الصحة النفسية

الوقاية من مرض الزهايمر

الوقاية من مرض الزهايمر

مرض الزهايمر

مرض الزهايمر هو مرض يصيب خلايا الدماغ يبدأ تدريجيًا ليتسبب بتلف في الخلايا وموتها، ويعد مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للخرف، وهو ما يُعرف بانخفاض مستمر في القدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية التي تعطل قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل، وتبدأ أعراض الحالة بالظهور تدريجيًا، وتشمل الأعراض الأولية المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة، وهو ما يسبب الضعف الشديد في الذاكرة وفقدان القدرة على القيام بالمهام اليومية في المراحل المتقدمة من المرض، ويمكن تحسين أعراض الزهايمر من خلال تناول أدوية مرض الزهايمر المتوفرة حاليًا والتي تساعد أيضًا في إبطاء معدل تقدم المرض، كما يمكن أن تساعد في زيادة الوظائف إلى أقصى حد والحفاظ على الاستقلال لبعض الوقت إلى جانب البرامج والخدمات المختلفة التي تهدف إلى دعم الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وتقديم الرعاية لهم، وقد تتفاقم حالة الزهايمر في المراحل المتقدمة مؤدية إلى مضاعفات خطيرة ناجمة عن الفقد الشديد في وظائف المخ مثل الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى ، والتي قد تؤدي جميعها إلى الوفاة.

الوقاية من مرض الزهايمر بين الحقيقة والخيال

قد تتساءل في بعض الأحيان عن إمكانية وقاية نفسك من مرض الزهايمر ، وفي الحقيقة تناولت العديد من الدراسات موضوع إمكانية الوقاية من مرض الزهايمر ، وقد وجدت إحدى الدراسات أن هناك نسبة صغيرة من الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر المبكر يرتبط بالطفرات الجينية، والأفراد الذين لديهم مثل هذه الطفرات الجينية يكون من المؤكد إصابتهم بمرض الزهايمر ولا يستطيعون الوقاية منه، ولكن هناك تجارب سريرية مستمرة ما إذا كانت الأجسام المضادة لبيتا أميلويد يمكن أن تقلل من تراكم لويحات بيتا أميلويد في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الطفرات الجينية وبالتالي تقلل أو تؤخر أو تمنع الأعراض، وعلى الرغم من أن البحث لا يزال يتطور ، إلا أن الأدلة قوية على أنه يمكن للأشخاص تقليل مخاطرهم من خلال إجراء تغييرات أساسية في نمط الحياة ، إذ يركز الباحثون على عادات أنماط الحياة التي تساعدك في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر ومنع التدهور المعرفي، والتي تشمل كلًا من:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تجربة تمارين التدريب المعرفي.
  • تناول نظام غذائي نباتي.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة.
  • التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف الوعائي، وذلك باتباع إجراءات تشمل الامتناع عن التدخين وتناول نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والتأكد من ضغط الدم والتحكم فيه من خلال الاختبارات الصحية المنتظمة، وإدارة مرض السكري.
  • الحفاظ على النشاط العقلي والاجتماعي من خلال القراءة وتعلم لغات جديدة والتطوع المجتمعي وتجربة هوايات جديدة والحفاظ على حياة اجتماعية نشطة.

أعراض مرض الزهايمر

يبدأ تشخيص مرض الزهايمر عند ملاحظة وجود انخفاض في الوظائف والأداء المعرفي أو السلوكي مقارنةً بما كان عليه الشخص سابقًا، مع تداخل هذا الانخفاض مع القدرة على العمل والقيام بالأنشطة المعتادة، ويُلاحظ الانخفاض المعرفي من خلال خمسة أعراض تشمل:

  • قلة القدرة على استقبال وتذكر معلومات جديدة: وهو ما يؤدي إلى أسئلة أو محادثات متكررة، ووضع الأغراض الشخصية في غير أماكنها، نسيان الأحداث أو المواعيد، وعدم معرفة الطرق المألوفة.
  • ضعف في التفكير والمهام المعقدة والحكم على الأشياء: وهو ما يتمثل في سوء فهم مخاطر السلامة، عدم القدرة على إدارة الأموال، ضعف القدرة على اتخاذ القرار، وصعوبة التخطيط للأنشطة المعقدة أو المتسلسلة.
  • ضعف القدرات البصرية المكانية: وهي المشاكل غير الناتجة عن مشاكل في البصر مثل عدم القدرة على التعرف على الوجوه أو الأشياء أو العثور عليها، عدم القدرة على استخدام أدوات بسيطة وارتداء الملابس.
  • ضعف الكلام والقراءة والكتابة: ويتمثل ذلك بصعوبة التفكير في الكلمات الشائعة أثناء التحدث والتردد أثناء الكلام مع وجود أخطاء في الكلام والتهجئة والكتابة.
  • التغييرات الحاصلة في الشخصية والسلوك: بما في ذلك التغيرات المزاجية خارج الشخصية مثل سرعة الإثارة أو اللامبالاة أو الانسحاب الاجتماعي أو عدم الاهتمام، وفقدان التعاطف، والسلوك القهري أو الوسواسي أو غير المقبول اجتماعيًا.

