الصحة النفسية

ضعف الشهية

ضعف الشهية

 

ضعف الشهية

يشير مصطلح ضعف الشهية إلى انخفاض رغبة الإنسان في تناول الطعام، وهذه الحالة ليست بالأمر البسيط إطلاقًا؛ فتنظيم الشهية في الجسم بالغ التعقيد نظرًا لأنه يتطلب تواصلًا بين أعضاء مختلفة في الجسم بما في ذلك الجاهز العصبي المركزي، والجهاز الهضمي، ونظام الغدد الصماء والأعصاب الحسية، فجميع تلك الأعضاء والأجهزة تنظم شهية الإنسان على المدى الطويل والقصير، وبذلك عندما تكون الشهية متوازنة، فإن الجسم يحافظ على حالة من التوازن الداخلي، مما يعني أن الإنسان يحصل على احتياجاته من الطاقة والعناصر الغذائية الأساسية بالتزامن مع المحافظة على وزن صحي ومثالي.

وبناء على ما سبق، يؤثر ضعف الشهية تأثيرًا سلبيًا على صحة الإنسان، ولا سيما إذا استمر لفترة طويلة، فهو قد يؤدي إلى خسارة الوزن وتراجع القدرات الدفاعية والمناعية للجسم، وبذلك يغدو أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، كذلك تقل كمية العناصر الغذائية الضرورية في الجسم، مثل الفيتامينات والمعادن، ويصاب الإنسان حينها بسوء التغذية. 

أعراض ضعف الشهية

تتجلى الأعراض الرئيسة لضعف الشهية في عدم الرغبة في تناول الطعام وخسارة الوزن، وبالإضافة إلى ذلك ثمة أعراض أخرى مثل الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام، والشعور بالتعب والضعف، والشعور بالغثيان، وعدم القدرة على التركيز، وصعوبة النوم، واحتباس السوائل وتغيرات المزاج.

أسباب ضعف الشهية

يصاب الإنسان بضعف الشهية نتيجة جملة من الأسباب النفسية والجسدية، فقد يحدث ضعف الشهية عند الإصابة بعدوى فطرية أو فيروسية أو جرثومية في الجسم، سواء أكان ذلك عدوى فيروسية في الجهاز العلوي، أم التهابًا رئويًا، أم التهابًا معويًا، أم التهابًا في القولون أم التهاب السحايا، وفي حالات كهذه، يكون علاج المرض شرطًا أساسيًا لعودة الشهية إلى حالتها الطبيعية.

من جهة أخرى، يكون ضعف الشهية أحيانًا ناجمًا عن مشكلة نفسية يمر بها الإنسان، وخصوصًا إذا كان يشعر بالحزن أو الاكتئاب أو التوتر أو القلق، وقد وجدت بعض الدراسات العملية رابطًا بين الشعور بالملل وانخفاض الشهية عند الإنسان، وبطبيعة الحال، تؤثر اضطرابات الأكل على درجة الشهية، فهي تنخفض جراء إصابة الإنسان مثلًا بفقدان الشهية العصابي anorexia nervosa، ففي هذه الحالة يكون وزن الشخص أقل بكثير من الآخرين، وتنشأ لديه حالة خوف من زيادة الوزن، فتنخفض شهيته ويعاني من سوء التغذية.

وفي المقابل، ربما يكون ضعف الشهية أحد الأعراض الناجمة عن بعض الأمراض مثل أمراض الكبد المزمنة، والفشل الكلوي، ولغط القلب، والتهاب الكبد، وفيروس نقص المناعة وقصور الغدة الدرقية، ويعاني مرضى السرطان أيضًا من ضعف الشهية، ولا سيما إذا تركزت إصابتهم في القولون أو المعدة أو البنكرياس، وتضطلع الأدوية بدور سلبي في التأثير على شهية الإنسان، إذ تؤدي تأثيراتها الجانبية إلى انخفاضها كثيرًا عند المريض، وهذا الأمر يشمل المضادات الحيوية، والأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي، وبعض مسكنات الآلام. 

علاج ضعف الشهية

تكمن الخطوة الأولى لعلاج ضعف الشهية في تحديد السبب الكامن وراءه، ويعتمد الأطباء عمومًا في اختيار العلاج على مدى سوء حالة المريض والمضاعفات المحتملة لضعف الشهية عنده، وبناء على ذلك، يستخدمون العلاجات المناسبة للتخلص من هذه الحالة؛ فعلى سبيل المثال، يستعينون بالأدوية المضادة للغثيان والأدوية التي تحتوي على البروجسترون والمكملات الغذائية لتخفيف حالة التعب والتشنج عند المريض، وتعزيز شهيته وزيادة وزنه. وقد يستخدم الأطباء أيضًا أدوية الستيرويد نظرًا لقدرتها على تخفيف الأعراض المصاحبة لضعف الشهية مثل التعب والغثيان والألم، ويمكنهم كذلك وصف بعض الأدوية المحفزة للشهية عند المريض، بالإضافة إلى ما يعرف بالمارجوانا الطبية، التي تستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى لكونها فعالة في زيادة شهية المرء وتخفيف حالة القلق لديه، ومن الوسائل العلاجية أيضًا هناك برامج التمارين الرياضية، التي تحفز عملية إفراز هرمون الجوع لدى الإنسان، وفي بعض الحالات الشديدة، يلجأ الأطباء إلى استعمال التغذية الأنبوبية لمد المريض بالعناصر الغذائية الضرورية والسعرات الحرارية لعلاج حالة نقص الوزن والغذاء في جسمه. 

السابق
اسباب ظهور الحساسية على الجلد
التالي
مكونات شنطة الاسعافات الاولية

اترك تعليقاً