الغازات
تحدث الغازات طبيعيًا نتيجةً لعملية الهضم في القناة المعوية، وعادةً ما تخرج عبر فتحة الشَّرج، إذ تُطرد من الجسم، كما يُمكن أن تخرج الغازات عن طريق الفم بما يُسمَى التَّجشؤ، وتتكون الغازات في الجسم من خمسة أنواع من الغازات عديمة الرَّائحة، وهي؛ النيتروجين، والهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، والأكسجين، ويرجع سبب هذه الرَّائحة التي يُمكن أن تحدث إلى المُركبات التي تحتوي على الكبريت أو الإندول، وتُتنج هذه الغازات في القولون من خلال بكتيريا الأمعاء، وتعتمد نسبة الغازات في تكوينها على البكتيريا التي تعيش في القولون، وفي مُعظم الأشخاص فإن المُعدَّل الطبيعي لمرور الغاز يُقارب 14 مرةً يوميًا.
أسباب الرائحة الكريهة للغازات
توجد عدة أسباب تؤدي إلى الرَّائحة الكريهة للغازات، وترتبط مُعظم حالات الانتفاخ والرائحة الكريهة بالأطعمة التي تُتناول، واتباع نظام غذائي غير متوازن، وتتضمن أسباب وجود الرائحة الكريهة للغازات ما يأتي:
- الأطعمة الغنية بالألياف: يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالألياف إلى زيادة خروج الغازات، وذلك لأن هضم هذه الأطعمة يحتاج وقتًا أطول في الجهاز الهضمي، إذ تتخمر بوقت أطول من الأطعمة الأخرى، ويؤدي تناول بعض الأطعمة الغنية بالألياف إلى وجود رائحة كريهة للغازات خاصةً عند تناول البروكلي، والملفوف، والملفوف الصِّيني، ونبات الهليون، إذ يُمكن أن تتسبب وجود رائحة للغاز تُشبه رائحة البيض الفاسد بسبب الكبريت.
- حساسية الطعام: إذا كان الشَّخص يُعاني من رد فعل تحسسي تجاه بعض الأطعمة مثل اللاكتوز فإن تناولها يؤدي إلى الرَّائحة الكريهة للغازات، وذلك بسبب عدم قدرة الجسم على هضم هذه الأطعمة، مما يؤدي إلى تخميرها بالبكتيريا في الأمعاء، كما يُمكن أن تحدث الرائحة للغازات في الأشخاص المُصابين بحساسية الجلوتين، وهو أحد الاضطرابات الهضمية المناعية، ويتسبب بالتهاب الأمعاء، مما يؤدي إلى سوء امتصاص الطَّعام، والانتفاخ، وقد يُصاحبها أعراضًا أخرى؛ كالإصابة بالإعياء، والإسهال وفقدان الوزن.
- الأدوية: قد تتسبب بعض العلاجات الدَّوائية [[علاج انتفاخ البطن|بانتفاخ البطن]؛ كالمضادات الحيوية التي تقضي على البكتيريا الجيدة في الأمعاء أو المعدة، ولا تجري عملية الهضم جيدًا دون وجود هذه البكتيريا، مما يؤدي إلى الانتفاخ، والغاز ذي الرَّاحة الكريهة.
- الإمساك: يؤدي الإمساك إلى تراكُم البُراز في القولون، وإذا لم يُخرج بانتظام، فإنها تتخمر بسبب البكتيريا، مما يؤدي إلى الرائحة الكريهة، والألم أحيانًا بسبب الغازات.
- مشاكل الجهاز الهضمي: تتعطل عملية الهضم عند الإصابة بالالتهابات أو مشاكل في الجهاز الهضمي، ولا تحدث بالشَّكل الصَّحيح، مما يؤدي إلى فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، وقد تُسبب هذه البكتيريا العدوى في الأمعاء والجهاز الهضمي، مما يزيد من الغازات والرائحة الكريهة.
- سرطان القولون: وهو من الأسباب النَّادرة للإصابة بالغازات ذات الرَّائحة الكريهة، إذ إنّه في حالة سرطان القولون تتشكل الأورام في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى انسداد جُزئي في الأمعاء وتراكم الغاز فيها.
علاج الرائحة الكريهة للغازات
يمكن علاج انتفاخ البطن عن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة، ويُمكن استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية، وتتضمن علاجات الغازات ما يأتي:
- النِّظام الغذائي: يُمكن اتباع نظام غذائي للتقليل من الغازات كما يأتي:
- تجنُّب تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات للتقليل من الانتفاخ، واستبدالها بالكربوهيدرات سهلة الهضم، مثل؛ البطاطا، والأرز، والموز، والعنب، والبرتقال.
