الصحة النفسية

أسباب نقصان الوزن

أسباب نقصان الوزن

 

نقصان الوزن

يفقد الأفراد بعضًا من أوزانهم إما بقصد عبر ممارسة الأنشطة البدنية والحميات الغذائية أو دون قصد عند إصابتهم بمشاكل صحية تؤدي إلى تقليل مستوى السوائل، أو الكتلة العضلية، أو الدهون المتراكمة في أجسامهم، ويُطلق الخبراء تسمية “الهُزال” على فقدان الوزن الناجم عن الإصابة بأمراضٍ مزمنة، وعادةً ما يعد الخبراء فقدان حوالي 5% من وزن الجسم دون قصد خلال 6 أشهر أمرًا مقلقًا من الواجب تحرّي أسبابه ووصف العلاجيات المناسبة للتعامل معها؛ فمن المعروف أن فقدان الوزن بهذا الشكل يُمكنه أن يكون علامة على الإصابة بأنواعٍ عديدة من الأمراض والسرطانات، وفي الحقيقة فإن الباحثين باتوا يؤكدون على أن حوالي 75% من الأفراد الذين يفقدون وزنًا دون قصد أو تعمد هم غالبًا يفقدون هذا الوزن بسبب إصابتهم بمرضٍ أو اضطرابٍ ما وليس بمحض الصدفة، وعلى الرّغم من أنّ نقصان الوزن دون سبب يُمكنه أن يُصيبَ جميع الأفراد دون استثناء، إلا أنّ الخبراءَ يرون أنّ فئةَ الكبار بالسّن خاصةً فوق عمر 65 سنةً، هم أكثرُ عرضةً للإصابة بهذه المشكلة من غيرهم، لهذا فإنّ تحري أسباب نقصان الوزن عند هذه الفئة هو أمرٌ ضروريٌّ لعلاجها مباشرةً وتجنب مضاعفات نقص الوزن المُهلكة على الجسم ككل.

أسباب نقصان الوزن

يمكن أن يكون سبب فقدان الوزن غير المبرر بسبب ظروف أو أمراض تتراوح بين متوسطة إلى خطيرة للغاية، ويمكن أن تكون الأسباب نفسية أو جسدية، وتتضمن:

  • فرط في نشاط الغدة الدرقية: إذ تساعد الغدة الدرقية على تنظيم درجة حرارة الجسم والتحكم في معدل ضربات القلب وتزويد الجسم بالطاقة عن طريق زيادة سرعة حرق الدهون، وهذا بدوره يؤدي إلى نقصان وزن المريض.
  • السرطان: تؤدي الإصابة بالسرطان إلى ظهور أعراضٍ كثيرة، أهمها نقصان الوزن دون قصد، ويُعد سرطان البنكرياس وسرطان المعدة، من بين أشهر أنواع السرطانات المؤدية إلى نقصان الوزن.
  • فشل القلب الاحتقاني: يُعاني الأفراد المصابون بفشل القلب الاحتقاني من صعوبة التنفس أثناء تناول الطعام، كما أن لهذا المرض تأثيرًا سلبيًا على العمليات الأيضية، لذلك يُعد نقص الوزن أحد مضاعفات فشل القلب الاحتقاني.
  • التهاب الشّغَاف: يؤدي التهاب الشغاف (بطانة القلب) الناجم عن الإصابة بالبكتيريا إلى زيادة حرارة الجسم وزيادة حاجة الجسم لحرق الدهون، وهذا يؤدي إلى خسارة المزيد من الوزن عند المريض.
  • مرض أديسون: تنشأ الإصابة بهذا المرض عند مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم للغدد الكظرية المسؤولة عن إنتاج هرمون الكورتيزول، الذي من مهامه تنظيم الشهية والعمليات الأيضية، لذلك فإن من غير المفاجئ أن يؤدي نقص هرمون الكورتيزول إلى حدوث ضعفٍ في الشهية وخسارة بالوزن.
  • وجود مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل القرحة الهضمية أو التهاب القولون التقرحي، كما تُعد خسارة الوزن أحد أبرز علامات الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي الذي يشير إلى إصابة الفرد بأحد الاضطرابات الهضمية الالتهابية المزمنة، كمرض كرون.
  • الاكتئاب: يؤثر الاكتئاب على المناطق الدماغية نفسها التي تتحكم بالشهية لدى الفرد، وهذا يعني إمكانية التسبب بزيادة أو نقصان بالشهية، لذلك قد يُعاني العديد من المصابين بالاكتئاب من فقدان الوزن الناجم عن عدم رغبتهم في تناول الطعام، بينما على العكس قد يُعاني آخرون من زيادة بالوزن عند زيادة الاكتئاب للشهية بدلًا عن إنقاصها.
  • داء السكري: يُعد سكري النمط الأول بالذات من بين الاضطرابات التي تدفع الجسم إلى طرح المزيد من الغلوكوز في البول عبر الكليتين، وبالتالي خسارة للوزن بسبب انخفاض عدد السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم من الغلوكوز.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: يتسبب هذا المرض بحدوث التهاباتٍ مزمنة وزيادة في العمليات الأيضية في الجسم، مما يؤدي إلى نقصانٍ في الوزن.
  • إحدى اضطرابات الأكل: تؤدي الإصابة بإحدى اضطرابات الأكل إلى خسارة الأفراد لبعض الوزن، لكن بعض المصابين بهذه الاضطرابات قد يتعايشون مع ذلك وقد لا يعترفون بهذا الأمر أصلًا، ومن بين أبرز أنواع هذه الاضطرابات ما يُعرف بـ “القهم العصابي” الذي يُعرف أيضًا باسم فقدان الشهية العصبي.
  • الانسداد الرئوي المزمن: تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى حدوث أضرارٍ في الرئتين والتهاباتٍ في الشعب الهوائية، كما يشتهر هذا المرض بتسببه بحدوث فقدانٍ للوزن في مراحله النهائية.
  • داء السل: يُصيب داء السل الرئتين وهو ينجم عن الإصابة بأحد أنواع البكتيريا، لكنه أيضًا يؤدي لفقدان الشهية ونقص الوزن على الرغم من عدم يقين العلماء حول آلية حدوث ذلك.
  • فقدان الكتلة العضلية: يُعاني الأفراد من فقدان الوزن أحيانًا بسبب خسارتهم لجزءٍ من الكتلة العضلية في أجسامهم، وهذا قد ينجم عن أسبابٍ عديدة، مثل؛ قِلة ممارسة التمارين البدنية، أو التعرض للإصابات المباشرة، أو الحروق، أو السكتات الدماغية، أو هشاشة العظام.
  • الإيدز: أو ما يُسمّى بنقص المناعة المُكتسبة.
  • مشاكل الأسنان؛ كالتهاب اللثة، وتسوس الأسنان، وتقرحات الأسنان.
  • الاضطرابات العصبية؛ كمرض باركنسون ومرض الزهايمر.
  • تغيرات في حاسة الشم أو حاسة التذوق.
  • سوء التغذية الناجم عن اختيار الأطعمة السيئة أو فقدان المقدرة الشرائية.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية: المُتّبعة لعلاج مُشكلة صحيّة ما.
  • سوء استعمال الأدوية دون وصفة طبية؛ كالإفراط في تناول الملينات المعوية مثلًا.
  • الإصابة بأحد أنواع العدوى سواء الفيروسية، أو البكتيرية، أو حتى الطفيلية.
  • تعاطي المخدرات كالميثامفيتامين
  • الداء البطني (حساسية الغلوتين).
  • تورم البنكرياس.
  • مشاكل البلع.
  • الخرف.
  • تدخين سجائر التبغ.
  • الفشل الكلوي.
  • فرط في مستوى الكالسيوم في الدم.

ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى ضرورة التفريق بين نقص الوزن الناجم عن أسبابٍ مرضية وبين نقص الوزن المتعمد الناجم عن الرجيم أو ممارسة الأنشطة البدنية، ومما لا شك فيه أيضًا أن لعمر الفرد وخلفيته الاقتصادية والاجتماعية أدورًا في تحديد وزنه، وقابلية جسده لخسارة المزيد من الوزن، كما لا يغيب عن الخبراء التذكير كذلك بمسألة تفاوت قدرات الأجسام على امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة.

