الصحة النفسية

أسباب انخفاض كريات الدم البيضاء

 

كريات الدم البيضاء

تُعد كريات الدم البيضاء إحدى خلايا الدم التي تصنع في نخاع العظم وتتواجد في نسيج الدم والأنسجة اللمفاوية، وإحدى مكونات الجهاز المناعي الأساسية والتي تساعد في مكافحة العدوى، وعادة ما ترتفع عدد كريات الدم البيضاء في الجسم عند إصابة الجسم بالتهاب أو عدوى أو حساسية أو سرطان الدم، وتقسم إلى ثلاثة أقسام؛ خلايا الدم البيضاء الحبيبية وتصنف إلى القاعدية، والمتعادلة، واليوزينية، وخلايا الدم البيضاء الأحادية، وخلايا الدم البيضاء اللمفاوية وتصنف إلى التائية والبائية.

وتعد الخلايا المتعادلة من أكثر الأنواع وفرةً، إذ تشكل 55% – 70% من عدد كريات الدم البيضاء الكلّي، وتساعد على حماية الجسم من الالتهابات البكتيرية والفطرية، وتأتي الخلايا اللمفاوية في المركز الثاني من حيث الانتشار والتعداد، وتكون مسؤولة عن الدفاع ضد الالتهابات الفيروسية، بينما تعد الخلايا القاعدية من الأنواع الأقل وفرة وانتشارًا، وهي مسؤولة عن بعض الردود الالتهابية في الجسم عند التعرض للحساسية، وتعد الخلايا الوحيدة أكبر أنواع كريات الدم البيضاء حجمًا، وتلعب دورًا في الدفاع عن الجسم ضد العدوى الفيروسية، والبكتيرية، والفطرية، وتساهم في إصلاح الأنسجة التي تعرضت للتلف في العملية الالتهابية، وتوجد أيضًا الخلايا الحمضية التي تحمي الجسم من الأمراض الطفيلية وتلعب دورًا في الحساسية وحالات أخرى؛ مثل الربو.

أسباب انخفاض كريات الدم البيضاء

يبلغ التعداد الطبيعي لكريات الدم البيضاء عند الذكور البالغين 4500-1100 خلية في الميليلتر المكعب الواحد من الدم، ولنقص كريات الدم البيضاء أسباب عديدة قد تكون فسيولوجية أو مرضية، وقد تكون مؤقتة ومصاحبة لمرض معين، أو دائمة، وقد تؤثر في عملية إنتاج كريات الدم البيضاء سلبًا، أو تزيد من تحطيمها في الجسم، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:

  • السرطان: قد تهاجم بعض السرطانات خلايا نخاع العظم أو تنتشر إليها حين تنشأ الكريات، مما يؤدي إلى ضعف إنتاجها وبالتالي نقص عددها في الدم، ومن هذه السرطانات الليمفوما، كما قد يساهم العلاج الإشعاعي والكيميائي في نقص عدد كريات الدم البيضاء.
  • أمراض المناعة الذاتية: تفشل خلايا الجسم بالتعرف على نخاع العظم أو أحد منتجاته وتعدها أجسامًا غريبةً، وبالتالي يُنتج الجسم أجسام مضادة لأي نوع من كريات الدم البيضاء لتدميرها، وهذا يؤدي إلى قلة تعدادها بشكل ملحوظ، ومن أشهر هذه الأمراض الذئبة الحمامية الجهازية، ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • العدوى: قد تؤدي الإصابة بالعدوى الفيروسية إلى نقصان مؤقت في عدد كريات الدم البيضاء، إذ تُستهلك خلال الدفاع عن الجسم عند الإصابة بها؛ مثل الإصابة بالإنفلونزا، بينما تُعَرِض الالتهابات الشديدة الجسم لنقص شديد في عدد الكريات؛ مثل الإصابة بنقص المناعة المكتسبة، والايدز، والسل، وقد تؤدي إلى إنتان الدم أو تسمم الدم في حال استنزاف كريات الدم البيضاء.
  • أمراض النخاع العظمي: قد يتأثر إنتاج النخاع العظمي عند الإصابة بأحد هذه الأمراض، فقد لا ينتج كميات كافية من خلايا الدم البيضاء، أو ينتج أحد الأنواع بكميات وافرة غير طبيعية، مما يُسبب نقصًا في كميات الأنواع الأخرى، وتتضمن هذه الأمراض؛ فقر الدم اللاتنسجي ومتلازمة خلل التنسج النخاعي، وتليف نخاع العظم أو نقي العظم.
  • الأمراض والعيوب الخلقية: تتسبب بعض هذه الأمراض بنقص كريات الدم البيضاء مثل متلازمة كوستمان ونقص الخلايا المتعادلة الخلقيّ.
  • تضخم الطحال: يعد الطحال العضو المسؤول عن القضاء على خلايا الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء عند انتهاء مدة حياتها، وينتج عن تضخم الطحال تدمير الكريات بشكل أسرع من إنتاجها، مما يؤدي إلى نقص في عددها.
  • سوء التغذية: يؤدي عدم توفر الفيتامينات والمعادن اللازمة لتصنيع كريات الدم البيضاء في الغذاء إلى نقص عددها؛ كالنحاس، والزنك، وفيتامين ب12، وحمض الفوليك.
  • الأدوية والعقاقير: قد يتسبب تناول بعض الأدوية بنقصان كريات الدم البيضاء، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • مضاد الذهان الكلوزابين.
    • مضادات الصرع؛ مثل الفالبرويت.
    • مضاد الاكتئاب البروبروبيون.
    • المضادات الحيوية؛ كالبنسلين والمينوسايكلين.
    • الأدوية المثبطة للمناعة؛ مثل التاكروليمس، والسيكلوسبورين، وبعض الستيرويدات.
    • الإنترفيرون.

