اسلاميات

علامات حسن الخاتمة

حسن الخاتمة

تعيش في هذه الحياة ما كتب الله تعالى لك بها من عمر، ولكن لا بد من ساعة الرحيل والموت، فوقت الموت إذا جاء أجله لا يتقدم عن العباد ولا يتأخر، وكل امرئ مرهون بعمله إن عمل خيرًا فخير له، وإن عمل شرًا فشر عليه، وقيمة عملك وسعيك في حياتك كلها يتلخص في حسن خاتمتك، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إن ما بَقِيَ مِنَ الدنيا بَلاءٌ و فِتْنَةٌ ، و إِنَّما مَثَلُ عَمَلِ أَحَدِكُمْ كَمَثَلِ الوِعَاءِ ، إذا طَابَ أَعْلاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ ، و إذا خَبُثَ أَعْلاهُ خَبُثَ أَسْفَلُهُ].

ومن أهم ما يجب أن يكون عليه ختام حياتك وحسن لقاء ربك، فمن وفقه الله تعالى للعمل الصالح في آخر حياته وآخر عمره، فقد كتب الله تعالى له حسن الخاتمة، ومن خذله الله تعالى في نهاية حياته بذنب أو معصية يقترفها فقد كتب له سوء الخاتمة، ولأهمية حسن الخاتمة فإنها كانت أمل ودعاء الصالحين والأتقياء بأن يُحسن الله خاتمتهم، ويُجنبهم سوء الخاتمة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوّذ من شر فتنة المحيا والممات، وفتنة الممات هي ساعة الموت والساعة التي يكون فيها العبد مدبرًا عن الدنيا وما فيها ومقبلًا على الآخرة، وفي هذه الساعة يحاول الشيطان أن يفتن العبد في دينه وإيمانه وعقيدته، وعندها يثبّت الله تعالى عباده الصالحين بالقول الثابت ونطق الشهادتين، ومن أكثر ما يجلب حسن الخاتمة صدق نيتك مع الله تعالى والتوبة لله تعالى كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل كل يوم.

علامات حسن الخاتمة

توجد عدد من العلامات التي تدل على حسن الخاتمة، ولكن هذه العلامات إذا لم تظهر على الشخص المتوفى؛ فإنها لا تعني أنه ليس من أهل الجنة، ومن أهم علامات حسن الخاتمة التي ذكرت في الأحاديث النبوية وفي الآيات الكريمة:

  • النطق بالشهادتين عند الموت: لقوله صلى الله عليه وسلم: [من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخلَ الجنَّةَ].
  • الموت برشح الجبين: فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [المؤمنَ يموتُ بعَرَقِ الجبينِ]، ومعنى ذلك أن الموت يشتد عليه بحيث يعرق جبينه من الشدّة لتمحيص ذنوبه، أو لزيادة درجته.
  • الاستشهاد في ساحة المعركة: فمن يموت في ساحة المعركة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، فهو من علامات حسن الخاتمة له.
  • الموت بالطاعون: فمن مات بمرض الطاعون أو الموت تحت الهدم، أو الموت بالغرق، أو الموت بالحرق، كل هذه من درجات الشهادة وهي من حسن الخاتمة.
  • الموت بداء البطن: فالموت من داء عضال في البطن هو من علامات حسن الخاتمة.
  • موت المرأة عند ولادتها: فالمرأة التي تموت وهي تلد طفلها، فإن ذلك دليل على حسن خاتمتها.
  • الموت وهو مرابط في سبيل الله تعالى: فمن مات مرابطًا على الحدود في سبيل الله تعالى، ولحماية أعراض وأموال المسلمين فإن ذلك من حسن خاتمته.
  • الموت على عمل صالح: فمن مات وهو على عمل صالح كالموت وهو صائم، أو الموت أثناء الصلاة، أو الموت أثناء تأديته لمناسك الحج وغيرها من الأعمال الصالحة كل ذلك دليل على حسن الخاتمة.
  • الموت ليلة الجمعة أو نهار الجمعة: فمن مات يوم أو ليلة الجمعة فقد يكون ذلك من علامات حسن خاتمته، فقد ورد في الحديث الشريف عن عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [ ما مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلَّا وقاهُ اللَّهُ فِتنةَ القبرِ].
  • الموت بداء السل: فموت المسلم بداء السل وهو مرض خطير يصيب المؤمن ويسلب عافيته هو من علامات حسن الخاتمة.

أسباب حسن الخاتمة

من أهم الأسباب التي تقرّبك من حسن الخاتمة، هي:

  • الزم طاعة الله وتقواه، وأساس ذلك تحقيق توحيد الله عز وجل، والابتعاد عن المحرمات.
  • احرص على التوبة إلى الله تعالى من كبائر الذنوب وصغائرها.
  • ادعُ إلى الله تعالى أن يميتك على حسن الخاتمة وعلى الإيمان والتقوى.
  • اعمل على إصلاح ظاهرك وباطنك، وأن تكون نيتك وقصدك متوجهة لذلك، وجرت السنة أن من قام بذلك فإن الله سيوفقه ويثبّته ويحسن خاتمته.
  • احرص على الخوف من أسباب سوء الخاتمة، كالإصرار على المعاصي واتباع الشهوات والملذات، وحب الدنيا.
  • أكثر من ذكر الموت، فمن كثر ذكره للموت فذلك دليل على قوة إيمانه وإخلاص نيته لله تعالى، وهي من الأسباب التي تودي لحسن الخاتمة.
  • داوم على الطاعات، فمداومتك على عمل الطاعات من صيام وصلاة وذكر وتهليل وتسبيح واستغفار كل هذه الأمور ستؤدي بك إلى حسن الخاتمة بإذن الله تعالى، ولكن بشرط الالتزام بها.
  • أحسن ظّنك بالله، فمن حسُن ظنّه بالله تعالى، وعرف أن له ربًا رحيمًا غفورًا يغفر الذنب ويقبل التوبة، فإن الله تعالى سيكون عند حسن ظنّه.
  • احرص على الاستقامة، والاستقامة تكون بالإخلاص والأمانة والصدق والابتعاد عن الرياء والنفاق، وكل هذه الأمور توصل العبد إلى حسن خاتمته بإذن الله تعالى إذا داوم عليها.

قد يُهِمُّكَ

يوجد عدد من الأدعية التي يمكن أن تستمر بدعائها ليُحسن الله خاتمتك وآخرتك، وأن يثبتك على دينه إلى أن تلقاه، ومن هذه الأدعية:

  • عن بسر بن أبي أرطأة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [اللهمَّ أحسنْ عاقبتَنَا في الأمورِ كلِّها، وأجرْنَا منْ خِزْيِ الدنْيَا وعذابِ الآخرةِ].
  • عن رفاعة بن رافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [اللهم توفَّنا مسلمِين ، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين ، غيرَ خزايا ، و لا مفتونين].
  • عن شهر بن حوشب عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ . فتلا معاذٌ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا]
السابق
علاج نزيف المعدة
التالي
ضيق الشريان التاجى

اترك تعليقاً