الصحة النفسية

الهرمون الذكري عند الرجال

الهرمون الذكري عند الرجال

هرمونات الجسم

يحتوي جسم الإنسان على مجموعة من الهرمونات التي تتفاعل كيميائيًّا مع بعضها البعض من جهة، ومع خلايا الجسم ومكوّنات الدم من جهة أخرى، وهو ما ينتج عنه أداء الأعضاء الداخلية وظائفها الحيويَّة التي تضمن استمرار بقاء الجسم بصحّة بعيدًا عن الأمراض، وتعدّ نسبة تركيز الهرمونات في الجسم ميزانًا بالغ الدّقة، إذ إن أي زيادة أو نقصان في معدَّلاتها الطبيعية يؤدي إلى حدوث اضطراب في الجسم تظهر أعراضه على الأجزاء الخارجية كرسالة استغاثة من أجل تصويب الوضع الصحّي وعلاجه وعودته إلى الطبيعي، وقد يؤدي اضطراب الهرمونات إلى إصابة الجسم بأمراض كثيرة؛ كالسكري، وزيادة الوزن أو نقصانه، بالإضافة إلى العقم، وفي هذا المقال توضيح بعض المعلومات المتعلقة بهرمون الذكورة.

هرمون الذكورة عند الرجال

يرتبط هذا الهرمون ارتباطًا وثيقًا بالكثير من الأمور التي تحدث مع الرجل يوميًّا، ويعدها من علامات الرّجولة التي لا يستطيع أن يفكّر مجرَّد تفكير فقط بأن تضطرب أو يصيبها خلل وظيفي، وممّا سبق أصبح لا يَخفى على أحد أنّنا سنتناول الحديث عن هرمون التستوستيرون الذي يوجد طبيعيًّا في كلا الجنسين، غير أنّ نسبته في مرحلة البلوغ تزيد بكمية كبيرة في الذكور عنها في الإناث مما يجعله خاصًّا بالرجال.

لهرمون الذكورة دور كبير وأساسي في صحة الرجل عامةً وصحته الجنسية خاصةً، فهو يتحكَّم بالرغبة الجنسية والوصول إلى الرضا الجنسي أثناء عمليَّة الجماع مما ينعكس على حياة الرّجل عامةً بالشُّعور بالسعادة والثقة بالنفس، بينما انخفاضه يسبب الشعور بالضيق والاكتئاب إلى جانب نقص الرغبة الجنسية عنده، وفي بعض الحالات شديدة النّقص فإنها تؤدي إلى مشكلات صحية تتمثّل بالعجز الجنسي، ولا يقتصر دور التستوستيرون على الوظائف الجنسية التناسلية الذكرية فقط، بل يتعدّاها إلى أنه يدخل في تركيب كريات الدم الحمراء وتصنيعها إلى جانب أنّ عددها أكثر عمّا هي عند النساء، وذلك لتلبية احتياجات جسم الذكر من حيث بناء الكتلة العضلية التي تجعل هيكل جسم الرجل الخارجي مختلفًا عن مثيله عند النساء، وهذا الدور يلعبه هذا الهرمون الضروري للرجال بجميع مجالات حياتهم، كما يؤثر على وظائف أعضاء الجسم الدّاخلية والخارجيَّة.

نقص هرمون الذكورة عند الرجال

أثبتت الدراسات أنَّ هرمون الذكورة يكون في تناقص مستمر مع التقدّم في السن كجزء من الوصول لمرحلة الشيخوخة وتعد عمليةً طبيعيةً، وهو ما ينعكس تدريجيًّا على قدرة الرجل الجنسية، ونقصان في الكتلة العضليّة، والتسبّب بالإصابة بمرض هشاشة العظام، والشعور بالتعب والوهن الدائم، إلى جانب تأثيره على الحالة النفسية والمزاجية، والزيادة في نسبة تراكم الدّهون في الجسم، وتحوّل الكتلة العضلية إلى دهون، خاصة في منطقة الصدر والثديين عند الرجال، وصولًا إلى تأثر الذاكرة والتركيز، وقلة النوم، ومما لا شك فيه أن لنقص هرمون الذكورة تأثيرًا سلبيًا على الرغبة والمقدرة الجنسية، وقد يكون نقص هرمون الذكورة سببًا في إصابة الرجل بما يُعرف بضعف الانتصاب، بل قد يؤدي نقص هرمون الذكورة إلى إصابة الرجل بالعقم أيضًا.