خطورة نقصان الوزن

يؤثر نقصان الوزن غير المبرر مباشرةً على الصحة العامة للفرد ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وانخفاض جودة الحياة، وقد ربط العديد من الباحثين بين نقصان الوزن غير المبرر وبين فقدان الحياة أو الموت، كما بات الكثيرون يؤكدون على كون فقدان الوزن مسؤولًا عن وفاة حوالي 20% من مرضى السرطان، ويشير البعض كذلك إلى زيادة سوء حالات أمراض الشريان التاجي بنسبة 62% عند مصاحبة المرض لفقدان غير مبرر للوزن، كما يؤدي نقصانُ الوزن دون سبب إلى تقليل القدرات المناعية عند الفرد وزيادة احتمالية تعرُّضه إلى العديد من الأمراض البدنيّة والنّفسيّة، كالاكتئاب، كما أنَّ من المعروف أنّ لنقصان الوزن أثرًا سلبيًا على الكتلة العضليّة في الجسم، ولقد توصّلت أحد الدّراسات التي أُجريت على الأفراد الذين يعيشون في دور المسنين إلى زيادة احتمالية معدلات الوفاة كثيرًا بين هؤلاء الأفراد خلال ستة أشهر من بعد خسارتهم لـ10% من أوزان أجسامهم.

علاج نقصان الوزن

يسعى الطّبيبُ في البداية إلى تحديد السّبب وراء حدوث نقصان الوزن دون سبب، ثم تحويل المريض إلى المختصين القادرين على علاج السّبب، وهذا يعني إمكانية الاستعانة بأطباء مُتخصصين في التّغذية، والعلاج الطبيعي، وعلاج النّطق، وأطباء الأسنان، وغيرهم من المُتخصّصين الذين قد يكون المريض بحاجة إليهم لمساعدته على علاج أسباب نقصان الوزن دون سبب؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن للمتخصص في التّغذية مساعدةُ المريض على اختيار أنواع الأطعمة المناسبة له والطّرق التي بالإمكان اتباعها لتسهيل مضغِ الطّعام وإيصال العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم عند الحالات التي تُعاني من مشاكل في الهضم أو البلع، وقد يلجأُ الطّبيبُ أحيانًا إلى وصف المُكمّلات الغذائيّة على شكل سوائل لتسريع إيصالها إلى جسم المريض، كما يُمكنُ للطّبيب أيضًا وصف أنواعٍ عديدة من الأدوية الخاصة بتحفيز الشّهية لدى المريض، وعلى الرّغم من أنّ الدّراسات لم تتوصل إلى إثبات نجاحِ أيٍّ من هذه الأدوية في تخفيف أعداد الوفيات المرتبطة بنقصان الوزن دون سبب.

طُرق لزيادة الوزن

يُعرّف نقص الوزن على أنه نقصان مؤشر كتلة الجسم (BMI) لأقل من 18.5، وهذا يُشير إلى أنّ الكتلة الحالية أقل من كتلة الجسم اللازمة للحفاظ على الصحة المثلى، ولكن بالمقابل إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 25 فذلك يعبر عن زيادة الوزن، وإذا كان أكثر من 30 فذلك يعبر عن السمنة المفرطة، ولكن قد تُسبّب مُشكلة نُقصان الوزن أو انخفاض الكتلة بنسبة كبيرة ضعفًا ومشاكل صحيّة ونفسيّة قد تتطلّب بعض الطّرق اللازمة لزيادة الوزن بنسبة معقولة تتناسب مع الوزن المثالي والصّحة المُثلى، وفيما يأتي بيان لذلك:

  • أكل نسبة كبيرة من السّعرات الحراريّة تزيد عن النسبة التي يحرقها الجسم في الوضع الطّبيعي.
  • تناول نسبة كبيرة من البروتنيات إذ إنّ البروتين يشكل اللبنات الأساسية للعضلات، وإنّ المطلوب تناول ما يكفي من البروتين لزيادة وزن العضلات بدلًا من الدهون فقط.
  • أكل الأطعمة الغنية بالطاقة والتي تعد مثالية لزيادة الوزن، مثل:
    • الفواكه المجففة: الزبيب والتمر والخوخ وغيرها.
    • منتجات الألبان عالية الدسم: لبن كامل الدسم، زبادي كامل الدسم، جبن، كريمة.
    • اللحوم: الدجاج، لحم البقر، لحم الضأن.
    • الدرنات: البطاطا والبطاطا الحلوة.
    • الشوكولاتة الداكنة.
    • الأفوكادو.
    • حليب جوز الهند.

