الصحة النفسية

اسباب كثرة النوم

اسباب كثرة النوم

 

النوم

يعرف النوم بأنه تصرف فيسيولوجي من تصرفات الكائنات الحية وتحديداً الحيوانات والإنسان، فهو يشكل ثلث حياة الإنسان، وتعد الوظيفة الأساسية للنوم غير معروفة لكنه أساسي للبقاء على قيد الحياة، كما أن قلته والحرمان منه تؤدي إلى مشاكل صحية وجسدية ونفسية، وقد تؤدي في النهاية إلى الموت، كما يعرف النوم بأنه حالة من حالات فقدان الوعي عن الواقع، ويختلف عن الإغماء والموت وحالات فقدان الوعي بأن الشخص يعود إلى الواقع بسرعة، وتُعدّ اضطرابات النوم مؤشرًا تقريباً لجميع أنواع الأمراض النفسية.

ويعد النوم الصحي من الأمور المهمة للحفاظ على الصحة ويمكن أن يؤثر على مستويات الهرمونات والمزاج والوزن، وتعد مشاكل النوم من المشاكل الشائعة والتي تتضمن كل من الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم والأرق، وقد يعاني البعض من زيادة النوم أو فرط النوم الذي يتسبب بالنعاس طوال اليوم أو زيادة قضاء الوقت في النوم، وهو ما يتسبب بمجموعة من المشاكل مثل الشعور بالنعاس أثناء القيادة أو أثناء العمل، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل نقص الطاقة ومشاكل في التفكير.

أسباب كثرة النوم

تعرف كثرة النوم، أو النوم الطويل بمصطلح hypersomnia، وهي من الحالات التي تصيب ما نسبته 2% من الناس، ويكون الإنسان المصاب بهذه الحالة محتاجًا إلى النوم مدة تتراوح بين 10 و12 ساعة يوميًا حتى يحصل على الطاقة اللازمة لجسمه، وترجع كثرة النوم عادة إلى معاناة الإنسان من التعب والإرهاق نتيجة ظروف العمل والدراسة، فيكون حينها محتاجًا إلى ما لا يقل عن 15 ساعة نوم يوميًا، وعادة ما تبدأ معاناة الإنسان من كثرة النوم خلال مرحلة الطفولة، وتستمر مع تقدم الإنسان في العمر، وقد تتفاقم أحيانًا جراء بعض العادات ونمط الحياة الذي يتبعه الإنسان مثل النوم نهارًا، وفي بعض الأحيان، تعود كثرة النوم إلى معاناة الإنسان من بعض الحالات المرضية والنفسية، وهذا يشمل:

