الصحة النفسية

فطريات البلعوم

فطريات البلعوم

الالتهابات الفطرية

الفطريّات من الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة في كل مكان، فيمكن أن تعيش في الماء أو التربة أو في النباتات، بالإضافة إلى احتمالية وجودها في الهواء؛ فهي توجد على أسطح بعض النباتات والأشواك، وتعيش على وبر الحيوانات الأليفة، وفي السجّاد، والأثاث، والخشب، بالإضافة إلى الفطريات التي تعيش في الجسم بصورة طبيعيّة، بالتالي انتقالها إلى الإنسان من الأمور الوارد حدوثها وليست خطيرةً غالبًا ولا تستدعي القلق.

تعد الالتهابات الفطرية من أكثر أنواع الالتهابات شيوعًا في العالم؛ إذ تحدث عندما تسيطر الفطريات الغازية على منطقة معينة في الجسم، ثم تقاوم الجهاز المناعي لتغلبه وتتسبب بحدوث الالتهاب، والفطريات حالها حال العديد من الميكروبات يوجد منها المفيد والضار.

فطريات البلعوم

يُطلق على العدوى الفموية التي تسببها الخميرة -وهي نوع من الفطريات- اسم داء المبيضات، وتعيش المبيضات عادةً على الجلد وداخل الجسم في أماكن عدة، مثل: الفم، والحلق، والأمعاء، والمهبل، دون التسبب بأي مشكلة، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تتكاثر المبيضات وتسبب عدوى إذا كانت البيئة مشجعةً لنمو الفطريات داخل الفم أو الحلق، وتسمى المبيضات في الفم أو في الحنجرة أيضًا باسم داء المبيضات القلاعي أو البلعومي.

يُعد داء المبيضات المريئي من أكثر الإصابات شيوعًا بين المصابين بنقص المناعة البشرية الإيدز، ويعاني المصاب بفطريات البلعوم من مجموعة من الأعراض التي لا تؤثر فقط على البلعوم، بل قد يصل تأثيرها إلى الفم وأجزاء أخرى قريبة من البلعوم، وفي ما يأتي الأعراض التي يعاني منها المصاب:

  • ظهور بقع بيضاء على الخدين من الداخل، وعلى اللسان، وسقف الفم، والحلق.
  • احمرار وألم في منطقة البلعوم.
  • شعور يشبه وجود القطن في الفم.
  • فقدان حاسة التذوق.
  • ألم أثناء الأكل أو البلع.
  • احمرار في زوايا الفم.

أسباب الإصابة بفطريات البلعوم

إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة فغالبًا ما يكون معرضًا للإصابة بفطريات البلعوم، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالالتهابات الفطرية، ومن هذه الحالات ما يأتي:

  • المصابون بضعف في الجهاز المناعي: كالمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، أو المصابين بالسرطان، وكبار السن، فهم أكثر الفئات عرضةً للالتهابات الفطرية، ويُعد الإيدز من أكثر الأسباب شيوعًا.
  • الأشخاص المصابون بالسكري: فهم معرّضون أيضًا لخطر متزايد للإصابة بمرض القلاع، خاصّةً في حالات عدم التحكم الصحيح بمستويات السكر لديهم، فغالبًا ما تكون لديهم نسبة من الفطريات في اللعاب؛ بسبب وجود السكر الذي يكون بيئةً مناسبةً لنموها، وكذلك فطريات الخميرة تفضل البيئة الغنية بالسكر للنمو والتكاثر، والأهم من ذلك أن السكري غير المنضبط يضر أيضًا بالجهاز المناعي، الأمر الذي يسمح بدوره بنمو المبيضات بنسبة أكبر.
  • الأطفال حديثو الولادة: معظم الحالات التي تكون فيها الأم الحامل مصابةً بعدوى الخميرة المهبلية ستنتقل هذه العدوى إلى الطفل عند الولادة، ويمكن تطوير مرض القلاع الفموي عند الرّضع من خلال الرضاعة الطبيعية إذا كانت حلمات الأم مصابةً بالفطريات.

كما توجد عوامل خطر أخرى تجعل الشخص أكثر عرضةً لتطوّر هذه الحالة من العدوى الفطرية، منها ما يأتي:

  • التدخين.
  • ارتداء أطقم الأسنان الصناعيّة أو الأسنان الجزئية.
  • تناول بعض أنواع المضادات الحيوية، وبعض الأدوية، كاستنشاق الأدوية الستيرويدية لحالات كالربو.
  • المعاناة من جفاف الفم، وقلة شرب الماء.
  • التناول المفرط للسكريات والأطعمة المحلاة.
  • الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.

