الصحة النفسية

أضرار العرق المسكر

أضرار العرق المسكر

العرق الكحولي

يُعد الكحول الموجود في المشروبات الكحولية أحد العقاقير الخطيرة بغض النظر عن نوعية هذه المشروبات، سواء أكانت عرقًا، أو نبيذًا، أو بيرة، ولقد أشارت الكثير من الهيئات والمنظمات الصحية الأجنبية عن الأخطار الصحية لهذه المشروبات، وتكمن المشكلة الحقيقة في الكحول في إمكانية الإدمان على شربه بكميات كبيرة أو لأكثر من خمس مرات في اليوم، وقد سعت التشريعات والقوانين إلى اعتبار الكحول مشروبًا خاصاً بالبالغين بعمر أكبر من 21 سنة، ومنعت إعطاءه أو بيعه للأطفال أو المراهقين في الكثير من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع سب ذلك إلى حقيقة أن الدماغ البشري لا يصل إلى نموه الكامل إلى بعد عمر 21 -24 سنة، وقد يؤدي إعطاء الكحول للفئات العمرية أقل من 21 سنة إلى التسبب في حصول مشكلات إدراكية لديهم.

أضرار العرق الكحولي

يؤدي الإكثار من تناول المشروبات الكحولية سواء العرق أو النبيذ أو البيرة أو أي من الأنواع الأخرى إلى ارتفاع خطر الإصابة بالكثير من الأمراض البدنية، وقد أحصى الباحثون أكثر من 60 مشكلة صحية مختلفة يُمكن أن تنشأ عن شرب الكحوليات، فيما يأتي أبرزها:

  • أمراض الكبد: يشتهر الكبد بكونه مكان تنقية المركبات الكيميائية وتحليلها في الجسم، وما إن يصل الكحول إلى الكبد حتى تبدأ عملية تحويله إلى مركب الاسيتالدهيد، الذي ينتمي إلى فئة المركبات السامة والمسرطنة، ومن المعروف أن الكحول هو أحد أبرز العوامل المؤدية إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني الكحولي الذي يُمكن ان يؤدي إلى الإصابة بتشمع الكبد في النهاية.
  • التهاب البنكرياس: يتسبب التهاب البنكرياس في نشوء آلام شديدة للغاية، وقد يضطر المصاب إلى المكوث في المشفى لعلاج هذا المرض، وقد أرجع الباحثون أحد أسباب حصول التهابات البنكرياس عند مدمني الكحوليات إلى تعرضهم المستمر إلى مركب الاسيتالدهيد، ومن المثير للاهتمام أن 70% من حالات التهاب البنكرياس تحدث عند الأفراد الذين يتناولون الكحوليات بانتظام.
  • السرطانات: أجمعت الهيئات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية على تصنيف الكحول ضمن المواد المسرطنة التي يُمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأنواع كثيرة من السرطانات الخطيرة؛ بما في ذلك سرطان الفم، وسرطان الحنجرة، وسرطان المريء، وسرطان الكبد، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وقد توصلت بعض التقارير الرسمية إلى مسؤولية الكحول عن 3.5% من حالات الوفاة بالسرطان في عام 2009 في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • القرحة والمشكلات الهضمية: تزداد فرص الإصابة بقرحة المعدة، وحرقة المعدة، والتهابات المعدة عند الأفراد الذين يُكثرون من تناول المشروبات الكحولية، وقد تتطور الأضرار الناجمة عن تناول الكحوليات إلى درجة التسبب في حصول نزيف داخلي بسبب تضخم أوردة المريء الناجم عن أمراض الكبد المزمنة.
  • مشكلات الجهاز المناعي: تنخفض قدرات الجسم الدفاعية والمناعية عند الإكثار من شرب الكحوليات، وهذا بالطبع يجعل الجسم عرضة أكثر للإصابة بالأمراض والالتهابات التي من بينها التهابات الرئة، وداء السل، وفيروس عوز المناعة البشري.
  • مشاكل الدماغ: ينعكس شرب المشروبات الكحولية سلبًا على الكثير من الوظائف الدماغية كما هو معروف عند الكثيرين، وقد يُعاني البعض من مشاكل في الذاكرة، وتلعثم الكلام، ومشاكل الحركة والاتزان بسبب شرب هذه المشروبات، ويرجع سبب ذلك إلى الآثار السلبية للكحول على النواقل العصبية في الدماغ.
  • سوء التغذية: يؤثر الكحول على امتصاص الجسم لبعض العناصر الغذائية المهمة، كما غالبًا ما يُعاني المدمنون على الكحوليات من إهمال تناول الوجبات الغذائية، ويُمكن للكحول أن يؤدي إلى حصول نزيف داخلي واضطرابات في نخاع العظم، مما يتسبب في فقدان الكثير من عنصر الحديد الضروري لصحة الدم.
  • النقرس: ينتمي النقرس إلى فئة أمراض التهابات المفاصل، وينشأ عادةً عن تراكم كميات كبيرة من حمض اليوريك حول المفاصل، ومن المعروف أن حمض اليوريك يتراكم في الجسم عند الإكثار من تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على مركبات البيورينات، التي توجد في الكثير من أنواع المشروبات الكحولية، بما في ذلك البيرة.
  • هشاشة العظام: يُحذر الباحثون من شرب المراهقين للكحوليات لأن ذلك يؤثر سلبًا على نمو العظام لديهم ويزيد من خطر إصابتهم بهشاشة العظام في مراحل متقدمة من أعمارهم؛ بسبب تأثير الكحول على مستويات الكالسيوم وفيتامين د في الجسم.
  • المشاكل الجنسية: على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن شرب الكحول لن يزيد من المتعة أو الرغبة الجنسية، وإنما سيؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية وانخفاض الهرمونات الجنسية، وزيادة خطر الإصابة بضعف الانتصاب، أما عند النساء، فإن كثرة تناول المشروبات الكحولية يُمكن أن تؤدي إلى انقطاع كامل للدورة الشهرية والعقم وزيادة خطر الإجهاض.
  • أمراض القلب: يُساهم الإكثار من شرب الكحوليات في رفع مستويات ضغط الدم، كما توجد أدلة علمية تثبت تورط الكحوليات في زيادة خطر الإصابة بالذبحة الصدرية والفشل القلبي، بالإضافة إلى الجلطات الدماغية.
  • الحوادث: لا يخفى عن الكثيرين أن للكحوليات دورًا أساسيًا في التسبب في الكثير من المشكلات العنيفة وحوادث السيارات، والسقوط، والغرق، والانتحار، فضلًا عن الكثير من حالات القتل العمد.