وقد أظهرت نتائج أن التغيير في حس الفكاهة قد يكون علامة مبكرة على مرض الزهايمر، إذ يمكن أن يكون المرض موجودًا بالفعل في منتصف العمر بالرغم من عدم ظهور أي أعراض للمرض إلا بعد سنوات، كما يمكن لمرض الزهايمر الوراثي المبكر أن يصيب الأشخاص الأصغر سنًا الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض وتتراوح أعمارهم بين 30 و 60 عامًا.

أسباب مرض الزهايمر

يعتقد العلماء أن مرض الزهايمر ينتج بالنسبة لمعظم الناس بسبب مجموعة من العوامل الوراثية وأنماط الحياة والعوامل البيئية التي تؤثر على الدماغ مع التقدم في العمر، وتبلغ نسبة المصابين بالزهايمر الناتج عن تغيرات جينية أقل من 1% وهي الحالات التي عادةً ما تظهر في منتصف العمر، وبالرغم من أن الأسباب الدقيقة لمرض الزهايمر ليست مفهومة تمامًا إلا أنها تكمن في مشاكل في بروتينات الدماغ التي تفشل في العمل بشكل طبيعي وتعطل عمل خلايا الدماغ (الخلايا العصبية)، مما يؤدي بدوره إلى تلف الخلايا العصبية وفقدان الروابط مع بعضها البعض لتموت في نهاية المطاف، ويبدأ الضرر عادةً في منطقة الدماغ التي تتحكم في الذاكرة وهو ما يحدث قبل ظهور الأعراض الأولى بسنوات، ومن ثم ينتشر فقدان الخلايا العصبية في طريقة ونمط يمكن التنبؤ بها إلى حد ما إلى مناطق أخرى من الدماغ إلى أن يصل إلى مرحلة متأخرة من المرض يتقلص فيها حجم الدماغ بشكل ملحوظ، ويركز الباحثون على دور اثنين من بروتينات الدماغ اللذين يلعبان دورًا بالإصابة بالزهايمر وفقًا للآتي:

  • تشكل اللويحات: إذ تتجمع أجزاء أميلويد بيتا معًا مسببة تأثيرًا سامًا على الخلايا العصبية وتعطيل الاتصال من خلية إلى أخرى، ومن ثم تشكل هذه العناقيد رواسب أكبر تسمى اللويحات والتي تتضمن أيضًا حطامًا خلويًا وسامًا آخر.
  • التشابك: تلعب بروتينات تاو دورًا في نظام الدعم والنقل الداخلي للخلايا العصبية عند نقل العناصر الغذائية والمواد الأساسية الأخرى، وعند الإصابة بمرض الزهايمر تغير بروتينات تاو شكلها وتنظم نفسها في هياكل تسمى التشابك الليفي العصبي لتسبب بدورها تعطل نظام النقل وتسمم الخلايا.

وتشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر كلًا من:

  • العمر: يعد التقدم في العمر من أكبر عوامل الخطر التي تؤثر على الإصابة بالزهايمر.
  • تاريخ العائلة المرضي: يزداد خطر الإصابة بالزهايمر مع وجود أقارب مصابين من الدرجة الأولى.
  • متلازمة داون: يصاب الكثير من المصابين بمتلازمة داون بمرض الزهايمر وهو ما يرتبط بوجود ثلاث نسخ من الكروموسوم 21، وغالبًا ما تظهر أعراض الزهايمر لدى هؤلاء المرضى قبل 10 إلى 20 عامًا مما تظهر على الأشخاص العاديين.
  • الجنس: بالرغم من وجود اختلاف بسيط في مخاطر الإصابة بين الرجال والنساء إلا أنه بشكل عام تُصاب النساء بشكل أكبر بالمرض نظرًا إلى أنهن يعشن بشكل عام عمرًا أطول من الرجال.
  • الضعف الإدراكي المعتدل: يزيد الضعف الإدراكي مثل انخفاض الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى من خطر الإصابة بالخرف التي يمكن أن تتطور إلى الزهايمر. لذا فإنه يمكن للشخص المصاب بالضعف الإدراكي التركيز على إجراء تغييرات في أنماط الحياة ووضع استراتيجيات للتعويض عن ضعف الذاكرة.
  • التعرض لصدمات الرأس: يكون الأشخاص المصابون بصدمات شديدة في الرأس أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
  • أنماط النوم السيئة: أظهرت الأبحاث أن أنماط النوم السيئة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

