الصحة النفسية

أسباب اللهاث عند المشي

أسباب اللهاث عند المشي

اللّهاث

يدل اللّهاث على مشكلة ضيق التنفس وسرعته والتي تعترضنا في الحياة اليوميّة عند أداء مجهود بدني شاق سواءً في العمل أو عند ممارسة التّمارين الرياضيّة، ولكن يوجد من يعاني من اللهاث عند أداء أبسط المجهودات اليومية، مثل: المشي لفترة قصيرة، أو صعود الدرج أو حمل وزن غير ثقيل.

ويعاني بعض الأشخاص من اللهاث دون ممارسة أيّ مجهود، وهذه دلالة على وجود عوامل مرضية، إما في الرئتين، أو في القلب والشرايين، تؤدّي لحدوثه بشكل مزمن، لكن معظم الذين يُعانون من هذه المشكلة لا يُلقون بالًا لهذا الأمر ولا يراجعون الطّبيب، وفي هذا المقال ذكر معظم الأسباب المرضية الكامنة وراء المعاناة من هذه المشكلة المزمنة، ومتى يكون اللهاث طبيعيًّا ومتى يكون دلالةً على وجود مرض.

يحدث اللهاث الطبيعي عند ممارسة الشخص لمجهود بدني شاق، فيحرق السّعرات الحرارية بسرعة لتزويد الجسم بالطّاقة اللازمة وإنتاج الحرارة، لذا يحتاج الجسم لكميّات أكبر من الأكسجين لحرق هذه السعرات ولتزويد كافة خلاياه بالأكسجين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لزيادة تدفُّقه بسرعة في الجسم لكي تتمكّن كريات الدم الحمراء من نقل الكمية الزائدة من الأكسجين التي يحتاجُها الجسم لتغطية العمليّة الاستقلابية السّريعة وحرق السعرات الحرارية.

أسباب اللهاث عند المشي

توجد الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإحساس باللهاث أو ضيق النفس، ويُمكن شرح أبرز هذه الأسباب على النحو الآتي:

أسباب اللهاث المتعلقة بالرئتين

يشير الخبراء إلى وجود مجموعة كبيرة من الأمراض الرئوية المسببة للّهاث، وقد تحتاج بعض هذه الأمراض إلى رعاية طبية عاجلة للتعامل معها، ويُمكن شرح أبرز هذه الأمراض على النحو الآتي:

  • تضيُّق القصبات الهوائيّة الناجم عن الإصابة بالربو، إذ تتجمّع المواد المخاطية والبلغم داخل القصبات الهوائية، مما يمنع ذلك الأكسجين من الدخول إلى الرئتين جيدًا، لذا يجب استخدام البخاخ الفموي الخاص بتوسيع القصبات.
  • الانسداد أو الانصمام الرئوي، إذ غالبًا ما يكون ناتجًا عن جلطة دموية تكونت في أماكن أخرى في الجسم، مثل الساق أو الحوض ، ثم انتقلت إلى الرئة، وفي هذه الحالة يُعاني المصاب من ضيق في التنفس واللهاث، وعند المعاناة من هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب فورًا.
  • الالتهاب الرّئوي نتيجة التعرض لعدوى مرضيّة، فيعاني المريض من لهاث وسعال حاد وضيق في التّنفس، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب لوصف المضادات الحيوية المناسبة لعلاج الالتهاب الرئوي.
  • الإصابة بانهيار جزئي للرئة ناجم عن تمزّق صغير في سطحها، إذ يصبح الهواء محاصرًا في الفراغ حول الرئتين، وهذا ما يعرف باسم استرواح الصدر.
  • الإصابة بالتَّليف الرئوي مجهول السبب، وهي حالة رئوية نادرة.
  • الإصابة بالخانوق، الذي ينجم عن أحد أنواع العدوى الفيروسية.
  • الإصابة بالتهاب لسان المزمار، الذي ينشأ عن تورّم الأنسجة التي تغطي القصبة الهوائية.

أسباب اللهاث المتعلقة بالقلب

يواجه القلب صعوبات في ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى سائر أعضاء الجسم عند إصابته بالمشكلات أو الأمراض، وهذا يؤدي في المحصلة إلى الإصابة باللهاث أو ضيق النفس، وتوجد الكثير من أنواع أمراض القلب، منها:

  • الإصابة بفشل عضلة القلب، وهي حالة تهدد الحياة ويجب إسعاف المريض بسرعة وأخذه إلى المشفى.
  • التَّعرض لنوبة قلبيّة يترافق معها الشّعور بصعوبة شديدة بالتَّنفس، ويجب حينها إعطاء المريض الإسعافات الأولية اللازمة.
  • التَّعرض للذبحة الصّدرية، إذ يشعُر المريض بألم وضغط شديدين في الصَّدر، ويُعاني من ضيق شديد في التنفس.
  • اضطرابات في معدل ضربات القلب.
  • تشوهات خلقية في بنية عضلة القلب.
  • أمراض الشرايين التاجية.