علاجات دوائية لفطريات البلعوم

يهدف علاج مرض القلاع إلى قتل الفطريات المسببة للالتهاب ومنع تكاثرها، ويتضمن الأدوية المضادة للفطريات، مثل الإيتراكونازول؛ فهذه الأدوية تمنع انتشار الفطريات وتساعد الجسم على مقاومتها والتخلص منها، ويمكن أن تتوفّر هذه التركيبة من الأدوية بأشكال صيدلانية مختلفة، كالأقراص الفمويّة، أو المستحلبات، أو الشراب السائل، وفي بعض الحالات توصف الغسولات الفموية التي يجب على المصاب مضمضة فمه بها والحرص على وصول كمية من الدواء إلى منطقة البلعوم.

في حالات العدوى المتطورة التي تنتشر بسرعة يؤخذ دواء مضادّ للفطريات يُسمى الفلوكونازول عن طريق الحقن الوريدي في المستشفيات، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري المتأخر إلى دواء أقوى، مثل تركيبة الأمفوتيرسين (ب)، والأهم من ذلك أنّ علاج فيروس نقص المناعة البشرية مهم للسيطرة على مرض القلاع بطريقة صحيحة، وفي بعض الحالات الخطيرة التي يؤثر فيها مرض القلاع على تناول المصاب لغذائه ويصبح فيها فاقدًا للشهية بسبب الألم عند بلعه للطعام فقد يلجأ الطبيب إلى خيارات غذائية بديلة، كتركيب أنبوب يوصل الغذاء مباشرةً إلى المعدة.

العلاجات المنزلية لفطريات البلعوم

تهدف العلاجات المنزلية لفطريات البلعوم إلى تقليل عوامل الخطر، وكذلك منع نمو خميرة المبيضات في البلعوم وفي المناطق المجاورة، ومن النصائح الوقائية والعلاجية البسيطة التي تساعد على تخفيف الالتهاب الفطرية ما يأتي:

  • تنظيف الأسنان بواساطة فرشاة ناعمة للتقليل من خدش التجويف الفموي ليصبح أكثر عرضةً للإصابة بالالتهابات.
  • غسل الفم بمحلول بيروكسيد الهيدروجين المخفف بنسبة 3%.
  • غسل الفم بمحلول مكون من الماء الدافئ والملح.
  • تجنب الغسولات الكيميائية الأخرى؛ لأنها يمكن أن تخل بتوازن الميكروبات النافعة في الفم.
  • المحافظة على نظافة الأسنان، والحرص على الفحص الدوري عند طبيب الأسنان.
  • تناول اللبن غير المحلّى عند تناول المضادات الحيوية.
  • يمكن لمكملات البكتيريا النافعة اللاكتوباسيلوس المحافظة على التوازن الصحي للمبيضات.

تتضمن العلاجات المنزلية التي قد تقلل من الإزعاج بسبب مرض القلاع الفموي ما يأتي:

  • شرب السوائل الباردة، أو تناول الطعام المجمد أو الجليد.
  • تناول الأطعمة اللينة وسهلة البلع.

مضاعفات فطريات البلعوم

من الشائع انتشار مرض القلاع الفموي بسرعة عند الإصابة به، أو في حالات التأخر بتلقي العلاج الصحيح له، مما يؤدي إلى ظهور مضاعفات وتفاقم حالة العدوى الفطرية، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:

انتقال عدوى المبيضات إلى مجرى الدم.

  • انتقال عدوى المبيضات الفطرية إلى أعضاء مهمة في الجسم، كالقلب أو الرئتين، ويمكن أن يشكّل ذلك الخطر.
  • فقدان الوزن وسوء التغذية بسبب الألم الذي يعاني منه المصاب عند بلعه للطعام.
  • زيادة ضعف الجهاز المناعي للمصابين أساسًا بنقص المناعة، مما يزيد خطر إصابتهم بأنواع كثيرة من العدوى.
السابق
أضرار أشعة بانوراما للأسنان
التالي
علاج عرق النسا بالزنجبيل حقيقة أم خرافة

اترك تعليقاً