الصحة النفسية

علاج قلة النوم عند كبار السن

علاج قلة النوم عند كبار السن

قلة النوم عند كبار السن

يحتاج الكبار بالسن إلى ما بين 7-9 ساعات من النوم ليلًا، وهذا بالطبع عكس الاعتقاد الشائع بأن الحاجة للنوم تنخفض مع التقدم بالعمر، لكن قد يُصبح من الصعب على الرجال والنساء بعمر 65 عام فأكثر أن يبقوا نائمين خلال الليل، وقد أشارت بيانات المنظمة الوطنية للنوم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن فرص الاستيقاظ أثناء الليل تزداد كثيرًا عند فئة الكبار بالسن، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من كبار السن بينوا بأنهم يحصلون في النهاية على قدرٍ كافٍ من النوم في الليل ولا يشعرون بالتعب والإرهاق في اليوم التالي.

وعمومًا، فإنه من الطبيعي أن تحدث تغيرات حيوية وبيولوجية تجعل من النوم صعبًا لدى الكبار بالسن، ويتجلى هذا الأمر بوضوح عند الكبار بالسن الذين يشعرون بالنعاس أثناء الفترة المبكرة من المساء ثم يستيقظون في الصباح الباكر، كما أنه ليس من الغريب أن تظهر قلة النوم والأرق عند الكبار بالسن المصابين أصلًا ببعض الأمراض التنفسية أو المعوية،لكن يبقى هنالك علاجاتٍ كثيرة للتعامل مع قلة النوم عند هذه الفئات، وهذا ما سيكون عليه موضوع المقال التالي.

علاج قلة النوم عند كبار السن

لا بد من التعامل بحذر مع مشكلة قلة النوم عند كبار السن؛ وذلك لأن إهمال علاج هذه المشكلة يُمكن أن يؤدي إلى آثار سيئة على الصعيد البدني والنفسي لدى تلك الفئات، ويمكن تصنيف العلاجات الخاصة بالتغلب على هذه المشكلة عند كبار السن إلى؛ علاجات دوائية وعلاجات غير دوائية، ويمكن ذكر أبرز هذه العلاجات على النحو الآتي:

العلاجات الدوائية

وفيما يأتي أبرز تلك العلاجات:

  • البنزوديازيبينات: يمكن لهذه الأدوية تحسين عدد ساعات النوم الإجمالية وجودة النوم، لكن يجب استخدامها لفترات محددة وليس دائمًا؛ وذلك لأن الاستمرار باستخدام هذه الأدوية يؤدي إلى الإدمان عليها، كما تؤدي إلى اعتياد الجسم على جرعاتها وضرورة زيادة الجرعات، فضلًا عن حدوث مشاكل إدراكية وزيادة خطر حصول حوادث السقوط عند كبار السن.
  • مضادات الاكتئاب: يلجأ الأطباء إلى وصف أنواعٍ كثيرة من مضادات الاكتئاب لعلاج الأرق وقلة النوم عند الكبار بالسن، ومن تلك المضادات ما يأتي:
    • الترازودون: يُعطى هذا الدواء على جرعات تتراوح بين 25-100 ملليغرام لعلاج قلة النوم عند الكبار بالسن، لكنه قد يتسبب ببعض الأعراض الجانبية؛ كالدوار، وعدم انتظام دقات القلب، والألم عند الانتصاب لدى كبار السن تحديدًا، لذا فإن بعض الجهات الرسمية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية باتت تنصح بعدم وصف هذا الدواء لعلاج الأرق عند الكبار بالسن.
    • الدوكسيبين: سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإعطاء هذا الدواء على جرعات تتراوح بين 3-6 ملليغرام لعلاج الأرق، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الكبار بالسن بعمر 65 سنة وأكثر أن إعطائهم لجرعات تتراوح بين 1-3 ملليغرام من هذا الدواء قد أدى إلى تحسن ملحوظ لديهم فيما يخص جودة ومدة النوم.
    • الميرتازابين: يُعد هذا الدواء خيارًا مناسبًا لعلاج قلة النوم عند الكبار بالسن؛ بسبب الآلية الحيوية التي يتفرد بها عن الأدوية الأخرى، لكن يجب عدم استخدام هذا الدواء لعلاج الأرق الذي لا يُصاحبه اكتئاب أيضًا.
  • مضادات الهستامين: أشارت إحدى الدراسات إلى شيوع وصف مضادات الهستامين لعلاج الأرق وقلة النوم في دور الرعاية بكبار السن، ويُعد دواء الديفينهيدرامين Diphenhydramine أحد أشهر هذه الأدوية، لكن ومع ذلك، فإن وصف هذه الادوية لكبار السن هو عمل غير منصوح به وفقًا لتعليمات الجهات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • المكملات العشبية: فعلى الرغم من عدم خضوع مكملات “عشبة الناردين” لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون بأن لها مفعولًا جيدًا فيما يخص تحسين جودة النوم، لكن لا يوجد دراسات أجريت على الكبار بالسن لتأكيد فاعلية هذه العشبة لدى تلك الفئة بالذات، وعمومًا، تنصح الجهات الأوروبية بتجربة مكملات هرمون الميلاتونين بغرض علاج قلة النوم عند الكبار بالسن.

