الصحة النفسية

معلومات عن نزيف المخ

معلومات عن نزيف المخ

نزيف الدماغ

ينظر الأطباء وخبراء الصحة إلى نزيف الدماغ Brain Hemorrhage بصفته نوعًا من أنواع الجلطة الدماغية، وعادةً ما ينشأ هذا النزيف عن تمزق أحد الشرايين الدماغية مما يتسبب في السماح للدم بالتسرب إلى الأنسجة المجاورة وقتل الخلايا الدماغية، وتشير تقديرات الخبراء إلى مسؤولية نزيف الدماغ عن حوالي 13% من حالات الإصابة بالجلطة الدماغية، وغالبًا ما يؤدي إلى حدوث تهيج في الأنسجة الدماغية وتكوين ما يُعرف بالوذمة المخية أو الدماغية Cerebral Edema، وقد يتجمع الدم داخل الدماغ ليكون ما يُعرف أيضًا بالورم الدموي Hematoma، وهذه الأمور في مجملها تؤدي إلى زيادة في الضغط الواقع على الأنسجة الدماغية، مما يُقلل من التروية الدموية التي تحتاجها الخلايا الدماغية ويجعلها عرضة أكثر للموت، ومن الجدير بالذكر أن بوسع النزيف أن يحدث إما داخل الدماغ نفسه، أو بين الدماغ والأنسجة التي تحيط به، أو بين طبقات الأنسجة التي تحيط بالدماغ، أو بين الدماغ والجمجمة، وتوجد بالطبع أسباب وأعراض وطرق علاجية ومعلومات أخرى مثيرة للاهتمام حول نزيف الدماغ، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

أنواع نزيف الدماغ

يُطلق عامة الناس وصف نزيف الدماغ للإشارة إلى أيّ نزيف في الرأس، لكن الأطباء وخبراء الصحة لا يُفضلون استخدام هذا الوصف إطلاقًا لكونه وصفًا عامًا ولا يشير إلى المكان المحدد الذي حدث فيه النزيف داخل الرأس؛ وذلك لأن بوسع النزيف أن يحدث داخل الجمجمة لكن ليس بالضرورة داخل أنسجة الدماغ، وعليه فيوجد نوعان رئيسيان من نزيف الدماغ؛ النوع الأول هو النزيف الحاصل داخل الجمجمة لكن خارج أنسجة الدماغ، وعادةً ما ينشأ هذا النزيف بين أنسجة السحايا التي تحيط بالدماغ، وينقسم إلى ثلاثة أنواع فرعية هي؛ النزيف فوق الجافية (Epidural Hemorrhage)، والنزيف تحت الجافية (Subdural Hemorrhage)، والنزيف تحت العنكبوتية (Subarachnoid Hemorrhage)، أما النوع الرئيسي الثاني من نزيف الدماغ فهو يشير إلى النزيف الحاصل داخل أنسجة الدماغ نفسها، وهو ينقسم إلى نوعان فرعيان هما؛ النزف داخل الدماغ (Intracerebral Hemorrhage) والنزف داخل البطين (Intraventricular Hemorrhage).

أعراض نزيف الدماغ

تتوقف طبيعة الأعراض الناجمة عن نزيف الدماغ على ماهية المناطق الدماغية التي أصابها النزيف، وقد يشعر المريض بالتنميل، والضعف، وشلل الذراع أو الوجه أو الساق، لكن عادةً ما تظهر هذه الأعراض في جهة واحدة فقط من الجسم، ويُمكن لأعراض نزيف الدماغ أن تشتمل أيضًا على:

  • الشعور بالصداع المفاجئ والشديد للغاية.
  • الشعور بالغثيان أو التقيؤ.
  • المعاناة من صعوبات في البلع.
  • الشكوى من مشاكل في النظر.
  • المعاناة من صعوبة في التنفس واختلال في نبضات القلب.
  • فقدان الاتزان عند الحركة.
  • الإحساس بالارتباك وصعوبة فهم الأمور.
  • الشعور بصعوبة عند الحديث أو التحدث بكلام متلعثم.
  • فقدان الوعي والخمول.
  • الإصابة بالنوبات الصرعية.

