الصحة النفسية

علاج نقص هرمون التستوستيرون

علاج نقص هرمون التستوستيرون

هرمون التستوستيرون

يُعرف هرمون التستوستيرون بأنه الهرمون المسؤول عن الوظائف الجنسية بصورة رئيسية لدى الرجال، وبالرغم من أن هذا الهرمون يتواجد لدى كل من الرجال والنساء إلا أنه يكون بنسب مختلفة، فيكون بمستويات مرتفعة جدًا لدى الرجال، إذ يزداد تدريجيًا خلال فترة البلوغ، ومن ثم يعود للانخفاض مجددًا بعد سنّ الثلاثين، بالإضافة إلى إمكانية انخفاضه نتيجة لعدة عوامل مؤثرة، ويؤدي انخفاض مستوياته عن الحدّ الطبيعي إلى عدة مشاكل نظرًا لدوره في العديد من المهام الضرورية والتي تشمل ما يأتي:

  • الدافع الجنسي.
  • إنتاج الحيوانات المنوية.
  • كتل العضلات وقوتها.
  • توزيع الدهون في الجسم.
  • كثافة العظام.
  • إنتاج خلايا الدم الحمراء.

علاج نقص هرمون التستوستيرون

عادة ما يُلجأ إلى العلاج بالتستوستيرون في حال انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم، ويُتأكد من نقص هرمون التستوستيرون من خلال إجراء بعض الفحوصات، إذ يشخص نقصه عند انخفاض مستوياته في الجسم عن 300 نانوغرام لكلّ ديسيلتر، وتتوافر العديد من الخيارات العلاجية لتعويض النقص في هرمون التستوستيرون، مما يساعد في تحسين الأعراض المرتبطة بانخفاض مستوياته، ويشمل ذلك كلّا من خيارات العلاج الطبيعية والدوائية التالية:

  • الهرمونات الصناعية البديلة: يمكن الحصول على بدائل هذا الهرمون الصناعية من خلال عدة طرق؛ وهي الحقن في العضلات كل بضعة أسابيع، أو استخدام المواد الهلامية التي توضع على الجلد، أو استخدام الحبيبات التي توضع تحت جلد الأرداف، ولكن من المهم توخي الحذر وتجنب هذه العلاجات لدى الأشخاص المصابين بسرطان البروستاتا أو المعرضين لخطر الإصابة به، ويمكن تفصيل هذه العلاجات كما يلي:
    • الحقن: يمكن علاج نقص هرمون التستوستيرون من خلال حقن هرمون التستوسيترون، والذي يتوافر إما طويل الأمد أو قصير الأمد، إذ يُعطى هرمون التستوستيرون قصير الأمد إما تحت الجلد أو بالعضل، بينما يُعطى هرمون التستوستيرون طويل الأمد من خلال حقنه بالعضل، وعادة ما تكون جرعة حقن التستوستيرون إما مرة واحدة أسبوعيًا، أو مرة كلّ أسبوعين، أو مرة شهريًا.
    • عبر الأنف: إذ يتوفر هرمون التستوستيرون على شكل جلّ أنفي يوضع في كلّ فتحة أنفية ثلاث مرات يوميًا.
    • موضعي: إذ يمكن علاج نقص هرمون التستوستيرون من خلال استخدام بعض المنتجات التي تحتوي على هرمون التستوستيرون ووضعها على الجلد سواء كريم أو جلّ أو سوائل أو لصقات جلدية، والتي قد تمتد فعاليتها لأكثر من 4 أيام، ويمكن زيادة امتصاص الهرمون عبر الجلد من خلال تغطيتها يإحكام.
    • الفموي: وهي لصقة تحتوي على هرمون التستوستيرون تُوضع فوق القواطع، ولا تُبلع أو تُمضغ لما تسببه من آثار جانبية على الكبد، وإنما يفرز هرمون التستوستيرون من اللصقة لمدة أكثر من 12 ساعة، وقد تسبب بعض الآلام بالرأس أو تهيج في مكان وضعها كأحد الآثار الجانبية.
    • الحبيبات: توضع هذه الحبيبات أسفل الجلد، إذ في البداية يُخدر المصاب موضعيًا، ومن ثم يُشق الجلد في منطقة الأرداف أو أعلى الفخذ، لوضع حبيبة تحتوي على مادة التستوستيرون في الأنسجة الدهنية، والتي تبدأ بالذوبان تدريجيًا لإفراز هرمون التستوستيرون لمدة تتراوح 3-6 أشهر.
  • فقدان الوزن الزائد وممارسة النشاط البدني: يحسن النشاط البدني والتخلص من الوزن الزائد من مستويات الهرمونات، ويساعد في إبطاء انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
  • علاج ضعف الانتصاب: تعد حالات ضعف الانتصاب من أكثر الأعراض شيوعًا لانخفاض هرمون التستوستيرون، ويمكن علاجها من خلال عدة طرق منها الدوائية أو غيرها.
  • العلاجات المساعدة على النوم: يتسبب انخفاض هرمون الذكورة بالأرق ومشاكل النوم الأخرى، مما يستدعي الحصول على العلاجات المساعدة في النوم والتي تسهم في التخلص من الأرق وتوفير الراحة والاسترخاء.
  • اتباع نظام غذائي صحي: يسهم الحصول على العناصر الغذائية المهمة في تحسين الصحة الجنسية ككل، كما تساعد بعض الأطعمة في تعزيز مستويات هرمون التستوستيرون، وتشمل كلّا مما يلي:
    • لحم البقر.
    • الحبوب المدعمة.
    • البيض.
    • التونة.
    • الحليب المدعم بفيتامين د.
    • الفاصولياء.
    • المحار؛ بفضل احتوائه على كميات كبيرة من الزنك المهم لصحة الحيوانات المنوية والوظيفة الإنجابية.
    • الخضار الورقية الخضراء؛ مثل السبانخ الغنية لاحتوائها على المغنيسيوم المهم لزيادة مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
    • زيت الزيتون البكر الذي يحتوي على العناصر المغذية، بما في ذلك مضادات الأكسدة والدهون الصحية وفيتامين هـ المهمة لتحسين مستويات الهرمون.
    • الأسماك الدهنية وزيت السمك الغني؛ لأنها تعد مصادر غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية الضرورية لتحسين جودة الحيوانات المنوية ومستويات هرمون التستوستيرون بفضل دورها في تحسين مستويات الدهون في الدم.

