الصحة النفسية

علامات مرض الايدز عند الرجال

علامات مرض الايدز عند الرجال

مرض الإيدز

يطلق مصطلح الإيدز على المرحلة المتقدمة من العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية، حين يلحق ضررٌ كبيرٌ بجهاز المناعة في الجسم، فكما هو معلوم يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية الخلايا المسؤولة عن مكافحة العدوى، فتضرر مسببة ضعف مناعة الجسم وزيادة خطر تعرضه لحالات العدوى والأمراض المختلفة، وعمومًا ينتقل هذا الفيروس بين الناس عبر سوائل الجسم المختلفة، لا سيما حين ممارسة الجماع أو عند مشاركة حقن المخدرات بين المدمنين، وليس ضروريًا أن يصاب بالإيدزِ كلُّ مريض بفيروس نقص المناعة البشرية؛ ففي الولايات المتحدة الأمريكية، مثلًا، لا تتطور العدوى الفيروسية إلى مرحلة الإيدز عند معظم المرضى نظرًا لاستخدامهم الأدوية الموصوفة يوميًا، فهذا الأمر يوقف تطور المرض.

علامات مرض الإيدز عند الرجال

تكون أعراض مرض الإيدز متشابهة عمومًا عند الرجال والنساء، بيد أنه ثمة بعض الأعراض التي تصيب الرجال دونًا عن النساء مثل؛ ظهور القرحات على القضيب، كذلك ربما يسبب فيروس نقص المناعة البشرية قصور وظائف الغدد التناسلية، أو ضعف إنتاج الهرمونات الجنسية عند الرجال والنساء على حدّ سواء، بيد أنّ تأثيرات تلك القصور تكون أكثر وضوحًا عند الرجال؛ إذ يحتمل أن يعانوا من انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون المترافق مع أعراض عديدة مثل؛ ضعف الانتصاب، وعمومًا تحدث أعراض مرض الإيدز الشائعة على عدة مراحل هي:

  • العدوى الأوليّة: يعاني قرابة 80% من مرضى الإيدز رجالًا كانوا أم نساء من أعراض شبيهة بالأنفلونزا خلال مدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع من حدوث العدوى، ويطلق على هذه المرحلة مصطلح العدوى الأولية، أو عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة، وهي تستمر عادة حتى يبدأ الجسم بإنتاج أجسام مضادةٍ للفيروس، وتستمر هذه الأعراض مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، وتشمل أعراضها الشائعة كلًا من؛ الطفح الجلدي، والحمى، والتهاب الحلق والصداع الشديد، وقد يترافق ذلك مع أعراض أقلّ شيوعًا مثل:
    • الشعور بالتعب والإعياء.
    • المعاناة من آلام العضلات وآلام المفاصل.
    • المعاناة من الغثيان والقيء.
    • ظهور التقرحات على الفم.
    • التعرق الليلي.
  • المرحلة الخالية من الأعراض: لمّا تختفي الأعراض الأولية عند المريض، فمن المحتمل ألّا يسبب فيروس نقص المناعة البشرية أي أعراض إضافية لأشهر أو سنوات عديدة، بيد أنه يتكاثر خلال هذا الوقت عاملًا على إضعاف جهاز المناعة في الجسم، ومع أنّ الشخص لن يشعر بالمرض خلال هذه المرحلة، فإن الفيروس يكون نشطًا، وهذا الأمر يعني احتمال انتقاله إلى الآخرين بسهولة كبيرة، لذلك يوصى دائمًا بإجراء تحاليل مبكرة للحيلولة دون نشر العدوى.
  • العدوى المتقدمة: يُسبب فيروس نقص المناعة البشرية في نهاية المطاف ضعف جهاز المناعة في الجسم وانهياره، وحالما يحصل هذا الأمر، تبلغ العدوى الفيروسية المرحلة الثالثة (الإيدز)؛ إذ يعاني الشخص حينها من ضرر كبير في جهازه المناعي، ويغدو جسمه أكثر عرضة إلى بحالات العدوى الانتهازية التي تكون ضارّة للأفراد المرضى بهذا الفيروس؛ إذ تكثر لديهم مرات الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا أو العدوى الفطرية، وقد يعانون كذلك من أعراض شديدة تتضمن:
    • الغثيان والقيء.
    • الإسهال المستمر.
    • المعاناة من التعب المستمر.
    • خسارة الوزن السريعة.
    • المعاناة من ضيق التنفس والسعال.
    • تكرار حدوث الحمى أو القشعريرة او التعرق الليلي.
    • تورم الغدد اللمفاوية في مناطق الإبطين أو الفخذين أو الرقبة.
    • المعاناة من ضعف الذاكرة أو الارتباك أو الاضطرابات العصبية.

