الصحة النفسية

علاج جدري الماء

علاج جدري الماء

 

جدري الماء

يعتقد الكثير من الناس أن جدري الماء هو أحد الأمراض التي تظهر في مرحلة الطفولة فقط، ولكن يمكن للبالغين أيضًا أن يصابوا به، وفي الشخص السليم عادة ما يسبب فيروس varicella-zoster – أو جدري الماء – أعراضًا خفيفة، ومع ذلك في البالغين الذين يعانون من مشاكل طبية مزمنة وخاصة أولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، من الممكن حدوث أعراض أكثر حدة، ويشتهر جدري الماء بتسببه بظهور طفح جلدي وبثور حمراء مثيرة للحكة بشدة، وعادةً ما تظهر أعراض المرض خلال 10-21 يومًا بعد انتقال الفيروس إلى الجسم نتيجة ملامسة شخص آخر مصاب بالمرض، لكن غالبًا يتعافى المصابون بالمرض خلال أسبوعين بعد إصابتهم بالمرض، وعلى أيّ حال يبقى بالإمكان وقاية الأطفال والبالغين من جدري الماء عبر إعطائهم مطعوم الجدري الذي يُمكن أخذه على جرعتين.

علاج جدري الماء

في حال إصابة الأشخاص الأصحاء الطبيعيين الذين لا يعانون من أيّ مشاكل صحية مزمنة بجدري الماء، فإنهم عادةً لا يحتاجون لعلاج طبي ودوائي، وتختفي أعراض جدري الماء خلال أسبوع أو أسبوعين دون الحاجة إلى العلاج أصلًا، وفي الحقيقة لا يتوفر علاج طبّي محدد لجدري الماء، لكن يوجد بالطبع مطعوم خاص للوقاية من المرض، كما يُمكن للأطباء وصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات في حال كان ذلك ضروريًا، وقد يصف الطبيب مضادات هيستامين لتخفيف الحكّة، ولكن توجد عدة طرق تعتمد على نمط الحياة وعلى علاجات منزلية بسيطة يمكن أن تخفف أعراض الحالات غير المعقدة، ومن هذه العلاجات ما يأتي:

  • تجنب الخدش: يمكن أن يسبب الخدش ندبات صغيرة بطيئة الالتئام ويزيد من خطر إصابة القروح بالعدوى، ولكن في معظم الحالات من الصعب منع الشخص من حكّ جسمه، وفي هذه الحالات يُفضل:
    • لبس قفازات خاصةً في الليل.
    • تقليم الأظافر والحرص على أن تبقى قصيرة.
  • علاجات تخفف الحكة والأعراض: يمكن أن يثير جدري الماء الحكة كثيرًا، بالإضافة إلى معاناة من الحمّى والصداع وعدم الراحة في الجسم بالكامل، فلذلك ينصح الأطباء لتخفيف الأعراض ما يلي:
    • الاستحمام بماء بارد مضافًا إليه صودا الخبز أو كما يعرف باسم بيكربونات الصوديوم وأسيتات الألومينيوم ودقيق الشوفان المجروش الرغوي؛ وهو عبارة عن شوفان مطحون ناعم ومصنوع خصيصًا لاستخدامه بالشكل المقنوع.
    • استخدام مرطب الكلامين Calamine وتطبيقه على جميع المنطقة التي تحتوي البثور.
    • اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة طرية وغير لاذعة.
    • استخدام مضادات الهيستامين؛ كتركيبة الديفينهايدرامين لتخفيف الحكة.
    • استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة كتركيبة الأسيتامينوفين الآمنة لدى معظم الفئات لتخفيف آلام الجسم والحمّى والصداع.
    • ينصح الأطباء بشرب الكثير من الماء، وإعطاء المصابين المصاصات التي لا تحتوي على السكر، أو المحاليل السائلة الخالية من السكر لمنع إصابتهم بالجفاف.

وفي حال استمرت الحمّى لفترة تزيد عن أربعة أيام وكانت درجة حرارة الجسم أعلى من 102 فهرنهايت، فيجب الاتصال بالطبيب مباشرةً، وتجنب إعطاء الأطفال والمراهقين المصابين بجدري الماء الأسبرين؛ وهذا لأنه من الممكن أن يؤدي إلى حالة خطيرة جدًا تُعرف باسم متلازمة راي، ومن الفئات الدوائية التي يفضل عدم إعطائها للمصاب بجدري الماء دون استشارة الطبيب هي أدوية مضادات الالتهاب اللاسيترويدية، إذ وجدت بعض الدراسات أن هذه الفئة الدوائية من الممكن أن ينتج عنها التهابات جلدية أو تلف في أنسجة الجلد، وعندما يكون المصاب معرضًا بدرجة كبيرة لإصابته بمضاعفات، فقد يصف الأطباء علاجًا دوائيًا لتقليل مدة الإصابة بالعدوى والمساعدة على الحد من المضاعفات الخطيرة، أو أدوية مضادة للفيروسات كتركيبة الأسايكلوفير أو علاج آخر يسمى العلاج بالجلوبيولين المناعي، فهذه العلاجات تقلل من شدة جدري الماء عند تناولها خلال 24 ساعة بعد ظهور أول طفح جلدي، ولكن قد لا تكون هذه الأدوية مناسبة أو قد لا تُعتَمَد للجميع، وفي بعض الأحيان يوصي الطبيب بتلقي لقاح ضدّ جدري الماء لما له من مفعول جيد لمنع الإصابة بالعدوى وتخفيف أعراضها في حال الإصابة.

