الصحة النفسية

ما سبب طقطقة العظام

ما سبب طقطقة العظام

 

طقطة العظام

يُعاني كثير من النّاس من أعراض طقطقة العظام، أو ما يعرف بطقطقة المفاصل، فهي أمر شائع جدًا ولا يُنذِرُ بوجود أي حالة خطيرة عند الشخص كالتهاب المفاصل مثلًا، ولا يسبب أي تلفٍ للمفاصل والعظام بخلاف الاعتقاد السائد بين النّاس.

عمومًا، يحتمل أن ترجع طقطقة العظام أو فرقعتها إلى حركة الأوتار والعضلات فوق المفصل، أو ربما تعود إلى فقاعات النتروجين التي توجد عادةً في حيّز المفاصل في الجسم، بيد أنّ هذه الأسباب المحتملة هي مجرد فرضيات؛ إذ ما تزال الدراسات عاكفة على تحري السبب الدقيق لطقطقة المفاصل.

أسباب طقطقة العظام

ما تزال الأسباب الدقيقة الكامنة وراء حدوث طقطقة المفاصل غير واضحة المعالم حتى الساعة؛ ففي عام 2015، أجرى باحثون دراسةً علميةً استخدموا فيها تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي، فجاؤوا بنتائج مقنعة تبين أن طقطقة المفاصل والعظام ليست ناجمةً أساسًا عن إطلاق فقاعات النتروجين في المفصل، وإنما عائدةٌ إلى وجود فراغٍ ضئيل بين عظام المفصل.

لا يوجد حتى الآن أي دليل بارز على وجود تأثيرات جانبية ضارة لطقطقة المفاصل على الصحة، إنما يقتصر الأمر على حدوث زيادة طفيفة في نطاق حركة المفصل، وعمومًا، إذا كانت طقطقة المفاصل مرتبطة بالألم أو بمحدودية حركة المفصل أو بوجود تاريخ طبي من الإصابة بحالات كهذه، فقد تكون عندئذ ناجمة عن بعض الأمراض والحالات التي تتضمن:

  • التهاب المفاصل الروماتويدي: يعرف هذا المرض بأنه أحد أنواع التهاب المفاصل، وتتضمن أعراضها المعاناة من طقطقة العظام التي يبدو صوتها واضحًا وعاليًا مقارنة مع أصواتها المنخفضة التي لا ترتبط عادة بأي مرض.
  • التهاب الوتر: يؤدي التهاب الوتر في بعض الحالات إلى سماع صوت أشبه بطقطقة العظام أو فرقعتها، ويسري هذا الأمر على الإصابة المباشرة في منطقة الوتر ومحيطه، فضلًا عن الالتهاب الحاصل في تلك المنطقة كما هو الحال عند الإصابة بالتهاب لقيمة العضد الوحشية، أو ما يعرف بمرفق التنس.
  • التهاب المفاصل التنكسي (الفُصال العظمي): يؤثر هذا المرض على الغضاريف الموجودة في المفاصل، فيجعلها أقل سماكة وأكثر خشونةً، فتعاني حينها من التآكل الذي يُؤدي إلى احتكاك المفاصل بعضها ببعض، وتزايد حدوث طقطقة العظام والمفاصل مع تقدم المرض، فعلى سبيل المثال، أشارت دراسة علمية أجريت عام 2018 إلى أن طقطقة مفصل الركبة كانت عاملًا تنبئيًا عند الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي دون أي أعراض، وكان هذا الأمر أكثر احتمالًا وحدوثًا لديهم[٤]، وقد أشارت نتائج أخرى إلى أنّ الأفراد المصابين بهذا المرض عانوا كذلك من انخفاض بعض الوظائف والقدرات الجسدية المرتبطة بحركة الركبة لديهم.
  • الجراحة: يزداد احتمال حدوث طقطقة العظام أو فرقعتها بعد إجراء جراحة المفاصل أو إصابتها إصابةً مباشرة، بيد أنها تخف تدريجيًا في أثناء مرحلة العلاج، واستعادة مرونة المفصل ونطاق حركته عبر ممارسة بعض التمارين، أمّا استمرارها فيشير إلى تشكيل الأربطة نسيجًا ندبيًا بعد العملية. 
  • أسباب أخرى: يحتمل أن تكون طقطقة المفاصل والعظام حركة مقصودة يتبعها الناس نتيجة أمور عديدة؛ فبعضهم يحبون سماع هذا الصوتَ، في حين أن بعضهم الآخر يرى أن هذه الطقطقة تتيح للعظام والمفاصل نطاقَ حركةٍ أكبر، كذلك، يمكن أن تكون الطقطقة دليلًا على معاناة الشخص من التوتر والعصبية، والغريب في الأمر أن المرء حالما يبدأ باتباع هذه العادة، فإنها تلازمه في معظم الأحيان، وتصبح أمرًا تلقائيًا يحدث دون وعي. 

