الصحة النفسية

ما علاج احتكاك الركبة

ما علاج احتكاك الركبة

 

احتكاك الركبة

تنشأ مشكلة احتكاك الركبة غالبًا نتيجة للإصابة بما يُعرف بالفصال العظمي Knee Osteoarthritis، الذي يُعد السبب الرئيسي أيضًا وراء الإصابة بالتهابات مفاصل الركبة المؤدية إلى الشعور بالألم، ويرجع سبب الإصابة بهذا المرض إلى تدهور أو تآكل الغضاريف المفصلية داخل الركبة، التي تتمحور وظيفتها أصلًا حول حماية العظام من التلاطم أو الاحتكاك ببعضها، وقد يؤدي الفصال العظمي أولًا إلى إضعاف الغضاريف ثم جعلها تتآكل تدريجيًا لتصبح هزيلة، ثم يبدأ الجسم بمحاولة إصلاح هذه الغضاريف وإمدادها بخلايا جديدة، لكن هذا الخلايا لن تكون كافية لتعويض الخلايا المنهارة، مما يجعل المفصل في حالة من الاحتكاك والالتهاب المستمر، ومن الجدير بالذكر أن سبب احتكاك الركبة قد يكون راجعًا أيضًا إلى متلازمة أخرى تُدعى بمتلازمة الاحتكاك أمام الرضفة Prepatellar Friction Syndrome، التي تظهر كثيرًا عند ممارسي رياضة ركوب الدراجة، لكن لا توجد الكثير من الدراسات حول هذه المتلازمة باستثناء دراسة واحدة نشرت عام 2015، وهذا يعني أن وجود هذه المتلازمة ما زال حديثًا وقيد التمحيص ولا يوجد الكثير من المعلومات حولها.

علاج احتكاك الركبة بالأدوية

لا يوجد علاج نهائي لشفاء احتكاك الركبة الناجم عن الفصال العظمي، لكن يبقى بوسع الأطباء وصف مجموعة كبيرة من الأدوية لتخفيف الآلام الناجمة عن احتكاك الركبة، منها:

  • دواء الباراسيتامول Paracetamol: يكتفي بعض مرضى احتكاك الركبة أو الفصال العظمي بأخذ دواء الباراسيتامول لتخفيف الآلام التي يشكون منها، وبالإمكان الحصول على هذا الدواء من الصيدليات دون وصفة طبية، لكن يبقى من الأنسب عدم الإكثار من هذا الدواء والحرص على أخذه بمواعيد محددة.
  • مضادات الالتهابات اللاستيرويدية NSAIDs: تهدف هذه الأدوية إلى تسكين الآلام عبر علاج الالتهابات الحاصلة داخل المفاصل، وبالإمكان الحصول على بعض أنواعها على شكل كريمات موضعية لوضعها فوق مفصل الركبة مباشرة، وقد لا يكون هنالك حاجة أصلًا للوصفات الطبية للحصول على هذه الكريمات، لكن يجب عدم إعطاء هذه الأدوية للمصابين بالربو أو بتقرحات المعدة أو بالنوبات القلبية.
  • الأدوية المخدرة القوية: قد تكون هذه الأدوية حلًا مناسبًا لتسكين الآلام القوية الناجمة عن الفصال العظمي، والتي لم يتمكن دواء الباراسيتامول من التعامل معها، لكن يجب بالطبع وجود وصفة طبية للحصول على هذه الأدوية، كما يُمكن لها أن تؤدي إلى حدوث بعض الاعراض الجانبية السيئة؛ كالإمساك والغثيان.
  • كريمات الكابسيسين Capsaicin: بمقدور هذه الكريمات عرقلة وصول إشارات الألم من المناطق المستهدفة، لكن قد يحتاج المصاب إلى استخدام هذه الكريمات لفترة زمنية قد تمتد لشهر كامل حتى يبدأ بملاحظة مفعولها، كما يجب وضع هذه الكريمات فقط فوق الركبة وليس في أمكنة أخرى.
  • حقن الستيرويد Steroid: يلجأ الطبيب إلى إعطاء هذه الحقن للمرضى الذين لم تُفلح أنواع الأدوية الأخرى في تسكين آلامهم وأعراض المرض لديهم، وتمتاز هذه الحقن بقدرتها على تسكين الألم بسرعة ولمدة قد تمتد لأسابيع أو أشهر.

