أفضل وقت اتناول حبوب أوميغا 3

حبوب أوميغا 3

تعرف حبوب زيت السمك، أو كما يطلق عليها كبسولات أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية، بأنها من المكملات الغذائية المفيدة للإنسان، فهي تنطوي على فوائد صحية كثيرة، مثل تعزيز صحة القلب، ومكافحة بعض الاضطرابات النفسية، والمحافظة على صحة العين والبشرة وغيرها، وتوجد هذه الأحماض عادة في مصادر طبيعية عديدة، أهمها الأسماك الدهنية، مثل سمك السلمون والرنجة والأسماك البيضاء والسردين والأنشوجة، وغالبًا ما يتناولها الشخص على شكل حبوب مكملات أوميغا 3 الدهنية نظرًا إلى أن جسم الإنسان لا يستطيع إنتاجها. 

أفضل وقت لتناول حبوب أوميغا 3

لا يوجد وقت محدد لتناول حبوب أوميغا 3، ولكن من المحبذ تناولها في أثناء وجبات الطعام لتحسين عملية امتصاصها في الجسم، ولا ينصح بتناولها على معدة فارغة، لما قد تسببه من تأثيرات جانبية أخرى، وتختلف الجرعة اليومية لتناول حبوب أوميغا 3 بين شخص وآخر، وذلك تبعًا لعوامل عديدة مثل الصحة والعمر والجنس، ويختلف مقدار الجرعة أيضًا بناء على كمية أحماض EPA وDHA الموجودة في المكمل الغذائي، وغالبًا ما يكون من المحبّذ تناول الحبوب 3 مرات يوميًا بحيث لا تزيد الكمية عن 3 غرامات؛ فأي زيادة على كمية حبوب أوميغا 3 تتطلب إشرافًا طبيًا، كما يفضل شراؤها من علامة تجارية واحدة.

فوائد حبوب أوميغا 3

ينطوي تناول مكملات أوميغا 3 الغذائية على فوائد صحية عديدة للإنسان، وتتجلى أبرز تلك الفوائد فيما يأتي:

• الوقاية من أمراض القلب: تشكل حبوب أوميغا 3 حماية للجسم من الأمراض القلبية الخطيرة التي تؤثر في استمرار حياة الإنسان؛ فلمّا كانت النوبات القلبية والسكتات الدماغية من الأسباب الرئيسة للوفاة حول العالم، كان تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية من الوسائل المفيدة في تقليل خطر تلك الأمراض، لا سيما أن الباحثين لاحظوا على مدار العقود الماضية انخفاض معدلات الوفاة بسببها في المجتمعات والمناطق التي تعتمد على السمك ضمن نظامها الغذائي، وقد عزوا هذا لأمر لاحقًا إلى غنى السمك بأحماض أوميغا 3، وتفيد هذه الأحماض صحة القلب عند الإنسان عبر تخفيف عوامل الخطر المسببة لأمراضه؛ فهي تخفّض نسبة الدهون الثلاثية في الجسم بنسبة تتراوح بين 15-30%، وتخفض مستويات ضغط الدم عند الأفراد المصابين بهذا المرض، وتزيد مستويات الكولسترول الصحي HDL، وتحافظ على سلامة الشرايين وتحول دون تشكّل جلطات الدم فيها. 
• مكافحة الاكتئاب والقلق يبرز الاكتئاب بوصفه من الاضطرابات النفسية الشائعة في العالم، وهو يتسم بأعراض كثيرة يأتي في مقدمتها الشعور بالحزن والمعاناة من الخمول وفقدان الاهتمام بتفاصيل الحياة، ولا يقلّ القلق خطورة عن الاكتئاب؛ فهو اضطراب نفسي شائع جدًا يؤثر على الشخص ويدفعه للشعور بالعصبية والقلق المستمر، وعلى مدار السنين الماضية، أشارت مجموعة من الدراسات العلمية إلى تراجع احتمال الإصابة بالاكتئاب عند الأفراد الذين يستهلكون مكملات أوميغا 3 بانتظام، وتبين أيضًا تحسن أعراض الاكتئاب والقلق عند المرضى الذين شرعوا في تناول تلك المكملات، ومع أنه توجد ثلاثة أنواع رئيسية لأحماض أوميغا 3 الدهنية، فإن الحمض الدهني ايكوسابنتانويك EPA هو أفضلها لمكافحة أعراض الاكتئاب؛ إذ خلُصت دراسة علمية إلى أن فعالية هذا الحمض تضاهي تقريبًا فعالية أحد الأدوية الشائعة المستخدمة لعلاج الاكتئاب. 
• مكافحة أمراض المناعة الذاتية يصاب الإنسان بأحد أمراض المناعة الذاتية حين يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا السليمة مؤديًا إلى تدميرها وعجزها عن أداء وظائفها الطبيعية، ولعل سكري النوع الأول أبرز الأمثلة على أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.، وتعرف أحماض أوميغا 3 الدهنية بدورها في مكافحة هذه الأمراض، وتكون ذات أهمية بالغة خلال مراحل الحياة المبكرة؛ إذ تشير مجموعة من الدراسات العلمية إلى وجود تناسب طردي بين تناول الأوميغا 3 خلال السنة الأولى لحياة الطفل، وبين انخفاض خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل سكري النوع الأول والتصلب المتعدد. 
• تعزيز صحة الدماغ تفيد أحماض أوميغا 3 الدهنية في تعزيز صحة الدماغ خلال فترة الحمل، فهي ضرورية جدًا لنمو الدماغ وبناء أغشيته وخلاياه عند الرضع والأطفال الصغار، فأحماض DHA تشكل ما نسبته 40٪ من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة في الدماغ، لذلك، كان تناول المرأة الحامل لمكملات أوميغا 3 الدهنية أثناء مدة الحمل ذا فائدة محتملة للطفل؛ فقد يرتفع مستوى ذكائه وتتحسن مهاراته الاجتماعية وتقل مشكلاته السلوكية وينخفض خطر إصابته بتأخر النمو. ^[٦]
• مكافحة الالتهابات تتمتع أحماض أوميغا 3 الدهنية بقدرة كبيرة على حماية خلايا الجسم من الالتهابات التي قد تصيبه؛ فمع أن الالتهاب هو استجابة طبيعية للجسم إزاء الأمراض والعدوى، فإن استمراره لمدة طويلة يؤثر سلبًا على صحة الإنسان؛ إذ إن الالتهاب طويل الأمد يعد من عوامل الخطر الرئيسة لمجموعة من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان، وترجع قدرة أحماض أوميغا 3 في مكافحة الالتهابات إلى دورها في تقليل إنتاج الجزيئات والمواد المرتبطة بالالتهاب، مثل الإيكوسانويدات الالتهابية والسيتوكينات. 
• تحسين صحة العين يعرف حمض الدوكوساهكساينويك DHA بأنه أحد أنواع أحماض أوميغا 3 الدهنية، وهو أحد المكونات الرئيسة لشبكية العين عند الإنسان، لذلك، يكون الشخص عرضة لبعض اضطرابات البصر إذا لم يحصل على كمية كافية من هذا الحمض، ولعل من الأمور اللافتة وجود تناسب طردي بين تناول كمية كافية من مكملات أوميغا 3 الدهنية، وبين تراجع خطر الإصابة بالتنكس البقعي، وهذا الأمر مهم جدًا نظرًا لأن هذا المرض يندرج ضمن الأسباب الرئيسة للعمى والتلف الدائم للعين. 

التأثيرات الجانبية لحبوب أوميغا 3

تعد حبوب أوميغا 3 آمنة بنسبة عالية جدًا، لكنها تنطوي أحيانًا على بعض التأثيرات الجانبية على الصحة عند زيادة الجرعة المطلوبة أو نقصانها، ومن هذه التأثيرات؛ الغثيان، والقيء، واضطراب المعدة، والإصابة المحتملة بالرجفان الأذيني، والبراز اللين، وتحوّل رائحة الفم لتكون شبيهة برائحة السمك، وقد يزيد تناولها من خطر النزيف إذا ازدادت كمية الجرعة اليومية عن 3 غرامات، ويكون تناول حبوب أوميغا 3 مفيدًا للمرأة الحامل شريطة الالتزام بالجرعة المحددة، ولا يفضل الاعتماد الكامل على حبوب أوميغا 3 المصطنعة، وإنما يجب الحصول على أوميغا 3 من مصادرها الطبيعية التي تتوفر بكثرة في الأسماك مثل السلمون والسردين، فضلًا عن بذور الشيا وفول الصويا وبذور الكتان وزيت الكانولا.