الصحة النفسية

الوقاية من مرض السكر

الوقاية من مرض السكر

مرض السكري

يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحة الإنسان ونوعية أو جودة حياته، وينتج هذا المرض مع عجز الجسم عن ضبط مستويات الجلوكوز في الدم، مسببًا بذلك مضاعفات صحية قد تهدد حياة المصاب، ويعد مرض السكري من الأمراض الأكثر انتشارًا في الفترة الماضية، وتهدف حملات التوعية الصحية إلى منع زيادة عدد المصابين به، أو زيادة عدد الوفيات بسببه عبر اتباع وسائل الوقاية منه، ويصنف المرض إلى نمطين رئيسيين هما؛ داء السكري من النوع الأول، والذي لا يمكن الوقاية منه، إذ إنه يصيب صغار السن عادةً بسبب عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الإنسولين، وداء السكري من النوع الثاني؛ وهو الأكثر انتشارًا، إذ يصيب البالغين عادةً بسبب عدم إنتاج الإنسولين، أو مقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين، بالإضافة إلى سكر الحمل الذي يظهر في مرحلة الحمل ويختفي بعد الولادة غالبًا.

الوقاية من مرض السكري

يؤدي مرض السكري إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الأفراد المصابين به، وفي الوقت الحالي لا يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الأول، إذ إن آلية حدوث المرض لا تزال تحت الدراسة، بينما في حالة مرض السكري من النوع الثاني، فتوجد العديد من العوامل المختلفة التي تؤثر على حدوثه، والكثير منها مرتبط بنمط الحياة مثل؛ استهلاك الطعام غير الصحي بالإضافة إلى قلة الحركة، إذ أظهرت الدراسات من مختلف أنحاء العالم أن التعديلات على نمط الحياة والنشاط البدني والحمية الغذائية يمكن أن تؤخر أو تمنع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومن المهم الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني في الأفراد الذين تكون احتمالية إصابتهم به أعلى من غيرهم، ومن الممارسات التي يمكن اتباعها ما يأتي:

  • زيادة النشاط البدني، إذ توجد العديد من الفوائد لممارسة الأنشطة البدنية بانتظام مثل؛ إنقاص الوزن، وتخفيض مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى زيادة الحساسية للأنسولين، الأمر الذي يساعد على إبقاء سكر الدم ضمن مستوياته الطبيعية، وقد أظهرت الدراسات أن التمارين الهوائية وتمارين القوة أو المقاومة تساعد على التحكم في مرض السكري، ويمكن تحصيل أكبر فائدة من التمارين التي تتضمن كليهما.
  • الأغذية التي تحتوي على الألياف، فإنه من المهم إضافة الألياف إلى الحمية الغذائية لمريض السكري مثل؛ الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات، إذ تساعد تلك المواد الغذائية على:
    • تقليل خطر الإصابة بالسكري، من خلال تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم.
    • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
    • المساعدة على تقليل الوزن من خلال تعزيز الشعور بالشبع.
  • تناول الحبوب الكاملة، يساعد تناول الحبوب الكاملة على التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري، كما يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم، ويُنصح بجعل نصف كمية الحبوب التي يتناولها الفرد على الأقل من نوع الحبوب الكاملة، ويتوافر حاليًا العديد من الأطعمة الجاهزة التي تحتوي على الحبوب الكاملة مثل؛ مختلف أنواع الخبز، والمعكرونة، وحبوب الإفطار.
  • إنقاص الوزن الزائد، فعند امتلاك الفرد وزنًا زائدًا، فإنه قد يشكل مشكلة في الوقاية من الإصابة بمرض السكري، إذ إن كل باوند يخسره الفرد يحسن من صحته كثيرًا، ففي إحدى الدراسات خسر المشتركون بالتجربة الخاصة بالدراسة نسبة قليلة من وزنهم، أي ما يقارب 7% من وزنهم، وذلك بعد أن بدأوا باتباع نظام غذائي صحي ومارسوا الرياضة بانتظام، وبالتالي انخفضت نسبة إصابتهم بمرض السكري بما يقارب 60%.
  • تجنب هوس الحميات الغذائية، فبعض الحميات الغذائية مثل الحميات منخفضة الكربوهيدرات، أو الحميات التي تعتمد على المؤشر الجلايسيمي، أو الحميات المشابهة، فإنها تساعد على إنقاص الوزن بالبداية، إلا أن تأثيرها في الوقاية من مرض السكري أو تأثيراتها طويلة الأمد غير معروفة، إذ إنه من خلال إقصاء أو تقنين أحد المجموعات الغذائية، قد يتخلى الفرد عن بعض المغذيات الأساسية التي يحتاجها الجسم، وغالبًا ما يشتهي مثل هذه الأطعمة أيضًا، لذلك ينصح بدلًا من اتباع مثل هذه الحميات، التنويع في الطعام والتحكم في الكميات.

