اسلاميات

خطبة دينية قصيرة عن الصدق

خطبة دينية قصيرة عن الصدق

يقول الله عَزّ وجَلّ مُخاطبًا عباده المؤمنين: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” [التوبة: 119] وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بتحري الصدق في كُلّ أقوالهم وأفعالهم ومُعاملاتهم، والصدق هو ما طَابَقَ الحقيقة والواقع. وأعظم زينة يَتَزينُ بها المَرء في حياته بعد الإيمان هي زِينة الصدق، فالصدق أساسُ الإيمان كما أن الكذب أساسُ النفاق، فلا يَجتمع كذبٌ وإيمان إلا وأحدهما يدفع الآخر، والصدق من أفضل المزايا الخُلُقِية لخصائصه الجليلة، وآثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع، فهو رمز الإستقامة والصلاح. والصدق هامٌ في كل أمر من أمور الحياة، وهو دليلٌ على الإيمان والتقوى وطريقٌ للخير وحُسن العاقبة. والصدق جامعٌ لكل الفضائل والشَمَائِل الحَسَنَة، والعبادات لا تَصِح إلا بالنية الصادقة. والمؤمن يحب أن يكون صادقًا مع نفسه ومع الله سبحانه وتعالى في أدائه لجميع العبادات وفي صبره وتوكله على الله، والصدق يَرّفَع من منزلة صاحبه عند الله عز وجل وهو دليلٌ على كمال دين المُسّلم وإيمانه، وفي الحديث الشريف عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إياكمْ والكذب، فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا، وعليكمْ بالصدقِ، فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا” [صحيح أبي داوود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

والصدقُ من الأخلاق التي أجمعت الأممُ على مَرّ العصور والأزمان وفي كل الأديان على الإشَادة به، وعلى اعتبار فضله وهو من الصفات المَحّمُودة قديمًا وحديثًا فقد كانتِ العربُ تَنفِرُ من الكَذِبِ وتَهجُو الكَاذِبِينَ، ونحن في زمننا اليوم أَحوجُ مَا نَكونُ إلى التزام الصدق والتَّواصِي به، وبحاجةٍ إلى تَحقِيقِ الصِدقَ معَ اللهِ ومعَ رَسُولِهِ ومعَ أنفُسنا ومعَ المُؤمِنِينَ، فالصدقُ يرفعُ أهله، ولا ينجو يوم القيامة من النار إلا الصّادقون المؤمنون، وهو أوضح دلائل الإيمان، وأكمل النعم التي حَبّاها الله عباده، وهو دالٌ على جَلالة قَدرِ من اتصف به وَنَزَاهة نفسه وعُلو هِمّته، ويَكفي الصِدق شَرفًا وفضلاً أن مَرتبتة الصدِّيقية تأتي في المرتبة الثانية بعد النبوة.

فضائل الصدق على العبد

امّتَدَحَ الله عز وجل ونبيه الكريم الصدق في الكثير من الآيات والأحاديث النبوية، ولُقِبَ الرسول صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين. ومن فضائله:

  • الصدق نورٌ وهِداية وهو الصفة التي تُمَيّز المؤمنين من المنافقين.
  • الصدّق منّجاةٌ لصاحبه في الدنيا والآخرة.
  • بالصدق يَحصل المسلم على الطمأنينة والراحة النفسية، ويَبّتَعِد عن الرَّيبة والشك والنفاق.
  • الصدق علامةٌ للتقوى وسَبَبٌ لتكفير الذنوب والخطايا.
  • الصِدِق مُفّتاحٌ للخير وسببٌ للبركة ورفع الدرجات.

والمؤمن لا يَكذب لأن الكذب يَتَنَاقض مع الإيمان فالصادق صِدّقُه يَهديه إلى البِرّ وبِرّه يهديه إلى الجنة، والصدق شُعبةٌ أساسية يَتَفَرُعُ منها الكثير من المعاني مثل الوفاء، الإخلاص، الرضا، والتوكل، والصادق واثقٌ جريٌء بقول الحق، مٌدافعًا عن دينه وأهله وعِرّضِه لا يخاف لَوّمَة لائم.

السابق
عذاب القبر بسبب عدم الصلاة
التالي
علامات ظهور المهدي عليه السلام

اترك تعليقاً