  • قصور الغدة الدرقية: يؤدي ضعف نشاط الغدة الدرقية إلى الخمول والهزلان والتعب والرغبة الشديد بالنوم، وعدم القدرة على القيام بالأنشطة الحركية.
  • العامل النفسي: يلعب العامل النفسي دورًا مهمًا في التحكم بساعات النوم، إذ أن الاضطرابات النفسية مثل: الكآبة، أو الشعور بالحزن، أو الإهمال، وغيرها من المشاعر الحزينة، تؤدي إلى انسحاب الشخص وهروبه إلى النوم لساعات طويلة دون انتظام.
  • تقطع النوم: يتعرض بعض النائمين إلى انقطاع في النفس يدوم تقريبًا لمدة عشر ثوانٍ، ويمكن أن تتكرر هذه التقطعات عدّة مرات في الليلة الواحدة، إذ يحدث هذا الانقطاع نتيجة انسداد مجرى الهواء، وتؤثّر هذه الحالة مباشرةً على النائم الأمر الّذي يؤدّي إلى استيقاظه وانقطاع نومه لعدة مرات، مما يؤدي إلى نومه في اليوم التالي لساعات أطول.
  • متلازمة تململ الساقين: تسبب هذه المتلازمة الرغبة المُلّحة في تحريك الساقين، إذ يكون فيها الشخص مستلقيًا بهدوء ثم يأتيه شعور الخفقان والحكّة، ويزول هذا الشعور عندما يمشي الشخص ويحرك ساقيه، وتؤدّي هذه المتلازمة إلى صعوبة في الاستمرار بالنوم؛ الأمر الّذي يؤدّي إلى كثرة النوم في اليوم التالي، وتجدر الإشارة إلى أن السبب يؤدّي إلى الإصابة بمتلازمة تململ الساقين غير واضح تمامًا، ويعتقد العلماء أن للعامل الوراثي دورًا كبيرًا في ذلك، كما يعتقد العلماء أن لمشاكل العقد القاعدية في الدماغ دورًا كبيرًا في هذه المتلازمة، كونها المنطقة المسؤولة عن الحركة، كما يلعب انخفاض مخزون الحديد في الجسم دورًا في المتلازمة أيضًا.
  • الأدوية: الإصابة ببعض الأمراض أو تناول بعض الأدوية من الممكن أن تؤدّي إلى النوم لساعات طويلة، إذ تحتوي بعض مركبات الأدوية على مواد تحفز الشعور بالنعاس أو الخمول، ومن هذه الأسباب التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية كالأدوية المضادة للحساسية والأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أو الأدوية المضادة للاكتئاب،إضافة إلى الأدوية المستخدمة لعلاج الغثيان والقيء، ومضادات الذهاب، وأدوية الصرع، والأدوية الّتي تعالج القلق، لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة التحدّث إلى الطبيب قبل إيقاف أي دواء من هذه الأدوية الّتي يُحتمل تسببها كثرة النوم.
  • عدم النوم جيدًا خلال الليل: يرجع سبب هذه المشكلة إلى الأرق، أو العمل طوال الليل، أو النوم المتأخر، أو تناول المنبهات قبل النوم، وغيرها من التصرفات الّتي تؤثر على النوم ليلًا، إذ يعد سبب عدم النوم جيدًا خلال الليل من أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث فرط النوم، ويجب التخلص من أي عادة تسبب فشل النوم خلال الليل.
  • عدم ممارسة الرياضة: تعد الرياضة من العوامل المهمة الّتي تؤثر على نشاط الجسد وتعديل النوم، وإن ممارستها قليلًا أو عدم ممارستها قد يصيب جسم الإنسان بالخمول وكثرة النوم.
  • النوم القهري: يعرف النوم القهري بأنه اضطراب عصبي يصيب الدماغ، فيكون غير قادر على تنظيم دورة النوم مما يسبب الاستيقاظ المتكرر للشخص، إذ أنه من الممكن أن ينام جيدًا خلال الليل، لكنه يستيقظ وهو يشعر بنعاس شديد خلال النهار، وتوجد احتمالية أن يصيب هذا المرض أي شخص، وترتفع هذه الاحتمالية عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 7-25 عامًا.
  • الاكتئاب: يؤثر الاكتئاب على طبيعة النوم، إذ يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب من النعاس الشديد طيلة اليوم، وذلك بسبب تغير مستويات المواد الكيميائية في الدماغ، الأمر الّذي يسبب حدوث مشاكل في المناطق الّتي تتحكم في المزاج.
  • التقدم في العمر: يقضي الكبار في السن وقتًا أطول في السرير، لكنّهم يحصلون على نوم غير جيّد، إذ أثبتت الأبحاث أن نوعية النوم تبدأ بالتراجع عند البالغين من متوسط العمر، إذ أن الأشخاص المتقدّمين في العمر يحصلون على أوقات أقل في النوم العميق، ويستيقظون أكثر خلال منتصف الليل.
  • أسباب أخرى:
    • أمراض القلب.
    • الملل والافتقار إلى الحافز والدافع في الحياة.
    • زيادة الوزن.
    • تعاطي المخدرات أو الكحول.
    • التعرض لإصابات في الرأس أو مرض عصبي مثل؛ التصلب المتعدد أو مرض باركنسون.
    • العامل الوراثي.