تشخيص مرض الإيدز

يحتاج المريض بفيروس نقص المناعة البشرية إلى إجراء مجموعة من التحاليل والفحوصات على مراحل زمنية مختلفة، وتشمل ما يلي:

  • تشخيص العدوى الفيروسية: يجري تشخيص العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية عبر أخذ عينة من اللعاب أو الدم وإجراء الفحوصات التالية:
    • تحليل المستضد/الأجسام المضادة: يتضمن هذا التحليل عادةً سحبَ دمٍ من الوريد بهدف الكشف عن المستضدات والأجسام المضادة في جسمه؛ فالمستضدات Antigens هي مواد موجودةٌ على الفيروس نفسه، ويمكن اكتشافها في الدم خلال الأسابيع القليلة التالية لحدوث العدوى الفيروسية، أما الأجسام المضادة فينتجها الجهاز المناعي عند التعرض للعدوى، وقد يستغرق الأمر للكشف عنها مدةً تتراوح ما بين أسابيع وعدة شهور، وعمومًا لا تكون نتيجة هذا التحليل إيجابية إلّا بعد مدةٍ تتراوح بين 2-6 أسابيع من التعرض إلى الفيروس.
    • تحاليل الأجسام المضادة: تكشف هذه التحاليل عن الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية الموجودة في عينة الدم أو اللعاب عند الشخص، ويمكن إجراء بعض هذه التحاليل منزليًا، وهي تتسم بنتائجها السريعة وتستغرق مدة تتراوح بين 3-12 أسبوعًا – بعد الإصابة بالفيروس- حتى تصبح نتائجها إيجابية.
    • تحاليل الحمض النووي NATs: تُجرى هذه التحاليل للكشف عن وجود الفيروس في الدم، أو ما يعرف بالحِمل الفيروسي، وهي تَتمُ عبر سحب عينة الدم من الوريد، ويوصي الطبيب بها عادةً إذا تعرض الشخص للعدوى الفيروسية خلال مدة أسابيع قليلة قبل استشارته، وتكون نتائجُ هذا التحليل النتائجَ الأولى الإيجابيةَ بعد الإصابة بالفيروس.
  • تحديد مرحلة المرض والعلاج: ينبغي للشخص بعد تشخيص إصابته بالفيروس أن يستشير اختصاصيًا في عمليات تشخيص مراحل المرض وعلاجه، فهو يفيد في تحديد مدى حاجة المريض إلى فحوص وتحاليل إضافية، وتحديد أفضل علاج مضاد للفيروسات ومتابعة تقدم المرض، وتتضمن الفحوصات والتحاليل الموصى بها في هذه المرحلة ما يلي:
    • عدد خلايا CD4 T: تعرف هذه الخلايا بأنها من كريات الدم البيضاء التي يستهدفها فيروس نقص المناعة البشرية ويدمرها، فإذا انخفض عددها إلى أقل من 200، تتطور العدوى الفيروسية عند الشخص إلى مرحلة الإيدز.
    • الحِمل الفيروسي HIV RNA: يقيس هذا التحليل كمية الفيروس في دم المريض، إذ يكون الهدف بعد بدء عملية العلاج أن يصبح الحِمل الفيروسي غير قابل للكشف، فهذا الأمر يقلل احتمالية الإصابة بالعدوى الانتهازية والمضاعفات الأخرى.
    • مقاومة الدواء: تكون بعض سلالات فيروس نقص المناعة البشرية مقاومة للأدوية، لذا يُجرى هذا التحليل لمساعدة الطبيب في تحديد وجود هذه المقاومة في الفيروس عند المريض.

علاج مرض الإيدز

إذا ظنّ الشخص أنه تعرض إلى فيروس نقص المناعة البشرية، فمن الضروري حينها أن يتناول العلاج الوقائي بعد التعرض، إذ ينبغي للشخص أن يبدأ الدواء في غضون 72 ساعة من العدوى كي تكون نتائجه فعالةً، ولا بدّ من تناوله على مدار شهر بمعدل يومي ، وعمومًا، يسبب هذا الدواء في الأيام الأولى بعض التأثيرات الجانبية الخفيفة، مثل الصداع والغثيان والتعب، وثمة بعض الخطوات التي ينبغي التقيّد بها في أثناء تناوله:

  • عدم نسيان أي جرعة دواء يومية؛ ولكن إذا فاتت المريض إحدى الجرعات وتذكر هذا الأمر في غضون 24 ساعةً التالية، فيجب عليه تناول جرعة الدواء التالية مباشرة.
  • الحرص على إكمال الدواء حتى نهاية مدته وإلّا لن يكون فعالًا.
  • الامتناع كليًا عن مضاعفة جرعة الدواء إذا نسي المريض جرعةً سابقة.
  • إيقاف الدواء إذا نسي المريض تناول جرعاته لأكثر من 48 ساعةً متواصلة.

