الصحة النفسية

تعرف على طرق علاج الكحة

تعرف على طرق علاج الكحة

 

الكحة

تُعد الكحة أو السعال من الاستجابات الطبيعية التي تهدف إلى تنظيف المسالك التنفسية من المواد المثيرة للتهيج، وتنشأ الكحة أساسًا عن استثارة الأعصاب الموجودة في المسالك التنفسية بسبب دخول المواد المثيرة للحساسية أو التهيج؛ كالغبار والعفن، أو بسبب تناول بعض الأدوية، أو بسبب الإصابة ببعض المشاكل الصحية؛ كالزكام، أو الربو، أو التهابات الشعب الهوائية، أو حتى بسبب سرطان الرئة.

ولقد حاول بعض الخبراء تصنيف الكحة إلى كحة جافة، وكحة منتجة للبلغم، وكحة مزمنة، وعادةً ما تنشأ الكحة الجافة عن الإصابة بالزكام أو بفيروسات الرشح أو بارتداد حمض المعدة، أو التدخين، كما يُمكن للكحة المنتجة للبلغم أن تنشأ عن الزكام، أو فيروسات الإنفلونزا، أو الانسداد الرئوي المزمن، أما بالنسبة للكحة المزمنة أو المستمرة، فإنها تظهر عند استمرار المعاناة من الكحة لأكثر من 3 أسابيع، وقد تنجم عن الإصابة بالربو، أو أمراض القلب، أو التهابات الشعب الهوائية، ولحسن الحظ توجد الكثير من العلاجات المنزلية والدوائية التي يُمكن الاستعانة بها لعلاج الكحة، وسيرد بعضها في الأسطر القادمة.

طرق علاج الكحة الدوائية

يُسارع الكثيرون إلى الصيدليات للحصول على أدوية الكحة التي يُمكن الحصول عليها دون الحاجة لوصفة طبية، وعادةً ما تهدف هذه الأدوية إلى علاج أعراض الكحة والزكام، لكن الأدلة العلمية الحديثة باتت تشير إلى فشل هذه الأدوية وعدم كفاءتها في علاج هذه الأعراض، كما بات الخبراء يشيرون إلى وجود أعراض جانبية سيئة لبعض أنواع هذه الأدوية، خاصة عند إعطائها بجرعات عالية للأطفال بعمر أقل من سنتين، وهذا الأمر دفع بالخبراء إلى القول بضرورة عدم استعمال أدوية الكحة دون وصفة طبية عند الأطفال بعمر أقل من 6 سنوات، باستثناء الأدوية الخاصة بعلاج الحمى أو تسكين الألم، لكن وعلى العموم، يبقى بوسع الأطباء وصف أنواع كثيرة من الأدوية لعلاج حالات الكحة المزمنة، مثل:

  • مضادات الهستامين والكورتيكوستيرويدات: توصف هذه الأدوية لعلاج الكحة الناجمة عن الإصابة بالحساسية، وقد يصف الطبيب مزيلات للاحتقان بجانب وصف هذه الأدوية أيضًا.
  • بخاخات الربو: تُعد بخاخات الربو أحد أكثر علاجات الربو فاعلية، وهي عادةً تحتوي على الكورتيكوستيرويدات وموسعات القصبات الهوائية.
  • طاردات البلغم: تُساهم هذه الأدوية في تخفيف كثافة الإفرازات المخاطية والبلغم، وهذا يُسهل من عملية طرد البلغم عبر السعال.
  • المضادات الحيوية: يلجأ الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية في حال كانت العدوى البكتيرية هي المسؤولة عن الإصابة بالكحة المزمنة، لكن غالبًا ما تفشل المضادات الحيوية في علاج الكحة لأن الكحة تنشأ في معظم الأحيان عن العدوى الفيروسية المسببة للرشح والزكام وليس عن عدوى بكتيرية.
  • حاصرات الأحماض: يحاول الأطباء علاج حرقة المعدة المؤدية إلى الكحة عبر وصف بعض أنواع الأدوية القادرة على منع إنتاج الأحماض.