مضاعفات كثرة النوم

تؤدي كثرة النوم عند الإنسان إلى مضاعفات تؤثر سلبًا على حالته الجسدية والنفسية، وهذا يشمل ما يلي:

المضاعفات الجسدية

تتضمن قائمة المضاعفات الجسدية التي تتسبب بها كثر النوم ما يلي:

  • زيادة الوزن: تتسبب كثرة النوم في منع الجسم من استغلال الطاقة التي يحصل عليها يوميًا عبر الأطعمة والمأكولات الغذائية، فيخزنها على شكل دهون عوضًا عن حرقها في الأنشطة اليومية، وبذلك كلما ازدادت ساعات النوم، قل استهلاك الجسم للطاقة، مما يعني أن كثرة النوم ستؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة وزن الإنسان، بحيث تتراكم طبقات الدهون على جسده.
  • الصداع: تقود كثرة النوم إلى معاناة الشخص من الصداع، وهذا الأمر قد يكون مستغربًا قليلًا لأن مرضى الصداع يُنصحون عادة بالنوم لتخفيف أعراضه، ويرجع هذا التأثير السلبي إلى تأثير حركة نوم العين السريعة REM sleep على الناقلات العصبية في الدماغ، وعادة ما تحصل حركة العين السريعة في المراحل الأخيرة من النوم قبل الاستيقاظ، ولذا كلما نام الشخص مدة أكثر، ازدادت حركة العين السريعة لديه، مما يقود إلى الصداع.
  • آلام الظهر: يؤدي الاستلقاء مدة طويلة على الفراش (كثرة النوم) إلى المعاناة من آلام الظهر، فالشخص حينها لا يمارس أي نشاط البتة، وتتفاقم هذه الحالة خصوصًا عند الأفراد الذين يعانون من آلام الظهر مسبقًا.
  • أمراض القلب: بينت بعض الدراسات وجود صلة بين النوم لفترة تتراوح بين 9 و11 ساعة يوميًا وبين زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 38% عند الناس، ولا يدري العلماء حتى الآن السبب الكامن وراء هذا التأثير، بيد أنه يرجع على الأغلب إلى زيادة الوزن والسمنة جراء كثرة النوم.
  • مضاعفات أخرى: وتشمل ما يلي:
    • القلق.
    • انخفاض مستويات الطاقة في الجسم.
    • مواجهة مشكلات في الذاكرة.
    • مرض السكري.
    • زيادة خطر الموت.
    • زيادة خطر التعرض لحوادث السيارات.

المضاعفات النفسية

لعل أكثر النتائج سلبية لكثرة النوم هي ضياع الوقت عند الإنسان؛ فعندما يرى الشخص مقدار الوقت الذي يضيعه يوميًا وهو نائم، سيشعر تلقائيًا بأنه شخص فاشل ومستهتر، مما يؤثر سلبًا على حالته النفسية، وينقص مقدار ثقته بنفسه، كذلك تؤدي كثرة النوم إلى انخفاض الأعمال والمهام التي ينجزها الإنسان يوميًا، خصوصًا عندما يقارن نفسه بأصدقائه وزملائه، مما يشعره بالتقصير الدائم والحزن نتيجة كسله وقلة نشاطه، وهذا الأمر يؤدي مع مرور الوقت إلى انخفاض مستوى ثقته بنفسه، فتقل كفاءته في تنفيذ الأمور الموكلة إليه في العمل أو الدراسة، ولمّا كان الاكتئاب من العوامل المسببة لكثرة النوم، فإن الاستمرار في هذه الحالة يؤدي إلى زيادة أعراض الاكتئاب، ويصعب مهمة الإنسان في التعافي منها واستعادة حيويته ونشاطه.

