المهدي
هو رجل من ذريّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أبناء فاطمة الزهراء بنت الرسول، ويتّسم بالصًلاح والاستقامة، ويظهر في آخر الزّمان، وظهوره علامة من علامات السّاعة الكبرى، وظهور المهدي سيملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما كانت مملوءة ظلمًا وجورًا، فتكثر الخيرات ويعم الأمن والسلام والبركات في البلاد، واسم المهدي سيكون موافقًا لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه سيكون موافقًا لاسم والد النبي محمد، ففي الحديث الشريف عن الرسول قال: [لا تذهب الدُّنيا أو لا تنقضي الدُّنيا حتى يملكَ العربَ رجلٌ من أهلِ بيتي يواطئُ اسمُه اسمي]، وسُمّي المهدي بالمهدي؛ لأن الله تعالى يهديه ويُصلح أمره ويُرشده ويُلهمه بعد أن كان رجلًا عاديًا من أُمة محمد، وسمّي بالمنتظر؛ لأن النّاس تنتظر خروجه بعد أن يعمّ الظلم والفساد والجور في الأرض، تصديقًا للأحاديث النبويّة التي تحدّثت عن خروجه.
علامات ظهور المهدي عليه السلام
يعد ظهور المهدي من علامات الساعة كما هو عند اعتقاد أهل السنة، فإذا ظهر المهدي فلن يخفى أمره؛ لأنه سيبايع عند الكعبة بعد أن يصلحه الله في ليلة كما روى الإمام أحمد وابن ماجة وغيرهما، ويكون خروجه قبل خروج الدجال وقبل نزول عيسى ابن مريم، إذ يدل على ذلك الحديث: [لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ]،فيأتمّ عيسى عليه السلام بالمهدي، مما يدل على أنه قبل عيسى، ويقتل عيسى الدجال، مما يدل على أن الدجال يخرج في زمن المهدي.
وتجدر الإشارة إلى أن علامات ظهور المهدي لم ترد في القرآن الكريم ولا السنة النبوية، والذي عرف أنه سيخرج في آخر الزمن، إذ يعد خروجه من أواخر العلامات الصغرى لقيام الساعة، إضافة إلى ادّعاء البعض بأن المهدي سيخرج لنصر عقائدهم، كما ألّف الكثير من العلماء كُتبًا سعيًا لإثبات خروج المهدي منهم: ابن كثير، والسخاوي، والشوكاني، والحافظ وغيرهم، كما ثبت في السنة بأن المهدي سيجتمع بعيسى ابن مريم عليه السلام وسوف يُصلّي خلفه، لكن على المسلم أن يسارع ويجتهد بإصلاح نفسه، وأن يقدم ما يستطيع لدينه دون انتظار قدوم أحد ليصلح.
صفات المهدي المنتظر
يوجد عدد من الصّفات للمهدي المنتظر ومنها:
- المهدي المنتظر أجلى الجبهة؛ أي واسع الجبهة، وشعر مقدمة الرأس منحسر قليلًا إلى الخلف.
- المهدي المنتظر يُصلحه الله في ليلة، أي يُهيئه الله لاستلام الخلافة وزمام الأمور، ويُهيئ له من الأعوان من يساعده ويُسانده على ذلك.
- خلافة المهدي المنتظر ستكون على كتاب الله وسنّة رسوله.
- مدّة حكمة، وستكون مدّة خلافة المهدي المنتظر من سبع إلى تسع سنين، ويوجد اختلاف بين الرّواة على العدد الدّقيق، ولكنه سيكون إمّا سبع أو ثماني أو تسع سنين.
- نزول عيسى عليه السلام يوافق ظهور المهدي، ففي عهد المهدي سيظهر عيسى عليه السلام وسيُصلّي خلف المهدي، وسيخرج الدّجال في عصره؛ لأن عيسى عليه السلام هو مَن سيقتل الدّجال.
