اسلاميات

عجائب مخلوقات الله في الكون

عجائب خلق الله في الكون

توجد الكثير من النعم التي تحيط بالإنسان، كالهواء والماء، فلا يشعر بقيمتها إلا عندما يتعرض لموقف ما يجعله في أمسّ الحاجة إليها فلا يجدها، وقد جعل الله عز وجل من التأمل في مخلوقاته وعجائب صنعه في الحياة عبادة يؤجر عليها الإنسان، والتي يكون مجرد التفكير والتأمل فيها مصدر ثواب كبير له، وعلى الرغم من أنّها عبادة يسيرة، يسهل على الإنسان أن يفعلها متى شاء، حتى أنّ الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمفكرين يرون أن التفكر في خلق الله يمثل نور العبادات وضياءها، فالتفكر فيها تفعيل للفكر وإعمال له، وفي هذا المقال ذكر عجائب مخلوقات الله تعالى في الكون، بالإضافة إلى عجائب خلق الله عز وجل في الإنسان.  .

عجائب مخلوقات الله في الكون

يمثل كل شيء خلقه الله تعالى أعجوبة بحد ذاته، بغض النظر عن حجمه، أو سهولته أو تعقيده، وغير ذلك من التصنيفات، ولبيان بعض عجائب خلق الله سبحانه وتعالى فيما يأتي بعض الأمثلة عليها:

  • الشمس: لا يمكن أن تعيش الكائنات الحية في المكان الذي لا تصله أشعة الشمس أبدًا، لما يكون فيه من برودة ويبس مفرطين، والأمر ذاته بالنسبة لمكان لا تفارقه أشعة الشمس، فلا يمكن أن تتواجد فيه الحياة سواء بالنسبة للحيوانات أو النباتات أو غيرها، لما يكون فيه من حر ويبس مفرطين، فالأماكن التي تتناوب عليها أشعة الشمس في الإشراق والمغيب، هي التي تتوفر فيها الحياة، كما وتعدّ المسافة بين كوكب الأرض والشمس مسافةً متزنةً ودقيقة، فلو أنها ازدادت قليلًا أو نقصت قليلًا، فإن الحياة على كوكب الأرض ستصبح مستحيلة، فيتفكر الإنسان بأن هذه الشمس سوف تقترب منه يوم القيامة بمقدار الميل، فيكون عرقه بمقدار ما يفعله من الأعمال الصالحة والأعمال السيئة، لذلك فإنه يتوجب عليه السعي نحو فعل ما هو مقبول وحسن عند الله سبحانه وتعالى من الأعمال  .
  • القمر: يتحوّل القمر من حال إلى حال كما يتحول حال الإنسان، فالقمر في البداية يكون صغيرًا ثم يكتمل ليصبح بدرًا، وقد يتعرض لما يؤثر على حالته وشكله، مثل الكسوف، وهو بذلك مشابه للإنسان الذي يبدأ صغيرًا بالنطفة من ثم ينمو ويكبر ويتكامل وتتغير عليه الظروف والأحوال، ومن ثم يعود شيخًا ضعيفًا في عقله وبدنه وقوته  .
  • الأرض: وهي من أعظم ما قد يتأمل فيه الإنسان، فقد ذللها الله سبحانه وتعالى لعباده، وبسطها ومهّدها لتكون صالحة للحياة عليها، ورفع فيها الجبال لتحفظ الحياة عليها من أن تميد الأرض بمن عليها، فعليها تكمن معيشة الأحياء، وفي باطنها يكمن موطن الأموات، ونظرًا لما فيها من مظاهر إعجاز وإبداع، فقد ذكرها الله تبارك وتعالى كثيرًا في القرآن الكريم، فدعا عباده لأن يتفكروا بها وبخلقها  .
  • الماء: على الرغم من عدم وجود حياة في المياه، إلا أنها أساس الحياة على سطح الأرض بلا منازع، وقد ذُكر الماء في القرآن الكريم ما يقارب من ثلاث وستين مرة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى ما يقارب من 71% من نسبة سطح الكرة الأرضية عبارة عن مياه، لما له من أهمية لكافة الكائنات الحية، وليس فقط للإنسان، وفي العمليات الحيوية كافة، وبتوزيع جغرافي إبداعي ساهم بتوزيع الحياة على سطح الأرض، بل حتى في دورة المياه، فإنها تمثل طريقة إعجازية، فالمياه في البحار والمحيطات شديدة الملوحة وهي مخازن المياه، وذلك حتى تُحفظ من التعفّن، وهي تدور بين السماء والأرض كما تدور في جسم الإنسان والكائنات الحية، حتى بات العلماء يرون أنها من أقوى المعجزات على الإطلاق على سطح الأرض.