أغذية تساهم بالتحكم في السكري

تعد المصادر الطبيعية أفضل الوسائل التي تساعد على ضبط مستويات سكر الدم ومنع ارتفاعه للوقاية من الإصابة بمرض السكري، وذلك لاحتوائها على مركبات فعالة تنظم الجلوكوز طبيعيًا، ومنها:

  • الأسماك الدهنية: تعد الأسماك من أفضل الأطعمة التي تحافظ على صحة الجسم، إذ يُعد سمك السالمون وسمك السردين وسمك الرنجة بالإضافة إلى سمك الأنشوفة والإسْقُمريّ مصادرًا غنية بأحماض الأوميغا 3، والتي تمتلك فوائد كبيرة للحفاظ على صحة القلب، ويُعد استهلاك كمية كافية منها مهمًا لمرضى السكري، إذ أنهم أكثر عرضة لأمراض القلب والجلطات.
  • القرفة: تُعد القرفة إحدى التوابل التي تمتلك خصائصًا مضادة للأكسدة، ويمكن إضافة القرفة لأطباق الطعام، أو تناول مشروب القرفة، إذ إنها تستطيع تخفيض مستويات السكر في الدم، كما أنها تعزز الحساسية لهرمون الإنسولين عند مرضى السكري.
  • بذور الشيا: إذ تُعد هذه البذور ممتازة لمرضى السكري، فهي غنية بالألياف وقليلة بالكربوهيدرات، إذ تساعد بذور الشيا على تقليل مستويات السكر في الدم من خلال إبطاء المعدل الذي يتحرك به الطعام داخل الجهاز الهضمي، كما وأظهرت الدراسات أن بذور الشيا تساعد على تخفيض ضغط الدم.
  • الخضروات ذات الأوراق الخضراء: إذ تُعد مثل هذه الخضروات غنية بالمغذيات ومنخفضة في السعرات الحرارية والكربوهيدرات، كما أنها تُعد مصدرًا جيدًا للعديد من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك فيتامين ج، بالإضافة لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي يحمي بعضها العين من التنكس البقعي والزرق، والتي تُعد من مضاعفات مرض السكري الشائعة.
  • البيض: يمتلك البيض العديد من الفوائد الصحية، إذ يُعد أحد أفضل الأطعمة التي تشعر الشخص بالشبع لفترات طويلة، كما أن تناول البيض بانتظام يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويقلل البيض من الالتهاب ويحسن الحساسية تجاه هرمون الأنسولين، كما أنه يزيد من مستويات الكوليسترول الجيد.

نصائح لوقاية الأطفال من مرض السكري

نادرًا ما كان مرض السكري من النوع الثاني في السابق يصيب الأطفال والمراهقين ذوي الأعمار الصغيرة، ولكن الآن ومع تفشي مشكلة السمنة في الأطفال، أصبح مرض السكري أكثر انتشارًا في الأعمار الصغيرة، لذلك ينصح الأهل بالعناية بأطفالهم لتجنب إصابتهم بالسكري، وخاصة في حال كان الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالسكري نتيجة عدة عوامل؛ كامتلاك تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، أو الولادة لأم عانت من سكري الحمل، وغيرها من العوامل، ومن النصائح التي يمكن للأهل اتباعها لحماية الأطفال من السكري:

  • الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب المشروبات السكرية.
  • تشجيع الأكل ببطء، إذ يحتاج الإنسان إلى 20 دقيقة على الأقل للبدء بالشعور بالشبع.
  • تناول الطعام على طاولة الطعام بعيدًا عن التلفاز.
  • الحرص على استمرار الطفل بالحركة، إذ ينصح بممارسة الطفل لمدة 60 دقيقة من الأنشطة البدنية في اليوم مقسمة على فترات تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة، أو ممارستها خلال 60 دقيقة دفعة واحدة.
  • تقليل مشاهدة التلفاز لساعتين في اليوم.
السابق
النظام المالي الإسلامي للأفراد
التالي
كيفية قياس درجة حرارة الجسم

اترك تعليقاً