أعراض نقص كريات الدّم البيضاء

في معظم الحالات، لا ينتج عن نقص كريات الدم البيضاء أي أعراض، إذ إنَّ المعظم يكتشف بالصدفة من خلال إجراء الفحوصات، ولكن تظهر في بعض الحالات المزمنة والشديدة على الشخص المصاب أعراض تشبه التعرض للالتهابات والأمراض، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • الحمى والقشعريرة.
  • التورم والاحمرار
  • تقرحات الفم التي تظهر على شكل بقع حمراء أو بيضاء.
  • التهاب الحلق.
  • سعال شديد أو ضيق في التنفس.
  • ألم أو حرقان عند التبول أو الرائحة الكريهة للبول.
  • الإسهال.
  • ألم أو احمرار أو تورم في منطقة المستقيم.
  • وجود إفرازات مهبلية غير عادية أو حكة مهبلية.
  • أعراض الالتهاب المحلية كوجود الاحمرار والألم والقيح.
  • تضخم الغدد اللمفاوية.
  • تضخم الكبد أو تضخم الطحال
  • علامات فقر الدم كالشحوب والازرقاق.
  • علامات نقص الصفيحات الدموية كنزيف الأغشية المخاطية.
  • التهاب المفاصل.
  • طفح جلدي.

تشخيص نقص كريات الدّم البيضاء

يبدأ التشخيص بأخذ عينة من الدم وإجراء فحص تحليل الدم الشامل لإعطاء نتيجة أولية، وعندما تكون نتيجة هذا الفحص إيجابية يتبع بفحوصات أخرى، مثل فحص التعداد التفاضلي لكريات الدم البيضاء للتأكد من كون النقص شامل لجميع الكريات أو يختص بنوع معين منها وللتأكد من شكلها الطبيعي، وفي حالات أخرى قد يقرر الطبيب ضرورة أخذ عينة من نخاع العظم لفحصها، وتوجد فحوصات أخرى للتأكد من الأسباب المؤدية لنقص كريات الدم البيضاء، كفحوصات الأجسام المضادة والتي تدل على أمراض المناعة الذاتية، والفحوصات التي تختص بالكشف عن مؤشرات السرطانات والإيدز، وفحوصات وظائف الكبد والطحال.

عدد كريات الدم البيضاء الطبيعي

يتكون الدم من كريات الدم الحمراء، وكريات الدَم البيضاء، والبلازما والصفائح الدموية، وتعد كريات الدم البيضاء وسيلة الجسم الدفاعية الرئيسية ضد الأمراض والأجسام الغريبة، وتنشأ في نخاع العظم، وتنقسم إلى خمسة أنواع من الخلايا المتخصصة التي تختلف من حيث الشكل، والعمر، والتعداد والوظيفة، وتختلف أعداد كريات الدم البيضاء لدى الأطفال تبعًا لأعمارهم، فغالبًا يولد الأطفال بأعداد عالية من كريات الدم البيضاء والتي تنخفض مع التقدم في العمر، وفيما يلي العدد الطبيعي لكريات الدم البيضاء وفقًا لما نشره المركز الطبي بجامعة روتشستر:

  • الأطفال الحديثو الولادة: يتراوح العدد الطبيعي لكريات الدم البيضاء من 9000 إلى 30000 خلية لكل ملليليتر من الدم.
  • الأطفال دون السنتين: يتراوح العدد الطبيعي لكريات الدم البيضاء من 6200 إلى 17000 خلية لكل ملليليتر من الدم.
  • الأطفال فوق عمر السنتين: يتراوح العدد الطبيعي لكريات الدم البيضاء من 5000 إلى 10000 خلية لكل ملليليتر من الدم.

أما بالنسبة للنسب المئوية لأنواع كريات الدم البيضاء حسب ما نشرته جمعية سرطان الدم والأورام اللمفاوية:

  • خلايا الدم البيضاء المتعادلة: تبلغ النسبة الطبيعية من إجمالي عدد كرات الدم البيضاء من 55 إلى 73%.
  • خلايا الدم البيضاء اللمفاوية: تبلغ النسبة الطبيعية من إجمالي عدد كرات الدم البيضاء من 20 إلى 40%.
  • خلايا الدم البيضاء اليوزينية: تبلغ النسبة الطبيعية من إجمالي عدد كرات الدم البيضاء من 1 إلى 4%.
  • خلايا الدم البيضاء الأحادية: تبلغ النسبة الطبيعية من إجمالي عدد كرات الدم البيضاء من 2 إلى 8%.
  • خلايا الدم البيضاء القاعدية: تبلغ النسبة الطبيعية من إجمالي عدد كرات الدم البيضاء من 0.5 إلى 1%.

