اسلاميات

أين يوجد جبل الطور

موقع جبل الطور ومكانته الدينية

ذُكر جبل الطور في القرآن الكريم في قوله تعالى:{وَطُورِ سِينِينَ،وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}، مما أكسب الجبل مكانة عظيمة وأهمية كبيرة، إذ يُعد جبل الطور من أكثر الجبال المباركة على سطح الأرض؛ لارتباطه الوثيق بقصة النبي موسى عليه السلام، عدا عن كونه المكان الذي نزلت الوصايا العشر على موسى عليه السلام، هذه الوصايا المقدسة في مختلف الديانات السماوية الثلاث.، فيما يأتي موقع جبل الطور ومكانته الدينية:

  • طبيعة جبل الطور: يتمتع جبل الطور بجمال طبيعي ساحر يجده ويراه كل من يصعد الجبل ويتمتع بجمال طبيعته، وإطلالة قمته الساحرة؛ خاصة فترة شروق الشمس وغروبها، إذ ترسل الشمس أشعتها على سلسلة جبلية محيطة بجبل الطور لترسم الطبيعة أجمل لوحة فنية في هذه المنطقة، كلّ ذلك أكسب الجبل أهمية سياحية على مستوى المنطقة والعالم أجمع، فيأتي إليه السياح من جميع أنحاء العالم على مختلف دياناتهم ليتمتعوا بمنظر الجبل الساحر.
  • موقع جبل الطور: يقع جبل الطور في منطقة شبه جزيرة سيناء في جمهورية مصر العربية بالقرب من دير سانت كاترين وجبل كاترين إلى جنوب سيناء بالتحديد، ويصل ارتفاع قمة جبل الطور إلى نحو 2290 مترًا عن مستوى سطح البحر.
  • مكانة الجبل الدينية: اختار الله سبحانه وتعالى هذا المكان كي يكلم نبيه موسى عليه السلام، وهو من أولي العزم من الرسل، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام في جبل الطور، وأمره بحمل الرسالة ودعوة فرعون وقومه لعبادة الله وحده لا شريك له، وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الظلم والاستعباد إلى الحرية وعبادة ربّ العباد، وتحرير بني إسرائيل من حكم فرعون وجبروته وظلمه، فأمر الله النبي موسى عليه السلام بالصعود لقمة جبل الطور ليكلم الله ويتلقى كلمات الله ووصاياه العشر الموجودة في جميع الديانات، وهي: الديانة الإبراهيمية، والديانة اليهودية، والديانة المسيحية، والديانة الإسلامية.

مسميات جبل الطور

سمّي جبل الطور بمسميات مختلفة والتي كان منها:

  • جبل تابور، وهي تسمية يونانية معناها المرتفع.
  • جبل الطابور، وهي تسمية جاءت من لغة الأوغاريت التي اشتهرت في منطقة رأس شمرا بسوريا والتي تعني البهاء والنور.
  • جبل التجلي، نسبة إلى تجلي المسيح عليه السلام فيه عندما صعد مع بعض تلاميذه إلى قمة الجبل.
  • جبل سيناء.
  • جبل حوريب.
  • جبل النبي موسى عليه السلام.

جبل الطور وجبل فلسطين

من بين العديد من التسميات التي أطلقت على جبل الطور وبالعديد من اللغات؛ فأطلق على الجبل اسم تابور باليونانية، وتعني هذه التسمية المرتفع، وسمي أيضًا باسم الطابور، وهذه اللفظة أتت من لغة تسمى بالأوغاريت، كانت محكية في منطقة رأس شمرا في سوريا؛ وتعنى هذه اللفظة البهاء والنور، إذ كان أهل المنطقة هناك يعبدون إله النور المسمى طابور، بينما يدعى جبل الطور عند المسيحية بجبل التجلي؛ نسبة إلى تجلي المسيح عليه السلام عندما صعد الجبل مع بعض تلاميذه، وعليه فإن كثيرًا من الناس لا يفرقون بين جبل الطور وجبل فلسطين، إذ يختلط عليهم الأمر بسبب التسمية ذاتها لجبل الطور في سيناء وجبل الطور في فلسطين، ولكن الجبل المذكور في القرآن الكريم هو جبل طور الموجود في جنوب سيناء وليس جبل فلسطين الواقع في شمال منطقة مرج بن عامر بالقرب من يعبد في أرض جنين، وهذا الجبل أي جبل فلسطين يمكن رؤيته وتمييزه من مسافات بعيدة؛ نظرًا لوجوده في أراضٍ منبسطة وممتدة من حوله، ولجبل فلسطين ارتباط بالديانية المسيحية ونبي الله عيسى عليه السلام.

