الصحة النفسية

اعلى درجة حرارة يتحملها الانسان

اعلى درجة حرارة يتحملها الانسان

 

درجة حرارة جسم الإنسان

تُعد درجة حرارة الجسم من بين العلامات الحيوية المهمة التي يلجأ إليها خبراء الصحة والناس عمومًا بهدف تحديد درجة أو خطورة الإصابة بالأمراض لدى الأفراد، ولقد دأب الناس على قياس درجة الحرارة لهذا الغرض منذ فترات طويلة، لكن ومع ذلك فإن القيم الحقيقية أو الدقيقة لدرجة حرارة الجسم الطبيعية وغير الطبيعية ما زالت محل جدال واسع بين الخبراء إلى هذه اللحظة، ويرجع سبب ذلك إلى وجود عوامل كثيرة قادرة على التلاعب والتأثير على درجة حرارة الجسم الطبيعة عند الفرد؛ كالعمر، والحالة الصحية، والجنس، ودرجة حرارة البيئة المحيطة، ووقت أخذ أو قياس درجة الحرارة.

ومن المثير للاهتمام وجود إحدى الدراسات التي بحثت في موضوع درجة حرارة الجسم منذ عام 1868، ولقد ربطت هذه الدراسة آنذاك بين الحمى وبين المرض، كما كانت أول الدراسات التي اعتمدت على مقياس درجة الحرارة لأخذ قراءات دقيقة لدرجة حرارة الجسم، وعلى العموم، تبلغ درجة حرارة الجسم الطبيعية حوالي 37 درجة مئوية، لكن يُمكن لدرجة الحرارة أن تتراوح طبيعيًا بين 36.1-37.2 درجة مئوية وفقًا لبعض الدراسات، بينما لو وصلت درجة الحرارة إلى أعلى من 38 درجة مئوية، فإن هذا يُعد دليلًا على الإصابة بالمرض.

أعلى درجة حرارة يتحملها جسم الإنسان

يجب على درجة حرارة البيئة المحيطة بجسم الإنسان أن تكون 28 درجة مئوية تقريبًا حتى يتمكن الجسم من الحفاظ على درجة حرارته الداخلية دون الحاجة لأجهزة الحرارة أو التبريد أو أي من الأمور الأخرى التي تهدف إلى إنقاص درجة الحرارة أو رفع درجة حرارة الجسم، وفي حال ارتفعت درجة حرارة البيئة المحيطة لدرجات عالية للغاية، فإن هذا بالطبع سيحمل مضاعفات سيئة للغاية على جسم الإنسان؛ فمثلًا يؤدي ارتفاع درجة حرارة البيئة إلى ما بين 32-40 درجة مئوية إلى حدوث التشنجات أو التوعكات الحرارية، وفي حال وصلت الحرارة إلى ما بين 40-54 درجة، فإن علامات الإنهاك الحراري قد تبدأ بالظهور بوضوح على الفرد، أما في حال وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 54 درجة مئوية، فإن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إصابة الفرد بضربة الحر أو ضربة الشمس التي تؤدي بدورها إلى ظهور أعراض كثيرة؛ كاحمرار الجلد، وتسارع دقات القلب، وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية إلى أكثر من 39 درجة مئوية، فضلًا عن فقدان الوعي.

ويُمكن للأمراض الناجمة عن درجات الحرارية العالية أن تؤدي إلى ظهور أعراض كثيرة أيضًا؛ كالتعرق الشديد، والدوخة، والغثيان، والتقيؤ، ومن الضروري عدم إهمال موضوع وجود الرطوبة في الجو عند الحديث عن درجات الحرارة القصوى التي يتحملها جسم الإنسان؛ فمن المعروف أن انخفاض نسبة الرطوبة في الجو يؤدي إلى الشعور بدرجة حرارة أقل من درجة الحرارة الحقيقية الموجودة في الجو، بينما لو ارتفعت نسبة الرطوبة في الجو، فإن الشخص يشعر بارتفاع كبير في درجة الحرارة أكثر من درجة الحرارة الحقيقية الموجودة في الجو، خاصة في حال وصلت نسبة الرطوبة إلى 80% أو أكثر.

وعلى أي حال قد يتساءل البعض هنا عن درجة الحرارة القصوى التي سجلت على سطح الأرض في الزمن الحديث، ويجيب الخبراء على ذلك بالقول بأن هذا اللقب قد مُنح لوادي الموت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية؛ إذ وصلت الحرارة في هذا الوادي إلى 56.7 درجة مئوية في عام 1913، لكن بالطبع يوجد الكثير من المناطق في العالم التي تشتهر بدرجات حرارة شديدة أحيانًا؛ فمثلًا وصلت درجة الحرارة في إحدى ضواحي مدينة سيدني الأسترالية عام 2018 إلى حوالي 47.3 درجة مئوية، وكانت هي المنطقة الأكثر حرًا على الأرض في ذلك الوقت.

