الصحة النفسية

التهاب الأذن

التهاب الأذن

 

التهاب الأذن

يعد التهاب الأذن من الأمراض الشائعة وخصوصًا هند الأطفال، ومع ذلك فإن البالغين عرضة أيضاً للإصابة بالعدوى، ويتميز التهاب الأذن عند الأطفال ببساطته وسرعة شفائه، أما التهاب الأذن عند البالغين من الممكن أن يسبب مشاكل صحية خطرة، وتوجد أنواع مختلفة من عدوى الأذن، وتعد عدوى الأذن الوسطى هو النوع الأكثر شيوعاً لدى الرضع والأطفال، أمّا النوع الآخر الشائع فهو التهاب الأذن الخارجية الذي يحدث في قناة الأذن الخارجية نتيجة وجود ماء في قناة الأذن بعد السباحة عادةً، وقد يحدث التهاب الأذن نتيجة التعرض للبكتيريا أو الفيروسات، وعادةً ما يرتبط التهاب الأذن بالإصابة بأمراض البرد والإنفلونزا وأمراض جهاز التنفسي لتصيب أحد الأذنين أو كلاهما ويرافق ذلك الشعور بالألم والإزعاج، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطباء يوصون بعدم علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-12 عامًا باستخدام المضادات الحيوية إلا إذا كانت توجد علامات على الطفل مثل الإصابة بالحمى، وظهور علامات المرض عليه.

التهاب الأذن الداخلية

تتكون الأذن الداخلية من قنوات نصف دائرية مملوءة بالسوائل، وقوقعة على شكل حلزون، وعصب دهليزي، وعصب سمعي، وفي معظم الأحيان تكون عدوى الأذن الداخلية ناتجة عن التهاب أو تهيج في أجزاء الأذن المسؤولة عن التوازن أو السمع، وفي حالات نادرة قد تكون عدوى الأذن الداخلية بسبب عدوى حقيقية ناجمة عن بكتيريا أو فيروس، وتعد الفيروسات أكثر شيوعًا من البكتيريا في التسبُّب بعدوى الأذن الداخلية، ومن الأمثلة على الفيروسات التي تسبب التهابًا في الأذن الداخلية فيروس الإنفلونزا، وفيروس الهربس، وفيروس إبشتاين بار، وفيروس شلل الأطفال.

من الجدير بالذكر أن عدوى الأذن الداخلية تستمر لمدة أطول من أنواع العدوى الأخرى التي تصيب الأذن والتي غالبًا ما تستمر من أسبوع إلى أسبوعين، بينما تستمر عدوى الأذن الداخلية لمدة أطول قد تتجاوز ستة أسابيع في الحالات المزمنة، وقد تؤدي عدوى الأذن الداخلية أحيانًا إلى فقدان دائم أو كلي أو جزئي في السمع، أو إحداث ضرر في النظام الدهليزي المسؤول عن التوازن في الجسم خصوصًا في حال إهمال علاجها، وقد يظهر لدى بعض الأشخاص المصابين بعدوى الأذن الداخلية أعراضًا قليلةً أو معدومةً على الإطلاق، ومن الأعراض التي قد تظهر أحيانًا: الدوخة أو الشعور بالدوار، والاستفراغ والغثيان، ومشاكل في التوازن أو المشي، وفقدان السمع في أذن واحدة، والحمى، بالإضافة إلى طنين الأذن أو سماع أصوات غير طبيعية.

وتوجد بعض النصائح والطرق التي يمكن القيام بها للتخفيف من آلام عدوى الأذن الداخلية مثل: الوقوف أو إبقاء الرأس مستقيمًا أثناء الجلوس، والمضمضة بالمياه المالحة مما يساعد على تنظيف قناة استاكيوس وتهدئة الحلق، كما يمكن استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية والتي بدورها تخفف من أعراض التهاب الأذن الداخلية، إذ يمكن تخفيف أعراض الغثيان والقيء والدوار باستخدام دواء ديفينهيدرامين، ويمكن استخدام أسيتامينوفين أو إيبوبروفين لتخفيف الآلام، وينصح بتجنب استخدام الأسبرين للأطفال والمراهقين لارتباطه بالإصابة بمتلازمة راي.

