الصحة النفسية

معلومات عن مرض الصرع عند الاطفال

معلومات عن مرض الصرع عند الاطفال

مرض الصرع عن الأطفال

يشير مفهوم الصرع إلى ظهور أعراضٍ وعلامات جسدية نتيجة للنشاط الدماغي المفرط والشاذ بالتزامن مع حدوث نشاط غير إرادي لحركات العضلات، ولقد حاولت الرابطة الدولية لمكافحة الصرع وضع تعريفٍ واضحٍ للصرع عام 2014، وقد صرحت بأن الصرع هو مرضُ دماغي ينشأ عند ظهور نوبتين من الصرع دون مبرر خلال أكثر من 24 ساعة، أو ظهور نوبة صرعية واحدة دون مبرر بعد ظهور نوبتين من قبل، و زيادة احتمالية ظهور نوبات صرعية جديدة بنسبة 60% خلال 10 سنوات، ولقد أشارت الدراسات العلمية إلى وجود تباين واضح في نسب الإصابة بالصرع بين الدول الصناعية وبين الدول النامية؛ فمثلًا يُقدر عدد الحالات الجديدة من الصرع في الدول الغربية ب33.3-82 حالة لكل 100 ألف نسمة في السنة، بينما يُقدر عدد الحالات الجديدة في الدول النامية ب187 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة في السنة، وعلى أية حال غالبًا ما يضطر أولياء الأمور إلى اصطحاب أطفالهم المصابين بالصرع إلى طوارئ المشافي لتلقي العلاج بسبب الطبيعة المقلقة والحرجة لهذا المرض، وهنالك أنواع وأسباب وطرق كثيرة لعلاج الصرع لدى الأطفال، وهذه ستكون مواضيع الأسطر التالية.

أنواع مرض الصرع عند الأطفال

تمكن العلماء من توثيق أكثر من 60 نوعًا مختلفًا من الصرع، لكن عادةً ما تُصنف أنواع الصرع إلى صرع بؤري (Focal) وصرع العام (Generalized)، ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن نوع الصرع يتباين وفقًا لماهية المناطق الدماغية التي ينشأ فيها الصرع وحجمها، وبالإمكان إعطاء مزيدٍ من المعلومات حول أنواع الصرع البؤري والعام التي تصيب الأطفال كما يلي:

  • الصرع البؤري: ينشأ هذا النوع عن حدوث مشاكل في كهربية الدماغ في منطقة أو أكثر داخل إحدى جهتي الرأس، وقد يُعاني الطفل من رؤية ما يُعرف بالأورة أو الهالة قبل مجيء نوبات الصرع البؤري، والمقصود بالأورة هو العلامات التي تسبق الصرع؛ كالخوف، والشعور بالهلاك، والنشوة، والتغيرات البصرية أو السمعية، وربما ما يُعرف ب”ديجا فو” أيضًا، ولقد قسم العلماء الصرع البؤري إلى نوعين رئيسيين هما، الصرع البؤري البسيط والصرع البؤري المعقد.
  • الصرع العام: يحدث هذا النوع في كِلا جهتي الدماغ، وللأسف يسقط الطفل في حالة من الإغماء بعد انتهاء نوبات هذا النوع من الصرع، ومن بين الأنواع الفرعية التابعة لهذا النوع؛ الصرع المصحوب بغيبة (Absence Seizure)، والصرع الونائي (Atonic Seizure)، والصرع التوتري الرمعي المعمم (Generalized Tonic-Clonic Seizure)، والصرع الرمعي العضلي (Myoclonic Seizure).

أسباب مرض الصرع عند الأطفال

يعترف الباحثون بعجزهم عن تحديد الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بمرض الصرع عند نصف أعداد المصابين تقريبًا، لكن من المتوقع أن تنخفض هذه النسبة تدريجيًا نتيجة للأبحاث التي يقوم بها العلماء حول آثار الجينات والطفرات الجينية المسببة لنشوء هذا المرض، وعلى أية حال، يتحدث الباحثون عن إمكانية أن يكون الصرع ناجمًا عن الإصابة بالعدوى، أو إصابات الدماغ المباشرة، أو الأورام، أو مشاكل الأوعية الدموية، أو النزيف داخل الدماغ، كما تزداد فرص الإصابة بالصرع عند الأطفال المصابين أصلًا بمتلازمة داون أو باضطراب التوحد أيضًا، وقد تظهر نوبات الصرع عند الأطفال المصابين بالحمى، أو الذين تعرضوا لسوء للتغذية أو لنقص الأكسجين أثناء فترة مكوثهم في بطون أمهاتهم، ومن الضروري الإشارة هنا إلى وجود الكثير من الأمور التي تحفز على مجيء النوبات الصرعية لدى الأطفال المصابين أصلًا بهذا المرض، مثل:

