ماذا يقول لون لسانك عن صحتك

قد تصاب بالعديد من الأمراض في حياتكَ، فمنها ما يصاحبها أعراض وعلامات، ومنها ما تكون خفيةً ولا تظهر إلا في المراحل المتقدمة من المرض، لكن الكثيرين لا يعرفون بأن الأمراض من الممكن أن تظهر على الإنسان من خلال لسانهم، ففي حال نظرتَ إلى لسانكَ من خلال المرآة فمن الممكن أن تُلاحظ الكثير من التغييرات عليه، إذ يمكن أن تكون مصابًا بمرض ما ولسانك سيكشف العلة، وفي هذا المقال سنوضح لك طرق معرفة صحتك عن طريق لون لسانك، إذ يتميز اللسان الطبيعي بلونه الوردي وسطحه المغطى بغشاء ممتلئ بعدد كبير من النتوءات صغيرة الحجم التي تُدعى بالحليمات.

دلالات ألوان اللسان

يُشير تغير لون لسانك إلى إمكانية الإصابة بأمراض صحية متنوعة، ويمكن ذكر ألوان اللسان والأمراض أو الاضطرابات المرتبطة بها على النحو الآتي:

• اللسان الأحمر: إن تغير اللسان إلى هذا اللون يدل على زيادة في حرارة الجسم أو الإصابة بما يُعرف بالحمى القرمزية، وهي حالة تنشأ عن الإصابة بواحدة من أنواع العدوى، ويُمكن لتغيير لون اللسان إلى اللون الأحمر أن يكون علامة على وجود نقص في فيتامين ب12 أو حمض الفوليك، وقد يكون احمرار اللسان ناجمًا عن الإصابة بما يُعرف بمرض كاواساكي، والذي يظهر عادةً عند الأطفال بعمر أقل من 5 سنوات، ويؤدي إلى حدوث حمى شديدة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا، ومما لا شك فيه أن للأطعمة المصبوغة باللون الأحمر دورًا في ظهور اللسان بلون أحمر أحيانًا، وقد تتسبب بعض الأطعمة الحمضية في حصول احمرار وحرقة بسيطة مؤقتة أيضًا.
• اللسان الأبيض: في حال كان اللسان مغطى بطبقة سميكة ذات لون أبيض، فإن ذلك قد يشير إلى الإصابة بفطريات الفم أو إصابة الجسم بعدوى بكتيريَّة، أما في حالة كانت توجد بقع بيضاء اللون ومنتشرة في جميع أنحاء اللسان، فإن ذلك يدل على إصابة الجسم بما يُعرف بالطلوان، الذي ينشأ أحيانًا عن تدخين السجائر، ومن الممكن أن يدل بياض لون اللسان على الإصابة بفطريات الخميرة أو المبيضات، ومن الممكن علاج هذه الحالة من خلال وصف الأدوية المضادة للفطريات، وعلى أيّ حال يقترن ابيضاض اللسان أيضًا مع مرض آخر يُدعى بالحزاز المسطح، والذي ينشأ عن استجابات المناعة الذاتية الناجمة عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم الطبيعية في اللسان.
• اللسان المائل للون البنفسجي: يدل اللون البنفسجي للسان أو الشفتين على أن الجسم مصاب بضعف في دورته الدموية أو قلة نسبة الأكسجين في الجسم، أو ربما يدل على وجود مشكلات أو أمراض لها علاقة بعضلة القلب، بالإضافة إلى أنه قد يدل على إصابة الجسم بمرض كاواساكي الذي ذكر مسبقًا.
• اللسان ذو اللون الشاحب: يدل شحوب لون اللسان أو اصفراره على الإصابة بمرض الصدفية أو اليرقان، كما يرتبط بتدخين سجائر التبغ كما هو معروف بين الناس.
• اللسان الأسود: من النادر أن يكون اللسان ذو اللون الأسود أمرًا خطيرًا، إلا أنه من الممكن أن يحدث بسبب الاستخدام المبالغ به للمضادات الحيوية أو المنتجات التي تحتوي على عنصر البزموت، كما يُمكن للسان أن يظهر بلون أسود بسبب التدخين وقلة الاهتمام بنظافة اللسان.
• اللسان الأزرق: يشير تغير لون اللسان للأزرق إلى وجود انخفاض في تشبع الدم بالأكسجين، وهذا الأمر يُمكن أن يكون ناجمًا عن الإصابة بأمراض الرئتين أو أمراض الكلى.
• اللون الرمادي: يعتقد الخبراء بأن تغير لون اللسان إلى الرمادي هو أمرٌ له علاقة بالمشكلات الهضمية بالدرجة الأولى؛ كالإصابة بقرحة المعدة مثلًا، لكن يُمكن لهذا الأمر أن يحدث بسبب الإصابة بالأكزيما أيضًا.

