الصحة النفسية

آثار القلق والتوتر على الجسم

آثار القلق والتوتر على الجسم

 

القلق والتوتر

يُعاني الكثير من نوبات التوتر والقلق نتيجة تعرضهم لمشاكل في العمل، أو المنزل، أو العلاقات الاجتماعية، كما يمر البعض بمراحل القلق والتوتر في فترات معينة من أعمارهم، مثل؛ فترة المراهقة، وسن اليأس، والحمل، وبغض النظر عن مصدر الشعور بالتوتر، فإن الإحساس به يبقى فظيعًا ويصعب تحمله بالنسبة للبعض، لكن وفي نفس الوقت يُعد الشعور ببعض التوتر أحد الأمور المهمة والمفيدة التي تدفع الإنسان لبلوغ أهدافه وطموحاته وإيجاد حلولٍ للمشاكل التي تواجهه، وقد ينجح الكثير بإيجاد وسائل عملية وذكية للتأقلم مع التوتر، مما يُكسبهم مهارة أكبر في ترويض مصادر التوتر وتقليل حجم الآثار السلبية التي يتسبب بها على نفسياتهم وأبدانهم.

آثار القلق والتوتر على الجسم

تتضمن الآثار الجانبية التي يسببها التوتر على كل من صحة الفرد النفسية والجسدية ما يأتي:

  • أمراض القلب: على الرغم من وجود الكثير من الغموض حول هذا الأمر، إلا أن الكثير من الباحثين يؤكدون على وجود علاقة بين الإصابة بالتوتر وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ويبقى من المعروف أن التوتر هو أحد الأمور التي تزيد من معدل نبضات القلب، بالإضافة إلى مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
  • الربو: أظهرت الكثير من الدراسات أن التوتر يزيد من حدّة أعراض الربو، كما توصلت بعض الدراسات إلى حقيقة مفادها أن تعرّض الوالدين للتوتر المزمن يزيد من خطر إصابة أطفالهم بالربو.
  • السمنة: يزداد تخزين الدهون لدى أجسام الأفراد الذين يتعرضون إلى التوتر خاصةً في منطقة البطن، ويرجع سبب ذلك إلى إفراز أجسامهم لمستويات أكبر من هرمون الكورتيزول.
  • مرض السكري: يؤدي التوتر إلى دفع الأفراد إلى ممارسة الأنماط الحياتية السيئة التي تزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري، مثل؛ تناول الأطعمة السيئة وكثرة شرب الكحوليات، كما يزيد التوتر من مستوى الغلوكوز في الدم عند المصابين بمرض سكري من النوع الثاني.
  • الصداع: يُعد التوتر أحد أبرز العوامل التي تحفز ظهور نوبات الصداع، بما في ذلك نوبات الصداع النصفي والصداع التوتري.
  • الاكتئاب والقلق: يربط الخبراء بين الإصابة بالتوتر المزمن والإصابة بالاكتئاب والقلق، وقد توصلت أحد الأبحاث إلى ارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب بحوالي 80% عند الأفراد الذي لديهم توتر ناجم عن مشاكل العمل مقارنةً بالأفراد الذين لا يُعانون من التوتر.
  • ضعف الجهاز المناعي: يدخل الجهاز المناعي في حالة من الضعف والتقهقر أثناء التعرض للمواقف المثيرة للتوتر، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات، وقد ربطت بعض الدراسات التوتر والإجهاد بالأمراض التي تتضمن السرطان وأمراض الرئة وتليف الكبد، وقد اكتشف الباحثون في جامعة جونز هوبكنز أن الأطفال الذين يتعرضون للتوتر المزمن أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض العقلية إذا كان لديهم الاستعداد الوراثي
  • مرض الزهايمر: توصلت إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التوتر يزيد كثيرًا من حدّة أعراض مرض الزهايمر، بالإضافة إلى تسريع نشوء الآفات الدماغية، وهو ما يدفع الكثير من الأشخاص إلى الاعتقاد بأن تخفيف التوتر سيؤدي إلى تخفيف نسب تفاقم المرض لديهم.
  • مشاكل الأسنان واللثة: يُحاول بعض الأفراد تقليل حدّة التوتر الذي يشعرون به من خلال الأسنان، وهو ما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل الفك وتكسر الأسنان.
  • الشيخوخة المبكرة: تتوافر بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى تأثير مباشر للتوتر على الكروموسومات والجينات البشرية، مما يؤدي إلى تسارع وتيرة علامات الشيخوخة.
  • الموت المبكر: حاولت إحدى الدراسات بتفحص الآثار الصحية للتوتر عند الكبار بالسنّ الذين يعتنون بشركاء حياتهم، وقد استنتجت الدراسة أن نسب الوفاة بين هذه الفئة هي أكثر بـ 63% مقارنةً بالأفراد بنفس فئاتهم العمرية الذين لا يتعرضون لنفس المستوى من التوتر.