أعراض جدري الماء

بعد دخول الفيروس لجسم الإنسان يكون معديًا خلال 48 ساعة قبل أن يبدأ ظهور أول طفح جلدي، وقد تستمر الأعراض غير الطفحية بالظهور، والتي تتضمن ما يلي:

  • حمّى.
  • الشعور بصداع في الرأس.
  • المعاناة من فقدان الشهية.

وبعد يوم أو يومين سيبدأ ظهور الطفح الجلدي الكلاسيكي ويمرّ على ثلاث مراحل قبل الشفاء، وهي:

  • تشكّل بقع بارزة حمراء أو وردية في جميع أنحاء الجسم.
  • تحول البقع البارزة لبثور مملوءة بسائل قد يسيل ويتسرب من البثور.
  • تحول البثور الرطبة إلى جافة ومن ثم تبدأ بالشفاء.

ويجب الانتباه إلى أن البقع البارزة على الجسم ليست جميعها في نفس المرحلة، فظهور البقع هو أمر مستمر طوال فترة الإصابة، وقد يكون الطفح الجلدي حاكًا جدًا قبل أن ينتشر ويصبح جافًا، وما يزال المصاب معديًا لغيره حتى يقضي على جميع البثور المنتشرة في الجسم التي تستغرق من 7-14 يومًا لتختفي تمامًا.

لُقاح جدري الماء

كان جدري الماء شائعًا جدًا في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل التسعينيات في القرن الماضي، إذ أُصيب ما معدله 4 ملايين شخص، ونُقل حوالي 13000 مصاب إلى المستشفى، وتوفي حينها قرابة 150 مصابًا في كلّ عام، وأصبح لقاح جدري الماء متاحًا في الولايات المتحدة في عام 1995 والذي منع أكثر من 3.5 مليون إصابة، ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بتناول جرعتين من لقاح جدري الماء للأطفال والمراهقين والبالغين الذين لم يتعرضوا لعدوى فيروس جدري الماء ولم يُلقَّحوا مطلقًا من قبل، وينصح الأطباء الأطفال بتلقي الجرعة الأولى من عمر 12-15 شهرًا والجرعة الثانية من عمر 4-6 سنوات، ويمكن إعطاء الجرعة الثانية في سنّ مبكر بعد ثلاثة أشهر على الأقل من الجرعة الأولى، ويجب أن يحصل الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 13 عامًا أو أكبر والذين لم يسبق لهم أخذ أي لقاح من جدري الماء بأخذه، بالإضافة إلى فئات مختلفة من الأفراد، ومنها:

  • متخصصو الرعاية الصحية.
  • المصابون بأمراض ضعف الجهاز المناعي.
  • المعلمون الذين لديهم تواصل مستمر مع الآخرين.
  • موظفو رعاية الأطفال.
  • موظفو رعاية المسنين.
  • طلاب الجامعات.
  • السجناء والعاملين في المؤسسات الإصلاحية.
  • المسافرون الدوليون.

وينبغي على بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والذين ليست لديهم مناعة ضدّ جدري الماء أخذ لقاح جدري الماء بعد استشارة الطبيب ومنهم:

  • المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • مرضى السرطان.

أنواع أخرى من الجدري

الجدري، أو الفايرولا، أو ما يعرف بـ Smallpox من الأمراض الفيروسيّة المعدية المميتة والتي تسبّبت بوفاة ثلث المصابين به، وبفضل جهود منظّمة الصحّة العالميّة تم القضاء على الفيروس بالكامل في جميع أنحاء العالم باستثناء بعض العيّنات المحفوظة لأغراض البحث العلمي الحكومي، مما يزيد من خطورة استخدامه كسلاح بيولوجي مدمِّر، وما زال الجدل قائمًا حول خيار إتلاف آخر عيّنات فيروس الجدري أو الاحتفاظ بها لدراسات مستقبليّة.

أمّا عن المطاعيم واللّقاحات التي أعطيب لشريحة كبيرة من الأشخاص، فقد أوصت منظّمة الصحّة العالميّة جميع البلدان بوقف إعطاء المطاعيم الخاصّة بفيروس الجدري؛ لأنّها قد تكون مميتة، ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك نوعان رئيسيّان من فيروس الجدري أحداهما خطير قد يتسبّب بالوفاة، وهو النّوع المميت من الفيروس، والمقصود بالأبحاث والأسلحة البيوليوجيّة، ويطلق عليه اسم Variola Major، أو الفايرولا الكبرى، وينتشر عن طريق الملامسة أو اللّعاب، أمّا النّوع الثّاني أقل خطورة من النّوع السّابق، ونادرًا ما تنتج عنه حالات وفاة، ويطلق عليه اسم Variola Minor أو الفيرولا الصغرى، وإن كان الخطر الحقيقي الذي يواجهه العالم هو تطوير فيروس الجدري من النّوع المميت لاستخدامه كسلاح بيولوجي مدمّر ينتقل بالهواء عن طريق رذاذ اللّعاب أو سوائل الجسم، بالعطس أو السّعال. 