علاج نقص هرمون الذكورة عند الرجال

بعض الرجال لديهم الوعي الثقافي والصّحي الكافي من أجل مراجعة الطبيب المختص عند الشعور بأي تغيير على حياتهم الجنسية أو الصحية عامةً، وإجراء الفحوصات السريرية والمخبرية الضرورية كنوع من الالتزام بالفحص الروتيني الدوري، فيُنقص معدّلات هرمون الذكورة في وقت مبكّر، وعلى الرغم من كون تناقصه مع التقدّم بالعمر أمرًا طبيعيًّا إلا أن الطِّب الحديث ينصح بأن يستخدم الرجل العلاج ببدائل التستوستيرون لتعويض النقص الحاد في نسبة هرمون الذكورة لزيادة الاستمتاع بالحياة بشكل صحي وسليم، فالشيخوخة عملية بيولوجية طبيعية ولكن لا يشترط الاستسلام لها ومن الضروري أن يهتم الرّجل بصحته من أجل تأخير ظهور علاماتها قدر المستطاع، ويمكن أيضًا التخفيف من وطأتها من خلال المتابعة الطبية الدورية لتجنّب الأعراض السلبية للشيخوخة والتمتّع بجسم سليم متعافٍ بعيد عن أمراض الشيخوخة[٥]، لكن على أي حال، يبقى للعلاج ببدائل التستوستيرون آثار سلبية على صحة الرجال، مثل:

  • زيادة المعاناة من انقطاع النفس النومي.
  • ظهور حب الشباب.
  • زيادة فرص الإصابة بأورام البروستاتا.
  • زيادة فرص تشكل الجلطات الدموية.
  • تضخم الثدي.

أساليب طبيعية لزيادة هرمون الذكورة عند الرجال

على الرغم من توفر الكثير من العلاجات الهرمونية القادرة على علاج نقص هرمون الذكورة عند الرجال، إلا أن الخبراء ينوهون إلى إمكانية أن تؤدي هذه العلاجات إلى تثبيط قدرة الجسم الطبيعية على إنتاج هرمون الذكورة، كما ينوهون إلى إمكانية أن تؤدي هذه العلاجات إلى أضرار جانبية كثيرة كما ورد مسبقًا، وهذا قد يدفع بعض الرجال إلى البحث عن أساليب طبيعية لزيادة مستويات هرمون الذكورة في أجسامهم، مثل:

  • أخذ مكملات الفيتامينات: توصلت إحدى الدراسات الصغيرة التي نُشرت في إحدى المجلات الأكاديمية الخاصة بأبحاث الهرمونات والأيض إلى إمكانية أن تُساهم مكملات فيتامين د في علاج نقص هرمون الذكورة عند الرجال، ويُمكن الحصول على حاجة الجسم من فيتامين د دون الاستعانة بمكملات هذا الفيتامين، وإنما عبر الحرص على التعرض لأشعة الشمس مدة 15 دقيقة في اليوم، كما يُمكن الحصول على فيتامين د عبر التركيز على تناول الأطعمة الغنية به؛ كأسماك السلمون والأسماك الدهنية الأخرى، وعلى أي حال، يُمكن الاستعانة بمكملات المغنيسيوم والزنك لزيادة مستوى هرمون الذكورة أيضًا.
  • اتباع الأنماط الحياتية الصحية: توجد الكثير من الأنماط الحياتية الصحية التي يُمكن اتباعها بهدف إرجاع مستويات هرمون الذكورة إلى وضعها الطبيعي، مثل:
    • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يبدأ مستوى هرمون الذكورة بالانخفاض تدريجيًا عند الرجال الذين لا يحصلون على ما يكفي حاجة أجسامهم من النوم وفقًا لإحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة شيكاغو الأمريكية.
    • فقدان الوزن الزائد: يتناسب مستوى هرمون الذكورة عكسيًا مع وزن الجسم، أي أنه كلما ازداد وزن الجسم، كُلما انخفض مستوى هذا الهرمون، ويُمكن لنسبة هذا الانخفاض أن تصل إلى حوالي 50% عند الذكور المصابين بالسمنة بأعمار بين 14-20 سنة وفقًا لإحدى الدراسات التي نُشرت في إحدى المجلات الأكاديمية الخاصة بموضوعات الغدد الصماء.
    • ممارسة الأنشطة البدنية: تُساهم ممارسة الأنشطة البدنية في رفع مستويات هرمون الذكورة عند الرجال، ولقد استنتجت إحدى الدراسات أن لممارسة الأنشطة البدنية آثارًا إيجابية تفوق الآثار الإيجابية الناجمة عن إنقاص الوزن، وفي الوقت نفسه يجب التذكير بأن الإفراط في ممارسة الأنشطة البدنية يُمكن أن يؤدي إلى انخفاض في مستوى هذا الهرمون، خاصة في حال إهمال تناول الأطعمة المتوازنة.
    • تجنب المواقف المثيرة للتوتر: يؤدي التوتر إلى زيادة في مستويات أحد الهرمونات التي تتعارض مع مستويات هرمون الذكورة في الجسم وهو الكورتيزول.
    • تجنب العقاقير غير القانونية والكحوليات: تؤثر الكحوليات سلبًا على الغدد والهرمونات المسؤولة عن إتمام الوظائف الجنسية والتناسلية في الجسم، وقد ينطبق هذا الأمر أيضًا على العقاقير غير القانونية.
السابق
معلومات عن مرض الصرع عند الاطفال
التالي
مرض جدري الماء عند الكبار

اترك تعليقاً