أسباب نزيف الدماغ

تحدث أغلب حالات نزيف الدماغ عند الكبار بالسن، لكن هذا لا يعني نفي حدوث هذا المرض لدى الأطفال الصغار أيضًا، وفي الحقيقة يُمكن فعلًا أن تظهر علامات نزيف الدماغ على الأطفال فجأة نتيجة لوجود شذوذ أو تشوهات في الأوعية الدموية لديهم، أو بسبب إصابتهم بأمراض الدم أو الأورام الدماغية، وعلى أية حال توجد عوامل كثيرة تؤدي إلى الإصابة بنزيف الدماغ لدى البالغين، منها:

  • التعرض لضربة على الرأس: يعترف الباحثون بأن التعرض للضربات الرأس هو السبب الرئيسي لحدوث حالات نزيف الدماغ عند الأفراد بعمر أقل من 50 سنة.
  • ارتفاع ضغط الدم: يتسبب ارتفاع ضغط الدم في إضعاف جدران الأوعية الدموية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى النزيف على المدى البعيد.
  • تمدد الأوعية الدموية: يُعرف هذا المرض أيضًا باسم أم الدم Aneurysm، وهو عادةً يؤدي إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية ويتسبب في تفجرها أو تمزقها داخل الدماغ.
  • تشوهات الأوعية الدموية: تنشأ هذه التشوهات عادةً منذ لحظة الولادة، لكن تشخيصها قد يحدث فقط عند تسببها بظهور أعراضٍ واضحة على المصاب، ويوجد نوع مشهور من هذه التشوهات يُدعى الاعتلال الوعائي النشواني Amyloid Angiopathy، لكن هذا النوع ينشأ عادةً بسبب ارتفاع ضغط الدم أو التقدم بالعمر.
  • أمراض الدم: تُساهم بعض أمراض الدم في زيادة فرص الإصابة بنزيف الدماغ، ويُعد مرض فقر الدم المنجلي والهيموفيليا من بين أشهر الأمثلة على ذلك.
  • أسباب إضافية: يرجع سبب الإصابة بنزيف الدماغ أحيانًا إلى الإصابة أصلًا بأمراض الكبد، أو أورام الدماغ، أو الإدمان على المخدرات، او الكحوليات، أو التدخين.

علاج نزيف الدماغ

يجب إحضار المريض إلى الطوارئ أو المشفى لمراقبة حالاته جيدًا وارجاع ضغط الدم لديه إلى مستواه الطبيعي ومساعدته على التنفس لإيصال الأكسجين إلى الدماغ في حال إصابته بنزيف الدماغ، وهذا قد يدفع الأطباء إلى وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي أحيانًا، وعادةً ما يُسارع الممرضون والأطباء إلى فتح مداخل وريدية لتزويد المريض بالسوائل والأدوية بسرعة، خاصة في حال فقد المريض وعيه، وقد يُصبح من الضروري كذلك إيصال المريض بأجهزة مراقبة نبضات القلب ومستويات الضغط داخل الدماغ، ثم يأتي بعد ذلك وقت التعامل مع النزيف، وهنا قد يُصبح الخيار الجراحي هو الأولوية بالنسبة للطبيب، لكن هذا سيعتمد على مكان وحجم النزيف داخل الدماغ، وقد يتجاهل الطبيب الخيار الجراحي في حال لم يكن له داعٍ ويكتفي بإعطاء المريض الأدوية فقط لتخفيف حدة التورم في الدماغ وتسكين الآلام أيضًا.

مَعْلومَة

يتمكن معظم المصابين بنزيف الدماغ من العيش بسلامة وإكمال حياتهم بعد تعرضهم لهذه المحنة، لكن معدلات النجاة من المرض تنخفض كثيرًا عند حدوث النزيف داخل مناطق دماغية محددة أو في حال حدث نزيف شديد داخل الدماغ في المراحل الأولى من المرض، وقد يتمكن المريض من العودة إلى حياته الطبيعية بعد مرور بضعة أشهر في حال نجى من المراحل الأولى من النزيف الدماغي، لكن يُصبح من الضروري أحيانًا إخضاع المريض إلى جلسات العلاج الطبيعي والوظيفي والكلامي، كما آن مرضى آخرون قد يُعانون لطيلة فترة حياتهم من مشاكل حسّية وضعف وربما مشاكل في الذاكرة وصداع مستمر أيضًا، وللأسف تشير الإحصاءات إلى أن 12-39% فقط من مرضى النزيف الدماغي يتمكنون من الوصول إلى الاستقلالية الوظيفية الطبيعية لأجسامهم على المدى البعيد.

السابق
علاج قلة النوم عند كبار السن
التالي
ما فائدة الماء الدافئ على الريق

اترك تعليقاً