تشخيص كثرة النوم

من الجيد مراجعة طبيبك عند استمرار أعراض النعاس المستمر لمدة تزيد عن 6 أسابيع، وغالبًا ما يلجأ الطبيب لمعرفة عادات النوم وأسلوب الحياة اليومي للك بالإضافة إلى الأدوية التي تتناولها والتاريخ الصحي للعائلة، كما يمكن أن يتطلب الامر إجراء اختبار بدني أو المشاركة في دراسة لبحث أسباب النوم المفرط، وفي الحالات التي لا يعود فيها النوم المفرط إلى حالة طبية فإن الطبيب سيوصي بإجراء ما يلي:

  • تقييم معدل النعاس على مقياس النوم: يقوم المريض بتقييم معدل النعاس لديه بمساعدة الطبيب باستخدام مقياس النعاس يسمى Epworth، وذلك ليتمكن الطبيب من تقييم حالة النعاس مما يسهل فهم كيفية تأثير المشكلة على الحياة اليومية للمريض.
  • تسجيل مذكرات النوم: وذلك بتسجيل عادات النوم اليومية مثل وقت النوم ووقت الاستيقاظ في كل مرة، وعدد المرات التي ينام فيها الفرد ليتمكن الطبيب من إيجاد كميات وأنماط النوم ودراستها، لذا يتطلب من المريض تسجيل عادات نومه كاملة وأي ملاحظات على ذلك لمدة أسبوع قبل الذهاب للطبيب.
  • استخدام الرسم المقطعي: قد يحتاج الأمر إلى البقاء ليلة كاملة في مركز للنوم مع بقاء المريض متصلًا بشاشة تعمل على قياس نشاط الدماغ وحركة العين والساق ومعدل ضربات القلب والكثير من الأمور الأخرى.
  • إجراء اختبار زمن النوم المتعدد: يجري الطبيب هذا الاختبار عادة في اليوم التالي لإجراء اختبار الرسم المقطعي لطبيعة نوم المريض، إذ يقيس هذا الاختبار النوم خلال فترات النهار.

علاج كثرة النوم

تعد الطريقة الأمثل لمعالجة زيادة النوم هي معرفة المسبب الرئيسي لهذه المشكلة، بالإضافة إلى إجراء بعض التغييرات على نظام النوم والعادات اليومية، ففي حالات زيادة النوم الناتجة عن توقف التنفس أثناء النوم فيجب استخدام دورة علاجية يُستخدم بها جهاز CPAP، وهو جهاز يزود الشخص بالهواء اللازم عند انقطاع النفس، أما إذا كان السبب وراء ذلك الكسل والنّعاس خلال النّهار فإن الطبيب سيصف العلاجات الدوائية المساعدة في التنبيه، وإن كان الأمر متعلقًا بالعمل الزائد والإجهاد أثناء الليل لساعات طويلة فإن العلاج يكمن بتغيير سلوكيات النوم، بالإضافة إلى العلاجات الدوائية التي تساعد في تغيير بعض المواد الكيميائية في الدماغ والأدوية أحادية الأمينات مثل السيروتونين والدوبامين، والمنشطات، ومن المهم جداً متابعة هذه العلاجات مع الطبيب لتحديد خطة العلاج المناسبة بناءً على التاريخ الطبي للمريض.

عدد ساعات النوم الصحية

قد لا يكون النوم المفرط أمرًا جيدًا وكذلك الحال مع الحرمان من النوم الذي يتسبب بمشاكل صحية أيضًا، لذا فإنه من المهم الحصول على الساعات الكافية من النوم ليلًا، إذ يمكن أن تتسبب قلة النوم بمجموعة من المشاكل الصحية، ويمكن تحديد عدد ساعات النوم الكافية للفرد اعتمادًا على مجموعة من العوامل التي تتضمن كلّ من العمر والحرمان من النوم ونوعية النوم، وفي حال عدم الحصول على القدر الكافي من النوم فإنه يمكن تعديل ذلك بإجراء بعض التعديلات على أنماط الحياة اليومية، وإن لم يجدِ ذلك نفعًا فإنه من المهم مراجعة الطبيب، أما في حالات فرط النوم والنعاس فمن المهم زيارة الطبيب أولًا؛ لأن ذلك يعد مؤشرًا لوجود مشاكل صحية عدة قد تتسبب بمضاعفات صحية خطيرة، وفيما يلي توصيات منظمة النوم العالمية لساعات النوم المناسبة للأفراد اعتمادًا على العمر:

  • المراهقون: 8-10 ساعات.
  • البالغون: 7-9 ساعات.
  • كبار السن: 7-8 ساعات.