التهاب الأذن الوسطى

تعرف الأذن الوسطى بأنها مساحة مملوءة بالهواء تقع خلف طبلة الاذن، وتحتوي على عظام صغيرة اهتزازية، ويعد الأطفال أكثر عرضة من البالغين للإصابة بعدوى الأذن الوسطى، وعادة ما يبدأ ظهور أعراض عدوى الأذن الوسطى بسرعة، وفي الحقيقة تختلف أعراض عدوى الأذن الوسطى عند الأطفال عن البالغين، إذ يشعر الأطفال بألم في الأذن خصوصاً عند الاستلقاء ومشاكل في النوم، وبكاء أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى مشكلة في السمع أو الاستجابة للأصوات، وفقدان في التوازن ، وزيادة درجة حرارة الجسم، وخروج سوائل من الأذن، أما البالغين فقد يعانون من آلام في الأذن ومشاكل في السمع بالإضافة إلى خروج سوائل من الأذن.

وعادة ما تحدث عدوى الأذن الوسطى بسبب فيروس أو بكتيريا، وغالبًا ما تنتج عن مرض آخر مثل: البرد، أو الأنفلونزا، أو الحساسية مما يسبب احتقان وتورم في الممرات الأنفية والحلق وقناة أوستاكيوس، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من أشكال التهاب الأذن الوسطى مثل: التهاب الأذن الوسطى الانصبابي؛ الذي يحدث فيه تراكم للسوائل في الأذن الوسطى دون وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية، وقد يحدث هذا بسبب استمرار تراكم السوائل بعد التعافي من الإصابة بعدوى الأذن، كما وقد ينتج عن انسداد قناة أوستاكيوس، وغيرها من الاضطرابات، ومن الأنواع الأخرى التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن الذي قد يُسبِّب ثقب في طبلة الأذن، وغيرها من الأنواع. 

يعتمد علاج عدوى الأذن الوسطى على عدة عوامل، إذ إن بعض التهابات الأذن الوسطى قد لا تحتاج إلى علاج، ويعتمد الأطباء في هذه الحالات على الانتظار ومراقبة المريض، فعادة ما تتحسن الأعراض خلال بضعة أيام من الإصابة، ويمكن أن يتخلص الجسم من العدوى في غضون أسبوع إلى أسبوعين دون أيّ علاج، وفي أحيان أخرى قد يصف الطبيب بعض العلاجات لتخيف آلام الالتهاب مثل أسيتامينوفين أو إيبوبروفين، أو القطرات الأذنية التي تحتوي على مواد مخدرة لتخدير الألم طالما أن طبلة الأذن لا يوجد فيها ثقب أو تمزق، وفي أحيان أخرى قد يوصي الطبيب بالعلاج باستخدام المضادات الحيوية خصوصًا في الحالات الشديدة والتي ترتفع فيها درجة حرارة الجسم بصورة ملحوظة.

التهاب الأذن الخارجية

تُعرف عدوى الأذن الخارجية بأنها إصابة في الفتحة الخارجية للأذن وقناة الأذن التي تربط الجزء الخارجي من الأذن بطبلة الأذن، وغالباً ما تحدث هذه العدوى نتيجة التعرض للرطوبة ووجود بيئة رطبة تساعد على نمو البكتيريا، ويعد أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يسبحون بكثرة، لذا يطلق عليها أحياناً اسم أذن السباح، ويمكن أن تحدث عدوى الأذن الخارجية أيضاً نتيجة إصابة الطبقة الرقيقة من الجلد التي تبطن قناة الأذن، مثل الإصابة بالخدوش عند استعمال سماعات الأذن أو استعمال الأعواد القطنية، وقد يشعر المريض المصاب بعدوى الأذن الخارجية بألم وعدم راحة في الأذن، بالإضافة إلى الحرارة، والاحمرار، والتورم في الأذن، والشعور بحكة فيها، وتراجع حاسة السمع، ووجود قيح في الأذن.

ومن الجدير بالذكر أن الأذن الخارجية قد تلتئم من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى أيّ علاج، ولكن في حال عدم حصول ذلك يصف الطبيب قطرات أذنية تحتوي على مضادات حيوية وستيرويدات وذلك لتخفيف التورم، وتستخدم هذه القطرات عدة مرات في اليوم لمدة من 7-10 أيام. ويعد التهاب الأذن الخارجي الناتج عن الفطريات أحد أكثر أنواع الالتهابات شيوعًا خصوصًا لدى مرضى السكري أو المصابين باضطراب في الجهاز المناعي، ويُعالج هذا باستخدام القطرات الأذنية التي تحتوي على مضادات الفطريات، كما يمكن استخدام المسكنات لتخفيف آلام عدوى الأذن الخارجية مثل الأسيتامينوفين والآيبوبرفوين.