أطعمة تساعد على زيادة الوزن

تساعد بعض الأطعمة المغذية على زيادة الوزن بشكل صحي وفعّال، ومن هذه الأطعمة:

  • الحليب: يحتوي الحليب على كل من الدهون، الكربوهيدرات، البروتينات، الفيتامينات، والمعادن التي تزيد من الوزن بسهولة وفعالية، ويُعد الحليب خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يرغبون ببناء العضلات، ومن الأفضل تناوله بعد التمارين الرياضية بوقت قصير.
  • مصادر البروتين: تساعد مصادر البروتين على بناء العضلات وزيادة الوزن.
  • الأرز: يحتوي الكوب الواحد من الأرز على حوالي 200 سعرة حرارية، وهو مصدر جيد للكربوهيدرات التي تسهم في زيادة الوزن، كما أنه من السهل دمج الأرز في كثير من الوجبات التي تحتوي على البروتين والخضراوات.
  • اللحوم الحمراء: تحتوي اللحوم الحمراء على العديد من المواد المغذية مثل الكرياتين، الليسين، البروتين، والدهون، والتي تساعد جميعها في بناء كتل العضلات واكتساب الوزن، إذ أظهرت بعض الدراسات أن إضافة اللحوم الحمراء إلى الوجبات الرئيسية يساعد في زيادة الوزن والقوة أيضًا.
  • المكسرات: يمكن إضافة المكسرات إلى العديد من الوجبات مثل السلطات، لذا فإن تناولها بانتظام يساعد في زيادة الوزن بشكل آمن، كما تساعد زبدة المكسرات مثل؛ زبدة الجوز أو الفول السوداني على زيادة الوزن أيضًا.
  • الحبوب المدعمة: يساعد تناول الحبوب المدعمة بالفيتامينات والمعادن على زيادة الوزن، بالإضافة إلى احتوائها على مستويات صحية من الكربوهيدرات، السعرات الحرارية، الألياف، ومضادات الأكسدة.
  • البيض: يعد البيض من أفضل الأطعمة الغنية بالبروتين والدهون الصحية والمغذيات الأخرى أيضًا، مما يساعد على زيادة الوزن.
  • الزيوت: تعد الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والأفوكادو مفيدة لصحة القلب لاحتوائها على الدهون غير المشبعة، إذ يمكن أن تقدم ملعقة كبيرة من زيت الزيتون ما يقارب 120 سعرة حرارية.
  • الجبن: يعد الجبن خيارًا جيدًا لزيادة الوزن وذلك لكونه مصدرًا غنيًا بكل من الدهون والبروتين، والكالسيوم والسعرات الحرارية.
  • الزبادي: تحتوي الزبادي على المغذيات المهمة للجسم، ويمكن تناول الزبادي كامل الدسم لزيادة الوزن، ومن الأفضل تجنب النكهات والزبادي الذي يحتوي على السكريات الإضافية.
  • المعكرونة: تحتوي المعكرونة على السعرات الحرارية والكربوهيدرات المفيدة لزيادة الوزن بشكل صحي، ومن المهم اختيار أنواع المعكرونة الصحية المصنوعة من الحبوب الكاملة.

حالات تستلزم زيارة الطّبيب

توجد بعض الحالات التي ينبغي فيها طلب استشارة الطّبيب، وذلك يكون عند فقدان أكثر من 5٪ من الوزن خلال 6-12 شهرًا، خاصّة إذا حدثت هذه المُشكلة مع كبار السّن، إذ يمكن أن يكون فقدان الوزن المفاجئ دون سبب علامة على وجود مشكلة صحية ما، إذ سيحاول الطّبيب أن يحدد أسباب فقدان الوزن، وذلك بأخذ تاريخ شامل وفحص بدني وفحوصات مخبرية أساسية، وعادةً لا تكون طُرق تشخيص السرطانات باستخدام التحاليل المخبريّة أو الصّور التشخيصيّة مُفيدة في هذه المرحلة، إلّا إذا كان الشّخص يُعاني من أعراض أخرى مُلفتة، وفي بعض الأحيان إذا كان التقييم الأساسي سلبيًا فإن الانتظار اليقظ لمدة شهر إلى ستة أشهر يمثل خطوة تالية معقولة، وقد يصف الطّبيب نظامًا غذائيًا خاصًا لمنع المزيد من فقدان الوزن أو لاستعادة الوزن المفقود خلال الفترة الزّمنية الفائتة.

السابق
التهاب الأذن
التالي
اسباب خلع الأظافر

اترك تعليقاً