الآثار الجانبية لهرمون التستوستيرون

قد يرتبط مع تقديم العلاج المحتوي على هرمون التستوسيرون بعض الآثار الجانبية، والتي تتضمن ما يأتي:

  • تهيج الجلد في حال استخدام لصقات الجلد التي تحتوي على هرمون التستوستيرون.
  • تضخم بالثدي أو الشعور بالألم عند ملامسته.
  • حَبّ الشباب.
  • صغر في الخصيتين.
  • حدوث مشاكل بالنوم؛ كانقطاع النفس النومي.
  • الإصابة بمشاكل بالبروستاتا وظهور بعض الأعراض؛ كصعوبة التبول.
  • احتباس السوائل والتي تظهر على شكل تورم بالكاحلين.
  • حدوث انقطاع في التنفس أثناء النوم.

أعراض نقص هرمون التستوستيرون

يتسبب نقص هرمون التستوستيرون بعدة أعراض ومشاكل صحية تشمل كلًّا مما يلي:

  • مشاكل في عملية الانتصاب: يؤثر انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون على الصحة الجنسية للرجل، بما في ذلك عملية الانتصاب التي تحدث نتيجة تحفيز هذا الهرمون لأنسجة القضيب لإنتاج أكسيد النيتريك الذي يسهم في بدء العديد من ردود الفعل التي تُحدث الانتصاب، وبهذا فإن انخفاض الهرمون يؤدي إلى ضعف الانتصاب أو صعوبة في الحفاظ عليه، وتشمل العوامل الأخرى المؤثرة في الانتصاب كلًّا من التدخين، والمشاكل المتعلقة بالغدة الدرقية، وارتفاع مستويات الكوليسترول، والتوتر، والقلق، وشرب الكحول، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم.
  • تساقط الشعر: يحدث تساقط الشعر طبيعيًا لدى الرجال مع التقدم في العمر نتيجة انخفاض مستويات هرمون الذكورة تدريجيًا.
  • انخفاض كتلة العظام: يؤدي انخفاض هرمون التستوستيرون إلى جعل العظام أكثر عرضة للكسور لدوره في إنتاج أنسجة العظام والحفاظ على حجمها.
  • تقلص حجم الخصية: يؤدي انخفاض هرمون الذكورة إلى تقلص الخصيتين دون وجود عوامل أخرى مثل؛ انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى زيادة في نعومة كيس الصفن عن غير المعتاد.
  • انخفاض كمية السائل المنوي: يعد هرمون التستوستيرون هو المسؤول عن إفراز السائل المنوي والذي يسهم في حركة الحيوانات المنوية خاصة عند القذف واتجاهها للبويضة، لذلك يؤدي انخفاض مستوى هرمون التستوسيترون لدى الذكور إلى انخفاض في كمية السائل المنوي، مما يترتب على ذلك حدوث مشاكل في الخصوبة.
  • صعوبة النوم: يؤدي انخفاض مستويات هذا الهرمون إلى اضطرابات النوم، مما يشكل صعوبة في النوم لدى الرجال، وقد يعانون أيضًا من توقف التنفس أثناء النوم.
  • انخفاض الدافع الجنسي: تنخفض الرغبة في ممارسة الجنس بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، بالرغم من أن الرغبة تقل تلقائيًا مع التقدم في العمر، ولكن الانخفاض الناتج عن نقص الهرمون يكون أكبر.
  • انخفاض كتل العضلات: نظرًا لدور هرمون التستوستيرون في بناء العضلات، فإن انخفاض مستوياته يؤدي إلى فقدان كبير في كتل العضلات ولكن دون التأثير على وظيفة العضلات وقوتها.
  • انخفاض مستويات الطاقة: يتسبب نقص الهرمون في نقص الطاقة أيضًا والشعور بالتعب على الرغم من الحصول على الراحة الكافية.
  • زيادة مستويات الدهون في الجسم: قد يؤدي انخفاض هرمون التستوستيرون إلى السمنة بسبب زيادة في دهون الجسم، مما يؤدي إلى حالة شائعة لدى الرجال وهي تضخم الثديين.
