فقدان الشهية والغثيان
تظهر العديد من الأعراض على الجسم عند الإصابة بمرضٍ معين، ومن أكثر الأعراض انتشارًا هي الشعور بالغثيان وفقدان الشهية، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض إشارة من الجسم إلى وجود شيء غير متوازن داخله، ويمكن أن تكون معالجة السبب الجذري أكثر أهمية من مجرد معالجة الأعراض فقط، لذلك فإن استمرار ظهور هذه الأعراض قد يكون مؤشراً على الحاجة إلى تدخل طبي.ومع اضطراب فقدان الشهية يستنفذ الكبد أساسات البناء الكيميائية اللازمة لإنتاج الجلوكوز، وكذلك يستنفذ الجليكوجين، وهو أمر أساسي للحفاظ على نسبة السكر جيدة في الدم، وهذا يحدث للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، إذ تكون هذه الوجبات في الكثير من الأحيان غير كافية، وقليلة السعرات الحرارية، وغير متوازنة، وقد توقف قدرة الجسم على الحفاظ على نسبة السكر طبيعية في الدم، وتوجد أيضًا العديد من الأسباب الأخرى التي قد تصيب الجسم بفقدان الشهية، والغثيان، والتي سوف نتناولها في هذا المقال.
أسباب فقدان الشهية والغثيان
تتعدد أسباب الأصابة بالغثيان وفقدان الشهية ونذكر منها ما يلي:
- الضغط النفسي: وهو من أحد أكثر العوامل التي تُضعف الشهية، إذ يتحكم جزئي في القناة الهضمية عن طريق الجهاز العصبي المركزي في الدماغ والحبل الشوكي، وبالإضافة إلى ذلك توجد شبكة من الخلايا العصبية في بطانة الجهاز الهضمي، والمعروفة باسم الجهاز العصبي المعوي، وإنّ نظام الأعصاب في الأمعاء مؤثر إلى درجة أنّ بعض الباحثين يعتبرون الأمعاء دماغًا ثانيًا، وعندما يوضع الجسم تحت ضغط نفسي أو يستجيب الجهاز العصبي الودي والذي هو جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي للجسم، والذي ينظم وظائف الجسم مثل نبض القلب والتنفس وضغط الدم بإطلاق هرمون الكورتيزول الذي يعد هرمون التوتر لجعل الجسم متنبه وعلى استعداد لمواجهة هذا التهديد، مما يسبب الغثيان وعسر الهضم.
- الإصابة بالمرض: عادة ما يصاب الجسم بالمرض ويضعف بذلك الجهاز المناعي في الجسم، ويطلق مادة تُعرف باسم السيتوكينات، والتي تسدّ الشهية على المدى القصير، وقد تلعب التغيرات الهرمونية دورًا أيضًا.
- الأدوية: تؤدي العديد من الأدوية إلى ترك بعض الآثار الجانبية عند تناولها؛ كفقدان الشهية أو الشعور بالغثيان أحيانًا، ومن الأدوية المسببة للغثيان المضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب وأدوية ارتفاع ضغط الدم، أما الأدوية التي تسبب فقدان الشهية المضادات الحيوية وأدوية العلاج الكيماوي وغيرها من الأدوية الأخرى، فينصح بقراءة النشرة المرفقة مع الأدوية للعلم بالتأثير الجانبي لكل دواء قبل تناوله، ويمكن لتناول الدواء مع وجبة خفيفة أن يساعد في منع الغثيان، ويجب إخبار الطبيب إذا كان الغثيان أو فقدان الشهية بسبب الدواء يؤثران سلبًا على حياة الشخص؛ لأنه قد يتمكن من تعديل الجرعة أو يصف علاجًا بديلًا.
- الحمل: فمن أعراضه الرئيسة الإصابة بالغثيان وفقدان في الشهية، وخاصة خلال الأسابيع التسعة الأولى من الحمل، ويزول غالبًا بعد الأسبوع الرابع عشر من فترة الحمل، فتُنصح المرأة الحامل بمراجعة الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب.
كما وتوصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بإجراء تغييرات على نمط الحياة للحامل للمساعدة في الغثيان، مثل:
- تناول وجبات صغيرة منتظمة.
- شرب السوائل بانتظام طوال اليوم.
- تجنب الروائح التي تثير الغثيان.
- شرب المشروبات التي تحتوي على الزنجبيل، مثل شاي الزنجبيل.
- تناول البسكويت عند الاستيقاظ صباحًا.
- الصداع: الشقيقة وحدها كفيلة بسد الشهية والتي تؤدي أيضًا إلى الشعور بالغثيان، ويمكن أن يكون سبب الغثيان هو أحد التأثيرات المرتبطة الناجمة عن الضغط والألم، خاصةً إذا كان هناك اضطرابات بصرية، وهذا يحدث خصوصًا في حالات الصداع النصفي، إذ تؤثر ردود الفعل المتقطعة في الجسم على جميع أجهزة الجسم الرئيسية بما في ذلك الجهاز الهضمي، فينصح بمراجعة الطبيب عند الشعور بالصداع باستمرار؛ لأخذ الأدوية المناسبة والتي تساعد على التقليل من الشعور بالقيء والغثيان.
