الصحة النفسية

اضرار اليود المشع على الاخرين

اضرار اليود المشع على الاخرين

 

اليود المشع

يشتهر اليود بكونه أحد العناصر الكيميائية الأساسية الموجودة في الجدول الدوري، ويوجد حوالي 37 نظيرًا من نظائر اليود، لكن واحدًا منها فقط يُعد غير مشع والباقي لها خاصية إشعاعية، وبإمكان العلماء الحصول على معظم أشكال أو نظائر اليود كمنتجات ثانوية ناجمة عن الانشطارات النووية الحاصلة داخل الأسلحة النووية أو المفاعلات النووية، لكن توجد بعض أشكال اليود المشع التي تُصنع خصيصًا لأغراض طبية، ويتميز اليود بقدرته على التحول مباشرة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية دون المرور بالحالة السائلة، كما يُمكن لليود أن يذوب بسهولة في الماء والكحول، وهو سريع التشتت في الهواء والماء أيضًا، وفي حال تعرض الإنسان إلى اليود مباشرة؛ فإن ذلك قد يتسبب في حصول حروق في العين والجلد لديه، أما في حال استهلاك اليود أو إدخاله إلى الجسم؛ فإن ذلك يؤثر –كما هو معروف- على الغدة الدرقية التي تستخدم اليود لإنتاج الهرمونات، ولكنها تبقى بالطبع غير قادرة على التفرقة بين اليود المشع واليود المستقر.

أضرار اليود المشع على الآخرين

يلجأ الأطباء إلى إعطاء اليود المشع للمصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية من أجل تدمير الخلايا النشطة داخل هذه الغدة، كما يلجأ الأطباء إلى إعطاء جرعات كبيرة من اليود المشع لتدمير الخلايا السرطانية التي نشأت داخل الغدة الدرقية، وعادةً ما يُصبح من الضروري على المرضى الذين يخضعون للعلاج باليود المشع اتباع التدابير الاحتياطية أثناء فترة خضوعهم للعلاج باليود المشع من أجل تجنيب الآخرين خطر التعرض للأشعة الناجمة عن اليود المشع، وقد يضطر الأطباء إلى عزل هؤلاء المرضى في حال إعطائهم جرعات كبيرة من اليود المشع؛ وذلك بهدف تجنيب تعريض الأفراد الآخرين إلى اليود المشع، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.

ومن المثير للاهتمام أن الخبراء باتوا ينصحون الأفراد الذين يخضعون للعلاج باليود المشع إلى أخذ تصريح من الطبيب الاختصاصي عند رغبتهم بالسفر؛ لأن أجهزة المطارات والمباني الحكومية يُمكنها التعرف على مستوى الأشعة في أجسامهم، وعلى العموم يجب عدم إعطاء اليود المشع للنساء الحوامل أو المرضعات؛ لأن مستوى الإشعاع يزداد كثيرًا في حليب الثدي الخاص بإطعام الطفل، وعلى الرغم من كون العلاج باليود المشع آمنًا وغير مكلف كثيرًا وفقًا لبعض الخبراء، إلا أن له الكثير من الأعراض الجانبية المؤقتة التي تظهر عند الأفراد الذين يخضعون للعلاج باليود المشع، مثل :

  • الشعور بالتورم والألم في الرقبة.
  • الشعور بالغثيان.
  • انتفاخ أو تورم الغدد اللعابية.
  • الإصابة بقصور الغدة الدرقية أو بفرط نشاط الغدة الدرقية.
  • فقدان حاسة التذوق.
  • الإصابة بجفاف الفم بسبب قلة إنتاج اللعاب.
  • انخفاض القدرات الإنجابية وانخفاض مستويات خلايا الدم.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • الإصابة بجفاف العينين أو نزول الكثير من الدموع من العينين.

يبقى جسم الإنسان قادرًا على امتصاص اليود وتخزينه داخل الغدة الدرقية، لكن المشكلة تحدث عندما يصل اليود المشع إلى الأجواء المحيطة بالبشر وتبدأ الغدة الدرقية بأخذ اليود من الأجواء وتخزينه كأنه يود مستقر أو طبيعي، وما إن يتراكم اليود المشع داخل الغدة الدرقية حتى يبدأ ببث رشقات إشعاعية قادرة على تدمير المادة الوراثية في الخلايا الحية والتأثير سلبًا على انقسامات الخلايا ونموها، ويوجد بالطبع الكثير من الطرق التي يُمكن لليود المشع الدخول إلى الجسم عبرها؛ إذ يُمكن –مثلًا- استنشاق اليود المشع مباشرة من البخار المتصاعد عن المحطات النووية، كما يُمكن لليود الاستقرار في جسم الإنسان بعد تناول النباتات أو الحيوانات أو المياه التي تحتوي على اليود المشع، ومن المثير للاهتمام أن الدراسات والأبحاث الصحية أكدت على حصول زيادة كبيرة في معدلات سرطان الغدة الدرقية بين السكان الذين عاشوا في المناطق المجاورة محطة تشيرنوبيل النووية التي أصابتها الحادثة المأساوية الشهيرة عام 1986، ويشير العلماء إلى كون اليود المشع خطرًا على فئة الشباب تحديدًا؛ لأن الغدة الدرقية لديهم ما تزال في حال نمو وتطور.