علاج احتكاك الركبة بطرق طبيعية

تتوافر الكثير من العلاجات الطبيعية المفيدة لتسكين آلام احتكاك الركبة الناجم عن الفصال العظمي، مثل:

  • ممارسة الأنشطة الرياضية: تُساهم الأنشطة الرياضية في تقوية العضلات القريبة من مفصل الركبة، وهذا يُساند ويُدعم الركبة ويجلب مزيدًا من العناصر الغذائية إلى غضاريف تلك المنطقة.
  • الأطعمة المناسبة: تحتوي بعض أنواع الأطعمة والمنتجات الغذائية على مركبات مضادة للالتهابات والتورمات؛ كالأسماك، والحبوب الكاملة، والخضراوات، والأصناف الغذائية الصحية الأخرى.
  • الكمادات الباردة والدافئة: ينصح البعض بتجربة وضع الكمادات الباردة فوق المفاصل من أجل تسكين الآلام الحادة، بينما ينصح آخرون باستخدام الكمادات الدافئة لتسكين الآلام المزمنة.
  • المكملات الغذائية: يحاول بعض الخبراء علاج الفصال العظمي باستخدام خليط من مكملات الجلوكوزامين Glucosamine ومكملات الكوندروتين Chondroitin، لكن الجهات الطبية الرسمية ترفض الاعتراف بقدرة المكملات وحدها على علاج الفصال العظمي على الرغم من وجود الكثير من الدراسات التي تحدثت عن فوائد هذه المكملات.
  • التدليك: أشارت بعض الأدلة العلمية إلى إمكانية علاج آلام وتصلب المفاصل عبر الحرص على الخضوع لجلسات المساج والتدليك لساعة واحدة في كل أسبوع وعلى مدى ثمانية أسابيع متتالية.

علاج احتكاك الركبة بالجراحة

يترك الأطباء الخيار الجراحي للحالات المستعصية أو التي لم تفلح العلاجات الأخرى في التعامل معها، وعادةً ما يلجأ المرضى لأخصائي جراحة العظام من أجل إجراء هذا النوع من العمليات، وقد تكون الجراحة قادرة فعلًا على الحد من أعراض المرض ورفع جودة حياة المصاب، لكن يصعب القول بأن الجراحة ستكون ناجحة دومًا وقد يبقى المريض يُعاني للأسف من الألم حتى بعد إجراء الجراحة، وعلى أية حال، هنالك خيارات جراحية متنوعة للتعامل مع مرضى التهاب مفاصل الركبتين، منها:

  • استبدال المفصل: يسعى الطبيب عند إجرائه لعملية استبدال أو رأب المفصل إلى إزالة المفصل المتضرر ووضع بدلًا عنه مفصل صناعي آخر مصنوع من البلاستك أو المعدن.
  • دمج المفصل: يهدف هذا النوع من العمليات إلى صهر أو دمج المفصل لجعله يتخذ وضعية واحدة دائمة، وهذا سيجعل المفصل أكثر قوة لكن لن يكون بوسع المريض تحريكه كما في السابق.

قد يُهِمُّكَ

على الرغم من كثرة العلاجات المتوفرة للتعامل مع احتكاك الركبة الناجم عن الفصال العظمي، إلا أن الأطباء ما زالوا يعترفون بعجزهم عن علاج هذه المشكلة تمامًا عند معظم المصابين، وهذا دفع العلماء إلى البحث عن أساليب جديدة ومبتكرة لمحاولة علاج هذه المشكلة، ومن بين هذه الأساليب ما يُعرف بحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية Platelet-Rich Plasma، التي تهدف إلى إمداد مفصل الركبة بخليط مُركز من الصفائح الدموية التي تُساعد في عملية الشفاء، لكن المشكلة في هذا الأسلوب هو أن العلماء غير متفقين إلى الآن حول فاعليته بسبب تضارب نتائج الدراسات التي بحثت في هذا الأمر، وعلى أية حال، تشتمل كذلك قائمة الأساليب الحديثة التي قد تكون مفيدة لعلاج احتكاك أو التهاب مفصل الركبة على حقن حمض الهيالورونيك Hyaluronic Acid وحقن البوتكس Botox Injections.

السابق
علاج فيروس سي
التالي
قصة الرجل الامين

اترك تعليقاً