حَوَل العين

تفقد العينان قدرتهما على النظر في نفس الاتجاه وفي نفس الوقت عند الإصابة بمشكلة الحَوَل Strabismus/ Squint، وغالبًا ما تحدث هذه المشكلة عند الأفراد الذين يُعانون من ضعف عضلات العينين أو بُعد أو طول النظر، ويرجع سبب حدوث الحَوَل إلى وجود مشاكل في حركة العينين أو في العضلات الستة المسؤولة عن حركة العينين، ويُمكن للحول أن يُصبح دائمًا أو أن يظهر فقط أثناء التعب أو المرض أو بعد القراءة لفترات طويلة، وقد يحدث تبادل في الحَوَل في العينين أيضًا، ومما لا شك فيه أن اصطفاف العينين والسيطرة على حركتهما معًا هو أمرٌ مهم لتجنب رؤية الأجسام مرتين أو بصورة مضاعفة، فضلًا عن التمكن من رؤية عمق الصور وتجنب عدم وضوح الرؤية؛ لأن الدماغ يستقبل صورتين وليس صورة واحدة عند الحول، لكن ومع الزمن يتمكن الدماغ بالتأقلم مع هذه المشكلة ويبدأ بالتركيز فقط على صورة واحدة من إحدى العينين ويُهمل الصورة الأخرى، وهذا للأسف يؤدي إلى الحد من قدرة العين المهملة على رؤية الأجسام بصورة دائمة ويتسبب في كسل العين، وعلى أية حال هنالك علاجات طبية كثيرة للتعامل مع حَوَل العينين، لكن البعض قد يتساءلون عن العلاجات العشبية القادرة على التعامل مع هذه المشكلة، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

هل يمكن علاج حَوَل العين بالأعشاب؟

يُمكنك الحصول على الكثير من أنواع الأعشاب والمكملات العشبية لعلاج مشاكل العين عند إجراء بحث صغير على شبكة الإنترنت، لكن كما هو معروف فإن معظم هذه العلاجات لا توجد أدلة علمية لمساندة صحتها على الإطلاق، كما أن هنالك الكثير من الأعشاب التي يسوق لها أفراد محتالون يدعون بأنهم أطباء، وهذا يعني ضرورة توخي الحذر عند الرغبة بتجربة أي من الأعشاب لعلاج مشاكل العينين والتذكر دائمًا بان هذه العلاجات هي خارج نطاق سيطرة أو تنظيم الجهات الرسمية المعتمدة، ومن هذه العلاجات –مثلًا- تناول الثوم والزعفران، وهنالك بعض المواقع التي تدعي أن الصنوبر البري قادر على علاج حَوَل العين تحديدًا، فضلًا عن عشبة الجنكة، وعنب الأحراج، والجزر، والليمون، لكن بالطبع لا يوجد أدلة علمية كافية لإثبات صحة هذه الأمور، ومن الجدير بالذكر أن بعض المواقع المروجة للعلاجات الهندية القديمة قد أقدمت على الادعاء بوجود خلطات عشبية هندية يجب أخذها بالتزامن مع أداء حركات اليوغا من أجل علاج حول العين، وأضافت هذه المواقع أن هدف هذه العلاجات تخليص الجسم من السموم وإيصال الجسم إلى وضعية صحية أفضل لتجنب الخضوع لعمليات تصحيح الحول، وقد أوردت هذه المواقع ثلاثة أساليب رئيسية لعلاج حَوَل العين، ولكل أسلوب طريقته الخاصة لكنها في المحصلة هي أساليب مشتقة من التعاليم الهندية القديمة ويصعب القول بصحتها من الناحة العلمية.