المشكلات المجتمعية للعرق الكحولي

يسود شرب العرق والكحوليات في بعض المجتمعات بوتيرة طبيعية، خاصة أثناء المناسبات الاجتماعية، وهذا يُساهم في تغاضي الكثير من الناس الطرف عن المشاكل الصحية التي يتسبب بها الكحول ويتناسون بأنه مادة سامة ويُمكن الإدمان عليها، ومن المثير للاهتمام أن بيانات منظمة الصحية العالمية باتت تشير إلى مسؤولية الكحول عن 3 مليون حالة وفاة سنويًا حول العالم، بل إن المنظمة تعدّ الكحول هو السبب الرئيسي للموت المبكر والمشاكل البدنية عند الأفراد بعمر 15-49 سنة. ومن الجدير بالذكر أن الخبراء باتوا يرفضون القول بوجود كمية “آمنة” أو “صحية” لتناول المشروبات الكحولية، أي أن شرب الكحول هو بمجمله خطير وليس صحيًا على الإطلاق.

موانع شرب العرق الكحولي

يرى الخبراء ضرورة في التوقف عن شرب العرق المسكر وأنواع المشروبات الكحولية الأخرى عند جميع الناس عامةً وفي الحالات الآتية خاصةً:

  • النساء الحوامل أو اللواتي يسعين إلى الحمل.
  • الأفراد الذين أصيبوا بالجلطات الدماغية النزفية من قبل.
  • الأفراد المصابون أصلًا بأمراض الكبد او أمراض البنكرياس.
  • الأفراد المصابون بالفشل القلبي أو الذين يُعانون من ضعف في عضلة القلب.
  • الأفراد الذين يتناولون أحد أنواع الأدوية الموصوفة أو غير الموصوفة التي يُمكنها أن تتداخل مع الكحول.
  • الأفراد الذين جرى تشخيصهم بالإدمان على الكحول.
السابق
ما علاج احتقان الأنف
التالي
كيف يبدأ سرطان الثدي

اترك تعليقاً