- المهدي المنتظر لا يدّعي أنّه هو المهدي المنتظر، إنما يبايعه النّاس لصفات يرونها فيه.
- المهدي المنتظر هو الرّجل الذي سيبايعه الناس بين الرّكن والمقام، والرّكن هو الحجر الأسود، والمقام هو مقام إبراهيم عليه السلام، كما جاء في الحديث الشريف: [يُبايَعُ لرجُلٍ بينَ الرُّكنِ والمَقامِ ولن يَستَحِلَّ البيتَ إلَّا أهلُه فإذا استَحَلُّوه فلا تَسأَلْ عن هَلَكَةِ العرَبِ ثم تَجيءُ الحبَشَةُ فيُخَرِّبونَه خَرابًا لا يُعمَرُ بعدَه أبدًا همُ الذينَ يَستَخرِجونَ كَنزَه].
- أقنى الأنف، والقنى هو ارتفاع في الأنف من الأعلى، واحديداب في وسطه، ورقّة في طرفه.
- تُحاول بعض الجيوش اللحاق بالمهدي المنتظر إلى البيت الحرام حيث مكان تواجده، فيخسف الله تعالى بهم الأرض.
- وفي عهد المهدي المنتظر سينصر الله الإسلام والمسلمين ويرفع من شأنهم، وستُطبّق أحكام الشّريعة، وستمتلئ الأرض عدلًا وخيرًا وستفيض الأموال وتزيد عن حاجة النّاس، فلا يبقى فقيرٌ ولا محتاج ولا مظلوم لكثرة الخيرات والعدل الذي سيعم البلاد من مشارقها لمغاربها.
أحاديث نزول المهدي عليه السلام
نذكر فيما يأتي بعض الأحاديث النبوية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يخرُجُ في آخِرِ أُمَّتي المَهدِيُّ، يَسْقيه اللهُ الغَيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطي المالَ صِحاحًا، وتكثُرُ الماشيةُ، وتعظُمُ الأُمَّةُ، يعيشُ سبعًا، أو ثمانيًا].
- عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لو لم يبقَ من الدُّنيا إلَّا يومٌ -قال زائدةُ في حديثِه: لطوَّلَ اللهُ ذلك اليومَ. ثم اتَّفَقوا- حتى يبعَثَ اللهُ فيه رجُلًا منِّي، أو من أهلِ بيتي، يُواطِئُ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي -زاد في حديثِ فِطْرٍ- يملَأُ الأرضَ قِسْطًا وعَدْلًا، كما مُلِئتْ ظلمًا وجَوْرًا. وقال في حديثِ سُفْيانَ: لا تذهَبُ -أو لا تنقضي- الدُّنيا حتى يملِكَ العرَبَ رجُلٌ من أهلِ بيتي، يُواطِئُ اسمُه اسمي. قال أبو داودَ: لفظُ عُمرَ وأبي بَكرٍ بمعنى سُفْيانَ. ولم يقُلْ أبو بَكرٍ: العرَبَ].
- عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [كنَّا عندَ أمِّ سلَمةَ فتذاكَرنا المَهديَّ، فقالَت سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، يقولُ: المَهديُّ من ولَدِ فاطمةَ].
يوم القيامة
يوم القيامة هو اليوم الذي يبعث فيه الله تعالى الناس من قبورهم لحسابهم على أفعالهم في الدنيا، فهو يوم تصفية الحقوق واقتصاص المظلوم من الظالم، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم القيامة من خلال العديد من الأحاديث الشريفة الواردة في سنته، كما أخبرنا عن بعض العلامات التي تنذر الناس من اقتراب موعد هذا اليوم العظيم، فيقول حذيفة بن أسيد الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ]،وتعد العلامات الواردة في هذا الحديث من علامات وأشراط الساعة الكبرى، وذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام علامة نزول عيسى ابن مريم التي اتفق بعض العلماء على نزول المهدي المنتظر قبل نزوله.