  عجائب خلق الله في الإنسان

يشتمل خلق الله عز وجل للنفس البشرية إعجازًا تكوينيًّا بديعًا يعجز العلم حتى يومنا هذا كشف كافة تفاصيله، بالإضافة إلى ما يحدث في أحوالها من تقلبات بين الفرح والحزن والسعادة والغضب وغيرها .

ويمثل الإنسان المخلوق الذي لا مثيل له على وجه هذا الكون، من حيث الدقة والمهارة والإطار الديناميكي لكل من العظام والغضاريف تحت مسمى الهيكل العظمي، فهو مرن، وفيه مفاصل جعلها الله سبحانه وتعالى في جسم الإنسان من أجل تسهيل حركته، وتخفيض الاحتكاكات الضارة والمؤلمة بين العظام أثناء الحركة والتفاعل، فلا يحتاج جسم الإنسان لتدخّلات خارجية، وذلك من خلال تصنيع مادة في جسم الإنسان تشبه الهلام بقدر مناسب مع احتياجات الجسم البشري يُظهر مدى الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان .

الإعجاز في العقل والقلب

يحتوي جسم الإنسان على أشبه ما يكون بمصنع كيميائي منقطع النظير، يحوّل الطعام الذي يتناوله الإنسان إلى العناصر الرئيسية التي يحتاجها جسده، بالإضافة إلى إصلاحه للأجزاء التالفة في الجسم، ويستغل ما يتناوله من طعام في منح القوة من أجل ممارسة الأنشطة والحركة، بالإضافة إلى المحافظة على درجة حرارة الجسم خلال اختلاف الطقس الخارجي، حتى لو كان الإنسان في بيئة شديدة البرودة أو شديدة الحرارة، أما فيما يتعلق بشعر رأس الإنسان، نجد أنه في كل شعرة منها شريان يوصل الدم المُحمّل بالغذاء والأكسجين للشعرة، بالإضافة إلى الوريد الذي ينقل ثاني أكسيد الكربون، كما توجد عضلة، وغدتان؛ إحداهما دهنية والأخرى صبغية  .

يعد العقل البشري والدماغ نظامًا شديد التعقيد وفيه من العجائب الكثير،إذ ينظم عمل أجهزة الجسم تنظيمًا ديناميكيًّا معقدًا، ويستخدم العقل في ذلك الأعصاب والجهاز العصبي عامةً من أجل نقل المعلومات بين أعضاء الجسم، وهو يمثل أعقد أنظمة المعلومات في العالم بالمطلق .

يعدّ القلب مضخة عضليّة تستخدم من أجل عمليات نقل الدم بين الأوعية الدموية الموزعة على كافة أجزاء الجسم البشري والحيواني، فيحمل الدم كل ما يحتاجه الجسم والأعضاء من أكسجين وغذاء، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن القلب في المعدل العام والطبيعي يضخ ما يعادل ستة لترات من الدم في كل دقيقة فقط، وبالتالي فإن القلب يضخّ يوميًّا ما يكفي من أجل ملء ما يقارب أربعين برميلًا، إذ إن سعة كل واحد منها تقارب 200 لتر.

السابق
مفهوم الحد في الإسلام
التالي
كيف تكون حياة البرزخ

اترك تعليقاً