  • تقلبات المزاج: وذلك من خلال الشعور بتقلبات شديدة في المزاج، بالإضافة إلى قلة التركيز والعدوانية والاكتئاب.

أنواع وأسباب نقص هرمون الذكورة

يقسم نقص هرمون الذكورة إلى نوعين رئيسيين، وهما:

  • نقص هرمون الذكورة الأولي: أيّ إن المشكلة الأساسية كانت فشل الخصيتين في إنتاج هرمون الذكورة.
  • نقص هرمون الذكورة الثانوي: أيّ إن الخصيتين سليمتان فسيولوجيًا، ولكن يكمُن الخلل في الغدد المتحكمة بتحفيزها على إنتاج التستوستيرون؛ مثل غدد تحت المهاد والغدة النخامية؛ إذ تفرز غدد تحت المهاد هرمونًا منشطًا للغدد التناسلية الذي يحفز الغدة النخامية على إنتاج الهرمون المنشط للحوصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر الذي يحفز بدوره الخصيتين لإنتاج التستوستيرون، أيّ إن وجود خلل في إحدى الغدتين يسبب نقصًا في إنتاج هرمون الذكورة.

نقص هرمون الذكورة الأولي

فيما يلي توضيح للأسباب الأكثر شيوعًا لنقص هرمون الذكورة الأولي:

  • متلازمة كلاينفيلتر: يحمل الذكر الطبيعي في جيناته كروموسوم X واحد وكروموسوم Y واحد، وهو المسؤول عن تحديد جنس الجنين والصفات المتعلقة به، أما المصاب متلازمة كلاينفيلتر، فإنه يحمل كروموسومين أو أكثر من X وكروموسوم واحد Y، ويؤدي وجود كروموسوم X الزائد إلى تطور غير طبيعي في الخصيتين، مما يؤدي إلى ضعف في إنتاج التيستوستيرون.
  • الخصية المعلقة: أثناء مراحل التطور الجنيني وقبل الولادة، تتكون وتتطور الخصيتان في البطن ثم تنزل إلى كيس الصفن وهو مكانها الدائم، وفي بعض الحالات قد تبقى إحدى الخصيتين أو الاثنتين معلقة ولا تنزل إلى الكيس عند الولادة، ولكن يمكن للجسم تصحيح هذا الأمر بنفسه خلال السنوات الأولى من عمر الطفل دون الحاجة للعلاج، لكن إذا لم يستطع الجسم تصحيح الأمر فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف في عمل الخصيتين، وبالتالي سيوجد نقص في إنتاج هرمون الذكورة.
  • مرض النكاف: إن اصابة الخصيتين إلى جانب الغدد اللعابية بمرض النكافخلال مرحلة البلوغ والرشد، قد تؤدي إلى تدمير خلايا الخصيتين على المدى الطويل، مما يؤدي إلى ضعف في إنتاج التستوستيرون.
  • مرض ترسب الأصبغة الدموية: إن وجود كمية كبيرة من الحديد في الدم قد يؤدي إلى فشل في عمل الخصيتين أو فشل في عمل الغدد النخامية، والذي يؤدي في كلتا الحالتين إلى ضعف إنتاج التستوستيرون.
  • تعرض الخصيتين لجرح أو إصابة: بحكم موقع الخصتين خارج التجويف البطني، فإن ذلك يعرضهما إلى الإصابة، وهذا يؤدي إلى نقص إنتاج هرمون الذكورة، وإن تعرض إحدى الخصيتين لضرر أو إصابة قد لا يؤدي بالضرورة إلى الإخلال بإفراز التستوستيرون.
  • علاجات مرض السرطان: إن علاج السرطان بالعلاج الكيماوي أو بالإشعاع قد يؤثر على إنتاج التستوستيرون والحيوانات المنوية أيضًا، وغالبًا يعد هذا التأثير مؤقتًا، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يسبب العقم، وعلى الرغم من أن أغلب الرجال يستعيدون خصوبتهم بعد أشهر قليلة من انتهاء العلاج، إلا أن بعضهم قد يفكر في حفظ الحيوانات المنوية قبل البدء بالعلاج.
  • التقدم بالعمر: إن معدلات التستوستيرون في جسم كبار السنّ أقل ممن هم أقل عمرًا؛ إذ يقل إنتاج التستوستيرون بشكل بطيء ومستمر مع التقدم بالعمر.