- تناول ست وجبات صغيرة يوميًا، بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، إذ إن الوجبات الصغيرة أسهل في الهضم، وتنتج كميات أقل من الغاز.
- شرب شاي النعناع الذي يساعد في تحسين أعراض انتفاخ البطن.
- مضغ الطعام ببطء؛ لتقليل كمية الهواء الذي يُبتلع، مما يُسهِل عملية الهضم.
- تجنب مضغ العلكة؛ لأنها تؤدي إلى ابتلاع هواء أكثر من المعتاد، كما تحتوي العلكة الخالية من السكر على المُحليات الصناعية التي تُسبب الانتفاخ.
- الإقلاع عن التَّدخين: إذ يتسبب التدخين بزيادة كمية الهواء الداخلة إلى الجهاز الهضمي.
- ممارسة التمارين الرياضية: إذ تُساعد التمارين الرياضية في تحسين أداء الجهاز الهضمي والأمعاء، ويُقلل الانتفاخ، ويُسهِّل مرور الغازات.
- الأدوية: توجد عدة أنواع من العلاجات التي يمكن تناولها دون وصفة طبية، وتساعد في علاج أعراض الانتفاخ، ويذكر منها ما يأتي:
- حبوب الفحم: يمتص الفحم الغاز في الجهاز الهضمي، مما يساعد على تقليل أعراض انتفاخ البطن.
- سيميثيكون: وهو دواء آخر يمكن أن يساعد في تقليل مشاكل الغاز.
- المكملات الغذائية: تُساعد بعض المكملات الغذائية في تقليل مستوى الغازات في الجسم، ومنها الأنواع التالية:
- ألفا جالاكتوزايدز: وهو مكمل غذائي يساعد في تحسين هضم الكربوهيدرات، ويقلل من أعراض انتفاخ البطن.
- البروبيوتيك: وهو مكمل غذائي، يتوفر سائلًا أو كبسولةً، ويشجع على نمو البكتيريا الطبيعية في الجهاز الهضمي، مما يساعد على الهضم، وتقليل أعراض انتفاخ البطن خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي.
الوقاية من الرائحة الكريهة للغازات
يُمكن الوقاية من وجود الرائحة الكريهة في الغازات باتباع بعض النَّصائح الوقائية التي تتضمن ما يأتي:
- تناول كميات أصغر من الطعام في الوجبة الواحدة.
- تجنُب الأطعمة البروتينية.
- تجنُب تناول الأطعمة ذات الروائح القوية.
- تناول الطعام ببطء.
- شرب المزيد من الماء.
- تجنب تناول المشروبات الغازية.
حقائق عن الانتفاخ والغاز
فيما يأتي بعض الحقائق المتعلقة بالغازات والانتفاخ:
- يعد انتفاخ البطن والغازات حالةً تتسبب بزيادة إنتاج الغازات تُصاحبها الرائحة والصوت.
- توجد عدة أسباب لزيادة الغازات مثل ابتلاع الهواء، أو تخمير الأطعمة غير المهضومة في الأمعاء، والحساسية للأطعمة، وسوء امتصاص بعض الأطعمة.
- ينجم جزء كبير من الغازات عن بكتيريا الأمعاء التي تُنتج غاز النيتروجين، والهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وتنجُم الرائحة عن المُركبات التي تحتوي على الكبريت.
- تتضمن أعراض زيادة الغازات الإفراط في تمرير الغاز المصحوبة بالرائحة الكريهة، والتجشؤ، وانتفاخ الطن، وألم البطن.
- تُعد الزيادة في الغازات حالةً لا تتطلب العناية الطبية إلا إذا كانت مصحوبة ببعض الأعراض، مثل؛ التشنجات الشديدة، والإسهال، والإمساك، والبراز الدموي، والحُمَّى، والغثيان، والقيء، وألم في البطن من الجانب الأيمن مع الغاز أو انتفاخ البطن.
- يُشخص الطبيب المختص فرط الغازات بعد مراجعة تاريخ المريض والفحص البدني.
- قد تتطلب بعض الحالات الطبية اختبارات إضافية، مثل؛ تنظير القولون، والأشعة السينية، والأشعة المقطعية.
- يمكن استخدام العلاجات الطبيعية والمنزلية لعلاج فرط الغازات والانتفاخ، وإجراء تعديلات في النظام الغذائي.
- قد يتضمن العلاج الطبي المضادات الحيوية، وزيادة تناول البروبيوتيك في النظام الغذائي، أما الأسباب الأكثر خطورةً كمتلازمة القولون العصبي قد تتطلب أدوية واختبارات إضافية.