أسباب الإصابة بالقلق والتوتر

ينتج التوتر عن أي نوع من المحفزات الجسدية أو العاطفية أو التعرض لبعض المواقف، كما ترتبط بعض أنواع التوتر بمراحل معينة من الحياة بما في ذلك مرحلة الشيخوخة أو الانتقال إلى مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء، وتزيد بعض العوامل من زيادة التعرض للتوتر، وفيما يأتي ذكرها:

  • تجارب الحياة الصادمة.
  • الجينات الوراثية.
  • الحالات الطبية مثل؛ أمراض القلب والسكري أو الحالات المسببة للألم المزمن.
  • استخدام بعض العلاجات الدوائية.
  • الإناث أكثر عرضةً للقلق من الذكور.
  • تعاطي المخدرات.
  • التعرض للإجهاد والتوتر المستمر في العمل أو الشؤون المالية أو الحياة المنزلية.
  • الإصابة بالاضطرابات العقلية.

مضاعفات القلق والتوتر لدى الرجال

يتسبب التوتر والقلق بالتأثير سلبًا على حياة الرجل خاصةً بعدة طرق، وفيما يأتي توضيح ذلك:

  • زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات: توصلت دراسة عام 2013م أن التعرض للضغوطات العصبية تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وتعزز نمو الورم وانتشاره، إذ ينظم الجهاز العصبي الودي (SNS) استجابة الجسم للمُحارَبَةِ أَو الفِرار، بينما يعزز الجهاز العصبي اللاودي (PNS) الاسترخاء، وهي عوامل تلعب دورًا في سرطان البروستاتا، فيؤدي القلق والتوتر إلى إطلاق الجهاز العصبي الودي للنورادرينالين الكيميائي، وقد وجدت الدراسات أنه يتسبب باستجابة محفزة للسرطان، في حين تطلق الألياف العصبية للجهاز العصبي اللاودي مادة كيميائية أخرى تساعد خلايا السرطان على الانفصال والانتشار إلى مناطق أخرى من الجسم.
  • ضعف الانتصاب: يتسبب القلق والتوتر بحدوث حالة ضعف الانتصاب عند الرجال من خلال التأثير على إشارات الدماغ المنتقلة إلى القضيب، والتي تحفز بدورها من تدفق الدم المهم لإتمام عملية الانتصاب، وتشمل هذه الحالة التوتر والإجهاد المؤدي إلى الآثار الجسدية والعاطفية والمسبب لضعف الانتصاب، وهو ما يؤثر على إنتاج هرمون الذكورة التستوستيرون الذي يلعب دورًا في العديد من الوظائف الجنسية.
  • العقم لدى الذكور: يؤثر الضغط النفسي والإجهاد على مستويات هرمون تستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية ونوعيتها أو جودتها، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بالعقم.

ومن ناحية أخرى يتسبب القلق لدى الأفراد بمجموعة من المضاعفات طويلة الأجل والتي تشمل أنظمة الجسم الأخرى، وتتضمن ما يأتي:

  • الاكتئاب.
  • المشاكل الهضمية.
  • الأرق.
  • مواجهة مشكلات في العمل، أو المدرسة، أو العلاقات الاجتماعية.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • المعاناة من مشاكل الإدمان.
  • التفكير بالانتحار.
السابق
علاج ارتفاع السكر في الدم
التالي
ما سبب الرعاف

اترك تعليقاً