الصحة النفسية

فيروس سي

فيروس سي

 

فيروس سي

فيروس سي هو أحد أنواع الفيروسات التي تسبب حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ويُعدّ أحد الفيروسات المغلفة إيجابية الاتجاه أحادية النطاق التي تحتوي على سلسلة منفردة من المادة الجينية RNA أو ما يعرف بالحمض النووي الريبوزي، ويبلغ قطر هذا الفيروس حوالي 50 نانومترًا، كما يعد من جنس الفيروسات الكبدية التي تنتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة.

تمتاز فيروسات RNA -من ضمنها فيروس سي- بقابليتها وقدرتها على التغير على نحو كبير، مما يمكنها من التطور والتحول مع مرور الوقت، بالتالي تعذّر قدرة الجهاز المناعي في الجسم على التعرف على هذه الأنواع من الفيروسات للقضاء عليها بفعالية. ينجم عن فيروس سي إلحاق الضرر بالكبد وإتلافه ونشوء عدد من المضاعفات على المدى الطويل.

يعاني الأشخاص عند إصابتهم بعدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي سي من ظهور أعراض تدريجية غير واضحة بدايةً، مثل: الإحساس بالتعب والإرهاق، وفقدان الشهية، والغثيان والتقيؤ، وغيرها، وقد تتطور هذه الأعراض إلى اليرقان، وقد يتمكن بعض الأشخاص من التعافي من هذه العدوى الفيروسية، في حين قد يصاب آخرون بحالة مزمنة من التهاب الكبد الفيروسي سي.

أعراض الإصابة بفيروس سي

قد لا تنشأ أي أعراض لدى أكثر من ثلثي الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد سي في المرحلة الحادة من العدوى، في حين تظهر الأعراض لدى بقية الأشخاص وتدوم مدةً تتراوح بين أسبوعين إلى 24 أسبوعًا من الإصابة بالفيروس، ومن هذه الأعراض ما يأتي:

  • الشعور بألم في المنطقة العلوية من البطن، خاصةً من جهة اليمين.
  • ظهور البول بلون داكن.
  • ظهور البراز بلون فاتح.
  • اليرقان، وهو حالة تتمثّل باصفرار لون البشرة وبياض العينين.
  • الغثيان، واضطراب وألم في المعدة.
  • الإحساس بالتعب والإعياء.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، وقشعريرة.
  • الشّعور بألم في العضلات أو المفاصل.
  • فقدان الشهية.
  • تقلب المزاج.
  • الشعور بحكة في الجسم.

قد تتطور حالة الالتهاب الفيروسي في الكبد إلى مرحلة مزمنة تختفي فيها الأعراض ولا تظهر على مدى سنوات أو عقود، إذ يصبح الفيروس خلال هذه المدّة كامنًا، ثم ينشط مسببًا التهاب الكبد وتندّبه، وقد تتفاقم هذه الحالة المزمنة عند عدم تلقي العلاج، مما يسبّب نشوء مضاعفات خطيرة، مثل: تليف الكبد، وسرطان الكبد، وفشل الكبد، والوفاة. كما تتطور بعض الأعراض الأولية في حالة التهاب الكبد الوبائي سي المزمن، مثل: الشعور بالضعف والإرهاق، والغثيان، وفقدان الشهية، وألأم في العضلات والمفاصل، وانخفاض الوزن، وقد تتطور أعراض أخرى مع تفاقم الحالة الالتهابية المزمنة إلى فشل الكبد، منها ما يأتي:

  • ظهور الجلد والعينين بلون أصفر.
  • الحكة في الجسم.
  • استسقاء البطن، وهو حالة تتمثّل بحدوث تورم في البطن نتيجة تراكم السوائل.
  • الوذمة، وهي تورم يصيب الساقين والقدمين نتيجة تراكم السوائل.
  • خروج الدم مع القيء.
  • التشوش والارتباك.
  • سهولة التعرض للكدمات والنزيف.
  • الشعور بألم عام في البطن.

طرق انتقال فيروس سي

ينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي سي عند التعرض لدم الشخص المصاب بالعدوى الفيروسية ووجود طريقة يصل بها إلى مجرى الدّم، ومن الطرق الشائعة لانتقال فيروس سي ما يأتي:

  • مشاركة أدوات تعاطي المخدرات التي قد تحتوي على بضع قطرات من الدم الملوث بفيروس سي، مثل: الحقن والإبر، وسدادات الأوردة، وقد ينتقل الفيروس عند استخدام الغليون أو القصبات المستخدمة لتدخين التبغ أو شم المخدرات، وذلك عند احتوائها على دم ملوّث به خارج من الشفاه المتشققة أو نزيف الأنف.
  • مشاركة أدوات الوشم أو الثقب غير المعقمة التي قد تحتوي على دم ملوث بفيروس سي.
  • عمليات نقل الدم عند عدم إجراء فحص للدم؛ للتحقق من احتوائه على فيروس التهاب الكبد الوبائي سي.
  • استخدام الأدوات والمعدات الطبية غير المعقمة.

قد ينتقل فيروس سي عن طريق بعض الممارسات والحالات ذات الخطورة المتوسطة، منها ما يأتي:

  • مشاركة مواد التجميل ومعدات النظافة الشخصية، مثل: شفرات الحلاقة، وفرشاة الأسنان، ومقصات الأظافر، أو الأغراض الأخرى التي قد تحتوي على أي قطرات من الدم الملوث بفيروس سي، كما قد ينتقل الفيروس عند ملامسة الفوط، والمناديل الصحية، والضمادات المستخدمة للجروح التي قد تحتوي على دماء ملوثة.
  • ممارسة الجنس غير الآمن في بعض الحالات النادرة، ولا سيما خلال فترة الدّورة الشّهرية.
  • الحمل والولادة، فقد ينتقل فيروس سي من الأم المصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سي إلى طفلها قبل الولادة أو خلالها، وتزداد فرصة انتقاله لدى الأمهات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • تعرض عاملي الصحة للإصابات والوخز بالإبر الملوثة بفيروس سي.

لا يمكن لفيروس سي الانتقال من خلال السعال، أو العطس، أو العناق، أو التقبيل، أو الرضاعة الطبيعية ما دامت الحلمات غير متشققة أو يخرج الدم منها، أو مشاركة الطعام والماء، أو التعرض للدغات الحشرات.

تشخيص الإصابة بفيروس سي

يمكن تشخيص الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي بالتعرف على التاريخ المرضي للشخص، وإجراء الفحص البدني، واختبارات الدم، وقد يوصي الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات الإضافية عند ثبوت الإصابة بهذه الحالة للتأكد من إصابة الكبد بالتلف، مثل: اختبارات الدم الأخرى، والتصوير بالموجات فوق الصّوتية للكبد، وأخذ خزعة منه.

السابق
ما هي الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن؟
التالي
من علامات الساعة الكبرى “المسيح الدّجال”

اترك تعليقاً