الصحة النفسية

علاج الإدمان في المنزل

علاج الإدمان في المنزل

 

إدمان المُخدّرات

إدمان المُخدّرات أو الذي يُطلق عليه أيضًا اضطراب تعاطي المخدرات، هو اضطّراب يؤثّر على كل من دماغ الشخص وسلوكه، إذ يوصف الإدمان بأنّه الاستمرار في استخدام الأدوية على الرّغم من ضررها أو عدم الحاجة لها، ويبدأ تعاطي المُخدّرات كتجربة ويُصبح بعدها أكثر تكرارًا، ومن أشكال الإدمان؛ إدمان المواد الأفيونية، إذ يبدأ إدمان المخدرات بالتعرض للأدوية الموصوفة، أو تلقي الأدوية من صديق أو قريب تم وصف الدواء له، ويختلف خطر الإدمان ومدى سرعته تبعًا لنوع المخدرات، إذ إنّ بعض الأدوية،مثل مسكنات الأفيون لديها مخاطر أعلى وتسبب الإدمان بسرعة أكبر من غيرها، ومع مرور الوقت قد يحتاج المُدمن لجرعات أكبر من الدواء بسبب عدم الشّعور بالاكتفاء، ويُمكن القول بأنّ الشّخص المُدمن إذا توقّف عن التّعاطي بصورة مُفاجئة، وقد يتعرّض لمجموعة من الأعراض الانسحابيّة ويشعر بتوعّك وتعب شديدن، لذلك قد يحتاج إلى مساعدة من الطّبيب والعائلة والأصدقاء أو مجموعات الدعم، أو عليه الالتزام مع برنامج علاج منظم للتغلب على إدمان المخدرات والبقاء خالٍ من المخدرات.

علاج الإدمان في المنزل

تبدأ مرحلة علاج الإدمان بإزالة السموم، وهي عملية تطهير الجسم من السموم الضارة الموجودة في الأدوية مثل؛ الهيروين والفيكودين والكوكايين والماريجوانا والكحول، ومواد أخرى يحتمل أن تكون خطرة، وإنّ التخلص من السموم يتضمن تنفيذ استراتيجيات طبية ونفسية محددة لتخفيف الانزعاج والمخاطر المرتبطة بسحب المخدرات وأثرها من الجسم، ومن المُمكن التّخلّص من السّموم عن طريق اتّباع بعض الطّرق العلاجيّة منزليًّا ولكن بإشراف أحد الأطبّاء الأخصّائيين، وذلك يتمثّل بما يأتي:

  • وضع خطة آمنة: يجب عدم البدء التخلص من السموم في المنزل إلا بعد موافقة الطبيب أو الأخصائي الطبي على هذه العملية، إذ لا ينبغي أبدًا لأي شخص يعاني من إدمان المخدرات أو الكحول أن يقرر عيش تجربته بمفرده دون إشراف طبي؛ وذلك لأنّ القيام بذلك يمكن أن تكون له تداعيات صحية خطيرة ويمكن أن تكون قاتلة في بعض الحالات.
  • أما الذين لا يُعانون من أعراض الانسحاب الشّديدة والخطرة، بإمكانهم الاعتماد على أصدقائهم وأفراد عائلاتهم من ناحية الدّعم النّفسي.
  • يُمكن البقاء في المنزل والسّماح لمراكز العلاج المُختصّة بالزّيارة بهدف العلاج.
  • علاج الأعراض الانسحابيّة منزليًّا، وذلك يكون كما يأتي:
    • تشمل العلاجات الشائعة التي يمكن أن تقلل من ارتفاع درجة حرارة الجسم العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (OTC)؛ مثل إيبوبروفين واسيتامينوفين.
    • ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة مصنوعة من مواد ماصة مثل القطن، إذ يمكن أن يساعد على امتصاص العرق.
    • إذا واجه شخص ما قشعريرة مرتبطة بأعراضه، فيمكنه ارتداء طبقات من الملابس يمكنه التّخلّص منها بسهولة لاحقًا.
    • يساعد استخدام الكمادات الباردة؛ مثل المناشف المغطاة بالماء البارد أو عبوات الثلج المغطاة بالقماش، الشخص على تقليل درجة حرارة الجسم المرتفعة، وقد يكون الاستحمام بماء باردة مفيدًا أيضًا.
    • يجب أن يتذكر الأشخاص الذين يعانون من الهزّ أو الارتعاش النّاتج عن التّوقف عن تعاطي المواد الأفيونية أن الهزات ستهدأ مع مرور الوقت.
    • تجنب الكافيين قد يساعد في تقليل الارتعاش.
    • أحد العلاجات المقترحة لحالات الارتعاش هي نبتة سانت جون، إذ وجدت دراسة على الحيوانات نُشرت في مجلة Pharmaceutical Biology أن تناول نبتة سانت جون ساعد في تقليل الارتعاش النّاتج عن تناول الأفيون المرتبط بالأعراض الانسحابيّة في الفئران، ووجد الباحثون أيضًا أن تناول نبتة سانت جون ساعدت في تقليل حدوث الإسهال في الفئران، وأنّ نبتة سانت جون هي زهرة صفراء يستخدمها الناس لعلاج الحالات التي تتراوح من الاكتئاب إلى الأرق وتضميد الجراح.
    • تناول الأطعمة اللطيفة؛ مثل الموز أو الأرز أو التفاح أو التوست، إذ إنّ هذه الأطعمة هي أقل عرضة للتسبب باضطراب في المعدة.
    • تناول عدة وجبات صغيرة طوال اليوم بدلاً من تناول وجبات كبيرة.
    • شرب رشفات صغيرة من الماء للبقاء رطبا؛ لأنه من الضروري استبدال السوائل المفقودة بالإسهال والغثيان.
    • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون؛ لأنها يمكن أن تهيج بطانة المعدة.
    • يجب على الشخص شرب السوائل لمنع الجفاف كلما كان ذلك ممكنًا؛ لأن الجفاف قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الانسحاب.
  • ممارسه الرياضة وتمارين التأمّل مثل اليوغا.
  • الوخز بالإبر لعلاج انسحاب المواد المُدمَنة، على سبيل المثال تشير دراسة أجريت على الطب البديل والتكميلي المبني على الأدلة تساؤلات حول الأبحاث السابقة التي أشارت إلى أن الوخز بالإبر ساعد في علاج الإدمان، إذ إنّه تبعًا للدّراسات أُثبت بأنّ العلاج بالوخز يساعد في التعامل مع أعراض الانسحاب، ويمكن أن تكون العلاجات مريحة وتوفر شعوراً بالتحكم في الأعراض الصعبة.
  • أخذ المكمّلات الغذائيّة مثل الفيتامينات؛ لتعويض النّقص الذي سببه الإدمان على الكحول أو المُخدّرات.
  • أخذ حمّام ساخن بهدف إرخاء العضلات.
  • مشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الموسيقى، وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، كلها أمور يمكن أن تُلهي المُدمن.
  • العلاج السلوكي، وهو كجزء من برنامج علاج المخدرات، إذ إنّه نوع من العلاج النفسي، يُساعد هذا العلاج الشّخص المُدمن على تطوير طرق للتعامل مع الرغبة الشديدة للتعاطي، واقتراح استراتيجيات لتجنب المخدرات ومنع الانتكاس، وتقديم اقتراحات حول كيفية التعامل مع الانتكاس إذا حدث ذلك، ويتحدث فيه الأخصّائي النّفسي مع المُدمن عن القضايا المتعلقة بعمله والمشاكل القانونية والعلاقات مع العائلة والأصدقاء، وعادةً ما يكون العلاج بوجود العائلة والأصدقاء.

أسباب الإدمان

يمكن أن تؤدي المواد والسلوكيات الإدمانية إلى متعة جسدية ونفسية كبيرة وهذا يؤدي بالمصاب إلى استخدام المزيد من مواد الإدمان التي ترفع مستوى هذه المتعة، وتعود أسباب الإدمان إلى ما يلي:

  • من الممكن أن يجرّب بعض الأشخاص مواد مختلفة أو سلوكًا ولا يقتربون منه مرّة أخرى، بينما يصبح بعض الأشخاص مدمنين، ويعود ذلك إلى الفصوص الأمامية للدماغ؛ إذ إنّ الفص الأمامي مسؤول عن تأخير مشاعر الإشباع، وقد تلعب مناطق أخرى من الدّماغ دورًا في الإصابة بالإدمان بما فيها القشرة الحزامية الأمامية والنواة المتكئة المرتبطة بالإحساس بالمتعة من استجابة الشخص عند تعرضه لمواد وسلوكيات الإدمان.
  • الاختلالات الكميائية للدماغ.
  • الاضطرابات النفسية؛ بما فيها الفِصَام أو الاضطراب ثنائي القطب.
  • من الممكن أن يحدث الإدمان نتيجة التعرض المبكّر لمواد الإدمان.
  • العوامل الوراثية؛ إذ تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة بالإدمان؛ إذ تزيد بنسبة 50% من احتمالية أن يصبح الشخص مدمنًا وهذا ما أشارت إليه الجمعية الأمريكية لطب الإدمان.
  • العوامل البيئية؛ تلعب العوامل البيئية أيضًا دورًا في الإصابة بالإدمان كوجود خلل أو نقص في نظام الدعم الاجتماعي للشخص أو التجارب المؤلمة التي تؤثر على الشخص وتدفعه إلى الإدمان.