أعراض الجدري

الجدري من الفيروسات التي تحتاج إلى فترة حضانة تتراوح من 7-17 يومًا، ولا تظهر خلالها أيّ أعراض على المصاب، ويكون غير معدٍ للآخرين، وبعد انقضاء فترة الحضانة تبدأ الأعراض الأوليّة بالظّهور، والتي سنتناولها في هذه الفقرة: 

  • الأعراض الأوليّة المبكّرة: وتبدأ بالظّهور بعد الإصابة بالفيروس من 10-14 يومًا، وتشتمل على ما يلي:
    • ارتفاع درجة حرارة الجسم، والمعاناة من الحمّى والسخونيّة.
    • القشعريرة.
    • صداع شديد.
    • التّعب العام في الجسم، والإعياء.
    • الشّعور بالإنزعاج، والضّيق.
    • الشّعور بآلام شديدة بالظّهر.
    • التقيّؤ في بعض الحالات.
  • الأعراض المتقدّمة: وتظهر عادةً بعد بضعة أيّام من استفحال الأعراض الأوليّة، وتتضمّن:
    • ظهور بقع مسطّحة حمراء اللّون على الجلد، تبدأ بالظّهور على الوجه والذّراعين، وبعد مرور يوم أو يومين تنتشر في الجسم لتصل إلى الجذع.
    • تحوّل البقع الحمراء المسطّحة إلى بثور صغيرة مملوءة بسائل شفّاف، ما يلبث أن يتحوّل إلى صديد.
    • الشّعور بحكّة شديدة ومؤلمة، وظهور القشور بعد مرحلة الصّديد بثمانية أو تسعة أيّام، وغالبًا ما تسبّب ندبات وحفر عميقة في أجزاء مختلفة من الجسم.
    • ظهور البثور داخل الأغشية المخاطيّة للأنف، والفم، وسرعان ما تتحوّل إلى تقرّحات تنفجر ويخرج الصّديد منها، وهذه المرحلة تكون أكثر مراحل المرض للعدوى والانتقال من المصاب لشخص آخر سليم.

مضاعفات الجدري

أغلب الحالات التي تصاب بالجدري تكون من النّوع الثّانوي غير القاتل وتشفى منها بتلقّي العلاج اللّازم، وهناك خطر على الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي من تأثير النّوع القاتل من الفيروس، والذي قد يتسبّب بحدوث العمى وفقدان البصر.

كيفية انتقال الجدري

من أبرز طرق انتقال عدوى فيروس الجدري، وأسباب الإصابة به، ما يلي:

  • التّلامس المباشر والمطوّل بين المصاب، وشخص آخر سليم.
  • الرّذاذ النّاتج عن السّعال، أو العطاس، إذ يستطيع أن ينتقل الفيروس من الشّخص المصاب، إلى آخر سليم عن طريق الهواء.
  • استخدام الأدوات الشخصيّة للشّخص المصاب، مثل الفراش، والملابس الملوّثة بفيروس الجدري.
  • انتقال الفيروس عن طريق الجو، من خلال فتحات التهوية في المباني، لإصابة آخرين في أماكن أخرى من نفس المبني، ولكنّها من أكثر الطّرق ندرةً.

علاج الجدري

يكون تشخيص الجدري من خلال السّؤال عن الأعراض التي تسبق ظهور الطّفح الجلدي الأحمر، وكيفيّة تطوّره، وبعدها يمكن وصف العقاقير المضادّة للفيروسات؛ كعقار للتخفيف من حدة الأعراض، إذ لا يوجد بعد علاج خاص مضاد للجدري أثبت فعاليته، بالإضافة إلى المضادّات الحيويّة خاصّةً للأشخاص المصابين بعدوى بكتيريّة في المجاري التنفّسيّة، أو عدوى بكتيريّة جلديّة، وتوجد بعض المراهم والأدوية التي تدهن على البثور للتخفيف من الحكّة الشّديدة، والأدوية الخافضة للحرارة والمسكّنة للألم، وللوقاية يمكن أخذ اللّقاحات المضادّة لفيروس الجدري في حال تفشّي العدوى على نطاق واسع من الدّولة، ويمكن للّقاح أن يحمي من الإصابة بالجدري في حال تلقّيه خلال الثلاثة أيّام الأولى من التعرّض للعدوى، وفي حال الإصابة مع تلقّي اللّقاح في فترات سابقة تتراوح ما بين أربعة إلى سبعة أيّام من الإصابة بالفيروس، تظهر أعراضه خفيفة وأقل بكثير ممّا لو كان الشّخص غير حاصل على اللّقاح المضاد.

السابق
استخدام الجوال بعد عملية الليزك
التالي
تعرف على طرق إزالة آثار الجروح القديمة من الجسم

اترك تعليقاً