ويعالج فيروس نقص المناعة البشرية بالعلاج المضاد للفيروسات القهقرية، والتي تكمن آلية عملها في وقف عملية تكاثر الفيروس وانتشاره في الجسم، مما يتيح لجهاز المناعة تقوية نفسه وإصلاح الضرر والحيولة دون زيادته، وعمومًا يستخدم الأطباء مزيجًا من أدوية فيروس المناعة البشرية نظرًا لأنه يتكيف سريعًا مع الدواء ويصبح مقاومًا لمفعوله، وفي هذا المجال ثمة دواء مركب من عدة أدوية يعرف بالتركيب ذي الجرعة الثابتة، بيد أنه باهظ الثمن، ويتطلب الأمر أحيانًا من المريض أن يتناول 1-4 أقراصٍ دوائية يوميًا، ويجري الطبيب أثناء العلاج عدة فحوصات للحِمل الفيروسي بهدف تحديد مدى نجاحه، وفي معظم الحالات يستدعي الأمر 6 أشهر حتى يصبح الحمل الفيروسي عند المريض غير قابلٍ للكشف.

سؤال وجواب

ما متوسط العمر المتوقع لمريض الإيدز؟

يعيش مرضى الإيدز الذين لا يتناولون أدوية فيروس نقص المناعة البشرية في الغالب لمدة تبلغ عادةً 3 سنوات، بيد أنّ هذا العمر المتوقع ينخفض إلى عام واحد فقط إذا أصيب المريض بإحدى حالات العدوى الانتهازية دون أن ينال العلاج المناسب، ومع ذلك يفيد العلاج المضاد للفيروسات المرضى في هذه المرحلة، وقد ينقذ حياة بعضهم في أحيان كثيرة، وعمومًا كلما أبكَرَ الشخص بالعلاج المضاد للفيروسات بعد حدوث العدوى ازداد الفوائد الصحية التي ينالها، لذلك يوصى دائمًا بالخضوع إلى تحليل فيروس نقص المناعة البشرية.

كيف ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية؟

تحدث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية حصرًا عبر الاحتكاك المباشر مع سوائل الجسم العائدة لشخص مريض بالفيروس، وهذا يشمل كلًّا من الدم، والسائل المنوي، والسوائل المهبلية وسوائل المستقيم، ولا بدّ لحدوث العدوى والإصابة من دخول الفيروس الموجود في هذه السوائل إلى مجرى الدمّ عند الشخص السليم إمّا عبر الغشاء المخاطي (مثل الأغشية الموجودة في المستقيم أو المهبل أو الفم) أو عبر الجروح المفتوحة والتقرحات، أو عبر استخدام الحقن، ومن جهة ثانية يوجد لدى المرضى بهذا الفيروس الذين يتناولون أدويتهم بانتظام ويتقيدون بتعليمات الطبيب حِمل فيروسي غير قابل للكشف، ولا يشكلون أيّ خطر فعلي بشأن نقل الفيروس إلى أزواجهم.

هل يوجد لقاح ضدّ فيروس نقص المناعة البشرية؟

لا يوجد لقاح فعّال ضدّ فيروس نقص المناعة البشرية إلى وقتنا الحالي، إلا أنه لا يزال البحث مستمرًا، إذ يأمل العلماء في إنتاج لقاح وقائي يساعد في السيطرة على انتشار عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وإحدى مشاكل اللقاح الوقائي المحتمل لفيروس نقص المناعة البشرية هي أنه مع اكتشاف أنواع فرعية ومتعددة ومختلفة من الفيروس، قد لا يمكن إيجاد لقاح عالمي واحد لفيروس نقص المناعة البشرية فعالًا، وقد يكون من الضروري تعديل أيّ لقاح مستقبلي لفيروس نقص المناعة البشرية بانتظام لمواكبة “سلالات” الفيروس المختلفة.

السابق
أسباب ترهل الجسم وعلاجه
التالي
علاج رعاف الأنف

اترك تعليقاً