علاج درجة حرارة الجسم العالية

يحاول الجسم تنظيم درجات الحرارة عبر الغدة تحت المهاد التي تدفع الجسم إلى التعرق بكثافة أكبر أثناء التعرض لدرجات الحرارة العالية من أجل تبريد الجسم، بينما تدفع الجسم إلى الرجفان والارتعاش لخلق مزيدٍ من الحرارة أثناء التعرض لدرجات الحرارة الباردة جدًا، لكن في حال أصيب الجسم بالالتهابات أو الأمراض فإن الجسم يرفع حرارته الداخلية تلقائيًا من أجل مقاومة الميكروبات التي تسببت في حدوث المرض في الأساس، وعلى العموم، يوجد الكثير من الأساليب العلاجية التي يُمكن اللجوء إليها لمقاومة الحمى وارتفاع درجة الحرارة الشديدة، وبالإمكان تصنيف هذه العلاجات إلى علاجات دوائية وعلاجات منزلية، كما يلي:

  • علاجات دوائية: يلجأ البعض إلى استخدام دواء الباراسيتامول من أجل تخفيف حدة الحمى، لكن يجب بالطبع استشارة الطبيب حول الجرعات الواجب أخذها من هذا الدواء خاصة عند الأطفال، وفي الحقيقة يتوفر دواء الباراسيتامول على شكل تحاميل يُمكن أن تعطى للأطفال أيضًا، كما يُمكن الاستعانة أيضًا بأنواع أخرى من الأدوية لعلاج الحمى؛ كدواء الأيبوبروفين مثلًا، أما بالنسبة إلى أنواع الأدوية الأخرى المستخدمة لغرض علاج الحمى؛ كالأسبرين، فإن من الواجب أن لا تعطى للأطفال والمراهقين؛ لأن ذلك يؤدي إلى إصابتهم بإحدى المتلازمات المرضية الخطيرة.
  • علاجات منزلية: يجب على المصاب بارتفاع درجة الحرارة استبدال ملابسه بملابس فضفاضة أو خفيفة وأخذ مزيدٍ من الراحة، كما قد يكون من الأنسب وضع المريض في حوض الاستحمام لغمر جسده بالماء الفاتر وليس بالماء البارد، وتتضمن بعض العلاجات المنزلية الأخرى المفيدة لعلاج ارتفاع الحرارة والحمى ما يلي:
    • توفير الكثير من السوائل للمريض للحيلولة دون إصابته بالجفاف، لكن يجب عدم إعطاء المريض مشروبات تحتوي على الكافيين أو الكحوليات.
    • تشغيل مروحة في الغرفة التي يوجد بها المصاب، أو وضعه بالقرب من النافذة المفتوحة، أو وضع قطعة من القماش المبلل فوق جبينه، ولن يكون بوسع الأدوية السابقة علاج ارتفاع درجة حرارة الجسم الناجم عن التعرض للأجواء الحارة أو ضربة الشمس، وسيتوجب على الأفراد القريبين من المصاب العمل بسرعة لإنزال درجة حرارة جسمه قدر الإمكان، وفي حال أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى إصابة الشخص بالإغماء أو الارتباك الذهني الشديد، فإن من الأنسب حينئذ الاتصال بخدمة الطوارئ لإحضار المريض إلى المشفى على وجه السرعة، ويجب إبعاد المصاب عن مصدر الحرارة ونزع ملابسه ووضعه أمام مروحة وتبريد جسده باستخدام إسفنجة مبتلة أثناء انتظار قدوم الطوارئ.

مضاعفات درجات الحرارة العالية

يؤدي تعرض الجسم لدرجات الحرارة العالية لفترات طويلة وحدوث ضربة الحر أو ضربة الشمس إلى مضاعفات سيئة للغاية، منها:

  • تلف في الأعضاء الداخلية: إذ يُمكن للحرارة العالية الناجمة عن ضربة الشمس أن تؤدي إلى حصول انتفاخ في الدماغ أو أي من الأعضاء الحيوية الأخرى، وهذا قد يؤدي إلى حصول تلف دائم في هذه الأعضاء الحيوية.
  • الوفاة أو الموت: خاصة في إهمال علاج ارتفاع درجة الحرارة كما يجب.
السابق
أسباب الاحساس بالبرد الشديد
التالي
اضرار الغازات على الجسم

اترك تعليقاً