كيفية النوم الصحي

يُمكن اتباع طريقة صحية للنوم من خلال الالتزام بالنصائح الآتية:

  • الالتزام بجدول للنوم: ينبغي عدم تخصيص أكثر من ثماني ساعات للنوم، فالمدة الموصى بها للنوم الصحي هي سبع ساعات على الأقل، ولا يحتاج معظم الأشخاص إلى أكثر من ثماني ساعات لتحقيق هذا الهدف، ومن هذا المنطلق يجب الالتزام بمواعيد ثابتة في النوم، وفي الاستيقاظ كل يوم، كما يجب التقليل من اختلافات مواعيد النوم في العُطلة الأسبوعية؛ إذ لا تزيد عن ساعة واحدة.
  • الانتباه للطعام والشراب: لا بدَّ من تجنب تناول الوجبات الكبيرة والدسمة قبل موعد النوم بساعتين؛ فقد يسبب عدم الشعور بالراحة صعوبة النوم، كما يجب الابتعاد عن تناول النيكوتين والكافيين؛ وذلك لاحتوائهما على مواد منشطة، والتي تؤثر سلبيًّا على النوم.
  • توفير البيئة المريحة: يجب توفير غرفة مثالية للنوم الهادئ، ويُفضل أنْ تكون هادئةً ومظلمةً، فوجود الأضواء يؤدي إلى صعوبة النوم، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الاستخدام المطول للشاشات المشعّة للضوء قبل موعد النوم، والنوم في غرفة ذات ظلال مظلمة.
  • تقليل الغفوات أثناء اليوم: تتداخل الغفوات الطويلة خلال النهار مع القدرة على النوم أثناء الليل، لذلك يجب ألّا تزيد مدة الغفوة عن نصف ساعة، ويجب ألّا تكون في وقت متأخر من اليوم.
  • ممارسة الأنشطة البدنية ضمن الروتين اليومي: تساعد ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة على تحسين النوم، لكن ينبغي تجنب ممارستها قُرب موعد النوم.
  • السيطرة على القلق: تساهم السيطرة على الإجهاد والقلق في النوم بصورة أفضل، ويُمكن أنْ يساعد التأمل على تقليل التوتر.

فوائد النوم

  • المحافظة على صحة القلب: يساعد النوم على خفض ضغط الدم، مما يؤدي إلى راحة القلب والأوعية الدموية، الأمر الّي يؤدي إلى أخذ قسط كافٍ من الراحة الجسدية، وإن عدم أخذ قسط كافٍ من النوم يسبب ارتفاع في ضغط الدم، مما يرفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتات القلبية.
  • تحسين المزاج: يعد النوم مهم جدًا لتحسين المزاج عند الشخص، كما يحسّن الوظائف الدماغية بطريقة صحيّة، ويؤدّي نقص عدد ساعات النوم إلى حدوث اضطرابات في المزاج مسببًا بذلك حالات مثل: القلق، أو الاكتئاب، أو الهلع وغيرها.
  • زيادة التركيز: يلعب النوم الجيّد دورًا مهمًا في التركيز وصحة الذاكرة واسترجاع المعلومات، فمن المهم الحرص على النوم لساعات كافية لضمان سلامة الدماغ والتركيز.
  • الوقاية من السمنة: تسبب قلة النوم زيادة في الشهية، إذ أن الأشخاص الّذين ينامون لفترات قصير يعانون من زيادة في الوزن نتيجة ارتفاع الهرمون المحفز للشهية والّذي يعرف باسم هرمون الغريلين، كما تنخفض مستويات الهرمون المثبط للشهية والّذي يعرف باسم هرمون االلبتين.
  • تناول سعرات حرارية أقل: يعد تناول سعرات حرارية عالية أحد العوامل المؤثرة على قلة النوم، إذ تضعف هذه السعرات تنظيم النوم والقدرة على التحكم به، إضافة إلى أنه يرفع هرمون الغريلين المحفز للشهية، ويخفض مستوى هرمون اللبتين المثبط للشهية.
  • تحسين النشاط اليومي: يعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم خلال اليوم من الأمور التي تساعد على القيام بالمهام اليومية بصورة أفضل، على عكس الأشخاص الّذين ينامون أقل، فإنهم يستغرقون وقتًا أكبر في إنجاز المهام، مع نسبة كبيرة من الأخطاء بسبب عدم التركيز.
  • تحسين مناعة الجسم: يعد الأشخاص الّذين لا يأخذون قسطًا كافيًا من النوم من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بنزلات البرد والأمراض مقارنة مع الأشخاص الّذين ينامون جيدًا، إذ يحصلون على نوعية مناعة جيدة بفضل النوم.
  • زيادة النمو الطبيعي للجسم: يساعد النوم الجيد على زيادة معدل النمو الطبيعي خصوصًا عند الأطفال والمراهقين، كما يعزز بنية العضلات والعظلام لديهم وصحة الخلايا والأنسجة في أجسادهم.