موقع جبل الطور في عيون الباحثين والمؤرخين

قادت العديد من الأدلة والوقائع الباحثين عبر قصص التاريخ وأحداثه إلى أن جبل الطور المذكور في القرآن الكريم يقع في الجزء الشمالي الغربي من المملكة، من بين هؤلاء الباحثين الباحث النمساوي ألويس موسل (Alois Musil)، والأميركي رونالد وايت (Ronald Eldon Wyatt)، إذ يوضح وايت في أبحاثه للآثار في هذه المنطقة، ولقراءته لبعض النصوص من العهد القديم؛ أن الجبل المسمى أبو العجل في منطقة وادي اللوز هو جبل الطور المذكور؛ فقد وجد بعض النقوش والرسومات والآثار بالقرب من جبل اللوز، عدا عمّا ذكره الباحث النمساوي موسل في كتابه (شمال الحجاز1) موضحًا أنه عندما قرر بنوا إسرائيل الفرار من فرعون وسلطته كانت وجهتهم إلى بلد لا يمتد نفوذ فرعون نحوها، بلد يجدون فيها الأمن والأمان ومتطلبات حياتهم الأساسية، وبما أن موسى عليه السلام لبث سنين في مدين قوم شعيب التي آوته وقدمت له الأمن والاستقرار، فإن هذه الشروط تتوفر فيها بلا شكّ، وعليه فإن موسى قد أخذ قومه بني إسرائيل نحو بلد مدين إلى جبل الربّ، وأكد على هذه الفرضية الباحث في مجال الآثار سرحان صبيح البلوي، إذ يرى أنه من المنطقي جدًا أن يختار موسى عليه السلام مدين ملجأ له ولقومه؛ لأنه وجد فيها الأمان عندما خرج من مصر خائفًا من فرعون وجنوده، بالإضافة إلى أن أحداث قصة موسى تؤكد أن موقع جبل الطور يقع بالقرب من منطقة (التيه)؛ المنطقة التي توفي فيها موسى عليه السلام، وقد ورد في السنة النبوية في قوله صل الله عليه وسلم في الحديث: [أَتَيْتُ، وفي رِوَايَةِ هَدَّابٍ: مَرَرْتُ، علَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ، وَهو قَائِمٌ يُصَلِّي في قَبْرِهِ]، ومن المعلوم أن طريق الإسراء كانت من أرض الحجاز إلى بيت المقدس ولا تتقاطع بمنطقة سيناء، ومن جهة أخرى فإنه توجد بعض النظريات والدراسات الفلسطينية في هذا المجال؛ إذ يقول أستاذ علم اللغة بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس الفلسطينية الدكتور يحيى جبر أن كلمة الطور في اللغات السامية تعني الجبل الضخم المشجر، وفي نابلس جبل بهذا الوصف وهو جبل جرزيم، الذي تسكنه طوائف سامرية إلى هذا اليوم، يقدسونه ويقيمون فيه مراسمهم ومعابدهم التي يمارسون فيها طقوسهم الدينية الخاصة بهم، ويعتقد هؤلاء السامريون أنهم هم اليهود الحق وليس أولئك الذين يحتلون أرض فلسطين، وفي نهاية المقال يتبين أن شيوع لفظ جبل الطور الذي يعني الجبل الضخم قد يطلق على العديد من الجبال، مما فتح مجالًا واسعًا للبس في حقيقة موقع جبل الطور.

السابق
علامات ظهور المهدي عليه السلام
التالي
ماذا كان يفعل قوم لوط

اترك تعليقاً