نقص هرمون الذكورة الثانوي

فيما يلي توضيح لأسباب نقص هرمون الذكورة الثانوي:

  • متلازمة كالمان: تتمثل هذه المتلازمة بالتطور غير الطبيعي لمنطقة تحت المهاد، وهي منطقة في الدماغ تتحكم في إفراز هرمونات الغدة النخامية التي تؤثر بدورها على إفراز هرمون الذكورة من الخصيتين، كما ترتبط هذه المتلازمة أيضًا بضعف تطور حاسة الشم.
  • اعتلالات الغدة النخامية: إن وجود اعتلال أو اضطراب في الغدة النخامية يؤثر على قدرتها على إنتاج الهرمونات المتحكمة بإفراز التستوستيرون من الخصيتين، ومن الأمثلة على هذه الاعتلالات؛ وجود ورم في الغدة النخامية أو ورم في منطقة في الدماغ قريبة من الغدة النخامية، كما يمكن لعلاج سرطان الدماغ بالإشعاع أو الجراحة أن يؤثر سلبًا على عمل الغدة النخامية.
  • الأمراض الالتهابية: قد تؤدي بعض الالتهابات مثل الساركويد، والسل في منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية إلى ضعف في إنتاج هرمون الذكورة.
  • فيروس نقص المناعة البشري أو ما يعرف بمرض الإيدز: يمتلك فيروس نقص المناعة القدرة على التأثير على غدة تحت المهاد والغدة النخامية والخصيتين، مما يؤدي الى نفص هرمون الذكورة.
  • الأدوية: قد تؤثر بعض الأدوية على إنتاج التستوستيرون، مثل: مسكنات الالم الأفيونية والعلاج الهرموني.
  • السُمنة: ترتبط السمُنة في أيّ عمر ارتباطًا مباشرًا مع ضعف إنتاج هرمون الذكورة.
  • أسباب أخرى: قد ترجع مشكلة نفص هرمون التستوستيرون الى ما يلي:
  • الإدمان على الكحول.
    • تشمع الكبد.
    • فشل الكلى المزمن.
    • ارتفاع مستويات هرمون الحليب.
    • مرض السكري من النوع الثاني.
    • توقف التنفس أثناء النوم.
    • ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين.
    • استخدام الستيرويدات البنائية.
    • قصور الغدة الدرقية الشديد.
    • التعرض لإصابة في الرأس.
    • التعرض للإشعاع أو لجراحة سابقة في الدماغ.

تشخيص الإصابة بنقص هرمون التستوستيرون

عند زيارة الطبيب وشرح الأعراض التي يعاني منها المريض، سيطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد مصدر المشكلة الأساسي، ومن هذه الفحوصات:

  • فحص مستويات الهرمون المنشط للحوصلة، والهرمون المنشط للجسم الأصفر.
  • فحص مستوى هرمون التستوستيرون.
  • تحليل السائل المنوي لمعرفة عدد الحيوانات المنوية.
  • فحص الجينات.
  • فحص الغدة الدرقية.
السابق
عدم ظهور اللحية
التالي
أعراض التهاب المرارة

اترك تعليقاً