اسباب نقص هرمون التستيرون

نقص هرمون التستوستيرون

تُعد الخصيتين مسؤولتين عن تصنيع هرمون التستوستيرون أو هرمون الذكورة، الذي له أهمية كبيرة في إكساب الرجل للصفات الجنسية والجسدية الخاصة به، كما يلعب هرمون التستوستيرون دورًا حيويًا في انتاج الحيوانات المنوية، وبناء العضلات، والعظام، والشعر، وخلايا الدم الحمراء، لكن أحيانًا يُصاب الرجل بنقص في مستوى هذا الهرمون في جسمه نتيجة للإصابة ببعض الأمراض أو حتى بسبب تناول بعض الأدوية، وقد يطرأ انخفاض على مستوى هذا الهرمون لأسباب طبيعية ناجمة عن تقدم الرجل بالعمر أيضًا، وهذا في المحصلة يؤدي إلى انخفاض مستوى الرغبة الجنسية لدى الرجل وحصول تغيرات في توزيع الدهون والعضلات في الجسم، فضلًا عن إحداث مشاكل أخرى تتعلق بقدرات الانتصاب، والنوم، والمزاج، وغيرها من المشاكل التي سترد لاحقًا.

أسباب نقص هرمون التستوستيرون

نجح الباحثون في تصنيف أسباب الإصابة بنقص التستوستيرون إلى ثلاث مجموعات، هي: نقص التستوستيرون الأولي، ونقص التستوستيرون الثانوي، ونقص التستوستيرون الثالثي، ويُمكن شرح هذه الأسباب كما يلي:

• أسباب نقص التستوستيرون الأولي: يُمكن الدلالة على هذه الأسباب أيضًا عبر استخدام مصطلح “قصور الغدد التناسلية الأولي”، الذي يشير إلى الإصابات أو القصور الحاصل في الأعضاء الرئيسية المسؤولة عن انتاج التستوستيرون، بما في ذلك الخصيتين عند الرجال والمبيضين عند النساء، ومن بين الإصابات أو المشاكل التي تؤدي إلى قصور الغدد التناسلية الأولي كل من الإصابة بالتهاب الخصيتين، والنكاف، والخضوع لجلسات العلاج الكيماوي أو الاشعاعي، والتعرض لإصابات مباشرة في الخصيتين أو كيس الصفن، والخصية غير النازلة، والإصابة ببعض المشاكل أو المتلازمات الجينية، فضلًا عن التقدم بالعمر وإزالة المبيضين عند النساء.
• أسباب نقص التستوستيرون الثانوي والثالثي: يُطلق البعض على مشاكل الغدة النخامية المؤدية إلى نقص التستوستيرون اسم “قصور الغدد التناسلية الثانوي”، بينما يُطلقون على مشاكل غدة ما تحت المهاد أو الوطاء التي تؤدي إلى نقص التستوستيرون اسم “قصور الغدد التناسلية الثالثي”، وهنالك تشابه كبير في أسباب كِلا هاذان النوعان من نقص التستوستيرون، وقد تتضمن هذه الأسباب –مثلًا- الإصابة بالأورام داخل الغدة النخامية أو تحت المهاد، والخضوع للعلاج الكيماوي لمجابهة الأورام القريبة من هاتان الغددتان، وهبوط مستوى التروية الدموية لهاتين الغدتين، وحصول التهاب فيهما نتيجة للإصابة بالإيدز أو السل، فضلًا عن أخذ المنشطات الرياضية.
• أسباب أخرى: يتحدث بعض الخبراء عن وجود أسباب أخرى لنقص التستوستيرون يصعب تصنيفها ضمن المجموعات المذكورة مسبقًا، ومن بين هذه الأسباب –مثلًا- السمنة وزيادة الوزن؛ فمن المعروف أن تراكم الخلايا الدهنية يؤدي إلى زيادة في وتيرة تحويل التستوستيرون إلى هرمون آخر هو هرمون الأستروجين، ومن من الأسباب الأخرى المحتملة وراء نقص هرمون التستوستيرون كل من مرض السكري، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى، والتدخين، والمخدرات.

وعلى أي حال، يصعب تحديد المستوى الطبيعي لهرمون التستوستيرون عند الرجال؛ لإن مستوى هذا الهرمون يتباين خلال ساعات اليوم ويُمكن لعوامل كثيرة أن تؤثر على مستواه؛ كنوعية الغذاء، وشرب الكحول، وبعض أنواع الأدوية، فضلًا عن العمر؛ إذ يظهر نقص التستوستيرون عند 40% من الرجال بعمر 45 سنة وأكثر، ومن المثير للاهتمام أن بعض الخبراء باتوا يتحدثون عن وجود علاقة بين الإصابة بنقص التستوستيرون وبين الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم.

