الصحة النفسية

أسباب آلام الخصية

أسباب آلام الخصية

 

ألم الخصية

تعد الخصيتان جزءًا من الجهاز التناسلي عند الرجال، وهي العضو المسؤول عن إنتاج المني أو الحيوانات المنوية وإنتاج هرمون التستوستيرون الذكري، وتقع الخصيتان داخل كيس بيضوي يدعى الصفن أو كيس الخصيتين، الذي يقع بين القضيب والشرج، ويقدر حجم الخصيتين عند الرجل البالغ بحجم حبتين كبيرتين من الزيتون، ولا تكونان في المستوى نفسه بل واحدة معلقة بمستوى أخفض من الأخرى، ويوجد هيكل أنبوبي خلف كل خصية يدعى البربخ، وهو الهيكل الذي يخزن وينقل الحيوانات المنوي، والحبل المنوي القادم من البطن والواصل بالخصيتين يعلق الخصيتين داخل الصفن، كما يحتوي هذا الحبل على الأوعية الدموية، والأعصاب، والأوعية الليمفاوية،وقد يعاني بعض الرجال من الألم في الخصية، وأكثر الشكاوى التي تتعلق بهذا الخصوص كانت تتمحور حول الألم في الخصية اليسرى لديهم؛ لأن الخصية اليُسرى هي أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات الصحيَّة، فما أسباب هذا الألم؟ وهل يعد خطيرًا؟

أسباب ألم الخصية

يتولد ألم الخصيتين في إحداهما أو كلتيهما، كما لا يشترط أن يكون الألم من الخصيتين، إذ يمكن أن يكون الألم نتيجة حالات أخرى تؤثر عليهما، وتوجد الكثير من الحالات الصحية التي تسبب ألمًا في الخصيتين، ونادرًا ما تستوجب هذه الحالات الإسعاف الطارئ لتجنب ضعف أو فقدان وظيفة الخصيتين، ويمكن أن يكون ألمهما حادًا أو قليلًا، كما يمكن أن يكون متقطعًا أو مستمرًا، وقد يصاحبه تورم واحمرار لونهما، كما يمكن الشعور بالغثيان والتقيؤ والحمى، وقد تتطور إصابة الخصيتين لتشمل مع الألم فقدان الخصوبة، ويشير الخبراء والباحثون إلى وجود أسبابٍ كثيرة محتملة لتفسير الآلام الحاصلة في الخصيتين، منها ما يأتي