مضاعفات مرض الزهايمر

يمكن أن يؤدي فقدان الذاكرة واللغة والقدرة على الحكم والتغيرات المعرفية الأخرى التي يسببها مرض الزهايمر إلى تعقيد علاج الحالات المرضية الأخرى، إذ يمكن أن يكون المصاب بمرض الزهايمر غير قادر على:

  • إخبار الآخرين بوجود ألم مثل مشاكل الأسنان.
  • الإبلاغ عن أي أعراض تظهر لمرض آخر.
  • عدم القدرة على الالتزام بالعلاجات الموصوفة.
  • الإخبار بملاحظة الآثار الجانبية للأدوية.

ومع تقدم مرض الزهايمر إلى مراحله الأخيرة تبدأ تغيرات الدماغ في التأثير على الوظائف الجسدية مثل البلع والتوازن والتحكم في الأمعاء والمثانة، وهو ما يزيد بدوره من التعرض لمشاكل صحية إضافية مثل:

  • استنشاق الطعام أو السائل إلى الرئتين.
  • الالتهاب الرئوي والالتهابات الأخرى.
  • السقوط.
  • التعرض للكسور .
  • تشكل التقرحات .
  • سوء التغذية أو الجفاف.

علاج مرض الزهايمر

لا يمكن علاج مرض الزهايمر بشكل كامل ، ولكن يمكن علاج مرض الزهايمر بتخفيف الأعراض المرافقة والتخفيف من تقدم المرض من خلال مجموعة من العلاجات التي تتضمن كلًا من:العلاجات الدوائية: يمكن أن يوصي الطبيب ببعض العلاجات الدوائية والعلاجات الأخرى للمساعدة في علاج الأعراض وتحفيفها وتأخير تقدم المرض لأطول فترة ممكنة، وبالنسبة لمرض الزهايمر المبكر إلى المعتدل قد يصف الطبيب أدوية مثل دونيبيزيل أو ريفاستيجمين التي تساعد في الحفاظ على مستويات عالية من الناقلات العصبية أستيل كولين في الدماغ للحفاظ على الذاكرة، ولعلاج حالات الزهايمر المتوسطة ​​إلى الشديدة يمكن أن يصف الطبيب دواء دونيبيزيل أو ميمانتين للمساعدة في منع تأثيرات مادة الغلوتامات الكيميائية الزائدة في الدماغ، إذ تطلق بكميات كبيرة عند الإصابة بمرض الزهايمر والتي تتلف خلايا المخ، ويمكن استخدام مضادات الاكتئاب أو أدوية المضادة للقلق أو المضادة للذهان للمساعدة في علاج الأعراض المتعلقة بمرض الزهايمر، ولكنها قد تتسبب بمجموعة من الأعراض مثل الكآبة والأرق والعدوانية والهلوسة.

  • علاجات الزهايمر المختلفة: يمكن أن تساعد التغييرات في أنماط الحياة بالإضافة إلى الأدوية في إدارة الحالة من خلال وضع بعض الاستراتيجيات المساعدة مثل التركيز على المهام، والحد من الارتباك، تجنب المواجهة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة يوميًا، والحفاظ على الهدوء، وقد يساعد تناول فيتامين هـ في منع انخفاض القدرات العقلية ولكن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات، ومن المهم استشارة الطبيب قبل تناول فيتامين هـ أو أي مكملات أخرى لإمكانية تداخلها مع الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الزهايمر.

مَعْلومَة

يختلف مرض الخرف عن الزهايمر فبالرغم من استخدام كلا المصطلحين بالتبادل إلا أن هناك شروطًا لكل منهما، فالخرف هو مصطلح أوسع للحالات المرضية مع مجموعة من الأعراض المتعلقة بفقدان الذاكرة مثل النسيان والارتباك ، ويشمل الخرف حالات أكثر تحديدًا مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون وإصابة الدماغ الرضية وغيرها من الأمراض والتي تتسبب بظهور تلك الأعراض، ويمكن أن تختلف الأسباب والأعراض والعلاجات لهذه الأمراض حسبها نوعها.

السابق
ما أسباب القيء بعد الأكل
التالي
أفضل وضعيات النوم

اترك تعليقاً