الصحة النفسية

علاج الكبد الدهني

علاج الكبد الدهني

 

دهون الكبد

الكبدُ هو أكبرُ أعضاء الجسم الدّاخليّة، إذ يقوم بالعديد من الوظائف المُهمّة؛ مثل تخزين الطّاقة، والمساعدة في هضم الدّهون، وتخليص الجسم من السّموم، إذ إنّ وجودَ كمياتٍ قليلةٍ من الدّهون على الكبد يُعدُّ أمرًا طبيعيًّا، إلّا أنّ زيادةَ تجمّع الدّهون وتراكمها على الكبد يُعدُّ مشكلةً خطيرةً، وخاصةً إذا ما تقدّمت الحالة وسببت التهابَ الكبد وفشل في وظائفه، فعلى الرّغم من قدرة الكبد على تجديد هذه الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة، إلّا أنّ التّعرّض المستمر للضرر الناتج عن تراكم الدهون قد يُقلّل من قدرته في تجديد، ويتسبّب بإحداث تلف دائم في أنسجة الكبد.

علاج الكبد الدهني

يحدث الكبد الدهني أو ما يعرف بالتنكس الدهني الكبدي عندما تتراكم الدّهون على الكبد، ويعدّ وجود كميات قليلة من الدّهون عليه أمرًا طبيعيًا لا يستدعي القلق، لكن تراكم كميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية، بما فيها التهاب الكبد وتلفه في نهاية الأمر، وقد تتراكم الدّهون على الكبد لدى الأشخاص الذين يشربون المشروبات الكحولية، ويُعرف ذلك بمرض الكبد الدهني الكحولي، وإلى الآن لم تتم الموافقة على أي أدوية لعلاج الكبد الدّهني؛ كون الأدوية بحاجة إلى المزيد من الأبحاث والدّراسات، لكن في كثير من الحالات يمكن أن تفيد التغييرات في نمط الحياة في علاج تراكم الدّهون على الكبد، وتتضمن هذه التعديلات ما يأتي:

  • الابتعاد عن شرب المشروبات الكحولية.
  • اتباع بعض التدابير بهدف إنقاص الوزن.
  • إجراء تغييرات على النظام الغذائي، إذ ينصح الأطباء المصابين باتباع نظام غني بالأطعمة النباتية، بما فيها الخضروات، والفواكه، والبقوليات، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى التقليل من استهلاك الكربوهيدرات المكررة؛ كالحلويات، والأرز الأبيض، والخبز الأبيض، بالإضافة إلى منتجات الحبوب المكررة الأخرى، مع ضرورة التقليل من الدّهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء والمنتجات الحيوانية، كما يجب تجنب الدهون غير المشبعة الموجودة في الأطعمة المصنعة، كما تتضمن التغييرات ما يأتي:
    • ممارسة التمارين الرياضية، ينبغي للمصاب بتراكم الدّهون على الكبد تخصيص ما لا يقل عن 30 دقيقةً معظم أيام الأسبوع لممارسة التمارين الرياضية.
    • الحفاظ على مستويات طبيعية من السّكر في الدّم، وذلك من خلال تناول الأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب والالتزام بها.
    • الحفاظ على مستويات طبيعية من الكوليسترول، ذلك يكون بممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي، ويمكن أيضًا تناول الأدوية المخصصة للتقليل من الكوليسترول.
    • الطب البديل، على الرغم من أنّ خيارات الطب البديل بحاجة إلى مزيد من الدّراسات، إلا أنّ البعض يستخدمها، بما فيها فيتامين هـ الذي يعدّ من الفيتامينات المضادة للأكسدة التي تساعد على حماية الكبد من خلال تقليل الضرر الذي يسببه الالتهاب، وتشير الدراسات إلى أنّ فيتامين هـ مفيد للأشخاص المصابين بتليف الكبد الناتج عن الكبد الدهني غير الكحولي، كما أشارت الدراسات التي أُجريت على الأشخاص المصابين بالكبد الدهني غير الكحولي انخفاض الإصابة بتلف الكبد عند شرب كوبين من القهوة أو أكثر يوميًا، ولم يوضح الأطباء بعد كيفية عمل القهوة، لكن يعتقد أنّها تحتوي على مواد تؤدي دورًا في مكافحة الالتهاب.