تجنب أضرار اليود المشع على الآخرين

يزداد مستوى النشاط الإشعاعي في جسم المريض في الأيام التي تلي خضوعه للعلاج باليود المشع، وعادةً ما يسعى الأطباء إلى قياس مستوى الإشعاع في جسم المريض قبل السماح له بالذهاب إلى منزله أو الاختلاط مع الآخرين، كما يحرص الأطباء على إخبار المريض بالتعليمات والإرشادات الضرورية لاتباعها من أجل تجنيب الآخرين أضرار اليود المشع، ومن بين هذه التعليمات ما يلي:

  • تجنب مخالطة الناس: يُصبح من الضروري على المريض تجنب البقاء بالقرب من الناس أو عناقهم، خاصة الأطفال الرضع، والنساء الحوامل، والحيوانات الأليفة، كما يُصبح من الضروري تجنب البقاء في الأماكن المزدحمة أو التي يكثر وجود الناس فيها؛ كالسينما مثلًا.
  • تجنب النوم مع الآخرين: يجب على المريض الحرص على النوم لوحده أو في سرير منفصل عن الآخرين بعد خضوعه للعلاج باليود المشع.
  • تجنب الأنشطة الجنسية: قد يكون من الأنسب للمريض تجنب الانخراط في ممارسة الأنشطة الجنسية لبعض الوقت أو الحرص -على الأقل- على ارتداء الواقي الذكري دائمًا، وينصح الخبراء كذلك بضرورة استعمال وسائل منع الحمل لمدة 4 أشهر عند الرجال و6 أشهر عند النساء؛ لأن لليود المشع تأثيرًا سلبيًا على الحيوانات المنوية والبويضة، وهذا قد يؤدي إلى ولادة أطفال بتشوهات خلقية.

فوائد اليود المشع

على الرغم من كثرة الأضرار والمشاكل المرتبطة باليود المشع، إلا أنه يبقى في النهاية أحد العلاجات المناسبة للتعامل مع الكثير من المشاكل الصحية، كما يُمكن للأطباء الاستعانة باليود المشع لتشخيص المشاكل المرضية التي تصيب الغدة الدرقية، وعلى العموم تتضمن بعض أهم الأمراض والمشاكل الصحية التي يقدر اليود المشع على علاجها أو التخفيف من أعراضها، الآتي:

  • مرض جريفز: يحدث مرض جريفز نتيجة تصنيع الغدة الدرقية للكثير من الهرمونات، وهذا يؤدي – كما هو معروف- إلى جحوظ العينين واحمرارهما، وقد يؤدي هذا المرض إلى تضخم الغدة الدرقية أيضًا، لكن يبقى بوسع الأطباء الاستعانة باليود المشع لعلاج مرض جريفز وتضخم الغدة الدرقية.
  • سرطان الغدة الدرقية: يمتلك اليود المشع قدرة على تدمير الخلايا السرطانية التي تُصيب الغدة الدرقية، وفي حال انتشر سرطان الغدة الدرقية إلى أماكن أخرى من الجسم، فإن لليود المشع قدرة على مطاردة خلايا السرطان المنتشرة في الجسم أيضًا.
  • سرطان العين: يلجأ بعض الأطباء إلى اليود المشع لعلاج بعض أنواع السرطانات التي تُصيب العين، وغالبًا ما يشتمل ذلك على إدخال أسطوانة أو شريحة صغيرة بالقرب من العين، ويجب أن تبقى هذه الشريحة لعدة أيام في مكانها قبل إزالتها.
  • أنواع مختلفة من السرطان: يُمكن لليود المشع أن يكون خيارًا جيدًا لعلاج سرطان الرحم عند النساء وسرطان البروستاتا عند الرجال.
السابق
أسباب ظهور حب الشباب على الظهر
التالي
علاج اثار الحبوب في الجسم

اترك تعليقاً