الصحة النفسية

أسباب اصفرار الوجه المفاجئ

أسباب اصفرار الوجه المفاجئ

اصفرار الوجه المفاجئ

يعاني الإنسان من اصفرار بشرة الوجه والجسم نتيجة إصابته باليرقان، وهو اصفرار بشرة الجسم وبياض العين نتيجة ارتفاع مستويات المادة الصفراوية البيليروبين في الدّم، وقد يمتد هذا الاصفرار إلى أنسجة الجسم وسوائله، فيحتمل أن يتبول المريض بولًا غامق اللون، وكما هو معلوم يرجع البيليروبين إلى كريات الدم الحمراء؛ فعندما تموت كريات الدم الحمراء طبيعيًا ينتج عن هذه العملية إطلاق الجزيء الحامل للأكسجين داخل الخلايا، الهيموغلوبين إلى الدم، ثم سرعان ما يتحول الهيموغلوبين إلى البيليروبين، وعمومًا يتولى الكبد مسؤولة التخلص من البيليروبين في الدم وتعديله وإفرازه ضمن العصارة الصفراوية التي تتدفق إلى الأمعاء، إذ يُطرح البيليروبين مع البراز، وبناء على ذلك يصاب الإنسان باليرقان إذا حدث أمرًا أعاق عملية تدمير كريات الدم الحمراء وطرح البيليروبين؛ ويعزى هذا الأمر غالبًا إلى زيادة تدمير كريات الدم الحمراء (انحلال الدم)، أو إلى المعاناة من أمراض الكبد المؤثرة على وظيفته في التخلص من البيليروبين، أو إلى إعاقة تدفق العصارة الصفراوية إلى الأمعاء.

وعلى العموم يقاس مستوى البيليروبين في الدّم عبر تحليل دمٍ يعرف باسم تحليل البيليروبين، فهو يقيس مستوياته في الدم بوصفها السبب المسؤول عن الإصابة باليرقان، وتقاس تلك المستويات بوحدة الميللغرام لكل ديسيلتر، وتتراوح مستوياتها الطبيعية عمومًا عند البالغين والأطفال بين 0.3 و0.6 ملغ/ديسيلتر، وحوالي 97% من الأطفال الذين يولدون بعد 9 أشهر من الحمل لديهم مستويات أقل من 13 ملغ/ ديسيلتر، فإذا كانت المستويات أعلى من هذا الرقم كان من الضروري إخضاعهم للفحص والرعاية الطبية.

أسباب اصفرار الوجه المفاجئ

ثمة مجموعة متنوعة من الأسباب المؤدية إلى الإصابة باليرقان واصفرار الوجه عند الإنسان، ويأتي في مقدمتها ما يلي:

  • التهاب الكبد: يصاب الإنسان بالتهاب الكبد نتيجة العدوى، أو أمراض المناعة الذاتية، أو خسارة كمية كبيرة من الدم، أو تناول بعض الأدوية، أو المشروبات الكحولية، ويكون الالتهاب إما حادًا أو مزمنًا، وتتضمن أعراضه الشائعة اصفرار البشرة وبياض العين، والمعاناة من الإعياء والخمول والغثيان والقيء وفقدان الشهية وحكة الجلد.
  • يرقان الرّضع: يعاني بعض الأطفال حديثي الولادة من اليرقان بعد مرور مدة وجيزة على ولادتهم، إذ تكون مستويات البيليروبين مرتفعة جدًا في الدم لديهم، وغالبًا ما يختفي اليرقان في حالات كهذه تلقائيًا عند نمو كبد الطفل ورضاعته الحليب، بيد أن المستويات المرتفعة جدًا قد تعرض الطفل إلى خطر الإصابة بالشلل الدماغي، لذلك ينبغي مراقبة أعراض اليرقان بعناية فائقة عند الرضيع.
  • الثلاسيميا: تعرف الثلاسيميا بأنها اضطراب وراثي في الدم ينتج الجسم فيه أشكالًا غير طبيعية من الهيموغلوبين ويسبب التدمير الكثيف لكريات الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم، وينطوي هذا المرض على أعراض كثيرة نذكر منها: تشوهات العظام (خاصة في منطقة الوجه)، والبول الداكن، وتباطؤ النمو، والتعب والإعياء الشديدين، واصفرار البشرة وشحوبها.
  • سرطان البنكرياس: يصاب الإنسان بسرطان البنكرياس عندما تنمو خلاياه نموًا خارجًا عن السيطرة، ويصعب في الكثير من الأحيان اكتشاف المرض مبكرًا، فلا يُشخص غالبًا إلا في مراحل متقدمة، وعمومًا تشمل الأعراض الشائعة كلًا من اصفرار الوجه وبياض العين، وفقدان الشهية، وخسارة الوزن دونما مبرر، والإحساس بآلام البطن وأسفل الظهر، وتشكل جلطات الدم.
  • التهاب الكبد الكحولي: يعاني الإنسان من التهاب الكبد الكحولي جرّاء استهلاك كميات كبيرة من المشروبات الكحولية على مدار مدة زمنية طويلة، وتختلف أعراض المرض تبعًا لمدى الأضرار اللاحقة بالكبد، بيد أنها تشمل عمومًا كلًا من اليرقان، وآلام البطن وتورمه، والغثيان، والقيء، وخسارة الوزن، والإعياء، وسهولة حدوث النزيف والكدمات.
  • حصى المرارة: تتشكل حصى المرارة عند الإنسان بسبب وجود تركيزات عاليةً من المادة الصفراوية أو البيليروبين أو الكولسترول في السائل المخزن داخل المرارة، ولا تظهر أعراض المرض على الشخص إلا حينما تسبب تلك الحصى انسداد فتحة المرارة أو القناة الصفراوية، فيشعر المريض حينها بآلام في المعدة أو الجزء العلوي الأيمن من البطن بعد تناول الأطعمة الغنية بالدهون، ويترافق الألم كذلك مع أعراض أخرى مثل؛ اصفرار الوجه والغثيان والقيء والبول الداكن والإسهال.
  • انسداد القناة الصفراوية: تشكل حصى المرارة السبب الأكثر شيوعًا لانسداد القناة الصفراوية، بيد أنها ترجع أيضًا إلى جملة من الأسباب مثل؛ أمراض الكبد أو المرارة، أو الأورام أو تلف الكبد أو الالتهابات، وتتضمن أبرز الأعراض الشائعة لانسداد القناة الصفراوية كلًا من حكة الجلد الشديدة، والبول الداكن، واصفرار الوجه، وبياض العين، والغثيان والقيء، والحمى، والآلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن.

أعراض اصفرار الوجه المفاجئ

لا تظهر أعراض اليرقان عند الإنسان في الكثير من الأحيان، فلا تشخص إصابته إلا عبر الصدفة عندما يجري فحصًا طبيًا روتينيًا، وتعتمد شدة الأعراض وظهورها على الأسباب الكامنة وراء اليرقان ومدى تطور المرض عند الشخص ومدته؛ فحالات اليرقان قصيرة الأمد تسبب معاناة الشخص من اصفرار الوجه المترافق مع أعراض أخرى مثل: الحمى، والقشعريرة، وآلام البطن، والبول الداكن، والمعاناة من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، وقد يعاني الشخص كذلك من خسارة الوزن وحكة الجلد إذا لم يكن اليرقان ناتجًا عن الإصابة بالعدوى، وتكون آلام البطن من الأعراض البارزة لحالات اليرقان الناجمة عن سرطان البنكرياس والقناة الصفراوية.

علاج اصفرار الوجه المفاجئ

يعتمد علاج اليرقان المسبب لاصفرار الوجه على السبب الكامن وراءه؛ فالعلاج يهدف حصرًا إلى التخلص من السبب وليس علاج أعراض اليرقان بحدّ ذاتها، فعلى سبيل المثال إذا كان اليرقان ناجمًا عن فقر الدم في الجسم، فقد يوصي الطبيب حينها بضرورة تناول مكملات الحديد الغذائية أو تناول كميات أكبر من الأطعمة الغنية بالحديد، أما اليرقان الناجم عن التهاب الكبد الوبائي بأنواعه المختلفة فيتطلب من المريض تناول الأدوية المضادة للفيروسات وأدوية الستيرويد، كذلك يُعالج اليرقان الناجم عن التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية عبر تغيير تلك الأدوية، وبطبيعة الحال ترتبط الإصابة بمرض اليرقان في المقام الأول بسلامة وظائف الكبد، لذلك يمكن الوقاية منه عبر المحافظة على صحة الكبد عبر اتباع نظام غذائي يومي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب استهلاك المشروبات الكحولية.

السابق
أضرار زيادة فيتامين د في الجسم
التالي
علاج حكة الانف

اترك تعليقاً