الصحة النفسية

التهاب القولون التقرحي

التهاب القولون التقرحي

التهاب القولون التقرحي

ينتمي مرض التهاب القولون التقرحي إلى فئة الأمراض الالتهابية المزمنة التي تصيب بطانة الأمعاء الغليظة والمستقيم، ويُعاني المصابون بالمرض من ظهور تقرحات وتقيحات صغيرة في القولون والمستقيم، بالإضافة إلى الإسهال ونزول الدم مع البراز، وقد تأتي فترات تختفي فيها أعراض المرض لأسابيع أو حتى سنوات، ثم تعود مرة أخرى بعد ذلك على شكل نوبات احتدام، وعادةً ما يبدأ الالتهاب في المستقيم ثم ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من القولون، وقد يقتصر المرض أحيانًا على المستقيم فقط، ليصبح اسمه حينئذ بالتهاب المستقيم التقرحي، وعلى العموم يتميز التهاب القولون التقرحي باقتصاره فقط على المستقيم والأمعاء الغليظة، بحيث لا يصل إلى المعدة أو الأمعاء الدقيقة كما هو الحال عند مرض كرون، لكن يبقى كِلا المرضين ينحدران من نفس مجموعة الأمراض التي يُطلق البعض عليها اسم داء الأمعاء الالتهابي.

أسباب الإصابة التهاب القولون التقرحي

ظن الباحثين في الماضي أن سبب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي يرجع إلى تناول بعض الأطعمة أو التعرض للتوتر، لكنهم باتوا يعربون عن عدم اقتناعهم بكون هذه الأمور هي الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بالمرض على الرغم من تأكيد البعض لوجود دورٍ للأطعمة والتوتر في زيادة حدة أعراض المرض، وعلى العموم بات الكثيرون يعتقدون بوجود صلة لمشاكل استجابة الجهاز المناعي في التسبب بالمرض، كما بات من المعروف أن نسب الإصابة بالمرض تزداد بين نفس أفراد العائلة، مما دفع بالكثير من الباحثين إلى الاعتقاد بوجود عوامل جينية مسؤولة عن المرض، لكن في نفس الوقت معظم حالات المرض لا تظهر عند الأفراد الذين لديهم تاريخ لوجود المرض في عائلاتهم، وعلى أي حال يبقى هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض، منها:

  • العمر: تظهر حالات الإصابة بالتهاب القولون التقرحي عادةً عند الأفراد قبل سن 30 سنة.
  • العِرق: تزداد نسب الإصابة بالمرض بين الأفراد المنحدرين من أصول بيضاء، كما تكثر حالات المرض بين يهود الأشكناز تحديدًا، لكن حالات الإصابة بالمرض تبدو نادرة بين الأفراد الذين ينحدرون من أصول آسيوية دون وجود تفسير مقنع لهذا الأمر لديهم.
  • التاريخ المرضي للعائلة: يرتفع خطر الإصابة بمرض التهاب القولون التقرحي عند الفرد في حال كان هناك فرد آخر في عائلته قد أصيب بالمرض من قبل، سواء كان هذا الفرد هو والده، أو أخاه، أو حتى ابنه.

أعراض التهاب القولون التقرحي

يستدل الأطباء على إصابة الفرد بالتهاب القولون التقرحي من خلال معاناته من الإسهال الذي يُصاحبه نزول للدم، وقد يلاحظ المريض كذلك نزول بعض القيح مع البراز أحيانًا، وعلى العموم تتضمن أعراض الإصابة بالتهاب القولون التقرحي الأخرى الآتي:

  • الشعور بألم في البطن.
  • المعاناة من فقر الدم.
  • الشعور بالتعب والحمى.
  • ظهور تقرحات في الفم.
  • المعاناة من انسداد الشهية.
  • ظهور تقرحات على الجلد.
  • المعاناة من الجفاف وآلام المفاصل.
  • الاستيقاظ في الليل للذهاب إلى الحمام.
  • فقدان السيطرة على الاحتفاظ بالبراز لفترة أطول.
  • الشعور بعدم إفراغ القولون كاملًا من البراز بعد التبرز.
  • الشعور بالألم في العينين عند النظر للأضواء الساطعة.
  • الشعور برغبة ملحة ومفاجئة بالذهاب إلى الحمام للتبرز.

علاج التهاب القولون التقرحي

يهدف العلاج إلى الحد من أعراض الالتهاب قدر المستطاع ومنع مجيء نوبات اشتداد المرض لأطول فترة زمنية ممكنة، وتتضمن أبرز الخطوات العلاجية الآتي:

  • الأدوية: يصف الأطباء بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهاب؛ كالسلفاسالازين والميسالامين، وقد يصف البعض كذلك أدوية الكورتيكوستيرويد، والمضادات الحيوية، وبعض الأدوية القادرة على تثبيط الوظائف المناعية في الجسم.
  • المكوث في المشفى: يضطر الأطباء احيانًا إلى تحويل مرضى التهاب القولون التقرحي إلى المستشفى عند وصول أعراض المرض لديهم إلى مستويات خطيرة أو شديدة إلى درجة التسبب بالجفاف وفقدان المعادن والأملاح من أجسامهم؛ إذ يُمكن للمرضى والأطباء في المشافي تعويض المعادن والأملاح عبر إعطاء المريض المحاليل الوريدية مباشرة.
  • الجراحة: يلجأ الأطباء إلى الخيارات الجراحية عند تسبب المرض بفقدان الكثير من الدم أو حصول ثقب أو انسداد في القولون، وقد يضطر الأطباء الجراحون أحيانًا إلى إزالة كامل القولون وخلق مسار آخر لإخراج الفضلات عبر فتحة أو ثغرة في البطن.
  • العلاجات الطبيعية: يفضل بعض المرضى الاستعانة بالعلاجات الطبيعية بدلًا عن الأدوية؛ لتجنب الأعراض الجانبية المرتبطة ببعض هذه الأدوية، ومن بين أبرز العلاجات الطبيعية المستخدمة لغرض علاج التهاب القولون التقرحي كل من: الكركم، وعشبة اللبان المنشاري، وانزيم البروميلين الموجود في الأناناس، بالإضافة إلى ما يُعرف ب”البروبيوتيك” وهي البكتيريا المفيدة التي تستوطن المعدة والأمعاء.

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

يؤدي سوء التعامل مع حالات التهاب القولون التقرحي إلى حصول مضاعفات كثيرة، منها:

  • الإصابة بنزيف شديد.
  • الإصابة بهشاشة العظام.
  • حصول ثقب في القولون.
  • حصول تورم سريع في القولون.
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • حصول التهاب في الجلد، أو المفاصل، أو العينين.
  • زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم داخل الأوردة والشرايين.
  • الإصابة بأمراض الكبد (نادرًا).
السابق
ما هي الأراء بالنسبة لتقسيم الجرائم؟
التالي
ما هي الحكمة في جعل القصاص للأفراد؟

اترك تعليقاً