فطريات البطن
تُعدّ مملكة الكائنات الحية الدقيقة كبيرةً ومتنوعةً وتضم آلاف الأنواع، مثل: الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات، بعضها يمكن رؤيته بالعين المجردة وبعضها الآخر لا يمكن رؤيته ويحتاج إلى المجهر لرؤيته، والفطريات هي كائنات حية حقيقة النواة، توجد بأعدادٍ هائلة في مختلف الأوساط، مثل: التربة، والهواء، والماء، والنباتات، والحيوانات، وكذلك توجد في جسم الإنسان، لكن بكمياتٍ وأعدادٍ وأماكن معينة.
مثل الكائنات الحية الدقيقة الأخرى توجد أنواع مفيدة من الفطريات وتوجد أنواع ضارة ومُمرضة، ومن الأمراض التي تسبّبها هذه الكائنات للإنسان فطريات القدم، وفطريات البطن، وفطريات المهبل، وفي هذا المقال توضيح لفطريات البطن أسبابها وأعراضها وطرق علاجها.
بصورة طبيعيّة توجد أنواع معينة من الفطريات مثل المبيضات أو الخمائر داخل الجهاز الهضمي والفم والمهبل، لكن بكمياتٍ قليلة محددة، دون أن تسبب أي أعراض مرضية أو مشكلات لدى الشخص،لكن إذا بدأت هذه الفطريات بالنمو السريع غير الطبيعي بسبب مشكلة في الجهاز المناعي أو بسبب اختلال أعداد البكتيريا المفيدة داخل الجسم فستسبب الإصابة بالتهاب فطريات البطن، وستظهر الأعراض المرضيّة على المصاب.
أسباب الإصابة بفطريات المعدة والأمعاء
في بعض الأحيان تزيد نسبة الفطريّات في الجهاز الهضمي بصورة لا تستطيع معه البكتيريا المفيدة في الجسم السيطرة عليها، مما يؤدي إلى تفاقم أعداد الفطريات والتسبّب بمرض يتطلّب المعالجة الطبية، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى سيطرة الفطريّات على الجهاز الهضمي وزيادة أعدادها بصورة مَرَضيّة ما يأتي:
- تناول أنواع معيّنة من المضادات الحيويّة العشوائي، سواء لفترات طويلة أم بجرعات عالية من شأنها قتل جميع أنواع البكتيريا دون التفريق بين المفيد والضار منها، مما يؤدي إلى قتل البكتيريا المفيدة في الجسم، الأمر الذي يُفسح المجال للفطريّات بالنمو والتكاثر السريع غير الطبيعي.
- الإصابة بمرض السكّري؛ فارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يحفز الفطريات للنمو السريع.
- الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل: التهاب الأمعاء، والتهاب القولون التقرحي، ومرض كرون، فهذه الأمراض من الممكن أن تتطور وتؤدي إلى الإصابة بفطريات البطن.
- الحالة النفسية المتوترة والقلقة تزيد من إفراز هرمون الكورتيزون في الدم.
- ضعف مناعة الجسم.
- استخدام العقاقير التي تحتوي على الستيرويدات القشرية لفترات طويلة، مما يؤدي إلى ضعف مناعة الجسم ومقاومته للفطريات والجراثيم.
- الإدمان على المشروبات الكحولية.
- التدخين.
- الإكثار من تناول السكريّات أو الكربوهيدرات التي تتفكك في الجسم إلى سكريّات؛ إذ يعدّ السكّر غذاء الفطريات الأساسي الذي تحتاجه للبقاء وزيادة أعدادها.
- اختلاف درجة حموضة المعدة بسبب تناول بعض أنواع الأدوية أو بسبب الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي التي تغير من درجة حموضة المعدة.
أعراض الإصابة بفطريات البطن
تظهر على المصاب بفطريات البطن العديد من الأعراض التي تشابه أعراض التهاب الصفاق الجرثومي، من أبرزها ما يأتي:
- انتفاخ البطن وتكوّن الغازات.
- الشعور بالألم في منطقة البطن.
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الاستفراغ والغثيان.
- الشعور بالتعب العام والإرهاق في الجسم.
- انخفاض الشهية.
- زيادة الرغبة بتناول السكريّات والكربوهيدرات النشوية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- ظهور دم في البراز.
- الشعور بتشنجات وانقباضات في منطقة البطن.
- حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال، والإمساك.
الوقاية من فطريات البطن
مع أنَّ الإصابة بفطريات البطن ليست خطيرةً جدًا أو تهدد الحياة، إلا أنه يجب علاجها فور اكتشاف الإصابة وعدم إهمالها؛ لتجنب المضاعفات التي قد تحدث، مثل انتشارها إلى الدم وإلى الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم، ومن الطرق التي تساعد على الوقاية من الإصابة بفطريات البطن ما يأتي:
- الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن، قائم على تقليل كمية السكرر المكرر والكربوهيدرات ومنتجات الألبان المحتوية على كمية عالية من اللاكتوز؛ فهذه العناصر تشجع نمو الفطريات في الجسم وتزيدها.
- تناول الثوم؛ إذ إنّه يحتوي على نسبة مرتفعة من مركبات مضادة للفطريات تسمى الأليسين.
- تناول زيت جوز الهند؛ فهو غني بحمض اللوريك الفعَّال في مقاومة العدوى بالمبيضات.
- تناول الرمان؛ فهو غني بالعديد من المركبات الفعَّالة في القضاء على الفطريات.
- العلاج بالبروبيوتيك؛ فهي تساعد على تقليل نمو الفطريات والوقاية من الالتهابات في الجهاز الهضمي.
- العلاج بالأدوية المضادة للفطريات، خاصّةً لو تكرّرت العدوى دون استجابة للإجراءات الوقائية؛ إذ يصف الطبيب الجرعة المناسبة بناءً على حالة الشخص.