طرق علاج الكحة المنزلية

توجد الكثير من الأساليب المنزلية البسيطة التي يلجأ إليها الناس لعلاج الكحة، منها الآتي:

  • مشروبات العسل: أكدت بعض الدراسات على قدرة العسل على شفاء الكحة، بل إن إحدى الدراسات وجدت أن للعسل قدرة على شفاء الكحة عند الأطفال بكفاءة تتخطى كفاءة بعض أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج الكحة، وبالإمكان تحضير مشروب بسيط من العسل عبر خلط معلقتين صغيرتين من العسل مع بعض الماء الدافئ أو شاي الأعشاب الصحية، لكن يجب التذكير بضرورة عدم إعطاء العسل للأطفال بعمر أقل من سنة واحدة.
  • الزنجبيل: يمتاز الزنجبيل بخواص مضادة للالتهابات تجعله خيارًا مناسبًا لتخفيف حدة السعال الجاف أو الناجم عن الربو، ولقد توصلت إحدى الدراسات إلى حقيقة احتواء الزنجبيل على مواد كيميائية قادرة على إراحة المسالك التنفسية.
  • السوائل: لا بد من شرب الكثير من السوائل الفاترة أو ذات درجة الحرارة العادية أثناء فترة الإصابة بالزكام أو الرشح؛ لأن هذا الأمر يُساهم كثيرًا في تخفيف حدة السعال، وسيلان الأنف، والعطاس، لكن يُمكن بالطبع احتساء المشروبات الدافئة لعلاج التهابات الحلق والإعياء.
  • البخار: ينصح الخبراء بتجربة استنشاق بخار الماء لعلاج الكحة الذي يُصاحبها خروج الكثير من البلغم، وبالإمكان استنشاق بخار الماء أثناء الاستحمام بالماء الدافئ أو عبر استنشاق البخار الناتج عن تسخين الماء داخل قدر مباشرة، وقد يكون من الأنسب إضافة بعض الزيوت العطرية أو الأساسية للماء من أجل المساعدة على علاج الاحتقانات التنفسية.
  • الشاي الأخضر: استعمل الشاي الأخضر لعلاج الكحة منذ مئات السنين، ولقد توصلت إحدى المراجعات العلمية عام 2014 إلى احتواء الشاي الأخضر على مضادات للأكسدة بوسعها حماية الجسم من العدوى الفيروسية والبكتيرية، بما في ذلك الإنفلونزا، وقد يكون من الأنسب إضافة بعض العسل إلى مشروب الشاي الأخضر للاستفادة أكثر من مفعول هذا الشاي.
  • الغرغرة بالماء والملح: يرى البعض بأن الغرغرة بالماء والملح هي من بين أفضل الطرق المتبعة لعلاج الكحة المنتجة للبلغم والتهابات الحلق؛ وذلك لأن للملح والماء قدرة على إزالة البلغم المتراكم في مؤخرة الحلق.
  • علاجات منزلية أخرى: بالإمكان الاستعانة بعلاجات وأساليب منزلية أخرى لعلاج الكحة الجافة، مثل: استعمال الزعتر، أو جذر الخطمية، أو إنزيم البروميلين الموجود في الأناناس، فضلًا عن أنواع أخرى من الأعشاب؛ كالنعناع، والثوم، والكركم، وجذر عرق السوس، وقد يكون من المفيد أخذ فيتامين ج الذي يُعزز وظائف الجهاز المناعي.

أنواع الكحة

يوجد نوعين رئيسين من الكحة والتي تصنف اعتمادًا على وجود المخاط أم لا، وهما:

  • الكحة غير المنتجة: وهي الكحة التي لا تترافق مع أي مخاط أو أي إفرازات أخرى، والتي تعرف أيضًا باسم الكحة الجافة، وتنتج هذه الحالة غالبًا بسبب وجود مهيج ما في الحلق وقد يصفها البعض بأنها أشبه بالدغدغة أو الخدش في الحلق، ويمكن أن تنتج الكحة الجافة أيضًا بسبب تورم الشعب الهوائية كما أنها ترتبط بوجود حالات مرضية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، وفي بعض الحالات النادرة قد تكون الكحة الجافة المستمرة لفترة طويلة إشارة إلى وجود حالات مرضية أكثر خطورة مثل قصور القلب أو مشاكل الرئة أو سرطان الرئة.
  • الكحة المنتجة: وهي الكحة المترافقة مع المخاط أو أي نوع من السوائل بما في ذلك الدم، وفي هذه الحالة يحتاج الطبيب إلى معرفة شكل الإفرازات وفترة الإصابة أيضًا لتشخيص الحالة، وغالبًا ما تكون نتيجة الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا والتي تزول من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام، ولكن يتوجب زيارة الطبيب في بعض الحالات التي تستمر إلى أكثر من أسبوعين أو التي تترافق مع أعراض أخرى مثل الحمى وظهور البلغم بلون أصفر أو أخضر أو الشعور بضيق التنفس.

الأسباب الشائعة للكحة

قد يكون السعال عرضيًا وأمرًا طبيعيًا كردة فعل للجسم تجاه بعض الحالات، ولكن في المقابل فإنه قد يكون في بعض الحالات إشارة إلى وجود مشكلة طبية، ويعد السعال حادًا عند استمراره لفترة أقل من ثلاثة أسابيع، ويعد مزمنًا إذا تجاوزت المدة الثمانية أسابيع عند الكبار وأربعة أسابيع فقط عند الأطفال، وتشمل أسباب السعال الشائعة ما يأتي:

  • نزلات البرد.
  • الإنفلونزا.
  • استنشاق المصادر المسببة للتهيج مثل الدخان أو الغبار أو المواد الكيميائية أو جسم غريب.
  • الالتهاب الرئوي.
  • الحساسية.
  • الربو خاصة عند الأطفال.
  • التهاب الشعب الهوائية.
  • مرض الارتداد المعدي المريئي.

مضاعفات الكحة

يجهل الكثير من الأفراد حقيقة أن للسعال مضاعفات محتملة على صحة الإنسان في حال تجاهل علاجه، مثل:

  • الإصابة بسلس البول.
  • حصول مشاكل في النوم.
  • التقيؤ.
  • الإصابة بالصداع.

الوقاية من الكحة

ليس من السهل وقاية الجسم دائمًا من أسباب الإصابة بالكحة، لكن يوجد الكثير من الخطوات الاحترازية للوقاية من الإصابة بالبرد والزكام، مثل:

  • تجنب البقاء بالقرب من الأفراد المصابين بالزكام، أو الرشح، أو الإنفلونزا، أو أي من الأمراض الأخرى.
  • التعود على غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء الدافئ والصابون لإزالة الفيروسات والبكتيريا عن اليدين، وقد يكون من الأفضل تعليم الأطفال كيفية غسل أيديهم أيضًا، والحرص على استعمال مطهرات اليد المصنوعة من الكحوليات.
  • تنظيف المطابخ والحمامات باستعمال مطهرات مناسبة في حال وجد شخص مريض في العائلة، وقد يكون من الأنسب كذلك غسل أوجه الأسرة والمناشف والألعاب والأدوات الأخرى أيضًا.
  • تجنب التعرض للمواقف المثيرة للتوتر؛ لأن التوتر يؤثر على الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض، وبالإمكان تخفيف التوتر بأساليب كثيرة؛ كالتأمل، وأساليب التنفس العميقة، والتمارين الرياضية.
  • الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم بمعدل 7-9 ساعات يوميًا في الليل.
  • أخذ المكملات الغذائية التي بوسعها تعزيز صحة الجهاز المناعي؛ كالزنك وفيتامين ج.
  • أخذ المطاعيم التي تقي من الأمراض المسببة للكحة، خاصة مطعوم السعال الديكي الذي يُمكن أخذه بالتزامن مع أخذ مطعوم الدفتيريا والكزاز.
السابق
ما هو سبب خروج الدجال؟
التالي
افضل الاطعمة للقولون

اترك تعليقاً