مراحل النوم

يقسم النوم إلى أربعة مراحل، وهي:

  • المرحلة الأولى: تسمى بمرحلة النوم الخفيف، ويدخل فيها النائم بحالة تُعرف بالوسن، وتسترخي فيها عضلات الجسم، ويبدأ نشاط موجة الدماغ بالتباطؤ، ويمكن للنائم أن يستيقظ من هذه المرحلة بسهولة عند صدور أي صوت في المحيط.
  • المرحلة الثانية: تعد المرحلة الفعلية للنوم، وتتسم بكونها أعمق بقليل من المرحلة الأولى، إذ يبدأ الشخص بالاسترخاء، وتنخفض درجة حرارة الجسم، وتتباطأ معدلات ضربات القلب، كما أن التنفس يكون أكثر هدوءًا.
  • المرحلة الثالثة: تسمى بمرحلة النوم العميق، إذ يطلق المخ موجات تسمى”موجات دلتا”، وتعد هذه المرحلة هي المرحلة الانتقالية بين الإحساس والنوم العميق، إذ غالبًا ما يصعب إيقاظ النائم في هذه المرحلة، كما أن موجات دلتا تبدأ بالسيطرة على جميع عضلات خلايا الجسم، ويبدأ أداؤها بالتباطؤ إلى أقل درجة ممكنة، كما يبدأ الجسم بالدخول في مرحلة النوم العميق والّتي تستغرق عادةً 30 دقيقة مع احتمالية الزيادة أو النقص.
  • المرحلة الرابعة: تعد أعمق مرحلة من مراحل النوم، إذ من الصعب جدًا إيقاظ الشخص النائم، وفي حال استيقظ بسبب عامل خارجي قوي فإنه يكون مشوشًا، ويمتد استيقاظه لعدة ثوانٍ ثم يعاود النوم مجددًا، وتجدر الإشارة إلى أن الشخص في هذه المرحلة قد يتحدث، أو يمشي أثناء النوم، ويحدث ذلك عند الانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى أقل عمقًا.

التعب والخمول وكثرة النوم

يشعر العديد من الأفراد بالتعب والإعياء الذهني أو الجسدي، أو الاثنين معًا، إذ تؤدي الإصابة بالإجهاد الجسدي لفترة طويلة إلى الإجهاد الذهني، كما تؤدي قلّة النوم إلى التعب والإعياء، إذ يشعر الفرد عند عدم حصوله على النوم الكافي بعدم قدرته على ممارسة الأنشطة المختلفة، وعدم رغبته في الاستيقاظ والنهوض من الفراش في الصباح الباكر، ويُقسّم المختصون التعب والإعياء الذي يشعر به الفرد إلى ثلاثة أقسام؛ إذ يوجد التعب والإعياء الجسدي الذي لا يستطيع الفرد فيه ممارسة الأنشطة الجسدية مثل صعود الدرج، ويشعر الفرد فيه بضعف العضلات، أما الإعياء والتعب الذهني أو العقلي فيصعب على الفرد المصاب به التركيز أثناء ممارسة الأنشطة، ويشعر بالنعاس، أمّا النوع الثالث وهو النّعاس والرغبة في النوم، ويصاب به الفرد نتيجة عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الفرد بالتعب والإعياء، كذلك تساعد العديد من الممارسات الصحيّة بالحدّ من التعب والإعياء.