أنواع الكبد الدهني

يُقسمُ مرض الكبد الدّهني إلى قسمين رئيسين، وهما:

  • الكبد الدهني الكحولي: شرب الكحول هو السّببُ الرّئيس لهذا النوع، ولا يمكن الوقاية من هذا النوع، ويعالج الأشخاص منه من خلال الإقلاع عن شرب الكحول، ولكن في حال استمرَ المصاب بالشّرب، قد يؤدي ذلك إلى التهاب الكبد الكحولي الذي يُسبّب آلامًا وقيئًا واصفرارَ العين والجلد، وأيضًا تشمع الكبد الكحولي، الأمر الذي يؤدي إلى نزيف داخلي في منطقة البطن، وارتفاع ضغط الدّم في الكبد، وتضخم الطحال، وفشل الكبد مسببًا الوفاة.
  • الكبد الدهني الغير كحولي: ويظهر هذا النوع من دون تدخل الكحول، ويكون المسبّب الرّئيسُ هو إحدى متلازمات الأيض، أو ارتفاع ضغط الدّم، أو ارتفاع نسب الكوليسترول في الدّم، وينقسم هذا النوع إلى:
    • الكبد الدهني البسيط: إذ يحتوي الكبد على الدّهون، ولكن من دون أن يُسبّبَ الالتهابات.
    • التهاب الكبد الدهني غير الكحولي: تصيب الدّهون الكبد بالالتهابات وتضرّ بخلايا الكبد، الأمر الذي قد يؤدي تشمع أو تليف الكبد أو حتى سرطان الكبد، منتهيًا بوفاة الشخص المصاب.

اعراض الكبد الدهني

لا يُظهر هذا المرض أيّ أعراض في البداية، ولكن يمكن أن يعاني البعض من التعب أو الألم في منطقة أعلى اليمين في البطن أي مكان الكبد، وعند تطور المرض إلى التهاب الكبد الدهني، تظهر الأعراض التالية:

  • انتفاخ في منطقة البطن.
  • انتفاخ في منطقة الصدر عند الرجال.
  • اصفرار العينين والجلد.

أسباب الإصابة بالكبد الدهني

يكون السّبب الرّئيسُ في الإصابة بالكبد الدّهني الكحولي شرب الكحول بكثرة، وتزداد احتمالية الإصابة بالكبد الدّهني الكحولي إذا كان الشّخص يُعاني من السّمنة أو سوء التّغذية أو مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي الوبائي وبالأخص النوع “ج”، أما في حالة الكبد الدّهني غير الكحولي فتكون أسباب الإصابة كالآتي:

  • الوزن الزائد والبدانة.
  • عدم استجابة الجسم للأنسولين.
  • ارتفاع نسب الكوليسترول.
  • مشاكل في عملية الأيض.
  • مشاكل صحيّة تؤثّرُ على تخزين الجسم للدّهون.
  • خسارة الوزن السّريع.
  • تناول بعض الأدوية.
  • إزالة المرارة.

تشخيص الدهون على الكبد

إذا كان تراكم الدهون على الكبد في المراحل الأولى من الممكن ألا تنتج أيّ أعراض، ويُشخّص الطبيب الحالة من خلال الفحص الروتيني للدم أو وجود وامل خطر تستدعي الفحص، وإذا اشتبه الطبيب بتراكم الدّهون على الكبد فسيجري فحصًا بدنيًا للجسم، بالتحديد منطقة البطن، كما يسأل عن النظام الغذائي المتبع، ونمط الحياة، وأي أدوية مستخدمة، والمكملات الغذائية، وهل يشرب المصاب الكحول أم لا، وإذا كانت الدلائل تشير إلى وجود إصابة في الكبد كتليّفه يُجري الطبيب الاختبارات الآتية:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي.
  • خزعة الكبد، التي تكشف عن مدى الضرر الذي لحق بالكبد وتمييزه عن الأنواع الأخرى، وذلك باستخدام إبرة لأخذ عينة من أنسجة الكبد وتحليلها مخبريًا.
السابق
أمراض بكتيرية
التالي
ماذا يسبب نقص فيتامين e

اترك تعليقاً