أسباب اللهاث عامةً

ينجم اللهاث أحيانًا عن أسباب لا علاقة لها بالرئتين أو القلب، منها:

  • التَّعرض لنوبة هلع، أو لصدمة نفسية حادة.
  • المعاناة من زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
  • فرط التحسس بكافة أنواعه، مثل التحسس من الغبار.
  • تسلق المرتفعات، إذ تقل كمية الهواء عند الارتفاع عن سطح الأرض.
  • الفتق الحجابي؛ وهو تعرّض عضلة الحجاب الحاجز إلى فتق أو تمزق.
  • استنشاق بعض المواد الكيميائية أو الأدخنة، والتعرض لاستنشاق الغبار والأتربة.

علاج اللهاث في المنزل

يشير الخبراء إلى توفر الكثير من العلاجات المنزلية البسيطة لعلاج اللهاث، من أبرزها ما يأتي:

  • التنفس العميق: ينصح بعض الخبراء بالتمرن على أداء أسلوب التنفس العميق من أجل السيطرة أكثر على الوظائف التنفسية، وبالإمكان التمرن على التنفس العميق ببساطة عبر الاستلقاء على الظهر، ثم وضع اليدين على البطن، ثم التنفس بعمق من خلال الأنف حتى الإحساس بملء البطن والصدر بالهواء، ثم كتم النفس لبضعة ثواني واخراج الهواء بعد ذلك من خلال الفم.
  • استخدام المراوح الهوائية: توصلت بعض الأدلة العلمية إلى أن وضع المروحة الهوائية المحمولة باليد أمام الوجه والأنف مباشرة يُمكن أن يخفف كثيرًا من الشعور بالصعوبات التنفسية، لكن هذه الطريقة لن تكون فعالة في حال كان اللهاث ناجمًا عن الإصابة بالأمراض البدنية التي بحاجة إلى علاجات طبية خاصة.
  • استنشاق بخار الماء: يُساهم استنشاق بخار الماء في الحفاظ على المسالك الأنفية مفتوحة وتسهيل العملية التنفسية، كما يُمكن للرطوبة والحرارة الموجودة في بخار الماء أن تعمل على تخفيف سماكة البلغم والمخاط الموجود في الرئتين، وبالإمكان الحصول على بخار الماء بسهولة في المنزل عبر مليء وعاء بالماء وتسخينه، ثم إضافة بعض قطرات زيت النعنع أو زيت الأوكالبتوس إلى الوعاء، ثم تقريب الوجه من الوعاء والبدء باستنشاق البخار الدافئ.
  • شرب القهوة السوداء: بمقدور الكافايين الموجود في القهوة السوداء التخفيف من التعب الذي يُصيب العضلات المبطنة للمسالك التنفسية، ولقد وجدت بعض الدراسات أن للقهوة مفعول إيجابي عند الأفراد الذين يُعانون من الربو، لكن يجب التنبه إلى مسألة أن شرب الكثير من القهوة يُمكن أن يؤدي إلى زيادة في معدل دقات القلب.
  • تناول الزنجبيل الطازج: يرى بعض الخبراء أن تناول الزنجبيل الطازج أو إضافته على المشروبات الساخنة أنه من بين الحلول المناسبة لتخفيف حدة ضيق التنفس الناجم عن الإصابة بالالتهابات التنفسية.
  • اتباع العادات الحياتية الصحية: يجب على المصابين باللهاث أو ضيق التنفس اتباع العادات الحياتية المناسبة لحالتهم الصحية؛ مثل: خسارة الوزن الزائد، وممارسة الأنشطة البدنية من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية مع تجنب ممارسة هذه الأنشطة في الأجواء الحارة أو المرتفعات العالية، والإقلاع عن التدخين، وتجنب المواد المثيرة للتهيج والحساسية، بالإضافة إلى الالتزام بالخطط العلاجية التي وضعها الطبيب من أجل علاج المشكلات المؤدية إلى الإصابة باللهاث أو ضيق التنفس.
السابق
خريطة الوجه واسباب الحبوب
التالي
أسباب نوم الرضيع كثيرًا

اترك تعليقاً