الصحة النفسية

علاج الناسور

علاج الناسور

 

الناسور

يُطلق مفهوم الناسور على الارتباط أو الاتصال الحاصل بين جزأين أجوفين من الجسم، مثل ارتباط عضو أو وعاء دموي ما مع جزء آخر من الجسم، وغالبًا ما يحدث الناسور بسبب التعرض إلى إصابة مباشرة أو بسبب الخضوع إلى عملية جراحية، كما يُمكن أن ينجم عن الإصابة بالتهاب ما أو عدوى، ويُحتمل أن يحدث بين الكثير من الأعضاء، مثل أن يحدث بين شريان مع وريد، أو المعدة مع سطح الجلد، ومن بين أشهر حالات الناسور ما يُعرف بالناسور الشرجي، الذي يحدث عند انسداد والتهاب إحدى الغدد الواقعة داخل الشرج مؤديًا إلى تشكل نفق يربط بينها وبين الفتحة الواقعة حول جلد الشرج، وغالبًا ما يشكو المصاب من أعراض متضمنة لألم وتورم حول الشرج، بالإضافة إلى ألم شديد عند التبرز، وقد يُعاني المريض أيضًا من نزيف وحمى، ومن المهم هنا التفرقة بين الناسور الشرجي وما يُعرف بالشق الشرجي، الذي يدل على حصول تمزق يمتد من العضلات التي تتحكم في فتحة الشرج إلى القناة الشرجية.

علاج الناسور

علاج الناسور الشرجي بالأدوية

يعتمد علاج الناسور الشرجي على موقعه، وما إذا قد حصل إنتان أو خراج كبير، إضافة إلى نتائج الفحص البدني، وغالبًا ما تكون الأدوية ذات تأثير محدود لحل مشكلة الناسور الشرجي جذريًا، لكن البعض يرى أن وصف بعض الأدوية قد يُساعد على علاجها، لذلك قد يلجأ الأطباء إلى وصف المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وخافضات الحرارة، ومسكّنات الآلام، لكن قد لا تحتاج خراجات المستقيم البسيطة عادة إلى مضادات حيوية، أما إذا كان المريض مصابًا بالإنتان، فإن السوائل الوريدية ستكون ضرورية، وعادة تُعد الجراحة ضرورية في معظم الحالات.

علاج الناسور الشرجي بالجراحة

تعجز الأدوية عن حل مشكلة الناسور الشرجي، لذلك تُصبح الجراحة هي الخيار صاحب الأولوية، وغالبًا ما يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب دون الاضطرار إلى الذهاب إلى المستشفى، لكن سيحتم على الطبيب إجراؤها تحت التخدير العام وتجنب إيذاء العضلات العاصرة التي تشكل ما يشبه الحلقة المسؤولة عن فتح وإغلاق الشرج، من أجل عدم التسبب بفقدان القدرة على التحكم بوظيفة التبرز أو سلس البراز، وعادة ما تتضمن أهم الخيارات الجراحية لعلاج الناسور الشرجي، ما يلي:

  • الشق الشرجي: تُعد هذه الطريقة أكثر الخيارات الجراحية شيوعًا لعلاج الناسور الشرجي، وهي تتضمن إحداث شق على طول الناسور لفتحه حتى يتحول إلى ندبة مسطحة الشكل، وعادة ما تكون هذه الطريقة فعالة في حال كان الناسور غير قريب كثيرًا من العضلات العاصرة حتى لا تتأذى وإلا سيكون من الحكمة اللجوء إلى طرق جراحية أخرى.
  • تقنيات سيتون: يلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة في حال مرور الناسور خلال العضلة العاصرة للشرج، وعادة ما تتضمن هذه الطريقة ترك خِزامة أو خيط دقيق في الناسور لعدة أسابيع من أجل توسعته ومساعدته على إفراغ محتوياته وشفائه دون الحاجة إلى شق العضلات العاصرة.
  • سديلة المستقيم التقديمية: يجري الطبيب هذه العملية عبر قطع أو قشط الناسور وتغطية الثغرة حيث مكان دخوله للأمعاء باستعمال سديلة أو قطعة من الأنسجة تؤخذ من داخل المستقيم، لكن من المعروف أن فرصة نجاح هذه الطريقة تبقى أقل من الشق الشرجي، لكنها تجنب الطبيب خطر قطع العضلات العاصرة.
  • الحشوة الحيوية البديلة: تُستخدم هذه الطريقة أيضًا لتجنب الأخطار التي تحملها عملية الشق الشرجي، ويجريها الطبيب عبر سد الفتحة الداخلية للناسور باستعمال حشوة مصنوعة من مصادر حيوانية، لكن بعض الخبراء ما زالوا يشككون بنجاعة هذه الطريقة ويطالبون بالمزيد من الدراسات حولها.
  • صمغ الفيبرين: تُعرف هذه الطريقة بكونها الخيار الوحيد الذي لا يتضمن جراحة لعلاج الناسور، وعادة ما يحقن الطبيب صمغًا خاصًا داخل الناسور لتحفيز إغلاقها وشفائها، بينما يكون المريض تحت التخدير العام.

أسباب الناسور الشرجي

إن الأسباب الرئيسية للناسور الشرجي هي انسداد الغدد الشرجية أو خراجات الشرج، لكن تشمل الحالات الأخرى الأقل شيوعًا التي يمكن أن تسبب الناسور الشرجي ما يلي:

  • داء كرون؛ وهي حالة طويلة الأمد يحدث فيها التهاب الجهاز الهضمي
  • التهاب الرتج؛ وهو مرض تتشكل فيه أكياس صغيرة في الأمعاء الغليظة وتصبح ملتهبة
  • التهاب الغدد العرقية القيحي؛ وهي حالة جلدية طويلة الأمد تسبب الخراجات والندبات
  • الإصابة بالسل أو فيروس نقص المناعة البشرية
  • مضاعفات الجراحة بالقرب من فتحة الشرج
  • التعرض للإشعاع كعلاج للسرطان
  • الأمراض المنقولة جنسيًا
السابق
السكري من النمط الثاني
التالي
اسباب كثرة النوم

اترك تعليقاً