علاج طقطقة العظام

لا تستدعي الغالبية العظمى من حالات طقطقة العظام أي علاج طبي، فهي لا تسبب أي مشكلات أو مضاعفات، ولا تكون مؤلمة لكِ ولا تسبب أي مضاعفات، بيد أن العلاج يكون ضروريًا إذا كانت طقطقة العظام ناجمة عن إصابتك أحد الأمراض، مثل؛ التهاب المفاصل التنكسي، ففي حالات كهذه، يوصيك الطبيب بتناول الأدوية التالية:

  • المسكنات: تكمن آلية عمل المسكنات في تخفيف شدة الآلام دون أن تؤدي إلى انخفاض الالتهاب، فهي تؤثر أساسًا على طريقة استجابة جسمك للألم، وتباع هذه الأدوية في الصيدليات وفق وصفة طبية، ولعل أبرزها؛ الأدوية الأفيونية والأسيتامينوفين، وهنا ينبغي لكَ أن تتوخى الحذر، لأنّ الأدوية المحتوية على مواد أفيونية قد تؤدي إلى إصابتك بالإدمان، وحاول كذلك ألا تتناول جرعة كبيرة من بعض تلك الأدوية، سيما دواء الأسيتامينوفين؛ ومرد ذلك إلى تسببه بأضرار كبيرة على الكبد.
  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: تستخدم هذه الأدوية في المقام الأول لعلاج حالة التهاب المفاصل، جنبًا إلى جنب مع تخفيف الآلام الناجمة عنه، ولعل أبرزها؛ أدوية الأسبرين والإيبوبروفين التي تؤخذ عادة على شكل أقراص دوائية، وتنطوي على بعض التأثيرات الجانبية، مثل اضطرابات المعدة، بيد أنها ليست أدوية مخدرة ولا تسبب الإدمان، وتباع هذه الأدوية على شكل كريمات موضعية توضع مباشرة على المفاصل المصابة، ومع ذلك، حاول أن تتوخى الحذر أثناء تناولها، فبعضها قد يؤدي إلى زيادة خطر إصابتك بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، لذلك، ينبغي لك أن تخبر الطبيب بمعاناتك من أمراض القلب أو الكلى أو الكبد كي يتجنب وصف تلك الأدوية، وعمومًا، ينبغي لك أن تدرك أمرًا مهمًا جدًا؛ فهذه الأدوية ليست مخصصة إطلاقًا لعلاج طقطقة العظام، إنما مخصصة حصرًا لعلاج حالات التهاب المفاصل المسببة لطقطقة العظام، لذلك، ينبغي ألا تتناولها تلقائيًا، وأن تستشير الطبيب إذا كنت تشتبه بأن إصابتك بطقطقة المفاصل إحدى أعراض التهابها.

مَعْلُومَة

إذا كُنتَ قلقًا حول خُطورة صوت طقطقة المفاصل أو العظام، فلا تشكل طقطقة العظام أو المفاصل أمرًا خطيرًا على صحتك، إذ إنّها أمرٌ عابرٌ في الغالبية العظمى من الحالات، ومع ذلك، ينبغي أن تستشير الطبيب إذا ترافقت طقطقة المفاصل مع أعراض الألم والتورم والتغير في شكل المفصل؛ فعلى سبيل المثال، يحتمل أن تصاب بطقطقة العظام في أصابعك إذا سحبتها بقوة، أو حرّكتها باتجاه خاطئ، مما يسبب ألمًا شديدًا مصحوبًا مع تورم الإصبع المصاب والتوائه، وهنا حاول أن تراجع الطبيب فورًا لتلقي العلاج المناسب.

السابق
ابرة فيتامين سي
التالي
الفرق بين المخ والمخيخ

اترك تعليقاً