  • التهاب الخصية: إذ من الممكن أن يحدث التهاب الخصية نتيجة عدم علاج التهاب البربخ وبالتالي يحدث التهاب في الخصية، وتشمل عدة أعراض منها تورم في الخصيتين والغثيان والقيء والحمى واحمرار كيس الضفن وأيضًا الشعور بألم في الخصية، والأشخاص الذين يعانون من التهاب الخصية يجب عليهم الحصول على العلاج الفوري، إذ تشمل العلاجات المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية، وبعض مسكنات الألم إذا كان فيروس هو سبب التهاب الخصية.
  • التهاب البربخ: يعد البربخ العضو الذي يحصل فيه نضوج للحيوانات المنوية قبل خروجها من الجسم، ويوجد أعراض لالتهاب البربخ مثل الشعور بحرارة في كيس الصفن وحدوث تورم والشعور بالألم، إذ من الممكن أن يحدث التهاب البربخ نتيجة الالتهاب التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل؛ السيلان والكلاميديا، وأيضًا قد تسبب التهابات المسالك البولية أيضًا التهاب البربخ، ويستمر التهاب البربخ لمدة لا تتجاوز 6 أسابيع، وقد يشكو آخرون كذلك من وصول الالتهاب إلى الخصيتين أحيانًا.
  • سرطان الخصية: إذ من الممكن أن يسبب الورم في الخصية الشعور بأوجاع في المنطقة، ومن الأعراض التي قد تحدث في هذه الحالة الشعور بألم في أعلى الفخذ وتورم في الخصية وأيضًا وجود كتلة في الخصية، ومن الجدير بالذكر هنا أنّ هذا النوع من السرطانات لا يمكن تشخيصه من خلال الأعراض بسبب تشابهها كثيرًا مع أعراض أمراض أخرى كالتهاب البربخ والفتق الإربي، وللأسف ما زال الباحثون غير متيقنين من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا السرطان عند الرجال، لكن فرص الإصابة به تزداد كثيرًا عند الرجال الذين لديهم أقرباء مصابين به من قبل.
  • حصى الكلى: قد تسبب حصى الكلى ألمًا في الخصيتين، ويوجد بعض الأعراض التي تحدث نتيجة حصى الكلى منها الغثيان والشعور بحرقة عند التبول ويكون البول ممزوجًا بالدم، والشعور بألم في الجزء العلوي من القضيب وآلام قوية تشنجية تمتد من الظهر إلى أعلى الفخذ بالإضافة إلى تكرار التبول، وقد ينصح الأطباء في انتظار خروج حصوات الكلى لوحدها، ولكن إذا لم تخرج بعد فترة أو بدأ الشخص يعاني من أعراض العدوى مثل الحمى فيجب عليه طلب العلاج في أسرع وقت ممكن؛ إذ يمكن أن تُعالج من خلال إجراء عملية جراحية من أجل إزالة الحصى.
  • دوالي الخصية: وهي الأوردة الكبيرة جدًا أو الملتوية في أحد الخصيتين أو كليهما معًا، وغالبًا لا تسبب دوالي الخصية حدوث أعراض، ولكن من الممكن أن يشعر الشخص عند حدوث دوالي الخصية بألم في الخصيتين عند ممارسة بعض الأنشطة البدنية، كما يمكن للرجل ملاحظة الأوردة المتضخمة في الخصية تحت جلد كيس الصفن عند إصابتها بهذا المرض، ومن الممكن أن تؤثر دوالي الخصية على خصوبة الرجل، وما تزال أسباب حدوث دوالي الخصية غير معروفة، تصل نسبة إصابة الرجال بهذا المرض إلى حوالي 15% تقريبًا.
  • الفتق الإربي: إذ يحصل الفتق عند اندفاع الأنسجة خلال جزء ضعيف من عضلات البطن، ويعد الفتق الإربي نوعًا من أنواع الفتق الذي يحدث فيه الاندفاع إلى كيس الصفن، وبالتالي تؤدي إلى الشعور بألم في الخصية وتورمها، ويستطيع الأطباء دفع الفتق الإربي إلى مكانه أو من خلال اللجوء إلى الجراحة.
  • التواء الخصية: إذ يعدّ التواء الخصية من الأمراض الطبية التي تكون خطيرة ويحدث ذلك عند التواء الخصية حول الحبل المنوي، إذ ينقل الحبل المنوي الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى مجرى البول، ويكون التواء الخصية من الأمراض الشائعة الحدوث عند الشباب وخاصةً عند الشباب الأقل من 25 عامًا، وتوجد بعض الأعراض التي تحدث نتيجة التواء الخصية مثل؛ التورم في كيس الصفن والغثيان والشعور بألم قوي على أحد جانبي كيس الصفن واحمرار في الصفن، وحسب ما جاء من جمعية المسالك البولية الأمريكية يحدث عادةً التواء الخصية أكثر على الجانب الأيسر، ويعالج التواء الخصية من خلال الجراحة لتصحيح الالتواء وإرجاع التروية الدموية إلى وضعها الطبيعي داخل كيس الصفن، وفي الحقيقة يُمكن للخصية أن تموت خلال 6 ساعات في حال إهمال علاج هذا الالتواء، وفي بعض الحالات النادرة جدًا قد يحدث إزالة للخصية إذا لم يستطع الطبيب إصلاح الالتواء، وغالبًا التواء الخصية يحدث لخصية واحدة فقط، وعند إزالتها لا يؤثر ذلك على خصوبة الرجل.
  • ضربة في الخصيتين: إذ من الممكن أن تؤدي ضربة الخصيتين إلى حدوث تورم وكدمات وأيضًا الشعور بألم، ومن الممكن أن يحدث تمزق للخصية أو يتطور إلى تورم أو ما يسمى بالقيلة الدموية التي تحدث نتيجة تجمع الدم حول الخصية وبالتالي الضغط على الخصية، مما يؤثر على تدفق الدم، كما يمكن أن يتعرّض الرجل لحادث ما أثناء ممارسته بعض الرياضات، أو اصطدامه بشيء ما أثّر بدوره على الخصيتين، وتُعد الخصية اليُسرى أكثر عرضة للتعرض للصدمات والإصابات المباشرة بسبب كونها متدلية أسفل الخصية اليُمنى.
  • احتقان الخصية أو الكرات الزرقاء، وهي المصطلح العامي لارتفاع ضغط الدم في البربخ.
  • القيلة المنوية: التي تشير إلى تشكّل كيس مليء بالسوائل داخل الوعاء الذي ينقل الحيوانات المنوية من الخصيتين، ويُمكن للمصاب ألا يشعر بأي أعراض في حال كان الكيس صغيرًا، لكن قد يشعر المصاب بألم وثقل الخصيتين في حال كبر حجم هذا الكيس.
  • القيلة المائية: التي تنشأ عن تراكم الدم والسوائل داخل إحدى الطبقات الرقيقة التي تحيط بالخصية، وعادةً ما يؤدي ذلك إلى انتفاخ كيس الصفن عند الأطفال الرضّع على وجه التحديد، لكن ولحسن الحظ فإن هذا الأمر يختفي وحده خلال سنة أو بعد الولادة.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الرجال يشعرون بألم في الخصية يمتد إلى منطقة أسفل البطن أو العكس، إذ يوجد من يشتكي من ألم أسفل البطن الذي ينزل إلى الخصية ويشعر به فيها، والأسباب التي ذكرت هي المؤدية لهذه الأعراض، ولعلاج الأمراض المذكورة يجب على المريض أن يستشير طبيبًا مختصًا حتى يحدد السبب الرئيسي للألم، فالعلاج يختلف من حالة إلى أخرى، فبعضها يحتاج إلى العلاج الدوائي كالتهاب الخصية الذي يصف له الطبيب المضادات الحيوية المختلفة، أما الاحتقان فقد يلجأ الطبيب الى إعطاء المريض بعض الأدوية، وأما عن التواء الحبل المنوي فهو عادةً ما يعالج بواسطة العمليات الجراحية، وقد يتطلب علاج سرطان الخصية أكثر من إجراء طبي كالعلاج بالأشعة، والعلاج الكيميائي، أو إجراء عمليات جراحية لاستئصال الورم.

