الصحة النفسية

فوائد الخلايا الجذعية

فوائد الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية

تمتاز الخلايا الجذعية بقدرة فريدة على الانقسام والتمايز إلى خلايا أخرى في الجسم في المراحل الأولى من النمو، كما يمكنها الانقسام دون شروط أو حدود معينة ما دام الشخص على قيد الحياة، وبوسعها أيضًا البقاء كخلايا جذعية أو التمايز لخلايا أخرى، كالخلايا العضلية، أو العصبية، أو خلايا الدم.

لهذه الخلايا صفتان رئيستان تجعلانها مميزةً عن باقي خلايا الجسم؛ الصفة الأولى أنها خلايا غير متخصصة لكنها قادرة على تجديد نفسها حتى بعد مرور فترة من التوقف عن الانقسام، أما الصفة الثانية فهي أنّه يمكنها التحوّل إلى أنسجة أو أعضاء متخصصة في أداء وظيفة معينة عند تحفيزها بالطرق المخبرية الهادفة إلى ذلك.

الخلايا الجذعية بصفة عامة موجودة في الأمعاء ونخاع العظم، وهي تصلح هذه الأعضاء عند الضرورة، كما أنها توجد في القلب والبنكرياس، لكن انقسامها داخل هذه الأعضاء يحتاج إلى ظروف محددة، وعلى العموم توصّل البعض إلى طريقة لأخذ الخلايا الجذعية من أجنّة الفئران في عام 1981، ثم تمكنوا بعد ذلك من استخراجها من الأجنة البشرية في عام 1998، وما زالت أبحاث الخلايا الجذعية مستمرةً إلى الآن للحصول على الفوائد الكثيرة لهذه الخلايا.

فوائد الخلايا الجذعية

بات الخبراء يتحدثون عن ضرورة دعم أبحاث الخلايا الجذعية بسبب الفوائد والاستعمالات الطبية الكثيرة التي من المحتمل أن تمتاز بها هذه الخلايا عن غيرها، من بينها ما يأتي:

  • نقل الأعضاء وتجديد الأنسجة: تُعد قدرة الخلايا الجذعية على تجديد الأنسجة الأكثر أهميةً أو فائدةً بنظر الخبراء والباحثين؛ إذ يُمكن تحفيز هذه الخلايا للانقسام مخبريًا لإنتاج أنسجة أو أعضاء جديدة، وهذا قد يكون مفتاحًا لحل مشكلة ندرة الأعضاء الجاهزة للزراعة، كالكلى، كما يُمكن استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج أنسجة جلدية جديدة لغرض إصلاح الحروق الجلدية الشديدة.
  • دراسة الأمراض وتجربة الأدوية: يطمح العلماء إلى مراقبة الخلايا الجذعية أثناء نموّها وتمايزها إلى خلايا متخصصة داخل العظام، والقلب، والأعصاب، وغيرها من الأعضاء والأنسجة؛ وذلك من أجل تكوين صورة أشمل وأكثر عمقًا عن الأمراض والمشكلات التي تصيب هذه الأعضاء، كما يُشار إلى إمكانية استخدام الخلايا الجذعية لتجربة الأدوية الجديدة بدلًا من تجربتها مباشرةً للبشر.
  • علاج أمراض القلب والشرايين: أفصحت مجموعة من الباحثين عام 2013 عن توصلهم إلى طريقة للحصول على أوعية دموية جديدة عند فئران المختبر من خلال استخدام خلايا جذعية بشرية، وقد أشار الباحثون إلى نمو شبكة الأوعية الجديدة خلال أسبوعين فقط، وقد كانت جودتها مشابهةً لجودة الأوعية الدموية الطبيعية، وهذا بالطبع أمرٌ يبعث على الأمل عند المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن الجدير بالذكر أن العلماء باتوا يطمحون إلى الاستفادة من الخلايا الجذعية للحصول على خلايا قلب جديدة لاستبدال الخلايا القديمة التي أصابها الضّرر بسبب أمراض القلب.
  • علاج أمراض الدماغ: يرى بعض الخبراء أن نجاحهم في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج المشكلات الدماغية المستعصية أمرٌ واردٌ بقوة وليس خياليًّا كما يظن البعض؛ إذ يُمكن للخلايا الجذعية أن تكون قادرةً فعلًا على استبدال الخلايا الدماغية المتضررة التي تؤدي إلى أمراضٍ مزمنة، كمرض باركنسون، ومرض الزهايمر، وفي الحقيقة فإن العلماء قد نجحوا فعلًا في حثّها الخلايا الجذعية الجنينية على التمايز لتُصبح خلايا دماغيةً، مما يعني أنّ نجاحها في الشفاء من هذه الأمراض أصبح قريبًا.
  • علاج أمراض الدم: أصبح استخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض الدم متوفرًا في بعض العيادات والمراكز الصحية، ومن بين أبرز هذه الأمراض التي يُمكن علاجها باستخدام الخلايا الجذعية فقر الدم المنجلي، وسرطان الدم، وبعض أمراض الدم الناجمة عن المشكلات المناعية، ويرجع سبب استخدام الخلايا الجذعية لعلاجها إلى حقيقة قدرة هذه الخلايا على التمايز والانقسام لتكوين خلايا الدم جميعها، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء.
  • فوائد أخرى: يُشار إلى إمكانية أن تكون الخلايا الجذعية ذات فائدة في ما يتعلق بدراسة التشوّهات الخلقية والسرطانات، كما قد تُستخدم تكنولوجيا الخلايا الجذعية لغرض علاج مرض السكري، والتهابات المفاصل، وإصابات الحبل الشوكي، وغيرها الكثير من الأمراض المزمنة.