أعراض الإصابة بالتهاب الأذن

يصاب الأطفال بمشكلة التهاب الأذن أكثر من غيرهم نظرًا لاختلاف طول وزاوية انحراف القناة السمعية مما يزيد من احتمالية التعرض للعدوى، كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة مثل التدخين والإصابة بالحساسية وتكرار التعرض لالتهابات الجهاز التنفسي، ويرافق التهاب الأذن ظهور مجموعة من الأعراض الصحية منها:[٨]

  • ضعف وتراجع قوة السمع.
  • آلام الصداع.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • التقيؤ والغثيان.
  • انتفاخ واحمرار الأذن.
  • الشعور بالألم من وقتٍ لآخر.
  • الدوار.
  • تجمع السوائل خلف طبلة الأذن.
  • ظهور الطفح الجلدي في حالات التهاب الأذن الخارجية.

تشخيص وعلاج التهاب الأذن

يمكن تشخيص الإصابة بالتهاب الأذن من خلال الأعراض الصحية التي يعاني منها المصاب إلا أنه يجب استعمال منظار الأذن للتأكد من عدم تجمع السوائل فيها، وذلك بالنفخ داخل الأذن وملاحظة اهتزاز طبلة الأذن، ويساعد التشخيص السليم في تحديد نوع الالتهاب مثل التهاب الأذن الوسطى الحاد، والتهاب الأذن الوسطى المزمن الناتج عن تمزق طبلة الأذن، والتهاب الأذن الوسطى الناتج عن تراكم السوائل دون ظهور أعراض صحية، ويعتمد العلاج المناسب على نوع العدوى ومنها:

  • المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم للتخلص من العدوى البكتيرية عند التهاب الأذن الوسطى أو الخارجية.
  • قطرات الأذن في الحالات البسيطة لالتهاب الأذن الخارجية.
  • مضادات الهيستامين للمصابين بالحساسية الموسمية.
  • مسكنات الألم.

العلاجات المنزلية لالتهاب الأذن

يمكن اللجوء للعلاجات الطبيعية والمنزلية للتخفيف من التهاب الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى، كما يجب الإلتزام ببعض النصائح للتعامل مع العدوى مثل منع وصول الماء للأذن عند الإستحمام، وتجنب ممارسة السباحة خلال فترة العلاج، والإبتعاد عن مسببات الالتهاب الناتجة عن الحساسية، واستعمال مسكنات الألم، وأما العلاجات المنزلية التي يمكن استعمالها:

  • زيت الزيتون بعد تسخينه ليدفئ ووضعه داخل الأذن للتخفيف من الالتهاب وتسكين الألم، ويجب أن يكون الزيت دافئًا وليس ساخنًا.
  • الثوم بعد عصره واستعمال السائل داخل الأذن للتخلص من العدوى البكتيرية والتخفيف من التهاب الأذن لاحتواء الثوم على مضادات حيوية طبيعية ومضادات للالتهاب.
  • زيت شجرة الشاي باستعمال قطرات الزيت داخل الأذن لعلاج التهاب الأذن الخارجية.
  • كمادات الماء الباردة أو الدافئة بوضعها على الأذن المصابة للتخفيف من ألم الأذن.

الوقاية من التهاب الأذن

يمكن تقليل إمكانية تعرض الأذن للالتهاب باتباع النصائح الآتية:

  • تجنب التدخين أو التعرض لدخان السجائر.
  • تجنب وصول الماء لداخل الأذن عند الإستحمام.
  • تنظيف الأذن بطريقة صحيحة باستعمال المناديل النظيفة بدلًا من أعواد التنظيف.
  • وضع سدادات الأذن عند ممارسة السباحة.
  • الإبتعاد عن مسببات الحساسية للمصابين بمشكلة التحسس الموسمي.
  • حماية الأطفال والرضع من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى بإعطائهم اللقاحات اللازمة، وتقوية جهازهم المناعي بالتغذية السليمة، وحمايتهم من التقاط العدوى الفايروسية المسببة لنزلات البرد.
السابق
ديوان امرؤ القيس
التالي
أسباب نقصان الوزن

اترك تعليقاً