  • الشعور بالإثارة والحماسية.
  • رؤية الأضواء المتلألئة.
  • قلة النوم.
  • إهمال أخذ دواء الصرع.
  • إهمال تناول الوجبات الغذائية.
  • التعرض للتوتر.
  • سماع الموسيقى أو الأصوات العالية (في أحوال نادرة).

علاج مرض الصرع عند الأطفال

تشتمل أبرز الخيارات العلاجية المناسبة للتعامل مع الأطفال المصابين بالصرع على الآتي:

  • الأدوية المضادة للصرع: يضطر معظم الأطفال إلى أخذ الأدوية المضادة للصرع من أجل السيطرة على حدة النوبات الصرعية لديهم، وعادةً ما تتوقف نوبات الصرع عن الظهور لدى الطفل حالما التوصل إلى الدواء المضاد للصرع المناسب له خاصةً، لكن للأسف لن يكون بوسع هذه الأدوية علاج الصرع نهائيًا أو إيقاف النوبات الصرعية عند مجيئها، كما أن هنالك أعراضًا جانبية سيئة لبعض هذه الأدوية أيضًا، وقد تفشل هذه الأدوية أصلًا في السيطرة على النوبات الصرعية أو إيقاف ظهورها عند بعض الحالات.
  • النظام الغذائي المولد للكيتون: ينصح الأطباء بتجربة حث الطفل على اتباع النظام المولد للكيتون عندما تستمر النوبات الصرعية في الظهور لديه على الرغم من إعطائه الأدوية المضادة للصرع، وغالبًا ما يضطر أولياء الأمور إلى التواصل مع أحد خبراء التغذية من أجل معرفة أركان وخطوات اتباع هذا النظام الغذائي.
  • العمليات الجراحية: يتوقف قرار إجراء العملية الجراحية على نوع الصرع الموجود لدى الطفل ومكان نشوئه داخل الدماغ، وعادةً ما تهدف هذه العمليات إلى إزالة جزء أو منطقة محددة من الدماغ للحد من النوبات الصرعية الظاهرة لدى الطفل.

مَعْلومَة

بدأ العالم الغربي بتغيير موقفه حول مرض الصرع أثناء القرون الوسطى تحديدًا، لكن العالم الشرقي كان أكثر ميلًا لتصديق الأفكار الأسطورية التي تعد الصرع أمرًا ناجمًا عن قوة خفية أو روحية خارجية لا يُمكن السيطرة عليها، وهذا الأمر حقيقةً يمتد إلى الحضارة البابلية القديمة، التي اعتبرت الصرع علامة دالة على وجود الأمراض الروحية أو الأفعال الشيطانية، ولقد اعتقد الناس بوجود شياطين مختلفة مسؤولة عن أشكال أو أنواع الصرع التي تنشأ لدى الأطفال أو في الليل أو أنواع الصرع الأخرى التي وردت من قبل، والطريف في الموضوع أن أنواع الصرع التي تحدث عنها البابليون في التفصيل قد ساهمت بطريقة أو بأخرى في تكوين ركيزة علمية واضحة عن أنواع الصرع التي صنفها الأطباء بعد ذلك، ولقد جاء الطبيب ابن سينا المشهور فيما بعد ليتحدث عن وجود الصرع عند الأطفال والبالغين وليتحدث من وجهة نظر منطقية عن وجود علاقة بين حدوث نوبات الصرع وبين قلة النوم ورؤية الأضواء وسماع الأصوات.

السابق
ما هو مرض الاسقربوط
التالي
الهرمون الذكري عند الرجال

اترك تعليقاً