مشكلات الخلايا الجذعية

على الرغم من كثرة الفوائد والمزايا الخاصة بالخلايا الجذعية، إلا أنّه توجد أخطار ومشكلات كثيرة مرتبطة بهذه التكنولوجيا أيضًا، مثل:

  • الرفض المناعي: ما زالت مشكلة رفض الجهاز المناعي للخلايا الجذعية قائمةً ومن الصعب التغلب عليها، والمقصود بالرفض المناعي رفض جسم المضيف للخلايا الجذعية المأخوذة من جسم متبرع آخر بسبب عدم تقبل الجهاز المناعي لها، وقد وثقت بعض الدراسات الحديثة حدوث الرفض المناعي خلال الساعات أو الأيام الأولى من إدخال الخلايا الجذعية الجديدة داخل الأجسام المضيفة، وهذا يعني أن الأطباء سيضطرون إلى إعطاء المرضى أدويةً لكبح المناعة، ومن المعروف أن لهذه الأدوية أعراضًا جانبيةً مزمنةً.
  • السرطان: تواجه الخلايا الجذعية التي اجتازت مشكلة الرفض المناعي مشكلات أخرى أثناء وجودها داخل الجسم المضيف، وتتمثل هذه المشكلات بقدرة هذه الخلايا على الانقسام دون توقف، مما قد يؤدي إلى تشكل الأورام السرطانية، لذا ما زال إيجاد طريقة للسيطرة على انقسام الخلايا الجذعية أثناء وجودها داخل الجسم المضيف قيد البحث.
  • الخدع والاحتيال: أشارت إدارة الغذاء والدواء إلى ضرورة التوعية بوجود الكثير من علاجات الخلايا الجذعية غير المثبتة وغير القانونية أيضًا؛ فقد أدت فائدة الخلايا الجذعية إلى إقدام الكثيرين على استغلال هذا الأمر لغرض الخداع لبيع منتجات طبية غير مثبتة أو فعالة، لذا فإن إدارة الغذاء والداء تؤكد على وجود نوع واحد فقط مرخّص من علاجات الخلايا الجذعية، وهذا النوع يختص بإنتاج خلايا الدم فقط.
  • مشكلات أخرى: يرفض بعض الأشخاص الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية لأسبابٍ أخلاقية تتعلق بشرعية أخذها من الأجنة، كما أنّ العلماء يواجهون مشكلةً وتحديات كبيرةً عند محاولتهم استعمال الخلايا الجذعية من البالغين؛ لأن هذه الخلايا يصعب تحفيزها للنمو داخل المختبرات، كما أن عددها يبقى محدودًا داخل الجسم، ومن المحتمل أن تحدث مشكلات في المادة الوراثية أيضًا.

تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية

على الرغم من نفي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وجود استخدامات طبية مرخصة للخلايا الجذعية باستثناء إنتاج خلايا الدم، إلا أن بعض الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية قد سعوا إلى فتح عيادات ومراكز طبية تدّعي قدرتها على استخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض كثيرة، كالربو، والجلطة الدماغية، وضعف الانتصاب، وفشل القلب الاحتقاني، وآلام الركبة، وغيرها من الأمراض التي لا يوجد ما يُثبت أنّ الخلايا الجذعية صالحة لعلاجها إلى هذه اللحظة، لكن مع ذلك فإن هذه العيادات تطلب مبالغ ماليةً كبيرةً مقابل استخدام الخلايا الجذعية، تتراوح ما بين 5-20 ألف دولار أمريكي، وللأسف فإن الكثير من الأشهاص يقعون في شرك هذه الممارسات ويضطرون إلى دفع المال دون الحصول على نتائج جيدة على أرض الواقع.

السابق
اضرار الاضراب عن الطعام
التالي
صغر حجم كريات الدم الحمراء

اترك تعليقاً