العلاجات غير الدوائية

ومن أبرز تلك العلاجات ما يأتي:

  • تعلم طرق وعادات النوم المناسبة: ينصح الخبراء بضرورة تعليم الكبار بالسن كيفية اتباع طرق وعادات النوم المناسبة لجعل النوم أكثر هدوءًا وانتظامًا بالنسبة لهم؛ كتجنب أخذ القيلولة أثناء ساعات النهار، والحفاظ على بيئة هادئة، والالتزام بالخلود إلى النوم في أوقات محددة ومنتظمة، بالإضافة إلى تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو التدخين.
  • العلاج السّلوكي المعرفيّ: يرى الباحثون أنه من الأنسب البدء بإخضاع المريض إلى جلسات العلاجات السلوكي المعرفي في حال فشلت العادات والطرق العادية في دفع المريض إلى النوم كما ينبغي، وفي الحقيقة فإن الكلية الأمريكية للأطباء تنصح بأن يكون العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأول للتعامل مع حالات قلة النوم عند الكبار بالسن، وعادةً ما يحتاج المريض إلى 6-10 جلسات من هذا العلاج على يد أخصائيي علم النفس المتمرسين.

نصائح لنوم أفضل عند كبار السن

يجب على الكبار بالسن في البداية فهم أسباب تغير عادات النوم لديهم نتيجة لتقدمهم بالعمر، كما يجب عليهم التفرقة بين قلة النوم الناجمة عن التقدم بالعمر وبين قلة النوم الناجمة عن الإصابة باضطرابات النوم، لذلك يوجد الكثير من النصائح التي يُمكن تقديمها لكبار السن لمساعدتهم على الحصول على نوم أفضل لأجسادهم، ومنها ما يأتي:

  • تحري المشاكل الصحية أو النفسية التي أدت إلى قلة النوم لعلاجها؛ إذ يُمكن لقلة النوم أن تكون ناجمة عن الاكتئاب أو التوتر أو قد تكون بسبب تناول الأدوية.
  • تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
  • النوم في غرفة هادئة ومظلمة وباردة.
  • استخدام السرير للنوم فقط وليس للعمل أو مشاهدة التلفاز.
  • إزالة الساعات الموجودة في غرفة النوم.
  • الحفاظ على جدول منظم من النوم.
  • استخدام سدادات الأذن لتجنب سماع شخير الآخرين.
  • التعود على الذهاب إلى السرير مبكرًا.
  • التعود على طقوس معينة قبل النوم؛ كأخذ حمام دافئ أو الاستماع للموسيقى.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأدوية المنومة.
  • الابتعاد عن تناول الكحول والكافيين قبل النوم.
  • تناول وجبات خفيفة قبل النوم.
  • الابتعاد عن تناول الأطعمة السكرية والمليئة بالكربوهيدرات.
  • تجنب تناول الوجبات الكبيرة والأطعمة الحارة أو المليئة بالتوابل قبل النوم.
  • التقليل من كمية المشروبات والسوائل قبل النوم.
  • ممارسة الأنشطة البدنية البسيطة والممتعة.
  • تجنب التعرض للضوء الساطع قبل النوم مباشرة.

ومن الجدير بالذكر، أن بعض الكبار بالسن يتمكنون من التوصل إلى علاجات وعادات خاصة بهم تُساعدهم على النوم؛ فبعضهم يلجأ إلى مشاهدة التلفاز قبل النوم أو ترك التلفاز يعمل طيلة الليل، بينما قد يلجأ آخرون إلى الاستعانة بالقراءة قبل النوم أو إلى تناول الطعام أو الوجبات الخفيفة.

أسباب قلة النوم عند كبار السن

تنشأ مشكلة قلة النوم عند الكبار بالسن نتيجة أسبابٍ محتملة كثيرة قد يكون من الأنسب ذكرها هنا للتعرف عليها، ومنها ما يأتي:

  • اتباع عادات النوم السيئة أو النوم في بيئة سيئة.
  • الإصابة بإحدى المشاكل الصحية؛ كمرض الزهايمر، أو السكري، أو هشاشة العظام.
  • الوصول إلى سن اليأس.
  • تناول بعض أنواع الأدوية.
  • قلة ممارسة الأنشطة البدنية.
  • التعرض للمواقف المثيرة للتوتر.
  • قلة الانخراط في الأنشطة أو العلاقات الاجتماعية.
  • قلة التعرض لأشعة الشمس.
السابق
اعراض التهاب الجيوب الانفيه والصداع
التالي
معلومات عن نزيف المخ

اترك تعليقاً