الصحة النفسية

علاج الصداع

علاج الصداع

الصداع الشديد

تُعدُّ الإصابةُ بنوباتِ الصّداع الشّديد أمرًا محبطًا وكارثيًا بالنّسبة للعديد من الأفراد، وقد يُحاولُ هؤلاء الأفراد في أحيان كثيرة الحصول على مزيدٍ من ساعات النّوم لتخطي الآلام المصاحبة للصّداع لكن دون جدوى، وعلى الرّغم من أنّ بعضَ أنواع الصّداع؛ كالصّداع التّوتري، لا تدوم لأكثر من أربع ساعاتٍ، إلا أنّ الإصابةَ بأنواعٍ أخرى؛ كالصّداع النّصفيّ قد تدومُ إلى أيام عديدة، وهذا ينعكسُ سلبًا على حياة الفرد ويجعله فريسيةً سهلةً للاكتئاب والقلق الدّائم، كما تُؤثّر نوبات الصّداع الشّديد على إنتاجيّة الفرد اليوميّة، وقد تُقلّل أيضًا من مستوى جودة حياته الشّخصيّة، لذلك لا يوجدُ مفرٌّ من الجوء إلى الأطباء والمختصين لأخذ النّصائح المناسبة لعلاج الصّداع الشّديد بمختلف أنواعه وأشكاله.

علاج الصداع الشديد

يتوقّفُ العلاج الأمثل للصّداع الشّديد على علاج المُسبّب الذي أدى إلى حدوث نوباتِ الصّداع الشّديدة؛ فإذا كان سببُ الصّداع هو الإصابة بمرضٍ ما، فإنّ العلاجَ الأمثل سيركّز على علاج هذا المرض بالدّرجة الأولى، لكنَّ الخبراءَ ينوهون هنا إلى أمرٍ مهمٍّ للغاية، ألا وهو أنّ أغلب نوبات الصّداع لا تنشأ عن أمراض خطيرة، وقد يكون بالإمكان فعلاً تدارك وضعها وعلاجها باستعمال بعض أنواع الأدوية دون وصفة طبية؛ كالأسبرين وغيرها من الأدوية، وقد يكون بالإمكان أيضًا الاستعانة باتباع نصائح أخرى مفيدة لعلاج نوبات الصّداع الشّديد، منها التالي:

  • استعمال الكمادات الباردة: ينصحُ بعض الخبراء بوضع الكمادات الباردة فوق جبهة الرّأس لتخفيف الأعراض المصاحبة للصّداع النّصفي، وبالإمكان فعل ذلك بسهولة عبر وضع مكعبات من الثّلج داخل قطعة من القماش أو حتى عبر استعمال بعض حبات البازلاء المُجمّدة لوضعها فوق جبهة الرّأس لمدّة 15 دقيقةً، كما قد يكون بالإمكان أيضًا أخذ حمامٍ باردٍ للوصول إلى نفس الغاية.
  • استعمال الكمادات الحرارية: يصفُ الأطباء استخدام الكمادات الحراريّة للتّعامل مع نوبات الصّداع التّوتري، وعادةً ما يكون من الأفضل وضع هذه الكمادات فوق الرّقبة أو مؤخرة الرّأس، وهذا يُعدُّ مفيدًا أيضًا لعلاج الصّداع الناجم عن مشاكل الجيوب الأنفيّة، وقد يكون بالوسع كذلك أخذ حمامٍ دافئٍ للحصول على نفس الفائدة المرجوة من استخدام الحرارة العالية لتقليل حدّة الصّداع الشّديد.
  • تقليل الضّغط الواقع على الرّأس: يُعاني العديد من الأفراد من الصّداع بعد استعمالهم لقبعات رأس ضيقة أو عند لفِّ الأشرطة حول الرّأس بإحكام، وتنتشرُ الإصابة بالصّداع أيضًا بين ممارسي رياضة السّباحة بعد استخدامهم لنظارات السّباحة المشدودة حول رؤوسهم، وقد تُعاني بعض النّساء من الصّداع الشّديد أحيانًا بسبب تسريحة ذيل الحصان المشدودة، لذلك فإنّ تقليلَ الضّغط الواقع على الرّأس عبر تجنب كلّ هذه الأمور يتيح حلاً محتملاً لعلاج الصّداع الشدّيد لدى البعض.
  • تقليل شدة الأضواء: يُشيرُ العديد من الخبراء إلى حقيقة كون الأضواء الساطعة من بين أكثر الأمور المؤدية إلى الإصابة بالصّداع النّصفي، لذلك سيكون من الأفضل على المصاب بنوبات الصّداع الشّديد تجنب النّظر إلى شاشات الحاسوب الساطعة، وتقليل حدّة الأضواء في المنزل عبر استخدام الستائر المظلمة أثناء النهار، وارتداء النّظارات الشّمسيّة عند الذّهاب إلى الخارج.
  • تجنب علك العلكة: يؤثّر علكُ العلكة سلبًا على صحّة الفكين والرّأس، وهذا ينطبق أيضًا على قضم الأظافر أو أيّ من الأجسام الصّلبة، بما في ذلك الأطعمة اللزجة، وقد يكون من الأفضل أحيانًا مراجعة طبيب الأسنان لحلِّ مشكلة طحن الأسنان أثناء النوم في حال كان ذلك مسؤولاً عن الإصابة بالصّداع.
  • شرب القهوة: ينصحُ بعض الخبراء بتناول أصناف المشروبات المحتوية على كميّة قليلة من مادة الكافيين؛ كالشاي والقهوة، من أجل تقليل حدّة نوبات الصّداع، لكن يجب الحذر من الإفراط بتناول الكثير من الكافايين بسبب الأعراض الانسحابية المرتبطة بتركها فيما بعد، التي تتضمّن الشّعور بالصداع كما هو معروف لدى الكثير من الأفراد.
  • ممارسة رياضات الاسترخاء: يؤكّدُ البعض على وجود دورٍ إيجابيٍّ محتملٍّ لرياضات الاسترخاء؛ كاليوغا وتمارين التأمل، في تقليل حدّة الصّداع الشّديد عند ممارستها أثناء المرور بنوبات الصّداع.
  • تناول الأطعمة، والأعشاب، والمكمّلات الغذائيّة المناسبة: يقترحُ بعض الخبراء تناول بعض أنواع المكمّلات الغذائيّة لتخفيف حدّة الصّداع الشّديد الناجم عن الصّداع النّصفي، بما في ذلك مكمّلات المغنيسيوم، وفيتامينات ب المركبة، ونبات الأقحوان، والزّنجبيل، والزيوت المتطايرة المستخرجة من نبات الخزامى، لكن توجدُ بعض أنواع الأطعمة التي سيكون من الواجب تجنبها لتخفيف حدّة الصّداع، كالأطعمة المصنّعة، والكحول، والشّوكولاتة، والمشروبات الغازية.
  • العلاج بالأدوية: قد يوصي الطبيب لعلاج الصداع والصداع النصفي بمسكنات الألم، وتوجد أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية، في المقابل يوجد العديد منها يحتاج إلى وصفة طبية، والتي تتطلب تجنب تناول منتجات الكافيين عند تناولها، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
    • الباراسيتامول.
    • فلوربيبروفين.
    • الأسبرين.
    • الفينوبروفين.
  • علاجات أخرى: يُشيرُ بعض المختصين إلى نجاح بعض الأساليب الطّبيعيّة في علاج الصّداع الشديد، ويضربون مثلاً في ذلك استخدام أساليب الإبر الصّينيّة، والتدليك، وما يُعرف بأسلوب المعالجة اليّدويّة، الذي يركّز على التلاعب بالعمود الفقري لاستعادة الوظائف الطّبيعيّة للمفاصل، ويقترح البعض كذلك اللجوء إلى أساليب أخرى لتخفيف الصّداع الشديد؛ مثل الارتجاع البيولوجي، والتنويم المغناطيسي، والمساج باستخدام العطور، وعلم المنعكسات.

أسباب الصداع

يمكن أن يحدث الصداع في أي مكان من الرأس، أو على جانبيه، أو في مكان واحد فقط، وتصنفه جمعية الصداع الدولية إلى نوعين رئيسين، هما:

  • الصداع الأساسي: هو الصداع الذي يعدّ حالةً بحد ذاتها ناتجة مباشرةً عن مشكلات في الهياكل الحساسة للألم، بما في ذلك الأوعية الدموية والعضلات والأعصاب في الرأس والرقبة، وقد يحدث أيضًا بسبب تغيرات في النشاط الكيميائي في الدماغ، ومن أنواعه الصداع النصفي، وصداع التوتر، والصداع العنقودي.
  • الصداع الثانوي: هو أحد الأعراض التي تحدث عندما تحفز مشكلة صحية أخرى أعصاب الرأس الحساسة للألم، وتوجد مجموعة من العوامل المختلفة التي يمكن أن تسبب الصداع الثانوي، منها ما يأتي:
    • صداع الكحول.
    • ورم في الدماغ.
    • جلطات الدم.
    • نزيف داخل الدماغ أو حوله.
    • التسمم بأول أكسيد الكربون.
    • ارتجاج في الدماغ.
    • الجفاف.
    • طحن الأسنان في الليل.
    • الإصابة بالإنفلونزا.
    • الإفراط في استخدام مسكنات الألم.
    • نوبات الهلع.
    • حالات السكتة الدماغية.

