لوط عليه السلام
لوط عليه السلام هو ابن أخ إبراهيم الخليل، عليهما السلام، وكان قد آمن مع إبراهيم عليه السلام، وهاجر معه إلى أرض الشام، فبعثه الله تعالى إلى أهل سدوم، وهي اليوم من أراضي فلسطين المحتلة وما حولها من القرى، ليدعوهم إلى الله عز وجل، وليأمرهم بالمعروف، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من الآثام، وما يقترفونه من الفواحش، التي لم يسبقهم بها أحد من بني آدم، وإنّ أولاً: دعوة لوط عليه السلام لأهل سدوم كانت إلى الدين الحق وإلى الطريق المستقيم، وكذلك الأمر بتقوى الله؛ {فاتقوا الله وأطيعون}، ثم أخبرهم أنه رسولٌ أمين، وأنه لا يسألهم أجرًا على دعوته لهم إلى الحق المبين، {وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}.
أفعال قوم لوط
لبث لوط في قومه ثلاثين سنة، وكان يدعوهم إلى الله عز وجل، وكانوا لا يتطهرون من الجنابة ولا يتنظفون من الغائط، ومع ذلك ولم ييأس لوط عليه السلام من دعوتهم، وقد حذروه من قبل أنه إذا استمرّ بدعوتهم سيطرد من القرية، وكانوا قوم لوط ينامون في الدنس والعار، ولا يريدون أن يستيقظوا على صوت لوطٍ وهوَ يدعوهم إلى التفكّر في أحوالهم، وكانوا يتميّزون بضيق الأفق لا يرونَ الأمور إلا من وجهة نظر واحدة هي وجهة نظر الشيطان، إذ إنّ الشّيطان زين لهم أدبار الذكور وغواهم، وكان هذا الدنس هو أُسلوب حياتهم، وعندما قام لوط بالبلاغ أصدروا عليه قرار الطرد، إذ يقول تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ*أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾[٤][٥] وكذلك تميّز قوم لوط بالعديد من الصّفات والأفعال السّيئة، ومنها:
- عبادة الأصنام.
- المُباغضة في المجالس.
- تربية الكلاب وعمل المُصارعة بينهم.
- الرّمي بالحصى.
- شرب الخمر.
- التّشبّه بالنّساء من ناحية تصفيف الشّعر.
- حل الأزار.
- مُناقرة الدّيوك.
هلاك قوم لوط
أمر الله تعالى جبريل بتعذيب قوم لوط، إذ عُذّب قوم لوط عن طريق جبريل عندما قَلَبَ مدائنهم بطرف جناحه، ولم يورد حديثاً يشهد لهذا، ولكن روى أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه؛ العظمة بإسناده عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: “كَانَتْ مَدَائِنُ قَوْمِ لُوطٍ ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفٍ بِالسَّهْلِ بِبَطْنِ الْغَوْرِ، وَالرَّابِعَةُ عَلَى الظَّاهِرِ مِنَ الشَّرَاةِ، فِيهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ أَلْفِ إِنْسَانٍ، قَالَ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَثِيرًا مَا يَشْتَرِفُ عَلَى مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ بِسَدُومَ، فَيَقُولُ: أَيُّ يَوْمٍ لَكِ؟ قَالَ قَتَادَةُ: بُعِثَ جِبْرِيلُ فَانْتَسَفَهَا مِنْ أُصُولِهَا مِنَ الْعُرْوَةِ السُّفْلَى بِجَنَاحِهِ، حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ أَصْوَاتَ الدُّيُوكِ، وَضُغَاءَ الْكِلَابِ، ثُمَّ أَهْوَى بِهَا إِلَى الْأَرْضِ، وَصَارَ أَسْفَلُهَا أَعْلَاهَا، وَجَرْجَمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَأَتْبَعَ شُذَّاذَ الْقَوْمِ صَخْرًا مَنْضُودًا”.
