الصحة النفسية

نقص التروية الدماغية

نقص التروية الدماغية

نقص التروية الدماغية

نقص التروية الدماغية هي حالة مرضية تحدث عندما ينقص تدفق الدم إلى الدماغ لتلبية احتياجاته، مما يؤدي إلى ضعف إمدادات الأكسجين إلى أنسجة المخ، مؤديًا في النهاية إلى موت هذه الأنسجة، وبالتالي تحدث السكتة الدماغية، ويؤدي كل من نزيف المخ الداخلي أو الخارجي إلى السكتة الدماغية أيضًا،ويوجد نوعان من نقص التروية الدماغية وهما:

  • نقص التروية البؤري: ويحدث هذا النوع عند انسداد أحد الأوعية الدموية الدماغية بسبب تجلط الدم فيه، ويقلل بذلك من تدفق الدم إلى المنطقة المسؤول عن تغذيتها هذا الوعاء الدموي، إذ يقتصر هذا النوع على منطقة معينة من الدماغ، وتختلف أعراض هذا النوع حسب المنطقة المصابة وعلى العمليات التي تحدث داخلها.
  • نقص التروية العام: ويحدث هذا النوع لنفس السبب ولكن بدلًا من إصابة منطقة واحدة من الدماغ، يصاب الدماغ كاملًا، إذ يقل أو ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ، ويسبب هذا النوع عادة من الذبحة الصدرية، أو توقف عضلة القلب عن ضخ الدم.

أعراض نقص التروية الدماغية

يعتمد ظهور أعراض نقص تروية الدماغ على المنطقة التشريحية التي يمر بها الدم، والتي لم تتمكن من الحصول على ما يكفيها من الأكسجين، وتتراوح أعراض نقص التروية الدماغية ما بين خفيفة إلى شديدة، علاوة على ذلك يمكن أن تستمر الأعراض من بضع ثوان إلى بضع دقائق أو فترات طويلة من الزمن قد تصل إلى سنين، وإذا أصيب الدماغ بأضرار لا رجعة فيها، كموت الأنسجة الدماغية المتضررة، فقد تكون الأعراض حينها دائمة، وفيما يلي بعض الأعراض الشائعة عند التعرض لنقص التروية الدماغية:

  • مشاكل البصر أو الرؤية، مثل العمى في عين واحدة والرؤية المزدوجة.
  • ضعف وشلل في الأطراف، والذي قد يكون في جهة واحدة من الجسم أو في الجهتين.
  • الدوخة والدوار.
  • الارتباك
  • فقدان التنسيق بين أطراف الجسم.
  • تدلي الوجه على جانب واحد.
  • صعوبة في الكلام، وعدم القدرة على فهم الآخرين.
  • صداع من دون سبب.

أسباب نقص التروية الدماغية

يكون تجلط الدم في العادة المسبب الرئيسي لانسداد الأوعية الدموية المؤدي إلى نقص التروية الدماغية، إذ تحتاج وظائف الدماغ إلى تدفق دم مليء أو غني بالأكسيجين الذي يصل من خلال مجموعتين رئيسيتين من الأوعية الدموية، وهما الشرايين السباتية الداخلية، والنظام الفقري، ويوجد مجموعة متنوعة من الأمراض التي ترتبط بحدوث جلطات الدم ومنه ما يلي:

  • تكلس أو تصلب الشرايين: وهو تجمع ترسبات الدهون في الشرايين، ويؤدي إلى تضييق ممرات الدم من وإلى الدماغ وغيره من الأعضاء، مما يضعف تدفق الدم مؤديًا في النهاية إلى نقص التروية الدماغية، وفيما يلي بعض العوامل التي تزيد من الإصابة بتصلب الشرايين:
    • تاريخ الإصابة بأمراض القلب في العائلة.
    • ارتفاع مستوى الدهون في الدم.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • قلة النشاط الجسماني.
    • السمنة المفرطة.
    • التقدم في السن.
    • التدخين.
    • داء السكري.
  • تعرض الأوعية الدموية للضغط: تؤدي كافة الحالات التي تمارس الضغط على الأوعية الدموية مثل الأورام إلى نقص التروية الدماغية عبر منع الدم من المرور بالشرايين التي تحمل الأكسجين إلى الدماغ.
  • النوبة القلبية: تتسبب بالتأكيد في نقص تروية الدماغ بسبب الارتباط القائم بين النوبات القلبية وانخفاض ضغط الدم، وعادةً ما يتمثل ضغط الدم المنخفض للغاية بعدم كفاية الأكسجين في الأنسجة، وقد تؤدي النوبات القلبية غير المعالجة إلى إبطاء تدفق الدم بما فيه الكفاية بحيث يبدأ الدم في التجلط، وبالتالي يمنع تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الرئيسة الأخرى.
  • عيوب القلب الخلقية: قد تتسبب هذه العيوب في نقص التروية الدماغية بسبب التشوهات المتمثلة في تشكيل واتصال الشرايين، التي تؤدي إلى ضعف وصول الدماء إلى الدماغ، كما تزيد هذه التشوهات من خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
  • فقر الدم المنجلي: ترتبط هذه الحالة بنقص التروية الدموية؛ لأنها تؤثر على هيموغلوبين الدم، وهو الجزء الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء، وعند التعرض لهذا النوع من فقر الدم يقل عدد خلايا الدم الحمراء، كما أن كريات الدم الموجودة تكون على شكل المنجل، مما يسهل من تعرضها للتجلط.
  • بعض أنواع العدوى، وتمزق الأوعية الدموية، والأورام: إذ تؤدي هذه الحالات إلى خسارة كمية كبيرة من الدم الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ويقلل من تدفق الدم إلى الدماغ.