طرق مختلفة لعلاج حَوَل العين

يتوقف علاج حَوَل العين أصلًا على نوع حَوَل العين الموجود لدى المصاب، وقد يضطر الطبيب إلى الاستعانة بمجموعة من العلاجات من أجل ارجاع النظر إلى وضعه الطبيعي لدى المصاب، وتتضمن أهم الطرق المتبعة لعلاج حالات حَوَل العين الآتي:

• النظارات الطبية: تُساهم النظارات الطبية في منع تطور حالة الحَوَل إلى كسل أو غموش في العين، وهذا هو ما يُفسر حقيقة وصف الأطباء النظارات الطبية لارتدائها في كل الأوقات لدى الأطفال المصابين بهذه المشكلة، وفي الحقيقة يُمكن للنظارات أن تشفي بعض أنواع الحَوَل نهائيًا عند ارتدائها، لكن قد يرجع الحَوَل بمجرد خلع النظارات.
• العلاج بسد العين: قد لا يكون هذا النوع من العلاج قادرًا على صف العينين بمستوى واحد مرة أخرى، لكنه يبقى قادرًا على تحسين النظر في العين التي أصابها الكسل بسبب الحول، ويقوم مبدأ هذا العلاج ببساطة على تغطية أو سد العين القوية بقطعة من القماش، واستعمال العين الضعيفة فقط للنظر بها إلى العالم المحيط؛ فهذا الأمر كافٍ لإرجاع أو تفعيل الإشارات العصبية من العين إلى الدماغ مرة أخرى.
• حقن البوتكس: تهدف هذه الحقن إلى إضعاف عضلات العين لدفع العينين إلى الاصطفاف مرة أخرى بصورة طبيعية، لكن لن يكون بمقدور الطبيب إعطاء هذه الحقن إلا لعلاج أنواع محددة من الحَوَل، كما سيكون من الضرورة وضع الطفل تحت التخدير العام أثناء إعطائه هذه الحقن.
• التمارين: تمتلك بعض أنواع التمارين قدرة على تقوية العينين ودفعهما إلى العمل معًا في حال إصابتهما ببعض أنواع الحول، وتُعد هذا التمارين مفيدة للأطفال الأكبر سنًا الذين يُعانون من حَوَل متقطع، ومن بين أشهر هذه التمارين-مثلًا- تمرين النظر إلى القلم، الذي يهدف إلى تركيز نظر العينين معًا عبر النظر إلى قلم موجود في اليد على امتداد الذراع، ثم تقريب القلم تدريجيًا من جسر الأنف مع التركيز على النظر إلى القلم قدر المستطاع.
• الجراحة: يحتاج بعض الأطفال إلى الخضوع لعمليات جراحية في العين من أحل إصلاح عضلات العينين المتورطة في نشوء الحَوَل أصلًا، وهذا الخيار غالبًا ما يُصبح واقعًا عند فشل النظارات والعلاجات الأخرى في تصحيح النظر أو في حال كان الحَوَل شديدًا للغاية، لكن المشكلة أن الجراحة لن يكون بمقدورها تحسين النظر في العين التي أصيب بالكسل نتيجة للحَوَل، وهذا يعني أن ارتداء النظارات سيكون واجبًا بعد العملية، وعلى العموم فإن أخطار عملية الحَوَل ليس كبيرًا كما يتصور البعض.

مَعْلومَة

يجهل الكثيرون بأن مشكلة كسل العين الناجمة عن الحَوَل قد أصابت الكثير من المشاهير العالميين، ومنهم –مثلًا- باريس هيلتون، والممثل رايان غوسلينغ، والممثلة هايدي كلوم، والممثل تايلور لوتنر، والممثل زاك إيفرون، والمغنية الأمريكية الشهيرة أليشيا كيز، لكن كما هو معروف، تمكن معظم هؤلاء المشاهير في النهاية من التغلب على مشكلة كسل العين والحول وأصبحت هذه المشكلة من الماضي بالنسبة لهم، وهذا يُعطي أملًا للكثير من المصابين بالحَوَل في التخلص من هذه المشكلة أيضًا، خاصة عند التعرف على هذه المشكلة لدى الأطفال في أعمار مبكرة والبحث عن الطرق الطبية المناسبة بدلًا عن البحث عن الطرق العشبية التي لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية لإثبات صحتها.