- السرطان: يعاني المصابون بمرض السرطان من فقدان الشهية والشعور بالغثيان، والسبب لحدوث فقدان الشهية هو حدوث تغيير في شعور الشخص بالرائحة أو الذوق والشعور بالشبع، بالإضافة إلى الآثار الجانبية للعلاج وخاصة بعد تلقّي العلاج الكيماوي، فالحلّ في هذه الحالة استشارة الطبيب لأخذ النصائح الممكنة، ومحاولة تناول الطعام عن طريق وجبات صغيرة موزّعة على مدار اليوم.
- التسمم غذائي: إذ أنّ الغثيان وفقدان الشهية من الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي، ويمكن للبكتيريا والفيروسات أن تلوث الطعام وتسبب التسمم الغذائي، ومن الأعراض الشائعة الغثيان وفقدان الشهية وكذلك تقلصات المعدة والحمى والقيء والإسهال، ومن الضروري استبدال السوائل المفقودة بالقيء أو الاسهال، ويجب على الشخص شرب الكثير من الماء واستخدام المحاليل الفموية إذا كان التقيؤ والإسهال شديدين، وإعادة إدخال الأطعمة البسيطة تدريجياً؛ مثل الأرز أو الخبز المحمص للمساعدة على الشفاء.
- حساسية الطعام: يمكن أن يسبب تفاعل الحساسية تجاه طعام معين الغثيان، وغالبًا ما يسبق ذلك حدوث تشنجات في المعدة أو القيء، ومن الأعراض الشائعة أيضَا العطاس، وحدوث حكة في الجلد، وتورم، وتحدث غالبًا بعد فترة وجيزة من تناول الطعام.
- ممارسه الرياضة: قد يصاب بعض الأشخاص بالغثيان أو فقدان الشهية بعد التمرين، وهذه الأعراض هي الأكثر شيوعًا عند الرياضيين الذين يمارسون رياضة التحمل؛ مثل عدائو الماراثون، كما توجد العديد من الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى الغثيان بسبب ممارسة الرياضة، إذ يمكن أن يؤدي التمرين الشاق إلى سحب الدم من المعدة لأجزاء أخرى من الجسم، مما قد يجعل الشخص يشعر بالغثيان، وشرب القليل من الماء أو الكثير منه قد يؤدي أيضًا إلى إصابة الشخص بالغثيان، ويمكن للأشخاص في الكثير من الأحيان تجنب الشعور بالغثيان أو القيء عن طريق تناول الطعام قبل ساعة أو ساعتين من ممارسة الرياضة.
- بعد العملية الجراحية: إذ أنّ الغثيان والقيء من الآثار الجانبية المعروفة للتخدير، ويمكن أن تؤثر على بعض الأشخاص بعد الخروج من العملية، ويمكن أن يؤثر نوع الجراحة على احتمالية حدوث هذه الأعراض.
- التقدّم في السن: فقدان الشهية لدى كبار السن أمر شائع وقد يشير في كثير من الأحيان إلى وجود مشكلات أكبر أو مرض معين يجب معرفته وعلاجه.
والنصيحة التي يمكن تقديمها هي مراجعة الطبيب عند الشعور بفقدان الشهية أو الغثيان؛ لعلاج الأمر ولتجنب الأعراض الجانبية الأخرى التي قد تظهر على الجسم، وللحفاظ على مصدر طاقته، وتجنب نقص العناصر الغذائية المهمة له.
منع فقدان الشهية والغثيان
إنّ بعض أسباب فقدان الشهية والغثيان يصعب منعها، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لتجنب الأسباب الأخرى، مثل:
- شرب الكثير من السوائل يمكن أن يساعد في منع الجفاف.
- البقاء في وضع الجلوس بعد تناول الطعام يمكن أن يساعد في منع ارتداد الحمض من المعدة.
- تناول وجبات صغيرة طوال اليوم للحفاظ على الشهية دائمًا، وتجنب حدوث الأعراض غير المريحة في المعدة، وقد يساعد على ذلك تناول الأطعمة الباردة أو التي تكون بدرجة حرارة الغرفة؛ نظرًا لأنها لا تكون لها رائحة قوية مثل الأطعمة الساخنة، كما ويجب تجنب الأطعمة الدهنية أو التوابل أو الغنية بالألياف أو النيئة حتى تهدأ الأعراض، وتوجد بعض الأطعمة قد تساعد أيضًا على تهدئة المعدة، بما في ذلك:
- المرق.
- الحبوب.
- الأرز.
- الزنجبيل.
علاج فقدان الشهية والغثيان
سيعالج الطبيب الأعراض عن طريق محاولة تشخيص وعلاج السبب الأساسي لفقدان الشهية والغثيان، وأحيانًا قد يوصون بما يلي اعتمادًا على المسبب:
- تغيير الدواء، وذلك في حال كان فقدان الشهية والغثيان مرتبطًا ببعض الأدوية التي يتناولها.
- إعطاء المصاب السوائل بالوريد إذا كانت الأعراض تُحدث جفافًا.
- الجراحة أو الأدوية المميعة للدم إذا كانت الأعراض ناتجة عن أزمة قلبية أو سكتة دماغية