مشكلات صحية في اللسان

توجد الكثير من التغيرات والمشكلات التي تصيب اللسان وتُساهم في تغيير لونه أو شكله، مثل:

• شعر اللسان: قد يُلاحظ البعض ظهور طبقة كالشعر أو الفرو فوق اللسان لديهم، وهذا الأمر يحدث نتيجة تحول الحليمات التي فوق اللسان إلى ما يُشبه الشعر أو الفرو بسبب البروتينات التي تزيد من ضخامتها وتجعلها مرتعًا للبكتيريا وبقايا الطعام، وغالبًا ما يكون بوسع المصابين بهذه المشكلة التخلص منها بسهولة عبر استخدام فرشاة الأسنان، بينما لو بقي الشعر فوق اللسان وانتشرت البقع البيضاء أيضًا على الرغم من تنظيف اللسان، فإن ذلك يُمكن أن يكون مؤشرًا على الإصابة بما يُعرف بالطلعون الشعري، والذي يظهر عادةً عند الأفراد المصابين بفيروس الإيدز أو أنواع أخرى من الفيروسات.
• ضخامة اللسان: يزداد حجم اللسان ويُصبح كبيرًا إلى درجة يضغط عندها على الأسنان المجاورة له، وهذا الأمر يحدث غالبًا بسبب الإصابة بقصور الغدة الدرقية، أو الالتهابات، أو الحساسية، أو لأسباب أخرى، ولن يكون بوسع الطبيب سوى علاج هذه الأسباب أولًا من أجل إرجاع اللسان إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى.
• تشقق اللسان: تزداد فرص ظهور الشقوق الكبيرة والعميقة في اللسان كُلما تقدم الإنسان بالعمر، لكن الشقوق العميقة في اللسان يُمكن أن تظهر لأسباب مرضية أيضًا؛ كالإصابة بالصدفية، أو متلازمة داون، وغيرها من المتلازمات المرضية.
• تقرحات اللسان: يحتوي اللسان على الكثير من النهايات العصبية التي تتسبب في شعور الفرد بالكثير من الألم والانزعاج عند إصابة اللسان بالضرر أو الأمراض، ويُمكن للسان أن يُصاب بالتقرحات والآلام بسبب الإصابة بما يُعرف بقرحة الفم، أو الالتهابات الفطرية، أو بعض الأدوية.
• اللسان الجغرافي: ينتمي مرض اللسان الجغرافي إلى فئة الأمراض الالتهابية البسيطة التي تصيب اللسان نتيجة لزوال الحليمات الموجودة فوق مناطق معينة من اللسان، وهذا يؤدي إلى ظهور ما يُشبه الخرائط أو العلامات الجغرافية فوق اللسان، وما زال الخبراء غير مدركين لأسباب الإصابة بهذا المرض أو طرق الوقاية منه، لكن العديد منهم يربطون بين الإصابة باللسان الجغرافي وبين الإصابة بالصدفية.

سرطان اللسان

قد يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس إمكانية أن تكون التغيرات الحاصلة على لون اللسان وشكله هي إشارات دالة على الإصابة بسرطان اللسان؛ وذلك لأن من المعروف أن لسرطان اللسان علامات وأعراض كثيرة، منها ظهور بقع حمراء أو بيضاء في بطانة اللسان أو ظهور التقرحات التي يستحيل شفاؤها فوق اللسان، وقد يشكو المصابون بسرطان اللسان من ظهور اعراض أخرى أيضًا؛ كالألم في الفك والحلق، والألم أثناء البلع، وتنميل اللسان والفم، ونزيف اللسان دون سبب، بالإضافة إلى ظهور كتلة دائمة فوق اللسان، وعلى الرغم من أن الخبراء ما زالوا غير متيقنين تمامًا حول الأسباب المؤدية إلى الإصابة بسرطان اللسان، إلا أنه توجد الكثير من الأمور والعوامل التي لها علاقة وثيقة بزيادة خطر الإصابة بهذا السرطان، منها:

• تدخين سجائر التبغ أو حتى علكة التبغ.
• الإفراط في شرب المشروبات الكحولية.
• كثرة تناول اللحوم المصنعة والحمراء وقلة تناول الفواكه والخضروات.
• الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
• ظهور حالات من هذا السرطان بين أفراد في العائلة من قبل.