علاج انخفاض عدد كريات البيضاء

تختلف الخيارات العلاجية وفق السبب الكامن وراء الإصابة بنقص كريات الدم البيضاء، وتتضمن ما يأتي:

  • وقف العلاجات المؤدية لنقص كريات الدم إن أمكن، واستبدالها بعلاجات أقل ضررًا على النخاع والكريات، فمثلًا يُعطى العلاج الكيميائي على جرعات تفصل بينها مدة زمنية كافية لاستعادة نخاع العظم عافيته، إذ أثبتت الدراسات بأن إعطاء الإيرلوتينب وهو علاج مرافق للعلاج الكيميائي، من شأنه أن يقلل من نقص كريات الدم البيضاء.
  • إعطاء العلاجات التي من شأنها أن تنشط نخاع العظم، مثل هرمون النمو.
  • إعطاء العلاجات التي من شأنها أن تحارب الالتهابات، كالمضادات الحيوية والفيروسية.
  • التغذية الجيدة التي من شأنها أن تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية، وأخذ المكملات الغذائية، في الحالات التي تستدعي ذلك.
  • أخذ قسط من الراحة.
  • الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والضيقة وقلة الاختلاط بالناس؛ لتجنب التقاط العدوى.
  • الاعتماد على الأكل الصحي، وتجنب الأكل غير المطبوخ أو غير المغسول، وخاصة اللحوم النية والمصنعة؛ وذلك لتجنب الأمراض البكتيرية والطفيلية، كالسالمونيلا، والأميبا.
  • تجنب الأدوات الحادة؛ لتجنب التعرض للجروح.

وإذا كان انخفاض كريات الدم البيضاء سببه تلقي العلاج الكيميائي لمرضى السرطان فعندها يوقف الطبيب العلاج لمدة لجعل خلايا الدم بيضاء تعود إلى مستوياتها الطبيعية، وعادة ما يعطى مريض السرطان الذي يخضع للعلاج الكيميائي جرعات من هرمون النمو يسمى GCS-F الذي قد يساعد في التخلص من مشكلة نقص كريات الدم البيضاء، أما إذا كان السبب تناول نوع معين من المضادات الحيوية ففي هذه الحالة يوقف الطبيب العلاج أو يحوله إلى نوع آخر من المضادات الحيوية.

نصائح لتجنب الإصابة بعدوى

عادًة ما ينصح الطبيب المرضى بنقص عدد كريات الدم البيضاء بتجنب الإصابة بأي عدوى لتجنب المضاعفات، ومن أهم هذه النصائح:

  • تجنب الاختلاط مع الأشخاص المرضى.
  • غسل اليدين جيدًا بالصابون والماء.
  • تجنب أحواض السباحة المشتركة.
  • تخزين الطعام الصحيح لتجنب التسمم الغذائي.
  • عدم مشاركة الطعام أو الأكواب أو فرشاة الأسنان مع أحد.
  • عدم تناول الأطعمة النيئة، مثل: اللحوم والبيض.
  • عدم المشي حافي القدمين.
  • عدم التعامل مع الحيوانات.

اضطرابات خلايا الدم البيضاء

قد تتعرض خلايا الدم البيضاء إلى مجموعة من الاضطرابات التي قد تتضمن نوعًا واحدًا من الخلايا:

  • قلة خلايا الدم البيضاء المتعادلة: وهو نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى الفطرية والبكتيرية، والتي تنجم بسبب السرطان أو الأمراض التي تتلف نخاع العظام، بالإضافة إلى استخدام بعض أنواع الأدوية أو الإصابة ببعض الأمراض.
  • قلة خلايا الدم البيضاء اللمفاوية: وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تقي الجسم من الإصابة بالعدوى الفيروسية، وقد تنتج هذه المتلازمة من الإصابة بمرض وراثي، أو نتيجة أثر جانبي لبعض الأدوية أو العلاجات.
  • اضطرابات خلايا الدم البيضاء الأحادية: هي الخلايا التي تساعد في التخلص من الأنسجة التالفة والميتة في الجسم، كما تنظم الاستجابة المناعية للجسم ضد الأمراض، وقد ينخفض عدد هذه الخلايا نتيجة العلاج الكيميائي أو تراكم السموم في الجسم.
  • اضطرابات خلايا الدم البيضاء القاعدية: وهي الخلايا التي تساعد في التئام الجروح والعدوى، ومن الممكن أن ينتج انخفاض في عددها نتيجة التعرض لعدوى أو حساسية.
السابق
اصفرار الوجه والجسم
التالي
أعراض نقص فيتامين أ على الجلد

اترك تعليقاً