يوجد عدد كبير للغاية ولا حصر له من المرادفات والمصطلحات المعقدة نوعًا ما في عالم المال والأعمال والمحاسبة والاقتصاد ، وإذا أراد رجل الأعمال أن يكون بالفعل صاحب التقدم والريادة في مجال عمله ، فيجب أن لا يغيب عنه عدد كبير جدًا من المفاهيم والأسس المتعلقة بالاقتصاد والمحاسبة والتسويق وغيرهم من العلوم المتعلقة بالأعمال قدر الإمكان ، ومن هذه المفاهيم هو مفهوم جودة المراجعة .
تعريف جودة المراجعة
جودة المراجعة ليست جانب واحد فقط من جوانب الجودة وإنما هو مفهوم يرتكز على عدد كبير جدًا من جوانب الجودة المتعلقة بأعمال المراجعة داخل مؤسسات العمل والشركات العامة والخاصة ، أما التعريف التقليدي والمتعارف عليه لـِ جودة المراجعة ؛ فهو يُعني المراجعة الدقيقة التي يُمكن من خلالها التوصل إلى الأخطاء الأساسية والمخالفات التي قد اقترفها بعض العمال أو الموظفين ، بينما أشار البعض إلى أن جودة المراجعة الحقيقية تكمن في عوامل أخرى أكثر دقة وعمق وهي تتعلق بشكل مباشر بمدى جودة واحترافية الموظف القائم على عملية المراجعة ، وبالتالي ؛ تتحسن جودة المراجعة وتكون إيجابية ونافعة للعمل والمؤسسة ككل .
أهداف مراجعة الجودة
هناك مجموعة من الأهداف والأبعاد المُحددة التي يُمكن من خلالها الحصول على مراجعة ذات درجة جودة فائقة ، على النحو التالي :
- إعداد خطة صحيحة لإتمام عملية المراجعة .
- أن يكون القائم على عملية المراجعة ذو خبرة ومهارة واحتراف .
- القدرة على تنفيذ أعمال المراجعة في أي وقت وفي أي مكان لتجنب الأخطاء .
- القدرة على تنفيذ المراجعة الجيدة عبر العمل الميداني .
- الالتزام بالأسس والمعايير الخاصة بالمنظمات المهنية العالمية ولا سيما في مجال عمل الشركة .
- القدرة على الوصول إلى الأهداف المأمولة من إتمام عملية المراجعة بأقل وقت وبأعلى مستوى .
أهمية جودة المراجعة
هناك أيضًا عدد كبير من الفوائد الجمة الناتجة عن تطبيق مفهوم جودة المراجعة بشكل صحيح ومستوى احترافي متقدم ، ومن أهمها ، ما يلي :
- تُساعد صاحب العمل على تجنب الوقوع في أي أخطاء متعلقة بنتائج العمل ، ومن ثَم يتمكن من اتخاذ القرار السليم فيما يخص مسيرة العمل .
- تُساعد على تحسين الأوراق والمستندات والوثائق الخاصة بالعمل ؛ حيث أن ذلك من شانه أن يجعل تلك الوثائق خالية من كل أنواع الأخطاء سواء المهنية أو اللغوية والنحوية أيضًا .
- مرحلة المراجعة تُعد مرحلة هامة جدًا من مراحل تنفيذ المهام المختلفة داخل مؤسسات العمل ، وبالتالي فهي تُساعد على بناء جسر من التعاون والتفاهم بين أفراد العمل سواء المعنيين بالتنفيذ أو المراجعة من أجل الوصول إلى أفضل مستوى لتلك المهام .
- تُعزز من أهمية وظائف المراجع الحسابي والمراجع اللغوي ، وتُساعد على بناء كوادر محترفة قادرة على تدريب عدد أكبر من الشباب على الالتزام بأهم بنود وخطط المراجعة في كل مجالات العمل .
- ونظرًا إلى أن مهنة المراجع من المهن التي لا تلقى استحسان لدى عدد كبير من الأشخاص ، لأنها دائمًا ما تكون مهملة وليست ذات فائدة تُذكر داخل المؤسسات ، أما الان بعد تطبيق نظرية جودة المراجعة ؛ فقد أصبح المراجع ذات قدر عالي من الأهمية داخل مؤسسة العمل خصوصًا إذا كان ذو خبرة وكفاءة ومهارة .
- تُساعد بطبيعة الحال على الوصول إلى نتائج أكثر من رائعة فيما يخص الخدمات والمنتجات والأعمال التي تُقدمها مؤسسة العمل أو الشركة ولا سيما إذا كان يتم تطبيق الجودة في المراجعة بطريقة صحيحة وبالاعتماد على خبراء .