أسباب التعب والخمول وكثرة النوم

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الفرد بالتعب والإعياء، أو النعاس والرغبة في النوم، وفيما يأتي ذكرها:

  • قلة ممارسة الأنشطة، أو الإفراط في ممارسة الأنشطة: يصاب الفرد الذي لا يمارس الأنشطة الرياضية بالتعب والإعياء، إذ تقلّ لياقته، ويصبح من الصعب عليه ممارسة الأنشطة الفيزيائية، وكذلك تُسبب ممارسة الأنشطة الذهنية أو الرياضية لفترة طويلة دون استراحة التعب والإعياء.
  • الحساسية، أو حمى القش: تؤدي الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي لشعور الفرد بالتعب والإعياء، إذ يشخص الطبيب الإصابة بالتهاب الأنف التحسّسي بناءً على الأعراض، كما يحدد الطبيب الأسباب المحفّزة للإصابة به من حبوب اللقاح، أو العفن، أو تغيّرات الطقس، أو غيرها، ويمكن الحدّ من الإصابة بالتعب والإعياء الناتج عن التهاب الأنف التحسّسي بتجنّب المحفّزات، أو بتناول بعض الأدوية، مثل؛ مضادّات الهيستامين الفموية، أو الموضعية، أو بخاخات الأنف الستيرويدية.
  • القلق والاكتئاب: يشعر العديد من الأفراد نساءً ورجالًا بالقلق والحزن والاكتئاب في إحدى مراحل حياتهم، إذ تشعر بعض النّساء بالاكتئاب بعد الولادة، كما يصاب بعض الأفراد بالاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء، وقد يكون الاكتئاب ناتجًا عن اضطراب ثنائي القطب، ويشعر الفرد عند إصابته بالاكتئاب بعدم الرّغبة في ممارسة الأنشطة اليومية، واليأس، كما يشعر الفرد عند إصابته بالقلق بصعوبة في النوم، والعصبية.
  • فقر الدم: يُعدّ فقر الدم من أهم الأسباب الشائعة التي تؤدي لشعور الأفراد بالتعب والإعياء، وقد يكون فقر الدم ناجمًا عن فقدان الدم، أو نقص في إنتاج خلايا الدّم الحمراء، أو نتيجة لبعض المشاكل الطبية، مثل؛ الإصابة بالسرطان، أو الإصابة بداء السكري، أو أمراض الكلى، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، أو البواسير، أو نقص الحديد، أو نقص في فيتامين ب12، أو حمض الفوليك، ويُحدد الطبيب الإصابة بفقر الدم من خلال إجراء فحوصات للدم.
  • الألم العضلي الليفي المتفشي: يشعر الفرد عند إصابته بالألم اللّيفي العضلي بالإعياء المزمن، كما يشعر بوجود مشاكل بالنوم، والقلق والاكتئاب، وألم شديد في العضلات، وتكون مناطق الألم في جسمه مؤلمةً، والاستيقاظ المتكرر أثناء النوم.
  • إصابة الفرد بزيادة أو نقصان في الوزن: يؤدي نقصان الوزن إلى الشعور بالتعب والإعياء، وقد يكون ناتجًا عن العديد من الأسباب، مثل؛ فرط الغدّة الدرقية، أو بعض أنواع السرطان، أو اضطرابات الأكل، كما تؤدي زيادة الوزن إلى الشعور بالتعب وألم المفاصل والعضلات.
  • داء السكري: تؤدي الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لزيادة شعور الفرد المصاب بالتعب والإعياء، وفقدان الوزن.
  • أمراض القلب: يشعر بعض الأفراد بالتعب بعد ممارستهم بعض الأنشطة الرياضية البسيطة؛ كالمشي لعدّة خطوات، وقد يكون ذلك التعب ناتجًا عن إصابتهم ببعض أمراض القلب.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: يُعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي أحد الأسباب التي تؤدي للإصابة بالتعب والإعياء الشديدين، إذ يحدث تلف في المفاصل.
  • التحسّس من بعض الأطعمة: يتحسّس بعض الأفراد من بعض الأطعمة، لذلك ينصح بتجنّب هذه الأطعمة التي تُسبب التعب والإعياء، كما يشعر الفرد بالنعاس بعد تناولها خلال 10-30 دقيقةً.
  • انقطاع النفس النوميّ: يُعاني الأفراد الذي يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم ومن الشخير المصاحب له من التعب والإعياء الشديد، والشعور بالنّعاس طوال النّهار.
  • قصور الغدّة الدرقية: توجد الغدّة الدرقية في المنطقة السفلى من الرقبة، وهي التي تتحكم بعمليات الأيض، ومُعدّل استهلاك الطاقة، وتُعاني العديد من النساء من قصور الغدّة الدرقية، وتكون عادةً ناتجةً عن الإصابة بمرض قصور الغدة الدرقيّة الهاشيموتو، وهو مرض مناعي ذاتي، وتصاب عادةً النساء به في عمر 60 عامًا.

