الصحة النفسية

علاج نقص التروية الدماغية

علاج نقص التروية الدماغية

نقص التروية الدماغية

يشير مصطلح نقص التروية الدماغية إلى انسداد الشريان الواصل للدماغ عند الإنسان، فكما هو معلوم يعتمد الدماغ على الشرايين في عملية نقل الدم من القلب والرئتين، وهذا الدم بدوره يكون غنيًا بالأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية لعمل وظائف الدماغ، ويتولى كذلك مسؤولية نقل الفضلات الخلوية وغاز ثاني أكسيد الكربون، فإذا حصل انسداد الشرايين فإن خلايا الدماغ لن تستطيع إنتاج طاقة كافية وستتوقف عن آداء وظائفها في نهاية المطاف، وإذا استمر انسداد الشرايين لمدة تزيد عن بضع دقائق، فإن مصير تلك الخلايا هو الموت، مما يفسر أهمية العلاج الطبي الفوري للمريض.

علاج نقص التروية الدماغية

ثمة مجموعة من الخيارات الطبية المتاحة أمامك لعلاج نقص التروية الدماغية، ويكمن هدفها الرئيسي في التخلص من تضيق الشرايين واستعادة تدفق الدم الطبيعي إلى دماغك، مما يقيكَ من الإصابة بالسكتة الدماغية، وعمومًا يوصيك الجرّاح العصبي بتناول بعض الأدوية وإحداث بعض التغييرات في نمط حياتك للتخلص من تضيق الشرايين، وهذا يشمل تناول أدوية ارتفاع الضغط، ومميعات الدم بهدف علاج أعراض نقص التروية الدماغية، وقد يوصيك كذلك بضرورة ممارسة التمارين الرياضة، وتغيير عادات الأكل غير الصحية، وعمومًا يمكن أن تصاب بنوبة نقص التروية العابرة التي تكون أعراضها مشابهةً للسكتة الدماغية، بيد أنها تكون مؤقتةً ونذيرًا بقرب حدوث السكتة الدماغية لديكَ، وعمومًا تتضمن قائمة الأدوية التي يستخدمها الأطباء لعلاج هذه الحالة كلًّا مما يلي:

  • الأدوية عبر الوريد: يحقن الطبيب أدويةً مفيدةً في انحلال الجلطة الدموية في غضون 4.5 ساعةً من ظهور الأعراض لديكَ لأول مرة، وكلما أسرع الطبيب في إعطائك هذه الأدوية كان ذلك أفضل في تقليل المضاعفات التي يمكن أن تصيبك لاحقًا، وعمومًا يكون الدواء الرئيسي المستخدم في حالات كهذه هو منشط البلازمينوجين النسيجي، إذ تُعطى جرعته عبر الوريد خلال الساعات الأولى من ظهور الأعراض، وتكمن آلية عمله في استعادة تدفق الدم إلى الدماغ عبر التخلص من الجلطة الدموية (إذابتها)، مما يساهم في تعافيكِ الكامل من أعراض نقص التروية الدماغية.
  • الأدوية المضادة للصفيحات: تستخدم هذه الأدوية في المقام الأول لجعل الصفائح الدموية أقل عرضة للالتصاق ببعضها وتشكيل الجلطات الدموية، ويعرف الأسبرين بأنه أكثر أصناف هذه الأدوية شيوعًا وأقلها ثمنًا، ويمكن أن يوصيك الطبيب بتناول هذه الأدوية إمّا وحدها وإمّا معًا.
  • مضادات التخثر: تستهدف هذه الأدوية بعض البروتينات المؤثرة على عملية تخثر الدم.

من جهة أخرى قد يلجأ الطبيب إلى بعض الإجراءات الجراحية للتخلص من نقص التروية الدماغية، وهذا يشمل كلًّا مما يلي:

  • جراحة المجازة الوعائية Vascular bypass: توفر هذه الجراحة طرقًا آخرى لتزويد الدماغ بالدّم، مما يحول دون معاناتكِ من السكتة الدماغية أو نوبة نقص التروية العابرة، إذ يعمد الطبيب الجرّاح إلى تحويل الدم من أحد الأوعية الدموية في فروة الرأس أو العضلات المجاورة إلى الدماغ المصاب بنقص الأكسجين، فيصبح بذلك قادرًا على إنتاج أوعية دموية جديدة.
  • الجراحة العصبية للأوعية الدموية الداخلية: يكون هذا الإجراء بديلًا عن التقنيات الجراحية القديمة المعتمدة على الجراحة المفتوحة للدماغ، ويستخدم الطبيب في هذا الإجراء عصا إبرة صغيرة في شريان الساق لعلاج مشكلة نقص التروية الدماغية.