أنواع صداع الرأس

تختلف أنواع صداع الرّأس وتتشعب، فمنها الخفيف والمعتدل، ومنها الحادّ الذي يحتاج إلى مشورة طبيّة، وفيما يلي الأنواع الرئيسية للصداع:

  • الصداع الناتج عن التوتر: يعرفُ هذا النّوع بأّنه يبدأ ببطء ومن ثم تزدادُ حدّته تدريجيًا خلال اليوم، وهو أكثر أنواع الصّداع شيوعًا. وعادةً ما يشعر المصاب به وكأنّهُ يوجدُ شريطٌ ضيقٌ حول رأسه، ووجع من كلا جانبي الرّأس بالإضافة إلى انتشار الألم من أو إلى الرّقبة. وقد يكون هذا الصّداع عرضيًا تتراوح مدّته من عدّة ساعاتٍ إلى عدّة أيام، أو مزمنًا باستمراره 15 يومًا إلى عدّة أشهر.
  • الصداع النّصفي: يعدُّ الصّداعُ النّصفي ثاني أكثر أنواع الصّداع شيوعًا، تبدأ أعراضه بألم نابض في إحدى جوانب الرّأس وتزدادُ تدريجيًا لتشمل عدم وضوح الرّؤية، الغثيان، والحساسيّة الشّديدة للضّوء، ويتركُ هذا النّوع من الصّداع تأثيرًا كبيرًا على حياة الفرد، إذ يمكن أن يستمرَّ من عدّة ساعاتٍ إلى يومين أو ثلاثة، ممّا يعيقُ جميع جوانب الحياة.
  • الصداع المرتد: ينتج الصُّداعُ المرتدُّ من الاستخدام المفرط للأدوية المعالجة للصّداع، وتبدأُ أعراضه في أوقات الصّباح الباكر وتستمرُّ طوال اليوم، وقد تتفاقمُ الأعراض لتشمل ألمًا في الرّقبة، والأرق، والشّعور باحتقان الأنف.
  • الصداع العنقودي: يحدثُ الصّداع العنقودي فجأةً خلال اليوم ويستمر من 15 دقيقةً إلى 3 ساعاتٍ، وعادةً ما يوصف بأنّه شعورٌ بحرقة شديدة في طرف واحد من الرّأس، بالإضافة إلى ألم في إحدى العينين أو حولها وقد تصبح المنطقة حمراء ومنتفخة أيضًا.
  • الصّداع المفاجئ الشّديد: يوصف هذا النوع من الصّداع بأنّه الأسوأ على الإطلاق، إذ يُصابُ الشّخص بصداع حادٍّ جدًا، ويصلُ ذروته خلال دقيقة واحدة ويستمرُّ إلى 5 دقائق، وغالبًا ما يرتبطُ هذا الصّداع بحالاتٍ صحيّة خطرة مثل؛ النّزيف الدّاخلي، وتخثّرُ الدّم في أوردة الدّماغ، والتهاب السّحايا، والسّكتة الدّماغية، ويجبُ اللجوء إلى الطّبيب المختصِّ لتقييم الحالة وتلقي العلاج.

قَد يُهِمُّكَ

لا ينكرُ الخبراءُ أنّ الصّداعَ الشّديدَ هو أحد أكثر أسباب زيارات الطّوارئ شيوعًا، لكنهم يشيرون بنفس الوقت إلى أنّ سببَ زيارات المرضى للطوارئ يقتصرُ غالبًا على الحالات التي يُصاحب الصّداع عندها أعراضًا أخرى لم يألفها المريض من قبل؛ كالشّعور بالحمّى، أو الضّعف الشّديد، أو فقدان القدرة البصرية، وقد يشيرُ حدوث الصّداع الحادّ المفاجئ إلى حدوث سكتةٍ دماغيّة أحيانًا، لكن من المعروف أنّ الكثيرَ من الأفراد المصابين بصداع الشّقيقة يذهبون إلى الطوارئ بعد وصولهم إلى مرحلة متقدمة من اليأس بسبب نوبات الصّداع المؤلمة للغاية التي لم ينفع معها أيّ علاج يُذكر، ومع ذلك فإنّ أطباءَ الطوارئ لن يكون بوسعهم تقديم الكثير من العلاجات الدائمة لإيقاف نوبات الصداع، لذلك فإنّ الخيار الأفضل يبقى التأقلم مع الصداع واستخدام العلاجات العادية.

السابق
التهاب اللوز
التالي
الفطريات في الأظافر

اترك تعليقاً