علاج التعب والخمول وكثرة النوم

يُعالج عادةً التعب والإعياء بعلاج السبب المؤدي إليه، كما توجد العديد من الممارسات الصحيّة للتغلّب على التعب والإعياء والحدّ منه، وفيما يأتي ذكرها:

  • النوم الصحيّ : يُساعد النوم الصحيّ بالحدّ من التعب والإعياء، وتوجد العديد من الخطوات البسيطة للحصول على نوم صحيّ مثل:
    • ضبط درجة حرارة الغرفة لتكون ملائمةً.
    • الذهاب إلى النوم يوميًا بنفس الوقت وكذلك الاستيقاظ.
    • تجنّب تناول الطعام قبل ساعة ونصف إلى ساعتين من النوم.
    • الاسترخاء قبل النوم، وأخذ حمّام ماء دافئ.
    • تجنّب مشاهدة التلفاز قبل النوم بساعة.
  • تناول الطعام والشراب الصحي : يؤثر تناول الطعام والشراب على مدى الشعور بالتعب، ومن الممارسات الصحية التي تحدّ من الإصابة بالتعب ما يأتي:
    • تناول وجبات طعام صغيرة عدّة مرات يوميًا.
    • الإكثار من تناول الخضار والفواكه.
    • الحدّ من تناول المشروبات الكحولية، أو التي تحتوي على الكافيين خلال اليوم، وتجنّب الكافيين قبل النوم أو في ساعات المساء.
  • ممارسة الرياضة: تُساعد ممارسة الرياضة بانتظام بالحدّ من الشعور بالتعب، كما تساعد في النوم، إلى جانب أنه تُساعد رياضة اليوغا بتحسين النوم، والحدّ من التعب والإعياء والقلق والاكتئاب.

العلامات والأعراض المرافقة للتعب والإعياء

يُعدّ التعب والإعياء أحد أعراض الإصابة ببعض الأمراض، وقد يكون مصاحبًا لأعراض أخرى حسب السبب الذي يؤدي إليه، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • أمراض القلب أو فقر الدم أو الرئة: يرافق التعب والإعياء الناتج عن إصابة الفرد بأمراض القلب أو الرئة، أو فقر الدم شعور الفرد بقصر النفس، وشعوره بالتعب عند بذله أي مجهود بسيط.
  • مرض السكري: يُرافق التعب والإعياء الناتج عن الإصابة بمرض السكري شعور الفرد بالعطش الشديد، والتبوّل باستمرار وكثرة، كما يحدث تغيّر في الرؤية.
  • قصور الغدّة الدرقية: يُرافق التعب والإعياء الناتج عن قصور الغدّة الدرقية إصابة الفرد بجفاف الجلد، وضعف الشعر، كما يشعر الفرد بالبرد.
السابق
علاج الناسور
التالي
اعراض شلل العصب السابع

اترك تعليقاً