علامات نقص هرمون التستوستيرون

يوجد الكثير من العلامات الدالة على الإصابة بنقص التستوستيرون، منها الآتي:

• مواجهة صعوبة في الوصول أو الحفاظ على الانتصاب؛ لإن لهرمون التستوستيرون دورٌ مهم في حدوث انتصاب العضو الذكري، لكن بالطبع هنالك عوامل أخرى يُمكن أن تؤدي إلى ضعف الانتصاب؛ كالتدخين، ومشاكل الغدة الدرقية، وارتفاع مستوى الكوليسترول وغيرها.
• انخفاض مستويات الطاقة والحيوية في الجسم والشعور بالإعياء والتعب حتى بعد الراحة.
• ظهور مشاكل وتغيرات تمس المزاج والبنية النفسية لدى الرجل وربما الاكتئاب أيضًا.
• زيادة في تراكم الدهون في الجسم وربما زيادة في حجم الثديين عند الرجال أيضًا.
• انخفاض الكتلة العضلية لكن دون انخفاض القوة أو الوظيفة العضلية.
• انخفاض حجم السائل المنوي وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالعقم.
• مواجهة مشكلات تتعلق بالنوم؛ إذ إن كثير من الرجال الذين يعانون من نقص هرمون التستوستيرون يعانوا أيضا من انقطاع النقس النومي أو توقف التنفس أثناء النوم.
• انخفاض كتلة العظام وزيادة خطر التعرض للكسور.
• سقوط الشعر، خاصة عند الرجال الكبار بالسن.
• انخفاض مستوى الرغبة الجنسية.

زيادة هرمون التستوستيرون

يلجأ الأطباء إلى صرف العلاجات الهرمونية لتعويض النقص الحاصل في مستوى هرمون التستوستيرون في أجسام الرجال، لكن يجب في البداية التأكد من إصابة الرجال بهذه المشكلة ومعاينة الاعراض الدالة على ذلك لديهم، ولحسن الحظ فإن العلاجات الهرمونية التي تحتوي على هرمون التستوستيرون تتوفر بأشكال كثيرة، منها ما يأتي على شكل كريمات، أو حقن، أو رقع جلدية أو فموية، لكن يوجد بالطبع بعض الأعراض الجانبية لهذه العلاجات التي من الضروري توعية المريض بشأنها، وهذا الأمر قد يدفع ببعض الرجال إلى التساؤل عن إمكانية رفع مستويات التستوستيرون طبيعيًا أو غذائيًا، وهنا يرد الخبراء بالتأكيد على وجود الكثير من الأطعمة التي تزيد من هرمون التستوستيرون، مثل:

• سمك التونة: يحتوي سمك التونة على كميات كبيرة من فيتامين د، الذي لي دورٌ في انتاج هرمون التستوستيرون، كما يحتوي التونة على كميات لا بأس بها من البروتينات والدهون الصحية، ويُمكن تناوله معلبًا أو طازجًا أو يُمكن الاستعانة بأنواع أخرى من الأسماك؛ كسمك السلمون والسردين.
• الحليب قليل الدسم: يُعد الحليب مصدرًا غنيًا بفيتامين د أيضًا، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والبروتينات، وهذا يجعله صنفًا غذائيًا مناسبًا لتعزيز صحة العظام عند الرجال، والنساء، والأطفال بلا شك.
• لحوم الأبقار: على الرغم من كثرة الجدال بين الخبراء حول استهلاك اللحوم الحمراء، إلا أن هذه المنتجات خاصة كبد الأبقار تبقى في النهاية غنية بفيتامين د واللحم البقري المفروم غني بالزنك، وغيرها من العناصر الغذائية التي تُساهم في انتاج هرمون التستوستيرون.
• المحار: يشتهر المحار بكونه مصدرًا غنيًا بعنصر الزنك، الذي يُعد ضروريًا لإنتاج الكثير من الهرمونات في الجسم، بما في ذلك هرمون التستوستيرون، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على سلطعون أو جراد البحر.

مضاعفات نقص هرمون التستوستيرون

تتباين المضاعفات الناجمة عن نقص التستوستيرون اعتمادًا على الفئة العمرية التي ظهرت فيها هذه المشكلة؛ فمضاعفات نقص التستوستيرون التي تظهر أثناء مراحل الطفولة تختلف نوعًا ما عن تلك التي تظهر أثناء سنوات البلوغ، لكن وعلى العموم تتضمن بعض أبرز مضاعفات نقص التستوستيرون ما يلي:

• تضخم أنسجة الثدي أو الإصابة بما يُعرف بتثدي الرجال.
• حصول شذوذ في نمو الأعضاء التناسلية.
• ضعف الانتصاب.
• هشاشة العظام.
• العقم.