مخاطر إهمال جودة المراجعة
ومن جهة أخرى ؛ فإن خبراء الأعمال وأصحاب الشركات ورؤساء مؤسسات العمل العامة والخاصة أيضًا يرون أن إهمال تنفيذ مبدأ الجودة الشاملة بما فيها جودة المراجعة ؛ قد يُعرض مؤسسة العمل إلى عدد كبير من المخاطر ويؤثر بشكل سلبي تمامًا على مسيرة وتقدم العمل كما يلي :
-اهتمام مؤسسة العمل بالمراجعة الدقيقة لكافة الأعمال والمهام التي يتم تنفيذها بها يقلل من قدرتها على المنافسة وعلى الوصول إلى الجمهور والعملاء بشكل جيد .
-يؤدي عدم الاهتمام بجودة المراجعة إلى تراجع الشركة وحدوث قدر كبير جدًا من الخسائر فضلًا عن أنها تؤدي إلى فقدان القدرة على المنافسة بين الشركات الأخرى وخصوصًا التي تُثدم نفس مستوى الخدمة ولكن بجودة أعلى .
-الأخطاء التي تحدث نتيجة عدم تدقيق المراجعة يؤدي إلى الوقوع في عدد كبير من الأخطاء ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ترك انطباع سيء لدى المستهلك ، بل ويؤدي أيضًا إلى قيام العملاء برفع دعاوى قضائية على الشركة خصوصًا إذا تسبب الخطأ في مشكلة كبيرة للمستهلك وهو مفهوم اخر يُعرف بـ ( المسؤولية القانونية تجاه العملاء أو تجاه الغير ) ؛ وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى عواقب وخيمة جدًا كان يُمكن تجنبها في البداية إذا ما تم تنفيذ جودة المراجعة بشكل جيد .
-إذا لم تلتزم الشركة المتضررة من عدم المراجعة بتصحيح أوضاعها والاستعانة بمكاتب مراجعة معتمدة أو مراجع ذو خبرة ومهارة ؛ فمن المرجح أنها لن تتمكن من الاستمرار في وجودها في سوق العمل .
جودة المراجعة في الصناعة
جودة المراجعة في الصنعة تعتبر أحد أهم أوجه جودة المراجعة ؛ حيث أن المراجعة في هذه الحالة لا تعني التخلص من أخطاء كتابية أما شابه ، وإنما الأمر وثيق الصلة هنا بالحصول على منتج ذو درجة غير عادية من الجودة يكون خالي تمامًا من عيوب الصناعة ، ولا بُد هنا من الاعتماد على المهندسين الخبراء في مجال الصناعة خاصةْ الشركة حتى يكون قادرًا على مراجعة كل المنتجات دون استثناء واكتشاف أي عيوب تصنيع بها وإصلاحها فورًا أو إعادتها إلى خط الإنتاج مرة أخرى قبل أن يتم خروجها للمستهلك .
وهذا الأمر من شأنه بالطبع أن يُساعد على تحسين سمعة المنتج في السوق وجذب عدد أكبر من العملاء وتقليل الشكاوى حول المنتج ، وبالتالي تتمكن الشركة من أن تثبت وجودها في السوق وتكون على قمة الشركات المنافسة .
جودة المراجعة في التعليم
أما جودة المراجعة في التعليم ؛ فهي من الأمور بالغة الأهمية والخطورة في نفس استثمار الوقت ، حيث يجب على كل مدرسة عامة أو أهلية أن يكون لديها المراقبين والمراجعين بشكل دائم للعملية التعليمية واكتشاف الأخطاء التي تحول دون تقدم الطلاب ، ومن ثَم الوصول إلى أفضل الخطط والأساليب الدراسية ، وهذا بالطبع يُساعد على تحسين جودة العملية التعليمية أيضًا بشكل فعال .
جودة المراجعة في الحسابات
رقم واحد صغير لا قيمة له قد يؤدي إلى خسارة كبيرة جدًا لدى أي مؤسسة أو شركة ، وعلى سبيل المثال ، إذا تم حساب نسبة المصروفات على أنها 1000000 بدلًا من 100000 ؛ فإن الفرق بين الرقمين بالطبع كبير جدًا وقد يؤدي إلى إفلاس الشركة إذا لم يتم تدارك الأمر وتصحيح الحسابات والأرقام فورًا ؛ ولذلك ؛ فإن مهمة المراجعة في قسم الحسابات في أي شركة عامة أو خاصة من أهم الأقسام التي يتوقف عليها عدد كبير جدًا من عوامل نجاح الشركة ؛ وبالتالي ، يجب إعطاء الاهتمام قدر الإمكان بالجودة الفائقة دائمًا في مراجعة الحسابات .