الصحة النفسية

فوائد غسل اليدين

فوائد غسل اليدين

 

غسل اليدين

بدأ خبراء الصحة بالالتزام بغسل اليدين داخل المنشآت الصحية في بدايات القرن التاسع عشر، ثم بدأت الدراسات العلمية شيئًا فشيئًا بالكشف عن الفوائد الصحية الكثيرة لعادة غسل اليدين، خاصة فيما يتعلق بالحد من انتقال الأمراض داخل المستشفيات، وبالإمكان شرح أهمية غسل اليدين عبر القول في البداية بأن الجلد يتكون من طبقات كثيرة، ومن الطبيعي أن تنمو البكتيريا وبعض الكائنات الحية المجهرية بأعداد مختلفة على الجلد وفي مناطق متنوعة من الجسم، لكن يبقى غسل اليدين أحد الأمور القادرة على إزالة هذه الكائنات والتخلص منها، والمقصود بغسل اليدين هو استعمال الماء والصابون، أو الغسولات والسوائل المعقمة، أو الكحول الطبي، وغيرها من المنتجات القادرة على تنظيف اليدين، ويجب التركيز على غسل اليدين بعد استخدام الحمام، وقبل تناول الطعام وبعده، وعند تلوث اليدين بإحدى المواد الكيميائية، وبعد ملامسة الدم أو أي من السوائل الجسمية، وأثناء أوقات أو مواعيد أخرى سترد لاحقًا.

فوائد غسل اليدين

تشير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى كون غسل اليدين خطوة من الخطوات المهمة لدرء خطر الإصابة بالأمراض أو نقل الأمراض إلى الآخرين؛ لأن إهمال غسل اليدين يجعل من السهل للأمراض الانتقال بين الناس، وعمومًا يُمكن شرح فوائد غسل اليدين بمزيدٍ من التفصيل على النحو الآتي:

  • منع انتقال الأمراض بين الناس: توجد الكثير من الكائنات الحية المجهرية المسببة للأمراض التي تنتقل عبر ملامسة اليدين لبراز البشر أو الحيوانات، بما في ذلك بكتيريا السالمونيلا، وبكتيريا الإشريكية القولونية، وفيروسات النوروفيروس، وفيروسات الغدانية، وغيرها من الكائنات الحية المسببة للإسهال والالتهابات التنفسية، ويُمكن لبعض أنواع هذه الميكروبات أن تنتقل إلى أيدي الناس بعد استخدامهم للحمام أو بعد تغيير حفاضات الأطفال، ومن المثير للاهتمام أن الغرام الواحد من البراز البشري يحتوي على ما يصل إلى تريليون من الميكروبات أو الجراثيم، ويُمكن للجراثيم أن تنتقل إلى اليدين بعد لمس اللحوم النيئة التي تحتوي على جزئيات من براز الحيوانات أيضًا، ومن المعروف كذلك أن لبعض الميكروبات المقدرة على الانتقال إلى اليدين بعد لمس الأسطح التي وصل إليها رذاذ السعال أو العطاس، ومن الجدير بالذكر أن الخبراء تمكنوا من الكشف عن حقائق كثيرة فيما يتعلق بخفض نسب الإصابة ببعض الأمراض نتيجة غسل اليدين، ومن بين هذه الحقائق ما يأتي:
    • يؤدي غسل اليدين إلى خفض أعدد المصابين بالإسهال بنحو 23-40%.
    • يؤدي غسل اليدين إلى خفض عدد المصابين بالأمراض التنفسية بنحو 16-21%.
    • يؤدي غسل اليدين إلى خفض أيام غياب الأطفال عن المدارس بسبب الأمراض الهضمية بنحو 29-57%.
  • حماية الأطفال: تتسبب أمراض الإسهال والتهاب الرئة في وفاة 1.8 مليون طفل بعمر أقل من 5 سنوات حول العالم سنويًا، وفي الوقت نفسه، توصل الباحثون إلى إمكانية حماية طفل واحد من بين 3 أطفال صغار من الإصابة بالإسهال عبر الالتزام بغسل اليدين فقط، كما يُمكن حماية طفل واحد من بين 5 أطفال من الأمراض التنفسية، مثل التهاب الرئة عبر غسل اليدين أيضًا، ولقد كشف الباحثون عن انعكاساتٍ إيجابية لغسل اليدين على نمو الأطفال وتعليمهم أيضًا.
  • الحد من مشكلة مقاومة المضادات الحيوية: يُساهم غسل اليدين ووسائل الوقاية الأخرى من خفض الاعتمادية على المضادات الحيوية بين الناس، وهذا في المقابل يُساهم في الحد من تفشي مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، كما يؤدي الالتزام بغسل اليدين إلى منع الإصابة بالجراثيم والميكروبات التي أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية أو صعبة العلاج.