توجد الكثير من الأسباب الأخرى التي يُمكن أن تكون مسؤولة عن الشعور بالآلام في الخصية اليُسرى أو اليُمنى، منها ما يأتي:

  • اعتلال الأعصاب السكري الذي يؤدي إلى حدوث أضرار في الأعصاب نتيجة الإصابة بمرض السكري.
  • تناول بعض أنواع الأدوية التي لها آثار جانبية سيئة؛ كعقاقير العلاج الكيماوي وبعض أنواع المضادات الحيوية.
  • الغرغرينا.
  • التهاب البروستاتا.
  • الخصية غير النازلة.
  • التهابات المسالك البولية.
  • الخضوع لعملية استئصال الأسهر.
  • التهاب الأوعية الدموية.
  • النكاف.
  • قد يعاني البعض من ألم في الخصية لسبب مجهول.

مضاعفات ألم الخصية

تتوقف نوعية المضاعفات التي قد تتسبب بها آلام الخصيتين على ماهية مسبب هذه الآلام في الأصل؛ ففي حال كان السبب هو الإصابة بالتواء الخصية، فإن المعاناة من حصول ضرر دائم في الخصيتين، أو العقم، أو خسارة الخصيتين هي أمورُ واردة في حال السكوت عن هذه المشكلة، بينما قد تؤدي الإصابة بالتهاب الخصيتين إلى حصول ضمور في الخصيتين وتشكل للسوائل والقيح داخلهما.

علاج ألم الخصية

يمكن علاج ألم الخصيتين الطفيف الذي لا يحتاج إلى عناية طبية في المنزل باتباع ما يلي:

  • ارتداء داعم طبي لدعم كيس الصفن.
  • استخدام كمادات الثلج للتقليل من ورم الصفن.
  • الاستحمام بالماء الدافئ.
  • دعم الخصيتين أثناء الاستلقاء، باستخدام منشفة توضع تحت الخصيتين.
  • استخدام بعض الادوية المسكنة للألم مثل؛ الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين.
  • زيارة الطبيب عند تفشي الألم أو عند فشل ما ذكر سابقًا، إذ يجري الطبيب فحصًا كاملاً منطقة البطن والفخذ لتحديد المسبب، كما يمكن أن يطلب من المريض إجراء الفحوصات الآتية:
    • التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية للخصيتين والكيس الصفني.
    • تحليل البول.
    • فحص إفرازات البروستاتا، الأمر الذي يتطلب فحص المستقيم.
  • أخذ العلاج المناسب بعد تحديد مسبب الألم، ويتضمن العلاج ما يلي:
    • المضادات الحيوية لعلاج أي عدوى.
    • عملية جراحية لفك الخصية إذا كان المريض يعاني من التواء الخصية.
    • عمل تقييم جراحي للتصحيح المحتمل للخصية المختفية.
    • استخدام مسكنات الألم.
    • عمل جراحة للحدّ من تراكم السوائل في الخصيتين.
  • في حال كان المسبب حالة خارجية، كحصى الكلى أو السكري فيجب معالجة الحالة الأصلية للتخلص من ألم الخصية، كما يعالج سرطان الخصيتين بالطرق التقليدية لعلاج السرطان، أي باستخدام العلاج الإشعاعي أو الكيماوي، أو حتى استئصال إحداهما أو كلتيهما.

الوقاية من ألم الخصية

توجد بعض الإجراءات التي يمكنك اتباعها للتقليل من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بألم الخصيتين، ولكن لا يمكن منع جميع الحالات من آلام في الخصيتين، وتشمل الإجراءات الواجب اتباعها ما يلي:

  • افحص الخصيتين مرة واحدة في الشهر لمراقبة التغيرات التي قد تحدث مثل وجود الكتل.
  • ارتدي داعمًا رياضيًا لمنع حدوث الإصابات في الخصيتين.
  • أفرغ المثانة تمامًا عند التبول لتجنب حدوث التهاب المسالك البولية.
  • استخدم الواقي الذكري عند الجماع.

ويجب عليك زيارة الطبيب فورًا عند استمرار الألم، بالرغم من ممارسة ما ذكر أعلاه.

السابق
اعرف مرضك بنفسك
التالي
أعراض نقص الحديد في جسم الإنسان

اترك تعليقاً