الأعراض الانسحابيّة للإدمان

تختلف الأعراض الانسحابيّة للإدمان، وذلك يكون تبعًا لنوع المادّة المُدمَنة، وفيما يأتي بعض أعراض الانسحاب:

  • مسكنات الألم التي تعطى عن طريق الهيروين والوصفات الطبية: أعراض شبيهة بالإنفلونزا تستمر لمدة 5 أيام في المتوسط.
  • البنزوديازيبينات: القلق أو النّوبات التي تستمر أسابيع أو (في بعض الحالات) أشهر.
  • الكوكايين: الاكتئاب والأرق يدوم من 7-10 أيام.
  • الكحول: الارتعاش أو النوبات التي تدوم من ثلاثة أيام إلى عدة أسابيع.

أنواع الإدمان

تُحدد أنواع الإدمان من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ويشير الدّليل إلى أنّ تعاطي المخدّرات وغيرها من المواد الشبيهة يندرج تحت القائمة ذاتها وهي:

  • إدمان المخدّرات.
  • إدمان الكحول.
  • إدمان التبغ.
  • إدمان المواد الأفيونية كالهيروين.
  • إدمان الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية كالمهدئات أو المنومات أو مضادات القلق.
  • إدمان الكوكايين.
  • إدمان الماريجوانا.
  • إدمان الأمفيتامينات.

مضاعفات الإدمان

تعتمد مضاعفات الإدمان على نوع المادة أو السلوك الذي يُدمن عليه المصاب؛ فعلى سبيل المثال يزيد إدمان الجنس من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، كما يمكن أن يؤدي حقن الأدوية والمخدرات بإبر وريدية إلى الإصابة بالتهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية وفي المجمل تتضمن مضاعفات الإدمان ما يلي:

  • المضاعفات الجسدية؛ من الممكن أن تؤدي الجرعة الزائدة من مواد الإدمان إلى حالة مرضية طارئة تشكّل خطورة على حياة المصاب فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي تناول الكوكايين عبر الأنف إلى إتلاف الغضروف الأنفي، كما يتسبب تناول المواد الأفيونية إلى الإمساك الناتج عن الأفيونات وهو إمساك مزمن يمكن أن يكون قاتلًا ما لم يعالج، بينما يتسبب إدمان التبغ بالإصابة بالسرطان، وقد يؤدي تدخين الميثاميفتامين إلى شكل حاد من تسوّس الأسنان يعرف باسم فمّ الميث، كما يتسبب حقن الهيروين بالإبر العضلية إلى تلف العضلات والجلد في منطقة الحقن، أمّا إذا تم تناول المخدّرات من خلال التدخين فقد يتسبب ذلك بتلف الرئة وأمراض الجهاز التنفسي، ويمكن أن يتسبب إدمان الكحول إلى الدوخة والحوادث؛ إذ إنّ الحوادث الناتجة عن تعاطي الكحول تتسبب بوفاة 28% من إجمالي حوادث السير في العالم.
  • تؤدي العديد من مواد الإدمان إلى ارتفاع ضغط الدّم بشكل كبير وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالسكتات الدّماغية.
  • الاضطرابات النفسية: كالاكتئاب والذهان والقلق والشعور بالوحدة والملل كما أنّ تعاطي بعض المواد يغيّر من تفكير الشخص وسلوكه نحو الأسوأ.
  • الغيبوبة أو الموت: من الممكن أن تتسبب الجرعة الزائدة إلى الغيبوبة والموت.

تشخيص الإدمان

يتطلب تشخيص إدمان المخدرات أو ما يُسمّى باضطراب تعاطي المخدرات تقييماً شاملاً، وغالبًا ما يتضمن تقييماً من الطبيب النفسي، وتُستخدم اختبارات الدم أو البول أو الاختبارات المعملية الأخرى لتقييم تعاطي المخدرات، وهي ليست اختبارات تشخيصية للإدمان فقط، وإنّما يمكن استخدام هذه الاختبارات لمراقبة العلاج والشفاء، ولتشخيص اضطراب تعاطي المخدرات، يستخدم معظم المتخصصين في الصحة العقلية معايير في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

السابق
علاج اثار الحبوب في الجسم
التالي
من اضرار الهواتف الذكية على الاطفال

اترك تعليقاً