على أي حال، لا يُعد غسل اليدين أمرًا جديدًا أو حديثًا كما يعتقد البعض، وإنما هو أمرٌ قديم، ويوجد الكثير من الأطباء وخبراء الصحة الذين فكروا مليًا بفوائد غسل اليدين منذ فترة طويلة؛ فمثلًا سعى الطبيب النمساوي أجناتس سيملفيس إلى استخدام الكلور لغسل اليدين في عيادته في أربعينات القرن الثامن عشر، وتوصل إلى انخفاض في مستوى الوفيات بنسبة 1%، كما سعت رائدة التمريض الشهيرة فلورنس نايتينجيل إلى الترويج لأهمية غسل اليدين أثناء حرب القرم، وهذا أدى إلى خفض نسب الوفيات بمقدار الثلثين تقريبًا.

أوقات غسل اليدين

يُعد غسل اليدين من بين عادات النظافة الشخصية التي يجب الالتزام بها يوميًا، خاصة أثناء بعض الأوقات والمواعيد المحددة، مثل:

  • قبل تحضير الطعام وبعده وأثناؤه، خاصة اللحوم، والدواجن، والأسماك، والبيض، والمنتجات النيئة الأخرى، فضلًا عن ضرورة غسل اليدين قبل تناول الطعام والشراب بالطبع.
  • بعد استخدام الحمام، سواء في المنزل أو في المناطق العامة.
  • بعد تغيير حفاضات الأطفال أو بعد مساعدة الأطفال على استخدام الحمام.
  • قبل تغيير العدسات اللاصقة للعينين.
  • بعد تنظيف الأنف (النف) والسعال، خاصة أثناء فترات المرض.
  • قبل تناول الأدوية، سواء كانت هذه الأدوية عبارة عن حبوب أو عن قطرات للعين.
  • بعد الانخراط في الأنشطة الجنسية.
  • قبل تقديم الرعاية اللازمة لتنظيف الجروح أو الحروق.
  • بعد زيارة أحد الأفراد المرضى.
  • قبل استخدام المواصلات العامة وبعدها، بما في ذلك خطوط الميترو والباصات.
  • بعد ملامسة النفايات المنزلية أو الصناعية.
  • بعد تنظيف المنزل، أو المشي مع الكلاب، أو العناية بالحدائق، أو اللعب في الخارج.
  • بعد ملامسة الأسطح المكشوفة والمتسخة.
  • بعد إطعام الحيوانات الأليفة، خاصة في حال إطعامها منتجات غذائية نيئة.
  • بعد المشي بصحبة الكلاب أو بعد ملامسة فضلات الحيوانات.
  • قبل ملامسة أو علاج المرضى وبعدها في حال كان الفرد يعمل كطبيب أو في أي من التخصصات الطبية الأخرى.
  • قبل التعامل مع الزبائن في حال كان الفرد يعمل في مجال التجميل وبعده.
  • قبل دخول المستشفيات، أو مكاتب الأطباء، أو دور رعاية المسنين، أو أي من المنشآت الصحية الأخرى وبعد دخولها أيضًا.
  • بعد التدخين.

خطوات غسل اليدين

يرى الكثيرون بأن غسل اليدين هو أمرٌ بسيط يسهل فعله دائمًا، وهذا قد يكون صحيحًا، لكن توجد بعض الخطوات التي من الأنسب تذكرها أثناء غسل اليدين، منها:

  • الحرص على غسل اليدين بتكرار باستخدام الصابون والماء مدة 20 ثانية على الأقل، وبالإمكان استخدام المطهرات الكحولية فقط عند عدم توفر الماء والصابون.
  • إزالة المجوهرات قبل غسل اليدين والتركيز على غسل اليدين من الداخل والخارج وبين الأصابع.
  • تجفيف اليدين باستخدام المناشف النظيفة أو الأوراق الصحية، لكن دون المبالغة في ذلك لتجنب إيذاء جلد اليدين.
  • إغلاق صنبور المياه بالورق الصحي المستخدم لتجفيف اليدين، وذلك لتجنب اتساخ اليدين مرة أخرى، وقد يكون من الأنسب استخدام الأوراق الصيحة لفتح باب الحمام عند الخروج من الحمامات العامة.
السابق
أسباب الشخير وعلاجه
التالي
أسباب خروج الغازات

اترك تعليقاً