علاج نقص التروية الدماغية

يؤدي نقص التروية إلى التعرض للسكتة الدماغية، وهي حالة تتطلب العناية الطبية الفورية، ويهدف علاج هذه الحالة إلى إزالة تجلط الدم المسبب لانسداد الشرايين والأوعية الدموية، وفيما يلي طرق علاج هذه الحالة:[٧]

  • العلاج الطارئ والأدوية:
    • منشط أنسجة البلازمينوجين: وهو دواء مضاد لتجلط الدم، ويعيد تدفق الدم إلى طبيعته، ويستقبل المصاب هذا الدواء عن طريق الوريد، ويعد هذا الدواء فعالًا جدًا في تقليل أثر السكتة الدماغية، ويقلل من خطر الإصابة بأعراض دائمة لنقص التروية الدماغية.
    • مضادات الصفائح الدموية: تساعد الصفائح الدموية في تشكل الجلطات، وهو الأمر الذي يوقف أو يبطئ من النزيف عند التعرض للجروح، ولكن يجب منع تشكل الجلطات عند التعرض للسكتة الدماغية للتأكد من تدفق الدم باستمرار، وهو ما تساعد عليه الأدوية المضادة للصفائح الدموية.
    • مضادات التخثر: وهي ما تعرف بمميعات الدم، وهي أدوية توصف للمصابين بعد التعرض للسكتة الدماغية، وهي أدوية لها القدرة على تقليل قدرة الدم على التخثر أو التجلط، مما يبقي الشرايين والأوعية الدموية متاحة لمرور الدم والمواد الغذائية إلى الدماغ.
  • الإجراءات الطبية الخفيفة:
    • استخدام جهاز مخصص لمثل هذه الحالات، وذلك عن طريق إدخال أنبوب لإزالة الجلطات المتكونة في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ.
    • إجراء عملية بسيطة للشريان السباتي أو القسطرة للتخلص من التضيق الناتج عن الترسبات المتراكمة.
  • الإجراءات الجراحية: يمكن إزالة الترسبات المتراكمة في الشريان السباتي عن طريق إجراء عملية جراحية تتضمن فتح شق في الرقبة وفتح الشريان، ومن ثم إزالة الترسبات، وهي عملية جيدة في منع حدوث سكتات دماغية مستقبلية، ويمكن اتباع إجراء جراحي آخر يشمل تأسيس طريق جديدة للدم لتغذية الدماغ.

الوقاية من نقص التروية الدماغية

إن التحكم في العوامل المؤدية إلى الإصابة بمثل هذه الحالة هي الطريقة المناسبة لتجنب الإصابة، كما يجب تجنب العوامل التي تزيد من تجلط الدم، وفيما يلي بعض النصائح للوقاية من الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن نقص التروية:

  • التحكم والتحقق من ضغط الدم.
  • تقليل كمية الكوليسترول والدهون المشبعة في الحمية الغذائية المتبعة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • التمتع بوزن صحي ورشيق وتجنب كسب الوزن الزائد.
  • تناول الكثير من الخضروات والفواكه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • شرب الكحول باعتدال، ويفضل الابتعاد عن هذه المشروبات نهائيًا.
  • علاج اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفس اثناء النوم.
  • تجنب الأدوية والعقاقير الممنوعة، مثل الميثامفيتامين والكوكائين.
  • معالجة أو التحكم بأعراض داء السكري.
السابق
خدمات الدفاع المدني
التالي
كيفية الاستفادة من أخطاء الآخرين

اترك تعليقاً