التعافي من نقص التروية الدماغية

تكون عملية إعادة التأهيل أمرًا ضروريًا في مرحلة التعافي كي تستعيدَ مهارات الحركة والتنسيق، وقد يكون العلاج الوظيفي والفيزيائي وسيلة نافعة لاستعادة وظائف الجسم الأخرى، وعمومًا كلمّا كان عمر أصغرَ ازادت سرعة التعافي واستعادة وظائف الجسم، بيد أنّ استمرارها لأكثر من عام يعني أنها ستكون دائمة على الأرجح، وعمومًا يؤدي نقص التروية الدماغية إلى زيادة خطر إصابتك بالسكتة الدماغية، لذلك يكون ضروريًا أن تتخذ بعض الخطوات لوقاية نفسك؛ مثل الإقلاع عن التدخين، ولا بدّ لك أيضًا من المحافظة على مستويات الكولسترول وضغط الدم عند حدودهما الطبيعية عبر تناول الأدوية التي يوصيك بها الطبيب، فارتفاع نسبة الكولسترول قد يزيد خطر إصابتك بالسكتة الدماغية نتيجة تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين.

أسباب نقص التروية الدماغية

ترجع إصابتك بنقص التروية الدماغية إلى انسداد الشريان الواصل إلى دماغك نتيجة جلطة دموية أو بسبب تراكم اللويحات الدهنية، وقد يحصل هذا الانسداد إما في رقبتك أو في رأسك، وعمومًا تبدأ الجلطات الدموية عادة في القلب، ثم سرعان ما تنتقل عبر الدورة الدموية إلى أماكن أخرى في جسمك، ويمكن لهذه الجلطة أن تنحلّ تلقائيًا أو تستقر في أحد شرايين الجسم؛ مثل شريان الدماغ، فإذا تعرض هذا الشريان للانسداد، فإن الدماغك لن يحصل على كفايته من الدم الأكسجين، مما يؤدي إلى تعرض خلاياه للموت، ومن جهة أُخرى يحدث نقص التروية الدماغية الناجم عن تراكم لويحات الدهون نتيجةَ انفصال تلك اللويحات عن الشريان، ثم انتقالها مباشرة إلى الدماغ، وقد تتراكم تلك اللويحات في الشرايين مؤديةً إلى تضيقها وعدم بلوغ الأكسجين والعناصر الغذائية إلى دماغك، مما يسبب أعراض نقص التروية الدماغية، وعمومًا يحدث نقص التروية العام نتيجة انخفاض تدفق الأكسجين إلى دماغك أو توقفه كليًا، ويرجع هذا الأمر غالبًا إلى إصابتك بنوبة قلبية، بيد أنه قد يحصل بفعل بعض الأمور والأسباب الأخرى؛ مثل التسمم بأول أكسيد الكربون.

قد يُهِمُّكَ

إذا أصبت بنقص التروية الدماغية، فقد تعاني حينها من مجموعة مختلفة من الأعراض التي تتفاوت في شدتها بين الخفيفة والشديدة، وقد تستمر تلك الأعراض لديك لثوانٍ معدودة أو لبضع دقائق، وإذا كانت حالة نقص التروية الدماغية قصيرة واختفت قبل أن تسبب أي أضرار دائمة في دماغك، فيشار إليها عندئذ بمصطلح نوبة نقص التروية الدماغية العابرة TIA، وعمومًا تتضمن أبرز الأعراض الشائعة لنقص التروية كلًّا مما يلي:

  • معاناتك من فقدان الإحساس بجانبي الجسم أحدهما أو كلاهما.
  • معاناتك من تغيرات في حاسة البصر في عينيك.
  • معاناتك من الارتباك الذهني والتشوش.
  • عدم قدرتك على التكلم كلامًا مفهومًا وواضحًا.
  • معاناتك من ازدواج الرؤية.
  • إحساسك بالدوخة أو بالدوار.
  • معاناتك من ضعف الوعي أو فقدانه كليًا.
  • مواجهتك بعض المشكلات والصعوبات في المحافظة على توازن الجسم وتنسيق حركاته.
  • إصابتك بضعف جانبي جسمك، أحدهما أو كليهما.
السابق
آلام فروة الرأس والصداع
التالي
علاج غازات البطن

اترك تعليقاً