بدواء أم بمرض.